كذبات معاصرة

كذبات معاصرة

طه القزق

كتبت جريدة “المسلمون” الدولية الأسبوعية، بتاريخ 27 جمادى الآخرة 1411 الموافق 4 يناير 1991، وعلى الصفحة السادسة مقالة بعنوان “مذاهب معاصرة” (القاديانية).

وهذه هي المقالة نعيد نشرها مصورة كما هي ليطلع عليها الجميع:

في الحقيقة يجب أن يكون اسم وعنوان هذه المقالة (كذبات معاصرة) وليس مذاهب معاصرة، لأنه لا يوجد في هذه المقالة ولا جملة واحدة من الصدق.

يقول الكاتب: إن القاديانية نشأت سنة 1900 بينما الحقيقة إنها نشأت سنة 1889. على كل حال هذه كذبة تاريخية بسيطة، تذكرنا بالمثل القائل: الكاذب ضعيف الذاكرة.

يقول حضرة الكاتب المحترم إن القاديانية نشأت بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي، بهدف إبعاد المسلمين عن فريضة الجهاد، وإبعادهم عن دينهم.

أولاً: إبعاد المسلمين عن دينهم، هل المسلمون متمسكون بدينهم؟ وإذا كانوا متمسكين بدينهم لماذا الله يصب عليهم جميع أنواع العذاب.. لماذا أصبحوا أذلاء؟ لماذا لم يستطيعوا التغلب على إسرائيل؟ هل لأنهم متمسكون بدينهم، أم أن الله يظلمهم والعياذ بالله، وهو يقول: وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.

لقد أجمع جميع علماء المسلمين بأن المصائب التي ابتليت بها الأمة الإسلامية سببها ابتعاد المسلمين عن دينهم. وإليك يا حضرة الكاتب ما قاله سيدك المودودي وسيد أمثالك. لقد قال:

إن تسعمائة وتسعة وتسعون بالألف منهم لا يعرفون ما الإسلام وما القرآن ولا يقدرون على تمييز الحق من الباطل. ولم يطرأ أي تغيير على سلوكهم الأخلاقي، ولا في اتجاههم الفكري، نحو التعاليم الإسلامية، وإنما ورث الابن المسلم عن أبيه، وهذا ورثه عن جده. وهكذا هم مسلمون، وإلا فهم لا يقبلون الحق لأنه الحق، ولم يفكروا بالباطل لأنه باطل. ولو ظن أحد أنه لو سلمنا القيادة لأيدي الأغلبية منهم لصارت عجلة الإسلام في طريقها بسلام لم يكن ظنه هذا إلا ضربًا من الخبل والجنون.. (أبو الأعلى المودودي، المسلمون والصراع السياسي الراهن، الطبعة السادسة، مكتبة الجماعة الإسلامية، لاهور، ج 3 ص 105 و126).

أما مسألة الجهاد، التي تتبجح بها، كما يتبجح بها أمثالك من المشائخ وغير المشائخ، فهل الإنجليز عندما كانوا يحكمون الهند ومعظم بلاد العالم، حتى أن الشمس لم تكن لتغيب عن دولتهم، هل كانوا محتاجين إلى رجل ضعيف مسكين قضى حياته منزويًا في ركن مسجد في قرية مجهولة يصلي ويبكي ويدعو الله ليصلح هذه الأمة، التي كثر فيها الكذابون أمثال كاتب هذا المقال (مذاهب معاصرة).

إن بريطانيا كان عندها في ذلك الوقت من العبيد المستعدين أن يفدوها بأرواحهم وهم من أسياد هذه الأمة وملوكها وزعمائها الذين إذا مشوا لخدمة الإنجليز تمشي وراءهم الألوف المؤلفة من جهلة هذه الأمة.

أسأل حضرتك أيها الكاتب المحترم وأسأل غيرك ممن يساندونك في رأيك: كم كان عدد المتطوعين في الجيش البريطاني من الهنود المسلمين في الحرب العالمية الأولى، ومن هم الذين حاربوا الخلافة العثمانية في ذلك الوقت، ومن هم الذين كانوا ينقضون على قوافل الجيش التركي في الصحراء السعودية قبل الحرب العالمية الأولى؟ هل كان القاديانيون في الصحراء السعودية في ذلك الوقت؟ ومن هم الذين كانوا يقتلون الحجاج الأجانب من سومترا وجاوا وغيرها من بلاد العالم في ذلك الوقت وينهبون أموالهم ويمثلون بجثثهم؟

وإليك الآن ما قاله أحد أسيادك، عند وفاة الملكة فكتوريا، لقد رثاها الزعيم الكبير محمد إقبال زعيم المسلمين الهنود وشاعرهم العظيم، لقد قال في رثائها ما معناه:

إقبال، قم تعظيمًا لها وكن ترابًا بطريق نعشها

أيها الشهر، شكلك مثل شكل شهر المحرم

ولا بأس لو سميناك أنت الآخر محرم

يقول إقبال:

لا عجب لو أطلقنا على هذا الشهر الذي توفيت فيه الملكة اسم المحرم. إذ أن حادث وفاة الملكة في الواقع لا يختلف كثيرًا عن حادث استشهاد مروع لسيدنا الحسين رضي الله عنه، حفيد الرسول في شهر المحرم.

ويستمر إقبال، ويقول: اليوم يوم العيد. فهنيئًا العيد لكم، أما نحن فالموت خير لنا من هذا العيد.

هذا هو مجاهد الأمة الإسلامية وأحد قادتها العظام، وعدو الأحمدية. ويستمر في مدح الملكة فكتوريا ويقول: بلاد الهند، قد زال عنك ظل الله، حرمت من التي كانت تواسي وتعطف على أهلك. هذا البكاء الذي يهتز له عرش الرحمان، هو بكاء الناس إياها، وهذه الجنازة، هي جنازة التي كانت زينة لك، يا بلاد الهند.

ويقول أحد أسيادك المعادي للأحمدية، وهو من أكبر العلماء شمس العلماء المولوي نذير أحمد الدهلوي، عن الإنجليز:

“من مصلحة الهند كلها، أن يحكمها حاكم أجنبي، لا هو هندوسي ولا هو مسلم، إنما يجب أن يكون من أحد سلاطين الغرب (إنه لا يخص الإنجليز فقط، وإنما يقول أي واحد من أهل الغرب). ومن عناية الله العظمى أن الإنجليز تولوا الحكم”. (مجموعة محاضرات مولانا نذير أحمد الدهلوي، ط 1890، ص 4 و5).

ثم يقول:

“هل هذه الحكومة قاسية ومتشددة؟ كلا ثم كلا، بل هي أكثر عطفًا وحنانًا من الوالدين” (المرجع السابق، ص 19).

ويستمر قائلاً:

“كنت أنظر بمنظار معلوماتي إلى ولاة الهند عندئذ. كما كنت أجول بفكري إلى بورما، ونيبال، وأفغانستان، بل إلى فارس ومصر، والعرب، فلم أجد في كل هذه البلاد من أقصاها إلى أقصاها أحدًا أسلّم إليه حكم الهند (أي في خياله) وما رأيت في من يريدون السيطرة على الحكم أحدًا أحق من هؤلاء. فقررت عندئذ أن الإنجليز هم أحق وأولى بحكم بلاد الهند. ويجب أن يستمر الحكم فيهم” (المرجع السابق، ص 26).

كما يقول السيد شورش الكشميري وهو أحد الأحراريين وهم من أشد الناس عداوة للجماعة الإسلامية الأحمدية ومدير مجلة (تشتان)؛ وكان هذا الكاتب الشهير نذير أحمد أيضًا من الذين قالوا في تلك الفترة المشحونة بالأحداث الخطيرة بنسخ الجهاد، واعتبروا الإنجليز أولي الأمر مؤولين قول الله تعالى أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم. (كتاب عطاء الله شاه البخاري، ص 135).

وإليك ما قاله بطل آخر من أبطال المشائخ وهو من أكبر مشائخ أهل الحديث وأكبر عدو للجماعة الإسلامية الأحمدية، الشيخ محمد الحسين البطالوي، إنه يفتخر بالحكومة الإنجليزية ويقول:

“لا شك أن سلطان الروم ملك مسلم، ولكننا نحن المسلمين لسنا أقل منهم اعتزازًا وافتخارًا بالحكومة البريطانية نظرًا لحسن نظامها وبصرف النظر عن الدين. وإن فرقة أهل الحديث على الأخص بما تتمتع به من أمن وحرية من قبل هذه الحكومة، لتفتخر أمام جميع الدول الإسلامية الحالية، سواء في الروم، أو في إيران، أو في خراسان (مجلة إشاعة السنة، مجلد 10، ص 292 و293).

هكذا قالوا بالأمس القريب.

وأيضًا يقول:

“نظرًا للأمن والاستقرار والحرية العامة وحسن النظام التي تتحلى بها الحكومة البريطانية، فإن فرقة أهل الحديث بالهند تعتبرها غنيمة عظيمة، وتفضل أن تكون من رعاياها على أن تكون من رعايا الدول الإسلامية (المرجع السابق).

وما رأيك يا حضرة الكاتب في السيد علي الطنطاوي مفتي جمهورية مصر الحالي الذي طالب رئيس أمريكا بوش مرتين ونشر طلبه على كثير من الجرائد، طالب بوش بأن يضرب القوات العراقية وبسرعة لكي ترجع الكويت لأصحابها. ومما قاله لبوش: لا يوجد حل إلا استعمال القوة لحل هذه المشكلة. هل مفتي جمهورية مصر قادياني؟

وما رأي حضرتك بالذين استدعوا قوات أمريكا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا والأرجنتين وغيرها من الدول الأجنبية، حتى أنه يقال بأن كثيرًا من الجنود اليهود موجودون الآن في أقدس بقعة عند المسلمين. هل القاديانيون استدعوا هذه القوات؟

والله إني أخجل من كتابة هذه الأسطر ولكن وقاحتكم تجبر الإنسان أن يبين الحقائق. والله إني أحب أن أستر على جرائمكم ولكن التمادي في الوقاحة أجبرتني أن أقول ما لا أريد. أبعد هذه الموالاة والوفاء للاستعمار الإنجليزي والأمريكي ترمون غيركم وبكل وقاحة أنهم عملاء للإنجليز وإسرائيل.

وليكن في علمك يا حضرة الكاتب وربما تعلم قبل غيرك أن حاخامات اليهود يذهبون من إسرائيل للصلاة مع الجنود اليهود الموجودين في السعودية مع القوات الأجنبية. وأقترح عليكم أن توجهوا الشكر لهؤلاء لأنهم ربما يذهبون هناك ويصلون ويدعون الله أن ترجع الكويت لأصحابها.

يقول الكاتب أن القاديانيين يحللون الخمر والأفيون وغير ذلك من المحرمات. هذه الكذبة يرد عليها الواقع إذ أن كل الإخوة من المسلمين وغير المسلمين يعرفون أن القاديانيين الذين هم الأحمديون من أطهر الناس في هذا العصر. ولو أن لجنة ذهبت لتقصي الحقائق وفتشت بيوت الأحمديين واجتمعت مع أفرادها، ربما تجد من الخمسة عشرة مليونًا منهم عشرة أشخاص أو خمسة عشرة ممن يسمون أنفسهم أحمديين يشربون خمرًا. وفي الواقع إنهم غير أحمديين لأن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية قال: “تارك الصلاة ليس من جماعتي، وشارب الخمر ليس من جماعتي، وشاهد الزور، والكاذب والخائن والذي لا يعامل زوجته وأهلها بالإحسان ليس من جماعتي، وكل من خالف شرع سيدنا محمد ليس من جماعتي”.

أما الظاهر أن كاتب المقال يريد أن يُستّر على ما يقترفه الأمراء، والزعماء والأغنياء، وخصوصًا السعوديين منهم من شرب خمر ولعب قمار وجميع أنواع الفحشاء والمنكر في أوروبا وأمريكا وغيرها. ولكن يا حضرة الكاتب هل يمكن لك أن تستر نور الشمس بغربال؟ إذ أن كل ما يفعله هؤلاء ينشر على صفحات الجرائد وإن كثيرًا من المكاتب يوجد فيها الكتب المؤلفة عن أعمال هؤلاء أسيادك. ويمكن لك أن تذهب إلى شارع “بيزواتر” (Bayswater) لترى المكاتب هناك المملوءة من الفضائح على هؤلاء الأمراء والزعماء والملوك.

يقول الكاتب بأن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية غلام أحمد القادياني كان فيه بعض الأمراض. أقول لحضرتك ما رأيك في سيدنا أيوب الذي يقول عنه المفسرون: كان الدود يخرج من جسمه لشدة أمراضه، والمثل يقول: “صبر أيوب” لكثرة ما تحمله من الأمراض وصبر عليها. هل تريد أن تلغي عنه النبوة لأنه كان مريضًا.

يقول الكاتب عن حياة أحمد القادياني من سنة 1839- 1908، وهذه كذبة تاريخية أخرى والحقيقة هي 1835 -1908. فإذا كنت لا تعرف هذه الأشياء البسيطة وتستهتر بإشاعة الكذب الرخيص، فكيف يمكن للناس أن يصدقوك. إن الكذب حذر منه سيدنا محمد وهو من أكبر الكبائر وأن الله يقول دائمًا: ألا لعنة الله على الكاذبين. فكم لعنة نزلت عليك في هذه المقالة الصغيرة والبسيطة؟

يقول الكاتب ويتهم السيد محمد علي أنه ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية ترجمة محرفة. مع أن السيد محمد علي ليس من جماعتنا، ولكني رأيت من الواجب أن أدافع عنه، لأن كل الذين ترجموا القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات يمكن لأي شخص أن يتهمهم بأنهم ترجموه ترجمة محرفة. لأن القرآن الكريم لا يمكن أن يكتب حرفيًّا كما هو في اللغة العربية. لذلك يقول القرآن الكريم: ]إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا[، ولهذا السبب كل من ترجم القرآن الكريم إلى لغة أجنبية يكتب أولاً الآية في اللغة العربية وبعدها يكتب ترجمتها حتى لا يضيع الأصل، لذلك لا يمكن لنا أن نقول عن أي واحد منهم أنه قد حرف القرآن الكريم. أما الكاتب من أجل حقده وحسده وتقصيره أنه لا يستطيع أن يكتب القرآن الكريم ولا حتى في اللغة العربية، ويريد أن يظهر نفسه انتقد هذا الانتقاد وإلا لو كان شريفًا ومقصده طاهرًا، لوجب عليه أن يشكر جميع الذين اجتهدوا وبذلوا جهدًا جبارًا في هذا المجال، في حين كنتم تخدمون أسيادكم الإنجليز في الجزيرة العربية.

أما اتهام محمد علي بالجاسوسية للإنجليز، فإني أظن أن بريطانيا عندها فائض من الجواسيس المترامين على أعتابها في الوقت الحاضر وفي الوقت الماضي ومنذ مئات السنين. ولو أن حضرتك تقول لنا من هم الذين كانوا يقتلون جنود الجيش التركي في الأراضي السعودية الصحراوية وبيدهم البنادق الإنجليزية والجنيهات الإنجليزية اللامعة وقبل أن يخلق محمد علي. أليس هم أسيادك السعوديون؟ فقليلاً من الحياء أيها الكاتب وإن اتهام البريء جريمة كبرى.

يقول الكاتب أن أحمد القادياني يعتقد بأن الله إنجليزي. هذه الكذبة الحقيرة وهذا التحريف لا يصدقه حتى الأطفال الصغار. والذي يسمع هذه التهمة يقول في نفسه ربما القائل يتكلم عن نفسه، إذ أن الواقع يشهد إن إله السعوديين هو الإنجليز والأمريكان، أو أنه يتكلم من مستشفى المجانين.

يقول الكاتب بأن القاديانيين لا يعتقدون بأن سيدنا محمدًا خاتم النبيين، ويعتقدون بأن غلام أحمد أفضل الأنبياء.

هذه الكذبة الكبيرة ترد عليها جميع كتب ومجلات الجماعة الإسلامية الأحمدية التي يمنع المشائخ المسلمون من قراءتها، ويخفونها عن أعين الناس كلما ظهرت. وأقول لك ولغيرك يا حضرة الكاتب إنه لم يخلق ولن يخلق إلى يوم القيامة شخص أحب سيدنا محمدًا وعشقه وفني في حبه وعرف قيمته مثلما عرف المسيح الموعود غلام أحمد القادياني. ولقد انتقده مشائخ الهند قديمًا عندما قرأوا كتاباته وأشعاره في مدح سيدنا محمد ، واتهموه بأنه يؤلّه محمدًا وكفروه على هذه المدائح التي لا يستطيعون فهم حقيقتها. وهذه بعض الأبيات من قصائده في مدح الرسول :

يا عين فيض الله والعرفان

يسعى إليك الخلق كالظمآن

.

يا بحر فضل المنعم المنان

تهوي إليك الزمر بالكيزان

.

يا شمس ملك الحسن والإحسان

نورت وجه البر والعمران

.

يا بدرنا يا آية الرحمان

أهدى الهداة وأشجع الشجعان

.

إني أرى في وجهك المتهلل

شأنًا يفوق شمائل الإنسان

.

والله إن محمدًا خير الورى

ريق الكرام ونخبة الأعيان

.

تمت عليه صفات كل مزية

ختمت به نعماء كل زمان

ويقول في قصيدة أخرى:

.

ولم يتقدم مثله في كمال

وأخلاقه العليا ولا يتأخر

.

هله رتبة في الأنبياء رفيعة

فطوبى لقوم طاوعوه وخيروا

.

وعسكره في كل حرب مبارز

إذا ما التقى الجمعان فانظر وننظر

.

وجاء بقرآن مجيد مكمل

منير منور عالمـًا وينور

.

فدًا لك روحي يا حبيبي وسيدي

فدًا لك روحي أنت ورد منضر

.

وما أنت إلا نائب الله في الورى

وأعطاك ربك هذه ثم كوثر

هذه الأبيات من بين ثلاثة آلاف وخمس مائة وتسعة وستين بيتًا كلها نظمت في مدح سيدنا محمد والصحابة رضوان الله عليهم، وفي مدح القرآن الكريم وقسمت على ثلاث وأربعين قصيدة بالعربية فقط. وله أيضًا قصائد مماثلة باللغة الأردية والفارسية. فما رأي حضرتك وحضرات أسيادك في هذه القصائد؟

يقول الكاتب بأن القاديانيين عندهم كتاب اسمه الكتاب المبين. أقول أظهره لنا إن كنت من الصادقين، وإن لم تظهره فأكتفي بالقول: ألا لعنة الله على الكاذبين.

يقول الكاتب بأن القاديانيين لهم علاقة بإسرائيل، وأن إسرائيل فتحت لهم المدارس والمكاتب. أقول لك ولغيرك الذين يوافقون على اتهامك يجب على المسلمين أن يشكروا إسرائيل إذا كان هذا الكلام صحيحًا لأن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي وحدها التي تنشر الإسلام الصحيح في العالم بالحجة والبرهان لا بالشتائم والتهديد بالسيف، وهي وحدها التي تقف بالخطوط الأمامية للدفاع عن الإسلام منذ مائة سنة أو أكثر عندما كان جميع المسلمين نائمين ولا يأتون بأي حركة تبشيرية، وكانوا يعتقدون بأن التبشير بالإسلام حرام. وحتى اليوم يعتقد الكثير من المسلمين بأن التبشير بالإسلام حرام مثل كثير من الأحزاب الإسلامية المتشددة الذين يتمسكون بتعاليم المودودي الذي يقول في كتابه: “بعد ثلاثة عشر عامًا عندما فشلت وسائل الإقناع، استل النبي سيفه، ذلك السيف الذي أماط الشر والأذى وأزال النجس والدرن من النفوس، بل وفعل السيف ما هو أكثر من ذلك، لقد أبرأ العمي، فصاروا قادرين على رؤية نور الحق، فانحنت الرقاب الغليظة، والرؤوس المتغطرسة في اتضاع وانصياع”. (مولانا المودودي)

هذه الآراء والفتاوى التي يتمسك بها المودودي وكثير من المشائخ جعلت الدول الأوروبية كلما شعرت أن دولة إسلامية بدأت تتقوى يفتكون بها بأية طريقة كانت. ولقد أوجدوا إسرائيل في بلاد الإسلام لهذا الغرض. كما إني أظن والله أعلم أن وجود أمثالك من الكتاب في الأمة الإسلامية هم أخطر على الإسلام من إسرائيل نفسها. وستكشف الأيام في المستقبل إن شاء الله، هذه الحقائق ويستريح الإسلام والمسلمون من هذه المكروبات التي تنخر في عظام الأمة الإسلامية. ومع ذلك ليكن معلومًا لك ولزملائك أن المدرسة الأحمدية الوحيدة في فلسطين هي في حيفا الكبابير تأسست سنة 1932 تعلم القرآن الكريم والإسلام الصحيح. كما أن الأحمديين هناك يبشرون بالإسلام اليهود وغير اليهود ويصدرون مجلة اسمها البشرى قبل قيام دولة إسرائيل بسنين عديدة. ولقد انضم إليهم الكثيرون من غير الأحمديين الذين كانوا يصدقون الكذبات المفترية على هذه الجماعة فأصبحوا مسلمين أحمديين مخلصين بعدما عرفوا الحقيقة.

أبعد هذه الموالاة مع الأمريكان والإسرائيليين تتهمون غيركم بأنهم على علاقة مع إسرائيل.

أقول لحضرتك أيها الكاتب إن صدقت نستفيد نحن وأنت، أما إن كذبت فنستفيد وحدنا، ولكن ستكون فائدتنا متأخرة قليلا، ولكن عندما تكتشف الجماهير كذباتكم ستكون عاقبتكم وخيمة في الدنيا والآخرة، وبعد أن نشرتم غسيلكم على الحبال فسوف ترى الجماهير الثوب الوسخ من الثوب النظيف.

لقد أصبحت أيها الكاتب المحترم مثل المرأة التي تعتقد بأن الحجاب هو أهم شيء في الدين، ولكن عندما هبّت عاصفة هوائية وأخذت الحجاب عن وجهها ورأسها، رفعت ثوبها لتغطي راسها ووجهها ولم تكن تلبس سروالا فكشفت عن سوأتها واطمأنت أنها سترت وجهها ورأسها، ولكن المسكينة لم تشعر بأن الناس كانوا ينظرون لعورتها.

وأخيرا وليس آخرا أقول لحضرتك والقائمين على جريدة “المسلمون” لتنشروا على صفحاتها كلما هو صدق وتنبذوا الكذب.

ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، ربنا أنزل غضبك على الكذابين والمكذبين، وألا لعنة الله على الكاذبين. وارحم عبادك المساكين الذين وصفهم سيد المرسلين: الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة. رجال انقطعوا إلى الله وفي سبيل الله ينتظرون اليوم الموعود، يوم القضاء على إبليس اللعين، الذي طلب من الله أن ينظره إلى يوم يبعثون، ولكن الله تعالى قال له: إنك لمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.

ونصيحة لك أيها الكاتب المحترم ولزملائك أقدمها لوجه الله سبحانه وتعالى وأضرب لكم مثلا: إن اليهود لم يؤمنوا بسيدنا عيسى ، وقال الله لهم: سوف لا تكون لكم عزّة إلا بحبل من الله وحبل من الناس، ومنذ ألفي سنة تركبهم الذلة أينما ثقفوا. ولقد أصبحوا من أكبر علماء العالم ومن أغنى أغنياء الدنيا ومع ذلك بقوا أذلاء. وهذه العزة المحدودة التي أخذوها بحبل من أمريكا وغيرها سوف تزول قريبا إنشاء الله. ولقد أتى مسيح الأمة الإسلامية الذي هو حبل الله فإذا لم تتمسكوا به فسوف يكون مصيركم كمصير الذين من قبلكم مهما وصلتم من العلوم ومهما زادت أموالكم، ومهما طولتم لِحاكم، ومهما حملتم من شهادات ماجستير ودكتوراة وغيرها. فانتظروا إنا معكم منتظرين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك