كلام الإمام

طوبى لكم! فإن ميدان التقرّب إلى الله قد خلا. كل أمة عاكفة على الدنيا، وأعرضَ العالم عما يرضى به الله. فالذين يريدون أن يقتحموا هذا الباب بكل قوة، فالفرصة سانحة لهم ليُبدوا قدراتهم في هذا المجال وينالوا بركات الله الخاصة.

لا تظنوا أن الله تعالى سوف يضيعكم، أنتم بَذْرةٌ بَذَرَها الله تعالى في الأرض بيده. يقول الله تعالى: إن هذه البَذْرة سوف تَنْمُو وتَزْدَهِرُ وتَتَفَرَّعُ في كل طرف، ولَسَوْف تصبح دَوْحَة عظيمةً. فطوبى لمن يؤمن بقول الله تعالى ولا يخاف الابتلاءاتِ العارضة، لأنه لابد من الابتلاءات أيضا لكي يختبركم الله مَن منكم صادق في ادعائه للبيعة ومن هو كاذب. والذي يَزِلّ بسبب الابتلاء لن يضر الله شيئا، والشقاوة سوف تُوصله إلى الجحيم، ولو لم يُوْلَد لَكان خيرًا لـه. ولكن الذين يصبرون إلى نِهايَة المـَطافِ في حين تأتي عليهم زلازل المصائب وتَهُبُّ عليهم عواصِفُ الابتلاءات، وتَسْخَرُ منهم الأقوامُ وتستهزئ، وتُعاملُهم الدنيا بمنتهى الكراهية؛ فأولئك الذين سوف يفوزون في آخرِ الأمر، وتُفتَح عليهم أبوابُ البركاتِ على مِصْراعَيْها.

لقد قال اللهُ تعالى مخاطبا إيَّايَ أن أُخْبر جماعتي بأن الذين يؤمنون إيمانا لا تشوبُهُ شائِبةٌ من الدنيا، وليس ذلك الإيمان مُلوَّثا بالنفاق أو الجُبنِ وليس خاليًا من الطاعة، فأولئك هم المـَرْضِيُّون عند الله تعالى. ويقول الله تعالى إنهم هم الذين قدمُهم قدمُ صِدْقٍ.

(الوصية)

Share via
تابعونا على الفايس بوك