الله جل جلالُه وعز اسمه

وإن الله الذي ظلَّ يتجلى للنبيين كافة؛ وتجلى لموسى كليم الله بالطور، وأشرق نورُه للمسيح الناصري بجبل سعير، وانبلجت أشعته النورانية من جبل فاران لسيدنا ومولانا محمد ، كذلك قد تفضَّل عليَّ ذلك الإلهُ القادر القدوس نفسه بتجليه النوراني، وشرّفني بكلامه، وأخبرني قائلا: إني أنا الإله الذي أُرسلَ جميعُ الأنبياء لعبادته، وأنا الخالق المالك وحدي، وأنا الذي لا شريك له ولا نِدَّ، وأنا الأجلُّ والأسمى من الولادة والموت. (ضميمة الجهاد ص8)

“إن الحياة التي ينالها الإنسان بالنجاة من الذنوب والآثام، لهي جوهرة متلألئة لا يملكها أحد، غير أن الله وهب لي إياها، وبعثني لكي أرشد الناس إلى سبيل الحصول على تلك الجوهرة الغالية. وإنني لأتحدى تحديا جازما بأن السالك لهذا الطريق سيظفر بها دون غيره من الناس. وإن ذلك الطريق المستقيم الذي يؤدي إليها ليس إلا معرفة الله الحقة، وإن هذه المعرفة لهي أصعب الغايات وأدقها، لأنها تتوقف على أمر متعذر. إن الفلسفي كما سبق أن قلت حينما يمعن النظر في أنظمة السماوات والأرض وسائر المخلوقات، وتنسيقها المحكم البالغ الإحكام، فلا يعدو نظره على أن يقر بأن هذا النظام الخارق يقتضي أن يكون له صانع، لكنني أسمو بالناس عن هذه المرتبة، وأدّعي بتحد قاطع وعلى أساس تجاربي الشخصية بأن الله عز وعلا لموجود حقًا”. (ملفوظات حضرة مؤسس الحركة الأحمدية المجلد3)

إنّ فردوسنا إلهنا، وإنّ أعظمَ ملذّاتِنا في ربّنا، لأننا رأيناه ووجَدْنا فيه الحسنَ كله. هذا الكنـز لجديرٌ بالاقتناء ولو افتدى الإنسانُ به حياتَه، وهذه الجوهرة لحَرِيّةٌ بالشراء ولو ضحّى الإنسان في طلبها كلَّ وجوده. أيها المحرومون، هلُمّوا سِراعًا إلى هذا الينبوع، فإنه سيروي عطشكم. إنه ينبوع الحياة الذي ينقذكم. ماذا أفعل وكيف أُقِرُّ هذه البشارة في القلوب؟ وبأيّ دفٍّ أنادي في الأسواق بأنّ هذا هو إلهكم حتى يسمع الناس؟ وبأيّ دواء أعالج حتى تنفتح للسمع آذانُ الناس؟ (سفينة نوح)

“الله نور السماوات والأرض، أي إن كل نور نراه في أعالي السماوات وفي أعماق الأرض، وفي الأرواح متجليا كان أوفى الأجسام، ذاتيا كان أو عرضيا، ذهنيا كان أو خارجيا ليس إلا عطاء ذلك النور العظيم ، الأمر الذي يدل على إن نعمه الفياضة تسع كل شيء في الوجود، ولم يخل منها أحد. إنه مبدأ جميع الفيوض ومصدرها، وإنه علة العلل لكل الأنوار، وإنه ينبوع لجميع أنواع الرحمة، وإن وجوده لقيوم حقيقي للعالم أجمع، وإنه لقوام وحيز لكل ما في أعالي السماء وأعماق الأرض، وهو الذي أخرج كل شيء من ظلمات العدم وخلع عليه حلة الوجود….

إن هذه الأرضين والسماوات وما فيهن من الإنسان والحيوان والشجر والحجر والروح والجسم كل أولئك قد استعارت وجودها من رحمته الفياضة”(البراهين الأحمدية ص 181 الحاشية).

“إن إله الإسلام هو ذلك الإله الحق الذي يتراءى في مرآة السنن الطبيعية ويتجلى في صحيفة الفطرة الصافية النقية، ولم يقدم الإسلام إلها جديدا بل إنه لهو نفس الإله الذي هو نور القلوب وصوت الفطرة الصارخة، والذي هو عماد السماوات والأرض”. (تبليغ الرسالة، المجلد السادس ص15)

“إن كل ذرة من وجودنا وأرواحنا لتخرّ ساجدة لذلك الإله المقتدر الكامل الحق الذي بيده تم ظهور كل روح وكل ذرة من المخلوقات مزوَّدة بكل القوى، والذي من وجوده استقى كل كائن وجوده وعليه يتوقف وجود كل الموجودات، والذي لا يخرج عن نطاق علمه ولا عن سلطان تصرفه ولا عن سعة خلقه شيء. وألوف الصلاة والسلام والرحمة والبركة على ذلك النبي المطهر سيدنا محمد المصطفى الذي به وجدنا ذلك الإله الحي الذي بنفسه يدل على وجوده بإظهار الآيات، وإنه يتحلى بوجهه الوضاح ذي القوى الخارقة القديمة الكاملة بإراءة الخوارق من آياته. فإننا قد تشرفنا باتباع رسول أخذ بيدنا إلى اجتلاء ربنا الأعلى، وبواسطته آمنا بذلك الإله الذي خلق كل شيء بقدرته. فما أروعَ قدرتَه وما أعظمَها، التي بدونها لا يملك شيء كيانه، والذي من دونه لا تقوم لشيء قائمة. فتبارك ذلك الإله الحق الذي هو إلهنا. فما أوسعَ قدرتَه وما أروعَ حسنَه وإحسانَه. لا إله إلا هو”. (نسيم دعوة، الخزائن الروحانية، مجلد 19 ص363)

“إن ذات الإله الحق هي غيب الغيب ووراء الوراء وعلى غاية من الخفاء، ولا يمكن أن تدركه العقول الإنسانية بمجرد قوتها، ولا يمكن أن يكون أي برهان عقلي دليلا قاطعا على وجوده تعالى، لأن غاية مساعي العقل هي أن يقرر -بَعْدَ النظر في صنائع هذا الكون- ضرورة وجود صانع له. ولكن الشعور بالضرورة شيء، والوصول إلى درجة عين اليقين بأن الإله -الذي تقررت ضرورته عند العقل- موجود فعلا، شيء آخر تماما. وبما أن الدليل العقلي ناقص وغير مكتمل ومشكوك فيه وينقصه اليقين، لذلك لا يمكن لكل الفلاسفة أن يعرفوا الله معتمدين على العقل فقط. بل الحق أن معظم أولئك الذين يعتمدون على عقولهم فقط لمعرفة الله، يصبحون ملحدين دهريين في النهاية، ولا يغنيهم التفكّر في خلق السماوات والأرض شيئا. إنهم يتخذون أولياء الله هزوا متذرعين بأن في الدنيا ملايين الأشياء التي نجدها عبثا لا جدوى منها ولم تتحقق عقلاً حكمتها الدالة على الصانع، إنما هي باطلة لاغية. الأسف كل الأسف أن هؤلاء الجهلاء لا يعلمون أن عدم العلم بشيء لا يستلزم عدم الشيء. هناك مئات الألوف من أمثال هؤلاء الذين يزعمون أنفسهم عقلاء وفلاسفة من الدرجة الأولى، ولكنهم ينكرون وجود الله أشد الإنكار. ومن البيّن أنه لو وجدوا برهانا عقليا ناصعا على وجود الله لما أنكروه. وكذلك لو أكرهم برهان عقلي يقيني على الإيمان بوجود البارئ جلّ شأنه لما كفروا به بوقاحة كبيرة واستهزاء شديد. وليس أحد ممن ركب سفينة الفلاسفة بناجٍ من طوفان الشبهات بل هو غارق حتما، ولن يغترف من معين التوحيد الخالص غرفة. فانظروا، ما أبطل وما أنجس الزعمَ القائل بأنه يمكن الوصول إلى التوحيد دون وسيلة نبينا ويمكن أن ينال المرء النجاة بهذا المعتقد! فيا قليلي الفهم، كيف يمكنكم الإيقان بتوحيد الله ما لم توقنوا بوجود الله حق الإيقان؟ فتيقنوا أن التوحيد اليقيني لا يتأتّى إلا باتباع النبي . كما أن نبينا قد جعل العرب الملحدين والمنحرفين يؤمنون بوجود الله بإراءتهم ألوف الآيات البينات، وأن أتباعه الصادقين الكاملين كانوا ولا يزالون يُتِمّون الحجة على الملحدين بتلك الآيات المعجزة. الحق والحق أقول إن الشيطان لا يغادر قلب الإنسان ولا يدخله التوحيدُ الصادق ولا يوقن أحد بوجود الله ما لم يشاهد القدرات الحية لله الحي، وإن ذلك التوحيد الطاهر والكامل إنما يُنال باتباع نبينا محمد وحده”. (حقيقة الوحي ص 117، 118).

Share via
تابعونا على الفايس بوك