الإنترنت وفلذات أكبادنا

الإنترنت وفلذات أكبادنا

علاء عثمان

  • ما خطورة الإنترنت على فلذات أكبادنا؟
  • كيف نتصرف في إتاحة الإنترنت لأولادنا في هذا العصر؟!

__

مع وصول شبكة الإنترنت إلى أقاصي الأرض ودخولها إلى بيوتنا من خلال الشبكات السلكية واللاسلكية، أصبح من الضروري مراقبة الأطفال حيث أصبحت الإنترنت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن هنا يجب توعية الآباء والأمهات بتأثير استخدامها على الأطفال سواء من ناحية إيجابياتها أو سلبياتها.

يمكن اختزال فهم الإنترنت بأنه سلاح ذو حدين، وهذا يعني أن شبكة الإنترنت ربما تعود علينا وعلى أطفالنا بفوائد عظيمة في حال كانت المراقبة حثيثة وذات ضوابط ومواعيد للدخول إليها، وربما يكون سلاح سيء إلى درجة إنهيار أخلاق العائلة جميعها وليس الأطفال وحسب، وكثيراً ما نسمع عن جرائم الإنترنت المختلفة.

ومن خلال هذه السطور نود أن نؤكد على مخاطر الإنترنت على الأطفال في حال عدم إتباع أساليب الرقابة الأبوية بشكل دقيق جداً، حيث أن من أبرز مساوئ الإنترنت على الأطفال هو أنها تضعف شخصية الطفل، وتجعله يعاني من غياب الهوية، نتيجة تعرضه للعديد من الأفكار والمعتقدات والثقافات الغريبة على المجتمع. ناهيك أن الإنترنت تضج بالمواقع المعادية للمعتقدات والأديان والمواقع الإباحية والتي تؤثر مشاهدتها في السن المبكر ليس فقط على نمو فكر الطفل، بل أيضا على سلوكياته وتصرفاته مع الآخرين.

ليس هذا فحسب بل يرى الخبراء أن للإنترنت مساوئ عديدة على الأطفال من أبرزها متلازمة الإنهاك المعلوماتي (information fatigue syndrome) وذلك بسبب كثرة المعلومات التي يتعرض لها وعدم قدرته على التأكد من  صحتها. كما تؤثر الانترنت في علاقات الطفل الاجتماعية والأسرية، حيث يقضي الطفل ساعات طويلة على الإنترنت يومياً، مما يجعله ينفصل إلى حد ما عن الآخرين.

أما فيما يتعلق بعدوانية الأطفال فالإنترنت أرضية خصبة لتعليم الأطفال أساليب العداء وذلك من خلال الألعاب العنيفة أو مشاهدة الصور والأفلام التي تروج للعنف. كما تؤثر الإنترنت في سلوك وأخلاقيات الطفل، حيث تتيح له ألعاب قد تؤثر عليه أخلاقيا كلعبة القمار.

ماذا نفعل؟

كي يحمي الوالدان أولادهم من هذه المخاطر يجب أن تكون لديهم القدرة على فرض قيود وضوابط على استعمال الطفل للإنترنت، كما يجب مراقبة سلوك الطفل وتفكيره أثناء الاستخدام مع ضرورة تواجد أحد الأبوين أثناء استخدام الطفل للإنترنت.

ولا يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل يجب التشديد على توفير الوعي الديني والتربية السليمة للطفل بحيث يكون هو الرقيب على نفسه عندما يتصفح مواقع الإنترنت، ويجب أن نشجع أطفالنا على ممارسة بعض الهوايات، مثل الرسم، أو ممارسة الرياضة التي يحبها، كما يجب علينا نحن الأباء تنمية العلاقات الاجتماعية للطفل من خلال تشجيعه على تكوين صداقات حقيقية والخروج مع الأصدقاء تحت إشراف الأب أو الأم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك