نزهة في كتاب استيقظ وعش!

نزهة في كتاب استيقظ وعش!

ضحى أحمد

ضحى أحمد

  • لمن كُتب هذا الكتاب؟
  • ماذا نعني ب “التأمّل الذّاتي”؟
  • ما حقيقة سهولة النجاح وصعوبة الاستمرار فيه؟
  • ما هي طاقة الفشل.. ولماذا نفشل؟!
  • ما خطورة الالتفات إلى الخلف؟!
  • ما معيار قياس إرادتنا؟
  • لماذا يرضى بعضنا بالفشل أحيانا؟!
  • كيف نرشِّد استهلاك طاقاتنا؟

 ____

الجمهور المستهدف «أنا وأنت»

كما جرت العادة أن يهدي الكاتب نتاج فكره في الكتاب إلى أي من الأشخاص الذين يعنيه أمرهم، تفتتح الكاتبة الأمريكية «دوروثي براند» كتابها الموسوم “Wake up and live!”بعبارة إهداء رقيقة تقول:

«إنه لهؤلاء الذين لم يوفقوا إلى الآن لاستكشاف إمكاناتهم، ولكل من يتطلّع لحياة سعيدةٍ ومثمرة أقدّم هذا الكتاب..».

وتقدم الكاتبة للقارئ عبر صفحات تأليفها وصفة نجاح جرّبتها بنفسها فأحدثت في حياتها تغييرا إيجابيا ملحوظا، وأتت بنتائج سحريّة، فألْفت نفسها تفعل ما كان يبدو لها من قبل ضربا من المستحيلات، ووجدت العوائق التي كانت تراها من قبل عصيّة على التخطّي، تذوب كذوبان الجليد بفعل حرارة الشّمس السّاطعة، وسقطت عنها قيود التّردّد التي طالما قيّدتها، وسقط عنها قناع الجُبن والخجل.

بالطبع لقد كان وراء هذا الانقلاب وقفة صريحة وقفتها الكاتبة مع نفسها، أدركت بعدها أنّها لا تؤدي عُشرَ معشار ما هي خليقة بأدائه، وأدركت أنّها برغم وجاهة الأعذار التي كانت تنتحلها لنفسها تبريرًا لفشلها، إلا أنها كانت على يقين من أنّ ثمّة أعمالاً كان بمقدورها أن تؤديها على أكمل وجه، وهذه الوقفة مع الذّات يُطلق عليها في زمننا هذا «التأمّل الذّاتي»، الذي يرى فيه خبراء التنمية البشرية أمرًا فعّالًا للوقوف على نقاط الضعف والقوّة فينا وإجراء التغيير اللازم بأسرع ما يُمكن، وهذا ما يدعمه ديننا الحنيف، حيث جاء في القرآن قول الله سبحانه:

بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (1).

ممارسة التأمّل الذّاتي

بالفعل إن التأمّل الذاتي يساعد الشّخص على تلمّس سبلٍ شتّى للخروج من مآزقه، وهذا ما يميّز الناجحين عن غيرهم من النّاس، حيث إنّهم دائمو التطوير والتجديد لأنفسهم، بتعبير آخر، يظهر الفرق بين الناجح والفاشل إزاء المشكلات أن الأول لا يكف عن تجديد المحاولة في سبيل الخروج من مشكلة ما، بصرف النظر عن جدوى المحاولة أو عدم جدواها، فعلى المرء أن يسعى، وليس عليه إدراك النجاح. أما الفاشل فإن فشله لا يتمثل في خطأ المحاولة، وإنما يتمثل في استكانته ويأسه من المحاولة، الأمر الذي لفت التعليم النبوي انتباهنا إليه في تعليم الدعاء:

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَال».(2)

سهولة النجاح، صعوبة الاستمرار

وقبل حصول القارئ على الوصفة المبهرة المجربة تلك لابدّ من توضيح أمرٍ ما أولا، كيلا ننخدع بنشوة النجاح الذي لم ننل منه بعد سوى رشفة من كأس دهاق، إذ لا بدّ من التنويه إلى أنّ الكاتبة صرّحت بأنّها كانت تنهمك، كأيّ شخصٍ، في العمل بحماس محموم، ثم لا تلبث شعلة الحماس تلك أن تخبو، لتجد دوروثي نفسها في المربع رقم صفر، وهي أبعد ما تكون عن هدفها! لا شك أننا جميعا دون استثناء، قد مررنا بتلك الحال، فما السر الكامن وراءها يا ترى؟! وكيف نتغلب عليها؟!

البداية

تحكي الكاتبة تجربتها أنّها ذات يوم كانت تقرأ في كتاب فوقعت عيناها على عبارة تضمّنت من الإيحاء ما دفعها إلى أن تطوي الكتاب وتنحيه جانبًا لتتدبّر بإمعان تلك العبارة التي توقفت عندها، في تلك اللحظة تحديدا تذكر «دوروثي» أنها في لحظة لامعة من حياتها كانت كأنّها خُلقت خلقًا جديدًا، ولمّا تبدّلت حال الكاتبة على كافة الأصعدة، أدركت أنّ ما أنقذ حياتها بوسعه كذلك أن ينقذ حياة غيرها.

هذه الوقفة مع الذّات يُطلق عليها في زمننا هذا «التأمّل الذّاتي»، الذي يرى فيه خبراء التنمية البشرية أمرًا فعّالًا للوقوف على نقاط الضعف والقوّة فينا وإجراء التغيير اللازم بأسرع ما يُمكن، وهذا ما يدعمه ديننا الحنيف، حيث جاء في القرآن قول الله سبحانه: بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ

طاقة الفشل.. ولماذا نفشل؟!

الإرادة طاقة داخلية يعرفها كثيرون، ولكن ما قد يجهله الأكثر أن تلك الإرادة ليست محمودة في كل الأحوال، فبكلمات عميقة تبحر الكاتبة بنا لتبيّن أنّ الكثيرين منّا ضحايا ما أسمته بـ «إرادة الفشل»! وتقدّم الكاتبة وصفتها المضادّة لهذه الإرادة، ولو لم يدرك الشّخص ذلك في وقت مناسب ينقضي العمر بدون إنجاز ما يريد، وتُبرِز «دوروثي» وسيلتها لمجابهة إرادة الفشل، وهذه الوسيلة تراها كفيلة بأن تفعل فعل السّحر!

ترى الكاتبة أنّ الوقت والجهد اللذين ننفقهما في تحقيق الفشل كان يُمكن أن استثمارهما في تحقيق النّجاح! وهذا أمر بديهي، ولكن كيف السبيل إليه؟! تلك هي المشكلة.. وكحلٍّ للغزها الذي هو بمثابة حقيقة تنطوي على الأمل والرجاء تفترض مثالًا توضيحيًّا يحسُن إيراده مختصرًا لبلوغ الغاية المنشودة من بحثنا، تفترض دوروثي أنّ شخصا ما على موعدٍ في مكانٍ يبعد عن منزله مائة ميل، وأنّ هذا الموعد سيعود عليه بالصّحة والسّعادة والفلاح ما بقي له من عمره، وافترضت أنّ لديه متسعًا من الوقت ليصل في الموعد، وأنّ في خزّان سيّارته من الوقود ما يكفي للوصول، ثم تابعت افتراضاتها بأنّ ذلك الشخص رأى أنّ من الأمتع له أن يتّجه باتجاهات مختلفة عن هدفه تصل مسافتها نحو خمس وعشرين ميلًا قبل الشروع جدّيًا في التوجه المباشر نحو هدفه.. ثم دعتنا إلى التساؤل: ما قولنا في تصرُّف ذلك الشخص؟! وبادرت بالجواب بنفسها لتقول أن ذلك التصرف حماقة ولا شك. ولو أنّ الرّجل سُئل عن فعله هذا وراح يقدّم الإجابات التي تنطوي على فلسفة، كأن يقول أنّه استمتع برحلته تلك، أو لو كان السّبب أنّه أخطأ الاتجاه لاستغراقه في حلم من أحلام اليقظة، لما أعفته كلّ أعذاره من أن يكون مورد اللوم، بل حتى لو أنّه وصل وجهته بعد الموعد لأنّه ضلّ الطّريق، لاتهمناه بسوء التصرف؛ لأنّه كان بمقدوره أن يستدل بخريطة الطّريق قبل الانطلاق في رحلته.. وتُسقط الكاتبة هذا المثال على مسار حياتنا، فالكثيرون بدل الاتجاه رأسًا إلى غاياتهم في الحياة يسلكون ذلك المسلك، يسيرون في اتجاهات شتى دون ان يحددوا هدفهم، مما يوقعهم في دائرة الفشل. لقد حذر القرآن منذ أكثر من 14 قرنا من هذا التصرف الخاطئ، فقال:

وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (3)،

لقد كان بوسع ذلك الشخص أن يفلح في بلوغ غايته لو أنه بذل ما ضيعه من طاقات في سبيل الوصول في موعده المحدد. فالفشل من منظور الكاتبة لم يكن إلا دليلًا على أنّ طاقة أهدرت في السبيل الخاطئ، فحتى الفشل بحاجة إلى طاقة أيضا. فلم إذن لا نستثمر تلك الطاقة في الاتجاه الصحيح؟! أليس هذا في الإمكان؟! بلى، إنه أمر متاح، بل لقد أكدت عليه حتى قوانين الفيزياء التي أصبحنا ندرك مدى ارتباطها بقوانين النفس والعالم الروحاني، حيث نصت قوانين الفيزياء على أن الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث، ولكنها تتحول من صورة إلى أخرى. فلا نبذل شيئا من تلك الطاقة في سبيل تحويلها إلى طاقة إيجابية بنَّاءة؟! إن هذه الحقيقة قلّما تُدرك بسهولة، فقد درجت الأغلبية العظمى من الناس على القول بأن الفشل نقيض النّجاح، وبما أنّ النجاح يتطلب نشاطًا وحركةً، استنتجوا خطأ أن الفشل نتيجة للاستكانة والجمود.

لكنّ الكاتبة ترى أنّه كما إرادة النجاح تتطلب حركة ونشاطًا، كذلك يقابلها إرادة الفشل التي عبّرت عنها الكاتبة بالحياة المحترقة داخل الشّخص الجامد، لقد نبذت النظرة السطحية لتسبر أغوار النّفسية الفاشلة واستشعرت لهيب ودخان الطاقة المتشتتة والمحترقة دون فائدة، فحتى الشخص الكسول في نظر دوروثي يحرق وقودًا بينما هو سادرٌ في خواطره، ربما أكثر مما يحرقه الشخص المُنجز، الأمر أشبه بسيارة معطلة تحرق من الوقود أكثر مما تحرقه السيارة المنطلقة بسرعة على الطريق، هذا الأمر يدركه جيدا ميكانيكيو السيارات ومحترفو قيادتها على حد سواء.

 

ابدأ الآن.. إياك والنظر إلى الخلف!

لكي نتذوق لذاذة النجاح، لسنا بحاجة سوى إلى عملية استبدالٍ وإحلالٍ بسيطة، نحتاج إلى استبدال إرادة الفشل بإرادة الحياة، وهذه العملية تبدأ بتحديد الهدف ثم الاتجاه نحوه. وكلما كانت المبادرة أبكر كانت فرصة النجاح أكبر، فإن لم نبدأ الآن ففرصة الفشل مع تقدّم العمر ستكون أكبر.

ولا شيء أكثر مجلبة للخسارة من أن يستدير المرء إلى الخلف ليقلب في ذكرياته السلبية القديمة التي يُفتَرض به إهمالها، فما فات مات، وحقيق على كل ميت أن يُدْفن!

معيار قياس إرادتك

إنّ الأمانة المطلقة مع النّفس كفيلة بأن تبين لك ما إذا كان النّشاط الرّتيب الذي تزاوله نشاطًا روتينيًّا أو آليًّا لا يستلزم من الاهتمام الواعي قدرًا ملحوظًا أم لا، فإذا كان كذلك فالأرجح أنّه لا يندرج تحت النشاط الإيجابي البناء، وبهذا يكون طاقة سلبية ينبغي إعادة توجيهها..

بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه ،

وعلينا وضع نموذج الشخص المذكور عاليه نصب أعيننا، فلا نتصرف كما لو كان لدينا متسعا من الوقت، لأن مجرد تسرب إحساس أن لدينا متسعا من الوقت هو فكرة مدمرة في حد ذاتها، وإليها يشير التوجيه القرآني:

يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (4)،

وأغلبنا بطبيعة الحال يتأخر عن إنجاز أية مهمة حين يعتريه الظن بأن لديه متسعا من الوقت لإتمامها.

لماذا يرضى بعضنا بالفشل؟!

لا شك أن ما من أحد يحب الفشل لنفسه، بالمعنى المتعارف عليه، ولكن ما نعنيه هنا هو أن البعض يرضون بالفشل كنوع من الاستسلام أو عدم الإقدام على المغامرة، لا سيما حين يرون أن أصابع الانتقاد طالما ترتفع مشيرة إلى أصحاب الهمة والفاعلية بالسخرية والاستهزاء قبل أن تظهر نتائج همتهم المحمودة في نهاية المطاف.. لنتذكر جميعا أن ذلك الانتقاد الهدام يُبتلى به النبيون ومن بعدهم سائر العظماء في هذه الدنيا، ولم يفت القرآن ذكر هذه الدقيقة حين أورد على سبيل المثال قصة حضرة نوح عليه السلام وقت انهماكه في بناء الفلك

وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (5)،

فالخلاصة ها هنا أن انتقادات الغَير أمرٌ منطقي سببه شعورهم المسبق بجدوى نشاطنا، ورغبتهم، المقصودة أو غير المقصودة، في تثبيط همتنا لكي نكون في نهاية المطاف سواء بسواء، فإفشال همة المتفوق يبدو أحيانا أسهل بكثير من حذو حذوه للتفوق مثله، وهذا دأب شريحة عريضة من الناس في هذا العالم وفي كل العصور، ممن يرون إفشال الناجحين أيسر عليهم من إزالة فشلهم

وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (6)

ترشيد استهلاك الطاقات

إن من مقومات الحياة المثمرة والناجحة البعد عن الكلام الزائد، ولا نقول اللواذ بالصمت دائما، وإنما أن يتكلم المرء على قدر الضرورة، فليس كل ما يصدق يقال، بل علينا التماس القول السديد، ذلك الذي يتسم بالصدق أولا، ثم مناسبة المقام ثانيا.. سرعان ما يتشف المرء صدق ذلك التوجيه بالتجربة، إذا ما أدرك أن الكلام في حد ذاته طاقة، وإذا قيل في غير محله كان طاقة مفقودة ومهدرة على غير طائل، بتعبير آخر، سيكون زائد الكلام ذاك طاقة فشل كالتي تحدثنا عنها سابقا، لقد نبهتنا تعاليم النبي الخاتم إلى خطورة ذلك الأمر، فحذرنا من الإسراف في الحديث عن طموحاتنا ومخططاتنا إلا في أضيق الحدود بقوله:

«استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود» (7)،

نعم، يحسن بنا الاحتفاظ بمخططاتنا لأنفسنا، إذ ربما لا يحالفنا الحظ في إنجازها، فلا تكون ثمة خيبة أمل مضاعفة، خيبة أمل أمام أنفسنا، وخيبة أمل أمام الناس.. والنعمة التي ذكر النبي أنها مدعاة حسد لعلها تكون شعلة الحماس المتقدة التي نود دائما إبقاءها متقدة، وتعرض الناس لنا أحيانا بالتثبيط هو بعينه محاولة منهم لإخماد تلك الشعلة.

إجمالا لما سبق

اجعل من دأبك أن تكون صديقًا لنفسك وحازمًا معها في الوقت نفسه.. إذا أحسنت صنعًا أو اكتسبت فضيلة، أو أحرزت نجاحًا، فاجزل لنفسك الاستحسان، بل كافئها بالهدايا إذا شئت؛ وإذا قصّرت فليس من الحزم أن تصبّ عليها اللوم والعنف، بل أن تسد عليها مسالك أي إغراء يدعوها إلى الارتداد لنقيصة أو لنقطة ضعف..

تصرف كما لو كان الفشل مستحيلًا، هذه العقيدة ستجعلك تدّخر أقصى ما يمكنك من الطاقة والمجهود الذي يتبدد هباء في الأحلام والأوهام ويقتل الوقت بغير هدف..

تجاهل مخاوف الفشل ، وتذكر أن تدرب ذهنك وأنت على الطريق نحو الهدف، وتعهد بالرعاية ملكاتك ومقدراتك بحيث تضعها تحت السيطرة، وتجعلها رهن إشارتك حتى إذا آن أوان استخدامها، استخدمتها كخبير محنّك..

عليك أن تلمّ بفن إصابة الهدف، واعلم أن عامل الوقت هو أحد الموارد المتاحة، فلا يحسن بنا إهداره دون الاستفادة منه، فخطواتك الرتيبة نحو الأمام لاشكّ أنها خطوة نحو النجاح..

حرر نفسك من إرادة الفشل وطاقته، وستكتشف الحد الأقصى للجهد الذي يمكنك بذله لتحقيق أهدافك.

وتذكّر أنّ قانون الحياة ما برح على العهد به دائمًا، فمن يُرد يؤْتِهِ الله تعالى مما يريد:

مَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (8)

الهوامش:

  1. (القيامة: 15-16)
  2. (صحيح البخاري، كتاب الدعوات)
  3. (الأَنعام: 154)
  4. (البقرة: 97)
  5. (هود: 39-40)
  6. (النساء: 90)
  7. البيهقي، شعب الإيمان
  8. (آل عمران: 146)
Share via
تابعونا على الفايس بوك