الشبهة لا تقف أمام الأدلة العديدة المتكاملة

الشبهة لا تقف أمام الأدلة العديدة المتكاملة

هاني طاهر

  • جر المشكك بوجود الله للحوار في الأدلة الدامغة
  • طريقة الرد على الشبهات والتشكيك

__

ما مِن حقيقة إلا ويمكن الاعتراض عليها بشبهة.. حتى وجود الله يطرح البعضُ شبهات حوله..

والحل مع عشاق الشبهات ليس الخوض في شبهاتهم، لأننا بهذا نعزِّز شكوكهم، ونُفرحهم بقساوة قلوبهم.. بل الواجب هو إجبارهم على الحوار في الأدلة الدامغة.

فلِمَن يطرح شبهة أو شبهات على وجود الله نقول: دعك من هذا، وأجب عن أسئلتنا: من خلق هذا الكون؟ من دبّره؟ من هدى هذه المخلوقات كلها؟ من أتقن هذا الخلق ونظَّمه هذا التنظيم الدقيق وجعل كل شيء بَقَدَر ودقّة؟ من بعث هؤلاء الأنبياء جميعا والذين دعوا إلى الإيمان بإله واحد؟ من نصر هؤلاء الأنبياء جميعا رغم قلة حيلتهم؟ من أنبأ الأنبياء بمئات الأنباء التي تحققت؟ من أوحى إليهم هذه الكتب العظيمة؟ لماذا كان الأنبياء أطهر الناس وأسماهم أخلاقا، وما الأقرب للعقل صدق هؤلاء الأطهار أم حفنة من الملاحدة عبر التاريخ؟ وأين إنجازات الملاحدة من إنجازات الأنبياء؟ من الذي خلق في الناس ميلا للصدق والشفقة وكُرهًا للخيانة والغدر واحتقارا للديوثية والشذوذ؟  من الذي يستجيب دعاء المضطرين الذين لا حصر لهم والذين شعروا باستجابة أدعيتهم؟

إن استطاع الملحد تفسير هذا كله وفق نظرية أنه ليس هنالك أي خالق، وأن الكون جاء صدفة، فننتقل لشبهاته لنجيب عليها. أما إن وقف حائرا ولم ينبس ببنت شفة، فإن إضاعة الوقت في ترّهاته حرام.

وصلت موقعنا اليوم رسالة تطرح عددا من الشبهات حول تفسيرنا لجن سليمان والهدهد والنمل، فبعثت للمرسل ما يلي:

أثرتَ إشكاليات بسيطة، وأهملت إشكاليات تقضي على التفسير المتداول وتجتثه من جذوره. وما هكذا تورد الإبل، فالأصل أن تجيب على ما نطرحه من إشكاليات حول التفسير المتداول ثم تأتي بما تراه أدلة في نقض تفسيرنا. وفي هذه الحالة سيكون من حقك أن تسمع ردّنا، وسيكون من واجبنا أن ندافع أو أن نتراجع عن قولنا إن لم نستطع الدفاع.

من هنا فإنني أطالبك بأن تجيب على هذه الأسئلة قبل أن أجيب على أسئلتك:

1: لماذا استخدم الله تعالى تعابير خاصة بالعقلاء حين وصف النمل والهدهد؟

2: هل تعرف العصافير الكذب والصدق؟

3: هل سمعت بمجرم يهدد عصفورا صغيرا بالعذاب الشديد، وكيف يكون العذاب الشديد هذا؟

4: هل يعرف العصفور أن يأتي  بسلطان مبين؟

5: هل يعرف عصفور أن يقول

  إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ الله وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * الله لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ؟

6: لماذا اختار سليمان هذا الـهدهد المسكين ليذهب إلى اليمن، ولم يختَر نسرا؟ أو لماذا لم يختر جنًّا يصل هناك بلمح البصر؟

7: هل تعرف النمل أهل القرية أو أهل المدن المجاورة؟ هل تستطيع التمييز بين الناس والجيوش؟ وكيف رأت هذه النملة سليمان من دون أخواتها؟ أين كانت بقية النمل؟

8: ما الذي يدعو سليمان إلى التبسم من قولها وهو الذي يسمعها ليل نهار؟

9: ما فائدة هذه المعجزات التي أيد الله بها سليمان عليه السلام؟ ولماذا ينفرد من بين الأنبياء بها؟

هكذا الحال مع الشيعة، حيث يستدلون بحديث “رزيّة الخميس” على كفر كبار الصحابة!! وهم يريدون منا تبرير وجود هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم؟ وإذا قلنا لهم هذا الحديث لا يمكن أن يكون صحيحا، ملأوا الدنيا ضجيجا باتهامنا برد الأحاديث الصحيحة! وصار البخاري فجأةً عندهم حجة!.. لذا فمن الخطأ أن نجيب على هذه الشبهة قبل أن نُلزمهم أن يجيبوا على عشرات الأدلة الدامغة على عدالة عموم الصحابة.. فإن استطاعوا أن يجيبوا عليها وأن يطرحوا بديلا متكاملا لما نقول، فقد وجب علينا أن نردّ على شبهتهم ونناقشهم فيها.

ولا يختلف الأمر في نقاش النصارى في مسألة صلب المسيح، فقد يحتجون بعبارة “وأسلم الروح” ليقولوا إنها دليل على موت المسيح على الصليب، وليس لنا أن نُطيل في الردّ، بل نقول لهم: هذا مُحتمل بداية، ولكن أجيبونا على عشرات الأدلة على عدم موت المسيح على الصليب التي نطرحها دائما..

وهكذا المشايخ القائلون بصعود المسيح إلى السماء، حيث لا يجدون دليلا أفضل من قولهم: كيف تستدلون بحديث يقول إن عمر كل نبي يساوي نصف عمر النبي الذي سبقه! إنهم يتناسون الأدلة العديدة الدامغة التي نأتي بها، ولا يعرفون إلا هذه الجزئية.. لن نقول لهم: إنه يمكن تخصيص النبوة هنا، كما هو الحال في حال التعارض بين أي نصّين، بل سنقول لهم: لن نجيبكم حتى تجيبوا على أدلتنا القرآنية والعقلية على وفاة المسيح.

وهكذا يجب أن يكون منهجنا مع عشاق هدْر الوقت ومقدِّمي الشبهات على الأدلة القاطعة والساعين نحو الفوضى والبعثرة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك