
السيرة المطهرة (31)
تحت سلسلة السيرة المطهرة يتناول الكاتب سيرة حضرة ميرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود ميرزا الوقائع والأحداث الهامة من حياة حضرته المطهرة
لقد حذّر الإمام المهدي البشرية جمعاء كما حذّر الغرب من الغضب السماوي القادم الذي سوف يكون في صورة حروب تُسبب دمارا مهولا، وقد أشار إلى الحروب باستعمال لفظ الزلازل، حيث إن لفظ الزلازل أعم وأشمل من لفظ الحروب، فالزلازل تعني الهزات الأرضية كما تعني الحروب أيضا، وذلك كما جاء استخدام ذلك اللفظ في القرآن المجيد:
فقال الإمام المهدي ما تعريبه: “تذكروا.. إن الله أخبرني عن وقوع زلازل عديدة، فكونوا على يقين أنه كما هزّت الزلازل أمريكا وأوربا، فإنها سوف تهز آسيا كذلك، وسيكون بعضها مشابها ليوم القبامة، وسوف يهلك العديد من الناس حتى تفيض الأنهار من الدماء، بل إن طيور السماء وحيوانات الأرض لن تنجو من الموت القادم.
إن دمارًا شديدا سوف يعم ظهر هذه الأرض، وسيكون أشد ما وقع عليها منذ خَلْق الإنسان. إن أحياءً بأكملها سوف تُدمّر، وتغدو كما لو لم يكن يسكنها أحد من قبل. وسيكون كل هذا مصحوبا بكوارث مرعبة، تأتي من الأرض وتنزل من السماء، حتى إن كل الكتابات العلمية والفلسفية، لن تعطي وصفًا ولو قريبا لتلك الكوارث المقبلة.
إن الإنسانية سوف تكون في حالة شديدة من الغمّ والعجب، لا تدري ماذا يمكن أن يحدث. سينجو الكثير، ولكن الكثيرين أيضا سوف يهلكون. إن الأيام قريبة.. بل إني أراها بالوصيد.. حين يرى العالم منظرا مريعا، ليس فقط من الزلازل، ولكن من مصائب فظيعة سوف تحل بالإنسان.. يقع بعضها من السماء وبعضها من الأرض. كل هذا سوف يحدث لأن الناس تغافلوا عن عبادة الإله الحق، وانغمسوا في أمور الدنيا بكل قلوبهم وكل جهدهم وكل مآربهم.
لقد كاد القرن ينصرم منذ أن أعلن سيدنا أحمد هذه الكلمات، وقد يكون للناس الذين لم يروا تحققها في زمانه بعض العذر في عدم الإيمان، ولكن المرء يتساءل الآن.. بعد مرور كل هذه السنوات، وبعد أن شاهد الناس تحقق كلمات سيدنا أحمد في حربين عالميتين، وعشرات من الحروب المحلية، حتى بلغ عدد ضحايا هذه الكوارث خلال هذا القرن وحده ما يزيد عن ثلاثمائة مليون نسمة.. ما هو العذر الآن لعدم الإيمان؟
إن لم أكن قد أتيت لكان من الممكن أن يتأخر وقوع تلك المصائب بعض الوقت، ولكن بعد مجيئي فإن التدابير الخفية التي يكشف عنها غضب الله تعالى سوف تتضح بجلاء. يقول تعالى:
إن الذين يتوبون إلى الله تعالى سوف يجدون الأمان، وأولئك الذين يخشون الله قبل أن تعصف بهم الكارثة، ستشملهم رحمة الله تعالى. هل تظنون أنكم في مأمن من هذه الكوارث؟ أم هل تظنون أنكم تستطيعون إنقاذ أنفسكم بتدابير مصطنعة؟ كلا بالطبع.. إن التدابير البشرية سوف تفشل كلها في ذلك اليوم. فلا تظنوا أن الزلازل قد أصابت أمريكا وبعض القارات الأخرى ولكن بلادكم ستكون في مأمن منها، حقا.. إن مصيبة أكبر سوف تحل بكم. أيا أوربا إنك لست في مأمن منها، وأنت يا آسيا أيضا لست بناجية منها، وأنتم يا سكان الجزر لن تغيثكم الآلهة الباطلة.
إنني أرى مدنا وأحياءً تتحول خرابا ودمارًا، فقد ظل ذلك الإله الواحد الأحد صامتا لزمن طويل، وارتُكبت المعاصي والرذائل بين يديه ولم يقل شيئا، ولكنه الآن سوف يكشف عن وجهه الجلالي بقوة. فمن كانت له أذنان يسمع بهما فليسمع أن ذلك الوقت ليس ببعيد. لقد بذلتُ أقصى جهدي لأجمع الجميع تحت رحمة الله تعالى، ولكن يبدو أن القدر المكتوب لا بد أن يتحقق. الحق.. والحق أقول.. إن دور هذه البلاد أيضا يقترب بسرعة، فإن زمن نوح سوف يظهر أمام نواظركم، وسوف تشاهدون بأعينكم الكوارث التي حلّت بمدن لوط، ولكن الله بطيء في إظهار سخطه، فتوبوا حتى تدرككم رحمة الله، فإن من لا يخشى الله ليس من الأحياء بل هو يقينًا من الأموات”.
(معرّب عن الترجمة الإنجليزية- كتاب: حقيقة الوحي ص 256- 257)
لقد كاد القرن ينصرم منذ أن أعلن سيدنا أحمد هذه الكلمات، وقد يكون للناس الذين لم يروا تحققها في زمانه بعض العذر في عدم الإيمان، ولكن المرء يتساءل الآن.. بعد مرور كل هذه السنوات، وبعد أن شاهد الناس تحقق كلمات سيدنا أحمد في حربين عالميتين، وعشرات من الحروب المحلية، حتى بلغ عدد ضحايا هذه الكوارث خلال هذا القرن وحده ما يزيد عن ثلاثمائة مليون نسمة.. ما هو العذر الآن لعدم الإيمان؟