الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: “يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ. يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي. يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي” (صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب).

عندما يقرأ المسلم هذا الوعيد الإلهي يقشعر جلده ويمتلئ قلبه خوفاً ورهبة من الموقف يوم القيامة أمام الله. ولمن من أعجب العجائب بل من أشد المصائب على المسلمين أن ملوك جبال النفط من حكام العرب المسلمين ينفقون هذه الأموال في التمتع بالملذات أو يضعونها بكل تواضع واحترام في أيدي أسيادهم من الغرب كهدية ترمز لحبهم وولائهم لهؤلاء، ولكنهم (حكام العرب) لا يتألمون ولا يحركون ساكنًا للذين يموتون مرضًا وجوعًا وعطشًا وعريًا في أفريقيا وخاصة في الصومال. لا يقدمون يد المعونة لهؤلاء الذين ليسوا أناسًا مثلهم فقط بل هم إخوانهم في الدين. لقد نسوا قول الله تعالى:

وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ،

وتغافلوا أنهم إذا نسوا الله وعياله فلا بد أن ينساهم الله تعالى ويجعلهم نسيًا منسيًّا، إما آجلاً أو عاجلاً.

لقد أعطاهم الله من جبال الأموال ما لو أنفقوا منه واحد بالمائة فقط على إخوانهم المنكوبين لأزالوا عنهم كل ما يعانونه من جفاف ومرض وجوع وفقر. يشاهدون كل هذه المناظر المذيبة للقلوب على الشاشة ولا يبالون، وكأنهم في مأمن من الحساب والعقاب

كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * … أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (العلق).

(التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك