من ثمارهم تعرفونهم وحسب قناعة مبرراتهم يتقدمون

من ثمارهم تعرفونهم وحسب قناعة مبرراتهم يتقدمون

هاني طاهر

كلما ناقشتُ حزبيًّا أو صاحب دين جديد أو أي منظِّر سألتُه: ما الجديد عندك وليس موجودًا عند غيرك بحيث دعاك إلى هذا الحزب أو الدين؟

لا بدّ لأي جماعة من مبرر مقنع لوجودها، وإلا انهارت وانتهت، أو وَجب أن تنتهي وتنهار. ما مبرر وجود الدين البهائي باعتباره دينًا نسخ الإسلام عند أتباعه؟ أي: ما الجديد الهامّ الذي أتت به البهائية ويفتقر إليه الإسلام؟ هذا السؤال طرحته قبل أيام على مسؤول بهائي إيراني في مقرهم المتواضع في لندن، فقال: لا أعرف.

ما دام لا يعرف، فلماذا تخلى أجداده عن الإسلام لصالح البهائية؟! ولماذا يصرُّ هو على ذلك؟

كما بيّن مؤسس جماعتنا عليه السلام فلسفة تعاليم الإسلام، وركّز على الجانب الروحي فيه، وغير ذلك كثير مما يفتقد إليه غيرنا.. فهل هذه مبرررات بسيطة؟!!! وهل لدى غيرنا عشر معشارها؟!

هذا السؤال قد يبدو بسيطًا، لكنه عميق ومفيد وسهل الفهم. ما مبرر الخوض في جدل كلامي مع الحزب الفلاني والحزب العلاّني! لنسألهمْ فقط عن فكرهم المجرد.. عن التجديد.. عن الجدوى من جماعتهم.

نستخدم هذا الأسلوب لأن القرآن العظيم قد استخدمه.. ذات مرة قال اليهود للرسول : لو كان القرآن الذي معك مثل التوراة، لآمنا بك. لكنهم في الحقيقة لا يؤمنون بالتوراة، فأمره الله أن يقول لهم: آتوني بكتاب من عند الله أفضل من القرآن والتوراة لأتبعه الآن. نعم، بهذه البساطة.. فلنقرأْ قوله تعالى:

  فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ * قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (سورة القصص).

وبطريقة مشابهة تحدث المسيح في الأناجيل، حيث قال:

 “هَكَذَا، كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا. أَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ، فَإِنَّهَا تُثْمِرُ ثَمَرًا رَدِيئًا. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُثْمِرَ الشَّجَرَةُ الْجَيِّدَةُ ثَمَراً رَدِيئًا، وَلاَ الشَّجَرَةُ الرَّدِيئَةُ ثَمَرًا جَيِّدًا. وَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا، تُقْطَعُ وَتُطْرَحُ فِي النَّارِ. إِذَنْ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.” (متى7: 17-20)

الأحزاب تتقدم لأن لها مبررًا قويًّا، وحين ينتهي هذا المبرر أو يضعف تتلاشى. هذا ما رأيناه على كل الساحات. فليكن السؤال لأي جماعة: ما مبرر وجودك.

قد يسألنا أحدهم: ما مبرر دعوة الأحمدية؟ نقول له: إن جماعتنا قد دعت إلى العودة إلى القرآن العظيم في وقت كان فيه مهجورًا، ولا زال الناس يقولون: إن فيه آياتٍ منسوخة، بينما ننفي نحن ذلك. وبينما ينسب الناس إلى الإسلام العنف والكره، نؤكد نحن من نصوصه أنه لا إكراه في الدين، وأنه لا ينهانا الله عن أن نَبَرَّ الكافر غير المحارب. وبينما تحدث أعداء الإسلام عن الجهاد العدواني وأيَّدهم بعضُ المسلمين، انبريْنا لتوضيح الجهاد الإسلامي الحقيقي. وبينما كان المسيح في عقائدهم في السماء، بيّنا من القرآن العظيم أن الله قد أماته كما أمات غيره، وأنه لم يمت على الصليب.. كما بيّن مؤسس جماعتنا عليه السلام فلسفة تعاليم الإسلام، وركّز على الجانب الروحي فيه، وغير ذلك كثير مما يفتقد إليه غيرنا.. فهل هذه مبرررات بسيطة؟!!! وهل لدى غيرنا عشر معشارها؟!

Share via
تابعونا على الفايس بوك