أبرز خدمات الأحمدية للعالم العربي ح 4

أبرز خدمات الأحمدية للعالم العربي ح 4

محمد طاهر نديم

  • مواقف سيدنا مرزا طاهر أحمد رحمه الله
  • خطابه الشهير “حب العرب من الإيمان”
  • موقفه لدى كارثة الخليج

__

إن إخلاص الأحمدية وولاءها للعالم الإسلامي والعربي منذ تأسيسها إلى يومنا هذا غنيّ عن البيان. ولقد كانت قضايا العرب والمسلمين في صلب اهتماماتها دوما.

مواقف سيدنا مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

قال حضرته في رسالة بعد تولي منصب الخلافة في 1982:

“إن في قلوبنا المكلومة لجرحًا لا يبرح يشتد ألمًا وغورًا مع مر الأيام ولا يكفّ عن النـزيف.. أعني تلك الاعتدءات البربرية الوحشية التي تصبّها إسرائيل على إخواننا الفلسطينيين بكل قسوة وبدون رحمة. إنني أحث كل المسلمين الأحمديين رجالا ونساء، صغارا وكبارا على أن يدعوا لهم ويثيروا ضجة في السماء بالبكاء والابتهال.. كي يرحم ربنا كلَّ من ينتسب إلى سيدنا ومولانا محمد ، وأن ينتقم من أعدائهم، ويذيقهم أشد العذاب على تلك المذابح الوحشية”.

خطابه الشهير: “حُبُّ العرب من الإيمان”

في خطاب مستفيض دعا حضرته – رحمه الله – أبناء الجماعة إلى الدعاء من أجل الأمة العربية والإسلامية، ومما ورد فيه:

“إخواني الكرام!

إن الأمر الأهم الذي أحب أن أحدثكم بشأنه هو أن العالم الإسلامي يمر بفترة ابتلاء رهيب، وأخص بالذكر الدول العربية والعالم العربي المستهدف لمظالم متوالية وتعذيب شديد من كل جانب، وكأن الأهداف التقت باتجاه إبادة العرب من على وجه الأرض. إن إسرائيل والمعسكرَين الشرقي والغربي على حد سواء مشتركون في الظلم الدائر ضد العرب، حيث يتلاعبون بمقدرات الأمة العربية في حقل السلاح، ويدفعونهم ليسفك العربي بيده دم أخيه العربي. وحيث كان الأمر متعلقا بإسرائيل فلا توجد في الأرض قوة هي على استعداد لمد يد العون للعرب بجدية. وإن ما يتراءى في الأفق هو أن هؤلاء قد اتفقوا على وضع العرب في حالة ينهبون فيها نفطهم مقابل أسلحة زائدة لديهم، ويسعون لنهب خيراتهم وتحريض بعضهم ضد البعض الآخر.

إن العرب اليوم في حالة يرثى لها، مما لا يسمح لأي مسلم السكوت عليها واحتمالها. لذا فإني أحض جماعتنا على الالتزام بالدعاء المستمر في هذه الأيام وبكل إلحاح وتضرع لصالح الأمة العربية، ليس مرة أو مرتين، بل ثابروا على الدعاء لهم دونما انقطاع، في تهجدكم وفي كل صلواتكم. ادعوا ربكم ليتفضل على العرب ويرحمهم وينقذهم من مصائبهم وآلامهم، ويغفر لهم ويعفو عنهم، حتى يعود إليهم النور الذي أشرق من بينهم بكل قوة وجلال، فيجعلهم الله U حَمَلَةَ هذا النور المحمدي إلى العالم قاطبة، وليكونوا في الصف الأول من المضحين في سبيل الإسلام كما كانوا من قبل ولا يكونوا من المتخلفين.

إن بعثة رسول الله في الأمة العربية يشكل إحسانا عظيما إلى العالم أجمع، وإن لم يكن مردُّ ذلك لإرادتهم، فللعرب فضلهم العظيم أن كان محمد المصطفى من بينهم.

ولقد قدم العرب من التضحيات في سبيل الإسلام ما لا نجد له نظيرا بين أمم الأرض. ولا ريب أنه وإن كان ظهور محمد من العرب دون إرادتهم، لكنه لا بد أن كانت فيهم خصال حميدة ما وُجدت في سواهم، فأهّلتْهم في نظر الله U لتكون فيهم بعثة سيد الأنبياء . وإن الذي يتفحص إنجازات العرب العملية، يوقن بصحة الاصطفاء الإلهي إياهم، وهكذا يصبح إحسان العرب إلينا إحسانا مباشرا وإراديا، حين نراهم تقدموا فنصروا رسول الله وأيدوه وتسابقوا إلى ميادين الشهادة في سبيل الله وما نكصوا، وهكذا نوّروا العالم بنور الإسلام في سنين معدودات.

لقد نصحـنا رسول الله بقولـه: حب العرب من الإيمان. (المستدرك للحاكم، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم)

 “أحِبُّوا العرب لثلاث، لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي”. (مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي، كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل العرب، وكنـز العمال رقم الحديث 33922)

وقال أيضا: أحبّوا العرب وبقاءهم، فإن بقاءهم نور في الإسلام، وإن فناءهم ظلمة في الإسلام.” (كنـز العمال، للمتقي الهندي، ج 12 رقم الحديث 33917)

هذه هي الأمة العربية التي فاقت الدنيا إحسانا، فقد أحسن العرب إلينا أن أوصلوا الإسلام لنا، وقد بعث الله نبيه الأمي محمدا المصطفى منهم. ولو لم يكن هنالك من سبب لمحبة العرب إلا هذا لكان كافيا لمحبتهم والدعاء لهم بنفس الروح والاندفاع الذي دعا لهم به المسيح الموعود . فكما أرسل المسيحُ الموعود تحياته وأدعيته إلى الوطن العربي محمولة على منقار حمامة الشوق، كذلك ينبغي اليوم على كل أحمدي استمطار رحمة السماء على بلاد العرب ليحفظهم الله تعالى من كل ابتلاء وينورهم بنور هدايته، ويرفع عنهم آلامهم، وينظر إليهم بعين العفو والغفران، وأن يمطرهم بوابل رحمته بجاه المصطفى ، اللهم آمين”.

موقفه لدى كارثة الخليج

عندما بدأت الأزمة الخليجية عام 1990، بادر حضرته -رحمه الله- بمتابعة هذا الحدث وتقديم النصح للأمة العربية والإسلامية حول ما ينبغي أن يفعلوه لتدارك هذه الأزمة الخطيرة. وقد بين حضرته، في سلسلة طويلة من الخطب المتتالية، أن القرآن الكريم قد قدّم حلاًّ لمثل هذه الأزمات، وعلى المسلمين أن يتبعوا وصْفةَ القرآن الكريم فيسووا هذا الخلاف فيما بينهم وألا يقحموا الأمم الغربية في القضية. وقد بين حضرته أن هذه الخطوة الغربية إنما هي الخطوة الأولى لإنشاء النظام العالمي الجديد الذي تسعى أمريكا لفرضه على العالم، وما تخفي صدورهم أكبر.

وقد قُدِّمت هذه السلسلة من الخطب للقارئ العربي في صورة كتاب تحت اسم “كارثة الخليج والنظام العالمي الجديد”، نقدم فيما يلي بعض ما ورد فيه.

قال حضرته:

لا يزال الغرب يتذكر الفظائع التي ارتكبها ضد اليهود كما يعرف طبيعتهم أيضا. وتكشف شخصية شيلوك (Shelok) في رواية اليهودي التائه لشكسبير صورةً أدبية لوَلَعهم بالانتقام. وفي مثل هذا الموقف.. وربما لم يدُرْ ذلك بخلدهم أول الأمر، ولكنهم بالتدريج فكروا: لماذا لا نصرف خطر اليهود بعيدا عنا ونوجهه نحو عالم الإسلام؟ فإن هذا سيحقق لنا ميزة مزدوجة: نقتل عصفورين بحجر واحد، أو نتخلص من عدوين في وقت واحد. (خطبة جمعة 15 فبراير 1991)

أين هي العدالة؟ إن السياسة الغربية وممارساتها الدبلوماسية تسمى في قاموس الإسلام دجلاً. وقد وصلت بلاد الغرب اليوم إلى أقصى حدود الدجل باسم الدبلوماسية والسياسة. يغلّفون جرائمهم دائما في أغلفة كرقة في الكلمات، ودعايات قوية تقدِّم كلامهم في صورة منطقية. (خطبة جمعة 7 أغسطس 1990)

    لم نسمع من أي خبير غربي يبين لنا: إذا كان هؤلاء القادة (قادة العرب والمسلمين) مرضى حقا، فما هو المرض الذي أوجد هذه العقول المريضة؟ ولم يفكروا أنه حتى لو قطعت تلك الرؤوس المريضة فسيبقى المرض، ليتولد منه مزيد من الرؤوس التي لن تكون أبدا خالية من المرض وتأثيراته. ما هو هذا المرض؟ إنه إنشاء دولة إسرائيل في هذه المنطقة، ثم استمرار التمييز في تعامل الغرب مع إسرائيل. فما كان هناك موقف يثير مسألة رعاية مصلحة إسرائيل في مقابل مصلحة العرب المسلمين إلا وكان الغرب دائما وأبدا، ودونما استثناء واحد، يهرَع إلى تفضيل مصلحة إسرائيل والتضحيةِ بمصالح العالم العربي المسلم…. هكذا كانت دائما استجابة الغرب في كل مناسبة ليتخلصوا من العالم العربي الجاهل في نظرهم، ويحموا العالم من أذاه، وسبيلهم الوحيد لذلك هو تفكيك العرب وتفتيتهم إلى قطع صغيرة، وتدمير كل إمكانيات نهضتهم في المستقبل. (خطبة الجمعة 24 أغسطس1990)

نصيحتي إلى القوى المتحالفة وإلى قادة الحلفاء: إذا كنتم ترغبون حقا في الصالح العام وخير البشرية والسلام الدائم.. وقد رأيتم كيف فشلتْ مبادئكم السياسية مرارا، وعجزتْ عن توطيد السلام في العالم.. فبالله عليكم تَعلّموا اليوم درسا، واتّبعوا مبادئ الإسلام السياسية التي تتسم بالتقوى وجذورها في التقوى، وتنمو في ماء التقوى، وتزدهر وتنتعش بماء التقوى. فلو اتبعتم تلك المبادئ الإسلامية….. فهي الوسيلة الوحيدة الأكيدة ليكون في العالم سلام دائم… أؤكد لكم إذا بقيت مقاصدها (أي مقاصد القوى الغربية).. كما كانت مقاصد الساسة في كل الأزمنة.. قائمةً على الإثرة بدلا من مكارم الأخلاق، فلن يكون بوسعها أبدا تحقيق السلام للعالم. لا بد للدول العظمى أولاً أن تقتل الذئاب الكامنة في غابات نيَّاتها هي.

وهنا يبرز أهم سؤال: إذا كان العالم الإسلامي نفسه لا يقبل العدالة كما يقدمها القرآن ولا يطبق نظام العدالة الإسلامية في بلاده.. ولا يُقيم مفاهيمه على العدالة.. فكيف يَدْعو العالمَ إلى عدالة الإسلام؟ هذا محال. فما دام العالم الإسلامي لا يقوم بنفسه على العدالة.. أي لا يقوم على مفهوم العدالة القرآني.. فلن يستطيع منح السلام للعالم ولن يستطيع أن يتوقع السلام من العالم.

وإن أعظم اللوم في هذا يقع على المشايخ المتعصبين والساسة، ذلك لأن مكائد الفئتين تقضي على نظام العدل الإسلامي… لا يكفي إذن أن نشكو غير المسلمين بسبب الاعتداءات التي مارسوها علينا، بل يجب أن ننظر في داخلنا أيضا ونرى لماذا تُرتكب الاعتداءات ضدنا، ولماذا يستخدم العدو الماكر ضدنا أسلحة صنعها المسلمون بأيديهم؟ الحق أنه قد أنشئت في بلاد المسلمين مصانع -لأشد الأسلحة فتكا بالإسلام – يديرها المشايخ، وتُصدَّر هذه الأسلحة بكميات كبيرة إلى البلاد المعارضة، ثم تستعمل نفس الأسلحة ضد عالم الإسلام.

إن ساسة المسلمين يستحقون قسطا كبيرا من اللوم على هذا.. لأنهم لم يقوموا بأي محاولة لفهم الإسلام، وتركوا هذه المسؤولية للمشايخ، واعتقدوا أن أي صورة يرسمها المشايخ للإسلام صحيحة. ولقد رفضت ضمائرهم وعقولهم المتنورة هذه الصور، ولكن تنقصهم الشجاعة لمعارضة هذه المفاهيم.. رغم اعتبارهم إياها غير إسلامية. هذا الخلط السيكولوجي جعل من السياسة الإسلامية مريضا منافقا ذا وجهين.

وأشد ما يعذب النفس في عالم الإسلام اليوم أنهم يعلنون الجهاد باسم الله تعالى وباسم دين سيدنا محمد ، ويتبنون شروط السياسة اللادينية لهذا الغرض وينبذون وراء ظهورهم سياسة الإسلام العالية التي قدمها القرآن المجيد. ولذلك نجد أنه، باستثناء حالات نادرة، كلما اصطدم المسلمون في هذا العصر بأعدائهم وأعداء الله تعالى.. لقوا هزيمة مخزية، في حين أن وعْد الله تعالى في القرآن صريح ثابت:

أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (سورة الحج:40).

فهو تعالى يحذّر الأعداء من أولئك الذين خرجوا جهادا في سبيله وباسمه، ويقول إذا كان هؤلاء ضعفاء فالله ليس ضعيفا..سوف يعينهم، ولسوف ينصرهم على أعدائهم…..

فنصحي للبلاد الإسلامية أن يكونوا على علاقات محبة فيما بينهم، ويؤدوا مسئولياتهم في جو من الأخوّة الإسلامية الخاصة، ولكن عليهم ألا يدَعُوا الهوية الإسلامية تتصارع مع الهوية غير الإسلامية. لو استمر استقطاب المسلمين في جانب وغير المسلمين في جانب آخر، واعتبار قوى الغرب وحدها غير إسلامية.. فاعلموا أن دول العالم الأخرى أيضا تتوجس منكم خيفةً. لا تنسوا أن اليابان غير مسلمة، وكذلك كوريا وفيتنام والهند. فكل هذه القوى العظيمة في العالم ترى أن رسالتكم قد وصلتهم أيضا. ولذلك لو جعلتم الهوية الإسلامية في قتال مع البلاد غير الإسلامية لوقعتم في سياسة انتحارية غاية في الحماقة، ولن تجنوا شيئا، بل ستفقدون ما في أيديكم الآن.

إذن فلا يستطيع العالم الثالث أن يتحد ما لم يعمل وفقا لتعليم القرآن الكريم القائل:

وتعاونوا على البر والتقوى ،

وهو تعليم لا يشير إلى الفوارق الدينية بل يمكن بحسبه التحالف مع الوثني أو اليهودي أو النصراني أو حتى مع الملحد. ينبغي أن تتعاملوا فقط بالبر والتقوى، وتتعاونوا على ما هو خير فقط.

على هذا المبدأ من التعاون ينبغي أن تبسطوا يد التحالف إلى هذه الأمم. ولذلك فمن الضروري جدا إنشاء “مجلس الأمم المتحدة” للأمم الفقيرة.

ويجب أن يتضمن دستور هذه المنظمة ما يلزمها بإصدار القرارات التي تستطيع تنفيذها حقًّا. كما يجب أن يتعهد كل عضو فيها بالتزامه بقبول حكومة العدل في كل حال. وينبغي أن يكون هناك نظام فعال وعادل، للتحاور والتشاور.. تحت إشراف هذه المنظمة، لحل القضايا والمشاكل المتعلقة بدول العالم الثالث. كما لا بد وأن يتقوى في هذه الأمم الضعيفة الاتجاه الذي ينأى بهم عن اللجوء إلى الأمم القوية لحل قضاياهم والتدخل في شؤونهم.

إن في هيئة الأمم المتحدة الحالية تناقضات متأصلة، وينبغي أن نتعلم منها حتى لا تنطوي مؤسساتنا على تناقضات. وكما قلت.. إنها قاعدة قهرية ظالمة.. أن أية دولة من الدول القوية دائمة العضوية، مثل أمريكا أو الاتحاد السوفييتي أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين، لو أرادت أن تعتدي على دولة وتهاجمها بنفسها أو عن طريق دولة عميلة تابعة لها، فلا يملك أحد حق الانتقام من المعتدي.. ما دامت واحدة من الدول الدائمة في مجلس الأمن مصرة على حمايتها من العقاب، اعتمادا على حق الفيتو أي الاعتراض على قرارات المجلس. (خطبة جمعة 8 مارس 1991)

وفيما يتعلق بنا.. فقد أخبرنا ربنا من قبل أننا ضعفاء. لقد أخبرنا سيدنا ونبينا محمد قبل 14 قرنا أن الله تعالى سوف يخلق أو يقيم في المستقبل أمما عظيمة قوية لا قِبَلَ لأحد بقتالها، فينبغي ألا يدور بخلدكم قتالهم بأسلحة الدنيا. ذلك مسطور في كتب الحديث…. لقد أخبرنا النبي أننا غير قادرين على إحراز أي شيء إلا بالدعاء. إن قدر الله تعالى هو الذي سوف يدمر القوى العظمى إذا ما عزمت على فعل الشر في العالم. أما وقد جعل الله سائر العالم بلا سلاح ولا حيلة من ناحية، وأعطى القوى العظمى فرصة لعمل الشر من ناحية أخرى، فإن مسئولية حماية الضعفاء تكون في يد الله يقينا.

هناك إذَنْ وسيلة وحيدة للحصول على التأييد السماوي.. ذلك أن تقيموا علاقات مع الله تعالى، وأن يصلح المرء نفسه قدر وسعه. يجب أن لا ترتكبوا أي شر باسم الإسلام. يجب أن تمحوا كلمة الإرهاب من قاموس المسلمين. إن الفوضى والشر وتخزين المشاكل لإيذاء الآخرين هي أفعال الحمقى ولا علاقة لها بالإسلام بتاتا. ينبغي عليكم أن تدخلوا في السلم وتصلحوا أعمالكم ومعاملاتكم فيما بينكم وعلاقاتكم مع الأمم الأخرى، وتنتظروا بصبر.. وسترون كيف يتغلب قدر الله على خداع الماكرين الأشرار. (خطبة الجمعة 8 مارس 1991)

إن دعوتي هذه دعوة “درويش”. إنها نصيحة إنسان متواضع.. ولو وَعاها قلب وانصاع لها انتفع بها، لأنها تعاليم القرآن الكريم. أما إذا رفضتم نصيحتنا بدافع الكِبر والرعونة.. فإني أحذركم اليوم.. بأن عالم الإسلام سوف يواجه أخطارًا فظيعة لا قبل له بها.. وسيبقى بسببها باكيًا يندب حظه، ضاربًا برأسه في الصخر لأمد بعيد، ولن يكون له مخرج منها، ولن يكون له سبيل لاستعادة قوته الضائعة وشرفه وكرامته التي اكتسبها.. ويمكن أن يكتسبها.

الواقع أن بلاد المسلمين قد وصلت إلى مرحلة بحيث إذا استمروا في التقدم بهدوء وحكمة، بعيدًا عن العنف، فإنهم في العشر أو الخمس عشر سنة القادمة سيتمكنون من أن يكونوا قوة عظمى، لا ينظر إليها الآخرون نظرة سوء حتى وإن أرادوا ذلك. أما إذا تعثروا الآن وارتكبوا الخطأ.. فسوف يقعون في وهدة هلاك يتعذر منها النجاة.” (خطبة الجمعة بتاريخ 17 أغسطس 1990)

Share via
تابعونا على الفايس بوك