كذبة 1990

إكتشاف خطير تكشفه جريدة “المسلمون” العالمية. ولكنها للأسف لم تذكر اسم المكتشف لنرسل له برقيات ورسائل التهنئة على اكتشافه العظيم.

أيها المسلمون، اسمعوا وعوا. لقد طلعت علينا جريدة المسلمون الدولية في عددها 300 الجمعة 15 ربيع الآخرة 1411 ه الموافق 2 نوفمبر 1990م مقالة بعنوان:

(تنسيق تنصيري قادياني لضرب الإسلام في زامبيا)، وهذا هو المقال ننشره ليطلع عليه المسلمون بأنفسهم على هذه الكذبة، (كذبة الموسم). سميتها كذبة الموسم لأنني أظن بأن هذه السنة (1990م) لم يسمع فيها بكذبة أكبر منها إلا إذا ظهرت لا سمح الله، كذبة جديدة أضخم من هذه قبل نهاية هذه السنة.

وهذه هي المقالة:

تنسيق تنصيري – قادياني

لضرب الإسلام في زامبيا

القاهرة – “المسلمون”

تشير التقارير الواردة من زامبيا انه يوجد بها حاليا 73 منظمة تنصيرية تعمل في مجال النشاط التنصيري، وقد قامت هذه المنظمات بانشاء العديد من المدارس التنصيرية في مختلف أنحاء البلاد.

كما بدأت الجماعات القاديانية في تنسيق جهودها مع هذه المنظمات الكنسية لتعيق مسيرة الإسلام في زامبيا. وقد قامت القاديانية مؤخرا بانشاء مدرسة ليلية في العاصمة لوساكا ومدرسة أخرى لنشر مبادئها الهدامة عن طريق المراسلة تسمى المدرسة الارسالية الأحمدية، واستطاعت خداع بعض المسلمين في مدن “اندولا” و”لوانشا” و”كيتوري” و”شباتا”.

وذكر تقرير تلقته الادارة العامة للعلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف المصرية عن المنظمات التنصيرية والقاديانية في زامبيا تنشر اباطيلها في احدى الصحف اليومية التي تصدر في العاصمة لوكاسا. وأشار التقرير إلى أن المدارس الإسلامية التي أنشأتها رابطة العالم الإسلامي بين المسلمين لحمايهم من الوقوع في براثن القاديانية والتنصير، وأن هناك اقبالا متزايدا لاعتناق المسيحية في التخلي عن هذه الديانة ويبلغ عدد المسلمين في زامبيا 2.4% من اجمالي عدد السكان وقدرهم خمسة ملايين نسمة.

وفي الوقت نفسه أشارت مصادر مركز الصلاح والبحث الإسلامي بغانا إلى أن القاديانية قامت بتأسيس معهد في “سولتبوندا” بغانا لاستقطاب أبناء المسلمين وتحويلهم إلى دعاة للنحلة القاديانية المنحرفة.

وقد أوفد زعماء هذه النحلة بعض الطلاب الغانيين لدراسة القاديانية في ربوة بالباكستان وأعادتهم إلى غانا للعمل على نشر المعتقدات الفاسدة في الدول الافريقية كما أن طلابنا من نيجيريا وسيراليون وتنزانيا وكينيا وأوغندا وموريشيوس قد تم ارسالهم إلى “ربوة” من أجل هذا الهدف.

وتذكر مصادر في تنزانيا أن هناك خط لنقل المقر الرئيسي للقاديانية من “ربوة” إلى سولتبوندا في غانا، وذلك بعد ان أحكمت السلطات الباكستانية حصارا كاملا حولها وحظرا على نشاطها. وتعمل حاليا 180 مؤسسة قاديانية في غانا لتضليل المسلمين بأفكارهم المنحرفة ■

أما ردنا فهو استفتاء لكل من يقرأ هذه التهمة.

أولا: من هو المساعد للتنصير، الذي يعتقد بأن المسيح حيٌّ في السماء منذ ألفي سنة، وينتظره لينزل من السماء ويقيم الإسلام مرة أخرى، لأن المسلمين بما فيهم سيدنا محمد أصبحوا لا يستطيعون أن يقيموا الإسلام مرة أخرى، وأن المسلمين في حاجة إلى نبي من بني إسرائيل (سيدنا عيسى ) ليقيم الإسلام، ولأنهم أصبحوا لا خير فيهم؟

أم الذي يعتقد بأن المسيح ميت وهذا هو قبره موجود في كشمير، وأن كل الأنبياء ميتون، والحي الوحيد هو سيدنا محمد ، بدليل أن دينه وشريعته الوحيدة هي الحية ويجب أن يكون المنقذ لهذا الدين من أمة محمد . أفتونا، أيها العلماء وأيها المسلمون.

ثانيا: من هو المساعد للتنصير الذي يعتقد بأن المسيح كان يحي الأموات مخالفا نص القرآن الكريم القائل عن الأموات:

وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ،

أم الذي يعتقد بأن هؤلاء الأموات الذين كان يحييهم المسيح إنما كانوا أمواتًا روحانيا وليس ماديا، ويثبت ذلك من القرآن الكريم نفسه. أفتونا أيها العلماء وأيها المسلمون.

ثالثا: من الذي يساند التنصير، الذي يعتقد بأن المسيح كان يخلق الطيور مخالفا بذلك نص القرآن الصريح، أم الذي يعتقد بأن لا المسيح ولا غيره من الأنبياء يستطيع أن يخلق ذبابة. أفتونا أيها العلماء وأيها المسلمون.

رابعا: من الذي يساند التنصير الذي يعتقد بأن المسيح وأمه عليهما السلام لم يمسهما الشيطان، بينما كل من وُلد ويُولد بما فيهم سيد الخلق محمد مسهم الشيطان، (نعوذ بالله من ذلك)؟ أم الذي يعتقد بأن سيدنا محمدًا هو أطهر مما وُلد ويُولد.

لقد جعلتم من المسيح إلهًا يُعبد، مخالفين نصوص القرآن الكريم، وأحاديث الرسول الصحيحة وأقوال عظماء المسلمين من السلف الصالح، وتدّعون مكابرين معاندين بأن القاديانيين يساعدون التنصير. والله، لو لم يرسل الله هذا الرجل غلام أحمد القادياني لقُضي على هذا الدين بمعتقداتكم هذه المؤيدة للنصارى.

ثم إنكم تدّعون بأن كتب القاديانية فيها الكفر. فلماذا تأمرون الناس بعدم قراءتها وتخفونها عنهم. أظهروها لهم لكي يقرأوا ما بها من كفر، مثلما نحن ننشر مقالتكم هذه على صفحات مجلتنا. أتظنون بأن الأمة الإسلامية والعربية لا يوجد فيها متعلمون؟

أتظنون بأن الأمة الإسلامية لا يوجد فيها أناس يفهمون ويقدرون؟ أتظنون بأن العلم والفهم انحصر تحت العمائم فقط؟! لقد أصبح في الأمة الإسلامية والعربية أصحاب العلوم المختلفة في الطب والهندسة والفلك والتاريخ والجغرافيا والفيزياء والرياضيات و…، ولكنهم يتجنبون المصادمة معكم، لكي لا تتهموهم بما هم منه براء، وتعدوهم مرتدين، وتحللوا دماءهم مثلما تتهمون الجماعة الإسلامية الأحمدية التي كلّفها الله بحمل الأمانة. وإن حمل الأمانة صعب وثقيل ولا تستطيع الجبال ولا السماء ولا الأرض حمله إلا الإنسان الذي يكلفه الله بحملها. وسيأتي ذلك الوقت القريب إن شاء الله عندما تخفون رؤوسكم خجلا مما تقومون به من أعمال، ومما تفتون من فتاوي مخالفة لشرع الله وسنة رسوله الكريم .

أصحاب الفيل الهندوس

بهذا العنوان كتبت جريدة المسلمون العالمية بتاريخ 30 نوفمبر 1990 تحقيقا صحفيا حول مشكلة المسلمين في الهند ومظالم الهنود الهندوس على المسلمين، وكيف أنهم يريدون هدم المسجد البابري وإقامة معبد “رام” مكانه. هذه المقالة كانت على صفحة كاملة من الجريدة، وصاحب هذا التحقيق الصحفي هو الأستاذ شريف قنديل.

يقول حضرة الصحفي: لقد حملت قلمي وكمرتي لأسجل وضع الأقلية المسلمة الراهن ربما ساهم في العمل لإيجاد مخرج لأكثر من 120 مليون مسلم.

وعلى الصفحة ذاتها يُوجد لحضرة الصحفي شريف قنديل صورة رئيس الوزراء الهندي الذي سقطت حكومته من أجل الدفاع عن المسجد المذكور وعدم هدمه. وبخط كبير واضح يقول رئيس الوزراء الهندي لشريف قنديل: “أسقطوا حكومتي لكنهم لم يُسقطوا ضميري، قلت لهم: لن أسمح بهدم المسجد فجرحوني بالسكاكين”.

بالحقيقة إن هذه الكلمات من رئيس الوزراء الهندي هي أوسمة شرف تُعلق على صدر هذا الرجل النبيل الشريف مهما كانت ديانته ومهما كانت جنسيته.

إن هذه الحادثة تذكرنا بحادثة مماثلة عندما كان سيدنا محمد راجعًا من الطائف بعد أن آذاه أهلها أشد الإيذاء، إذ مر في طريقه على زعيم قرشي مشرك يسكن في أطراف مكة، إذ أرسل هذا أولاده وسلحهم وأمرهم أن يرافقوا سيدنا محمدًا إلى المكان الذي يبتغيه وقال لهم: لا تسمحوا لأي إنسان أن يعتدي على هذا الرجل ولو قُتلتم جميعا. لم يكن هذا الزعيم مسلمًا بل كان شريفا من المشركين، وهذا هو العدو الشريف. إن العرب تفتخر بهؤلاء الأعداء الشرفاء حتى اليوم، وسوف تبقى تفتخر بهم حتى يوم القيامة، بأن العربي إذا كان عدوًا فيكون عدوًا شريفًا. وفي التاريخ الجاهلي وبعد الإسلام أمثلة كثيرة كهذه. إن العرب تفتخر حتى اليوم بعنترة ابن شداد الجاهلي، ليس بشجاعته فقط بل بشرفه عند اللقاء، وبشرفه عند الامتحان. إذ يقول: عندما تبدو لي جارتي فإني أغض البصر عنها حتى تتوارى هذه أخلاق إسلامية ظهرت في بعض الناس قبل ظهور الإسلام.

تقول يا سيد شريف قنديل بأنك حملت قلمك و”كمرتك” وذهبت إلى الهند لتسجل وضع الأقلية المسلمة الراهن، ربما ساهم في العمل لإيجاد مخرج لأكثر من 120 مليون مسلم. في الحقيقة عندما يسمع الإنسان أن 120 مليون مسلم هم أقلية في الهند يتعجب. ألم تفكر يا سيد شريف قنديل لماذا هذا العدد الضخم يعد أقلية. أريد أن أسألك سؤالاً كما أسأل غيرك من علماء ومشائخ ومثقفين: هذه الأمة كم كان عدد المسلمين عندما كانوا يحكمون الهند وفارس وإسبانيا وما يقارب نصف روسيا وأفغانستان، وقسما من أوروبا بالإضافة إلى البلاد العربية.

كم كان عدد سكان بريطانيا عندما كانت تحكم الهند وكندا وأمريكا وأستراليا والبلاد العربية. لقد كان عدد سكان هولندا سبعة ملايين وكانوا يحكمون سبعين مليون مسلم في أندونيسيا. وهولندا في الغرب وأندونيسيا في أقصى الشرق، كما كانوا يحكمون كثيرًا من بلاد العالم.

إن عدد المسلمين في العالم يتجاوز الألف مليون نسمة، منهم 120 مليون مظلوم في الهند ومنهم 60 مليون مظلوم في روسيا، ومنهم 50 مليون مظلوم في الصين، ومنهم بضعة ملايين مظلومين في أوروبا وباقي المسلمين الموجودين في البلاد الإسلامية مظلومون، بل هم أشد ظلمًا من الآخرين. لأن المسلم في بلاد الأجانب ربما يستطيع أن يقول كلمة حق، أما في بلاد الإسلام فيجب عليه أن يكون منافقًا للحاكم. إذا رأى الحاكم يشرب خمرًا مثلاً يجب على الجرائد أن تكتب في اليوم الثاني: إن الحاكم يفكر في إغلاق حانات الخمر في البلد. وإذا كان الحاكم يلعب القمار يجب على الصحف في اليوم التالي أن تكتب: إن الحاكم يشجع الناس على دفع الزكاة. وإذا اختلف الحكام في مشكلة من المشاكل مثل مشكلة الكويت في الوقت الحاضر فيمكن لكل حاكم أن يأخذ فتوى من العلماء الذين هم تحت حكمه وحسب هواه، لا حسب الشريعة الإسلامية، ولا حسب ضميره. لقد كان أفسد ملك على وجه الأرض هو الملك فاروق، ملك مصر، حتى إنه عند وفاته اقتصرت جنازته على بعض الراقصات، وهذا حسب أقوال الجرائد في ذلك الوقت، لكنه عندما كان ملكًا على مصر التي فيها أكبر جامعة إسلامية وهي جامعة الأزهر الشريف، كانوا كل يوم في شهر رمضان المبارك يضعون صورته في الجرائد وهو يشرب كوب “القمر الدين” عند الإفطار ليشيروا للناس بأن الملك صائم والحمد لله.

وفي أوائل الأربعينات وضعوا له صورة كبيرة وكان يلبس “بنطلون شورت” قصيرًا ويلبس على رأسه “برنيطة” مثل “برانيط” الجنود الإنجليز في ذلك الوقت ويحمل بندقية صيد، وبجانبه كلبه وكُتب على تلك الصفحة بأن العلماء يفكرون في تنصيبه خليفة للمسلمين.

أقول لك يا سيد شريف قنديل كما أقول لغيرك: إن الله يقول: ولا يظلم ربك أحدا. فكيف نوفق بين هذه الآية الكريمة والواقع الحاضر. إني أقول لك سلفًا لو سألت هذا السؤال لأحد المشائخ فسوف يقول لك بأن الله سوف لن يظلم أحدًا عند الحساب يوم الآخرة، وينهي المشكلة بهذه البساطة. وربما يأمرك بأن لا تفكر أكثر من تفكيره، ولو فكرت أكثر من تفكيره ربما يكفرك ويعدك مرتدًا ويطالب المحكمة بإهدار دمك.

عجيب أمرك يا شريف قنديل، تذهب إلى الهند حاملاً قلمك و”كمرتك”. كان واجبًا عليك أن تمر بباكستان لترى هناك المظلومين من المسلمين الأحمديين الذين هدمت مساجدهم، وبيوتهم التي أُحرقت وهُدمت، لترى هناك كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، قد طُليت بالدهان الأسود من قبل المسئولين لأنها مكتوبة على مساجد المسلمين الأحمديين، والمشائخ لا يرضون بهذا الوضع. كان واجبًا عليك أن تزور سجون باكستان لترى فيها المسلمين الأحمديين لقولهم: السلام عليكم، لأحد الناس في الشارع لأنهم ممنوعون بأن يحييوا أي أحد بهذه التحية. والمسلمون الأحمديون بالسجون لأنهم رفعوا الأذان للصلاة. الأحمديون بالسجون لأنهم يصلون الصلاة الإسلامية، الأحمديون في السجون لأنهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله. الأحمديون  في السجون لأنهم يقرأون القرآن الكريم. كان واجبًا عليك أن تُحصي الشهداء والجرحى، وأصحاب العاهات من شدة التعذيب لأنهم مسلمون أحمديون، وهذه جريمتهم. كان واجبًا عليك يا شريف قنديل ليس فقط حمل قلمك و”كمرتك” بل واجب عليك أن تحمل شعار اسمك الذي هو شريف المشتق من الشرف واسمك قنديل حامل النور البسيط الذي بواسطته استفاد كل علماء العالم وفلاسفتها وقادتها وصلحاؤها قبل اكتشاف الكهرباء. لو حملت هذه الأشياء التي ذكرتها لك واستعملتها بشرفٍ لوجدت هناك الضمائر التي سقطت بدون أن تُجرح بالسكاكين وبدون أية مقاومة.

منذ سبع سنوات، وهذه المظالم تجري في باكستان وعلى مرأى العالم وسمعه وبمساعدة الحكومة إرضاء للمشائخ المتعصبين المناهضين للأحمدية. أين كانت “كمرتك” وقلمك، أين الصحافيون أمثالك بكمراتكم وأقلامهم وشرفهم، وأين الضمائر الحية التي تستطيع قول كلمة الحق!!

سؤال أوجهه لجميع الصحفيين والعلماء والمشائخ بل ولجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها: أيجوز وضع إنسان بالسجن لقوله السلام عليكم! أيجوز وضع إنسان بالسجن لقوله: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ أيجوز وضع إنسان في السجن لأنه يقيم الصلاة؟ أيجوز وضع إنسان بالسجن لأنه يقرأ القرآن الكريم! حتى ولو كان هؤلاء من اليهود أو النصارى أو المجوس أو غيرهم من شعوب الأرض.

أين المسلمون؟ أين زعماء المسلمين؟ أين علماء المسلمين؟ والله إن معظمهم أصبحوا بعيدين عن الإسلام بعد الأرض من السماء. إلى متى يبقى علماء المسلمين وقادتهم غافلين عن هذه المظالم. أيظنون بأن الله سوف ينساهم ولا يحاسبهم. إنهم يدرسون ويخطبون بالمساجد ويقولون للناس: إن الله يمهل ولا يهمل. ويقولون للناس: إن سيدنا محمدًا قال: مثلما تكونوا يُولَّى عليكم.

أيظنون أنهم بعيدون عن الانتقام من الله ؟ إلى متى سيظل علماء المسلمين ينظرون لأخطاء الآخرين ولا ينظرون لأخطائهم. إلى متى سيبقى علماء المسلمين يكشفون عن عورات الآخرين ولا يرون عوراتهم.

إن الله يقول: وثيابَك فطَهّرْ ولا يقول: “طهروا ثياب الآخرين واتركوا ثيابكم وعليها القاذورات”. إن الله يقول: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، ولا يأمرنا بالمحافظة على فروج الآخرين ونترك فروجنا للفساد.

لماذا كل هذه المظالم تنزل على المسلمين الأحمديين من قبل المشائخ مع أنهم متمسكون بدينهم الإسلام وبرسولهم خاتم النبيين سيدنا محمد .

كل هذه المظالم لأنهم يعتقدون بأن المسيح الموعود والمهدي المنتظر الذي وُعد بمجيئه على لسان المصطفى قد جاء من الأمة الإسلامية، بينما ينتظر المشائخ مسيحًا إسرائيليًا في شخصية عيسى الذي قال الله عنه: وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ . لقد وضع له المشائخ وظيفة أخرى ورسالة أخرى، ربما نسي الله أن يذكرها إذ نصبوه نبيًّا لجميع البشر. إنهم لم يكتفوا بمجيء اليهود إلى فلسطين بل يريدون أيضا مسيحًا منهم.

ألا ترضون أيها المشائخ الكرام، إكرام الله لكم إذ أرسله منكم. إن الله يريد عزتكم وعزة أمة الإسلام وأنتم تطلبون الذل لكم ولأمتكم. ألا يكفيكم الذل الذي نحن فيه. دويلة اسمها إسرائيل تهدد العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها شمالها وجنوبها وتطلبون مسيحًا منهم.

لو فكرتم قليلاً يا مشائخ المسلمين بضمير حي وطلبتم من الله أن يكشف عليكم الحقائق حسب القرآن الكريم وأحاديث الرسول الصحيحة لوجدتم أنكم أكبر أعداء لأنفسكم وأكبر أعداء لسيدنا محمد . لو فكرتم قليلا لوجدتم أن أعداءكم أرحم منكم على أنفسكم.

فيا أيها الصحفيون، ويا أيها المثقفون، ويا أيها العلماء، قبل أن تذهبوا إلى الهند لتنظروا هناك ما يقوم به أصحاب الفيل من الهنود المجوس، اذهبوا أولاً إلى أصحاب الفيل في باكستان وأصحاب الفيل في السعودية الذين منعوا المسلمين الأحمديين من أداء فريضة الحج، وفتشوا عن أصحاب الفيل من بعض المشائخ الذين هم السبب الأول في هذه الفتن كلها، والذين وصفهم سيد الخلق وخاتم النبيين إذ قال: “وعلماؤهم شر من تحت أديم السماء منهم تخرج الفتنة وفيهم تعود”.

أنسيتم ما حل ببغداد يوم طوقها هولاكو خان بجيشه الظالم الفتاك، يوم ذهب أهل بغداد لرجل صالح معروف، كان يسكن بطرف المدينة ليطلبوا منه الدعاء ليبعد الله عنهم هذا البلاء القادم. فقال لهم: ارجعوا لي بعد ثلاثة أيام. وعندما رجع إليه زعماء بغداد قال لهم: لقد سمعت نداءً يقول: يا أيها الكفار اقتلوا الفجار. وبعد بضعة أيام دخل بغداد هولاكو خان الظالم واستباحها وفتك بالآلاف المؤلفة من أهلها وأتلف أعظم مكتبة إسلامية في ذلك الوقت، نصف مليون كتاب أُتلفت في نهر دجلة والفرات، حتى أن الماء صار أسود من كثرة الكتب التي أتلفت.

وهذا جزاء من تكون عنده الكتب ولا يعمل بتعاليمها. فسوف لا تنفعكم كتبكم ولا أقلامكم ولا “كمراتكم” ما لم تحوزوا على تقوى الله وتستخدموا كل هذه الأشياء بشرف وأمانة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك