شهادة دكتوراه مع مرتبة الشرف!

شهادة دكتوراه مع مرتبة الشرف!

طه القزق

أحببت أن تكون هذه المقالة بهذا العنوان ليعرف المسلمون في كل مكان كيف تعطى شهادات الدكتوراه مع مراتب الشرف لعلماء الدين خاصة، مع أنهم كلما تعالت مراتبهم وشهاداتهم انخفضت قيمة المسلمين حتى وصلوا إلى ما نحن فيه من انحطاط علمي وأخلاقي وروحي.

لقد أبدع الكثير من المسلمين في العلوم الأخرى مثل الطب والهندسة والأدب والفيزياء والفلك والرياضيات؛ وحازوا على الشهادات العالية حتى أن بعضهم حاز على جائزة نوبل ونال شهرة عالمية ولكنهم للأسف لم تستفد بلادهم من خبراتهم مثل الدكتور عبد السلام الباكستاني الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء. أما علماء الدين من المشائخ فإن أحدهم عندما يحصل على شهادة علمية، وما أكثر ما تكون شهادة دكتوراه، يرجع مسرعًا لبلده سرعة البرق، لينال وظيفة ومرتبة، وتقام له الحفلات والتبريكات، ويبدأ بإظهار علومه الجديدة والقديمة، ولا يأتي بشيء جديد، وإنما هو كل ما كتب في الكتب القديمة من خرافات بني إسرائيل وما أدخله المستشرقون أعداء الإسلام في كتبنا. لم نر من هذا العالم الجديد حامل شهادة الدكتوراه يسعى لمقاومة هذه الخرافات وإبطالها، ويظهر الإسلام بوجه أحسن، بل بالعكس إنه يسعى لتثبيت هذه الخرافات بأسلوب كلامي فلسفي خال من الروح والتقوى من خلال بحثه الذي أخذ بموجبه شهادته العلمية. أما إذا قام ليلقي خطبة صلاة الجمعة فإن خطبته تكون كلها كر وفر، وكأنه متخرج من الكلية الحربية، ولا ينقصه إلا تعليق الأوسمة العسكرية على صدره.

وإذا فتحنا المذياع لنسمع درسًا دينيًا أو إذا قرأنا مقالة فيها تفسير للقرآن الكريم نجد أقوالهم وكتاباتهم تخالف صريح القرآن الكريم، مثلاً يقولون: إن سيدنا إبراهيم أبا الأنبياء كذب ثلاث مرات، مع أن الله يقول عنه: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (مريم: 42)، ويقول أيضًا عنه: إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (مريم: 55)؛ ويقول سيدنا إبراهيم داعيًا الله : وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (الشعراء: 85). وكأنه كان يعرف بأنه سوف يظهر هؤلاء العلماء حاملي شهادات الدكتوراه ويتهمونه بالكذب؛ إذ يقولون لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات! وكأنه كان متهمًا بكذبات أكثر ولكن هؤلاء العلماء بجهودهم استطاعوا تبرئته من جميع الكذب ما عدا ثلاث كذبات. إن هؤلاء العلماء بدلاً من أن يستعملوا ذكاءهم وجهودهم لإثبات صدق القرآن الكريم، فإنهم يدافعون دفاع المستميت ليثبتوا صدق الحديث المأخوذ من خرافات بني إسرائيل الذين لا يرون أنه يمكن وجود الصالحين في غير إسرائيل.

أما بالنسبة لسيدنا عيسى فإنهم غير مستعدين لقبول جميع الآيات التي تُثبت وفاته، ونذكر بعضها ليطلع القارئ عليها وهي:

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ (آل عمران: 145).

(2) وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة: 118)

(3) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ (آل عمران: 56).

رسالة دكتوراه تؤكد:

الجماعات الإسلامية في باكستان هي التي تحمل عبء الدعوة

القاهرة – من موسى رحال:

نوقشت مؤخرًا رسالة دكتوراه في جامعة الأزهر حول الجماعات الإسلامية في باكستان والعالم الإسلامي حصل من خلالها الباحث أحمد جان رحيم الله –باكستاني- على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى. عنوان الرسالة “الحركات الإسلامية في باكستان وأثرها على الدعوة الإسلامية”. وقال الباحث أن الحركة الإسلامية الباكستانية تضم خمس جماعات تحمل على عاتقها مسؤولية الدعوة. وأوضح الباحث أن معارك الحركة الإسلامية في باكستان دائمًا تكون مع القاديانية والبهائية وحركة منكري السنة والعلمانية والماسونية. إلا أن آخر المعارك وأكثرها نموًا في الوقت الحاضر المعركة مع التنصير الذي أخذ أبعادًا خطيرة..

وقد حاول الباحث دق نواقيس الخطر، من خلال أهم الإحصاءات التي نشرتها الحكومة الباكستانية الذين كان عددهم عام 1947 ثمانين ألف نسمة في عام 1958 وصلوا إلى ربع مليون، ووصل عددهم في السبعينات إلى 131426، هذا حسب إحصاءات الحكومة الباكستانية عام 1981م. ويرجع الباحث هذه الزيادة إلى تكثيف نشاط التنصير. ويوضح الباحث أن هناك 13 كلية تنصيرية و40 معهدًا عاليًا و13 معهدًا للتربية الاجتماعية و23 من المدارس الدينية لتخريج المبشرين و354 مدرسة متوسطة و133 مستوصفًا و4056 مركزًا تنصيريًا و52 وحدة سكنية للرهبان و110 كنائس و62 دار أيتام و17 ملجأ و36 جمعية اجتماعية و540 مجمعًا تنصيريًا و10 مستوصفات مسيحية و54 ناديًا اجتماعيًا.

(المسلمون 8 نوفمبر 1991)

(4) فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (الأَعراف: 26)

(5) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (الأنبياء: 8-9)

(6) وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (الأنبياء: 35)

(7) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون: 13-17).

وآيات غيرها كثيرة تثبت وفاة سيدنا عيسى ، ولكن هؤلاء المشائخ يقولون: نعم، إنه سوف يموت ولكن بعد نزوله من السماء. أما بالنسبة للآية التي تقول إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ فيقولون: هذه الآية فيها تقديم وتأخير. هذه الآية يجب أن تكون هكذا: إني رافعك ومتوفيك. وكأن الله أخطأ في ترتيب هذه الآية، والعياذ بالله! فانظر أنى يؤفكون!

كيف يمكن أن يتنازلوا عن كبريائهم ويعترفوا بوفاة سيدنا عيسى طالما “القاديانيون” يعتقدون بوفاة عيسى . إنهم غير مستعدين ليعترفوا بالحقيقة حتى ولو عرضنا عليهم مائة آية تثبت قولنا. لماذا تعلموا وأخذوا شهادات الدكتوراه وجوائز الشرف متعددة الدرجات؟ هل ليتنازلوا للبسطاء؟ الناس يعرفون أن “إني متوفيك” تعني إني مميتك، ولو سألنا راعي الإبل بالصحراء لقال: التوفي معناه الموت، وأما الحاصل على شهادة الدكتوراه من المشائخ فإنه مستعد ليناقش مدة طويلة ليستطيع تحريف الكلم عن مواضعه.

ثم إن الله يقول:

لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس: 41)، ويقول أيضا:

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس: 6)،

وغيرها من الآيات التي تعلمنا أن نظامنا الشمسي لا يمكن أن يختلف وإذا اختلف فلا يمكن أن تسير حياتنا بهذا الأمان. وعلماء الفلك يقولون بأنه في كل مائتي مليون سنة تختلف الدورة الشمسية ثانية واحدة، وعندما يحدث هذا الاختلاف تحدث أشياء غريبة على الكرة الأرضية من هزات وبراكين وغيرها.

بعد كل هذه الآيات وأقوال علماء الفلك يظهر شيخ حامل شهادة دكتوراه ويكتب مقالة على صفحات جريدة المسلمون بتاريخ 21 مايو 1991 ويقول فيها بأن الشمس وقفت عشر ساعات أو عدة أيام، ربما لأنه لم يحدد وقوفها. إذ قال بالحرف الواحد في مجلس من مجالس العلماء في القاهرة، واسم هذا الشيخ الدكتور جمال عبد الهادي الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز، قال: بعد وفاة موسى أتى الجيل المجاهد الذي لم ينس المقدسات وتم بناء إنسان العقيدة، فخلف موسى يوشع بن نون وهو نبي مسلم، فتحررت القدس على يده حينما رفع يديه إلى السماء ونظر إلى الشمس، فقال لها: إنك مأمورة وأنا مأمور. فالله أحْبَسَها عنا حتى تُفتح هذه القرية. فحبست بإذن الله، وفتح بيت المقدس. وإذا ما اعترض أحد على هذه الخرافة لكفروه وقالوا: إنك لا تعتقد بأن الله على كل شيء قدير. وكأنه لا يمكن إثبات قدرة الله إلا من خلال خرافات بني إسرائيل.

ثم إن الله يقول: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (البقرة: 257)، ويقول أيضًا: مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (الكهف: 30). ويقول

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (المائدة: 93)،

ويقول:

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (يونس: 100)،

ويقول أيضًا:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا * بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (النساء: 138-139).

وكثير من الآيات التي تعطي حرية العقيدة لكل إنسان. فيأتي هذا العالم حامل شهادة الدكتوراه ويقول: المرتد يقتل، ضاربًا عرض الحائط كل هذه الآيات، وحجته الحديث الذي يقول: من بدل دينه فاقتلوه. إنهم لا يقبلون تأويل الحديث ليوافق القرآن الكريم مثلاً نقول: إن معنى القتل هنا المقاطعة، لأن القتل له معان عديدة منها المقاطعة. إنهم مستعدون لنسخ جميع آيات القرآن الكريم التي ذكرت، وغير مستعدين لنسخ حديث موضوع أو حديث ضعيف أو خرافة من خرافات بني إسرائيل.

فهذا أستاذنا الجديد الذي نوقشت رسالة دكتوراه له في الأزهر وأخذ بموجبها شهادة دكتوراه بمرتبة الشرف من الدرجة الأولى.. عنوان رسالته: الحركات الإسلامية في باكستان وأثرها على الدعوة الإسلامية. وقال الباحث فيها إن الحركة الإسلامية الباكستانية تضم خمس جماعات تحمل على عاتقها مسؤولية الدعوة، وأوضح الباحث أن معارك الحركة الإسلامية في باكستان دائمًا تكون مع القاديانية والبهائية وحركة منكري السنة والعلمانية والماسونية، إلا أن آخر المعارك وأكثرها نموًا في الوقت الحاضر هي المعركة مع التنصير الذي أخذ أبعاده الخطيرة. وقد حاول الباحث أن يدق نواقيس الخطر من خلال أهم الإحصاءات التي نشرتها الحكومة الباكستانية حول المسيحيين الذين كان عددهم في باكستان عام 1947 ثمانين ألف، وفي عام 1958بلغوا ربع مليون، وفي السبعينيات وصلوا 1310426، وهذا حسب إحصاءات الحكومة الباكستانية عام 1981. معناه أن عدد النصارى تضاعف أكثر من سبعة عشر ضعفًا بعد أقل من ثلاثين سنة.. والله أعلم كم بلغوا في التسعينيات. هذا في باكستان فقط الدولة الإسلامية الكبرى، أما في اندونيسيا والفيليبين وقارة أفريقيا فيتنصر أضعاف هذه الأعداد. وقد نشرت جريدة “المسلمون” نفسها مقالة في عددها 5 يوليو 1991 أن عدد المسلمين في الفيليبين أصبح 12 بالمائة بعدما كان 40 بالمائة، وفي الجزر الإسلامية الواقعة جنوبي الفيليبين أصبح 35 بالمائة بعدما كان 60 بالمائة. كما نشرت مجلة بريطانية اسمها “فوكوس” لشهر كانون الثاني 1991 مقالة قالت فيها: إن العالم العربي أصبح مستعدًا لسماع نداء المسيحية، وعلى المسيحيين أن يستغلوا ظروف ما بعد حرب الخليج ويبذلوا الجهد لنشر المسيحية في الأقطار العربية. وقالت إنه في الأردن وحده ينضم إلى المسيحية من خمسين إلى مائة شخص يوميًا.

فأقول لك يا حضرة الدكتور ولأمثالك حاملي مراتب الشرف من الدرجات المتعددة: (صح النوم)، ولا فائدة من دق نواقيسك الخطرة. فقد صرح أستاذكم الكبير العظيم المشهور رئيس رابطة العالم الإسلامي الدكتور عمر عبد الله ناصيف في أخبار العالم الإسلامي في 30 يناير 1989 الموافق 13 جمادى الثانية 1409: نتحاور مع الكنيسة من أجل وقف نشاطها في المجتمعات الإسلامية؟! ما أجمل هذه الفكرة الانهزامية. إنه مستعد للتحاور مع الكنيسة لتبتعد عن المسلمين ولا تضمهم إليها، ولكنه غير مستعد للتفاوض مع الأحمديين ليعلموه كيف ينتصر على المسيحية وغيرها من الأديان المختلفة. إنه غير مستعد للتفاوض مع الأحمديين حتى لو لم يبق مسلم واحد. هل من المعقول أن توافق الكنيسة على طلبه هذا. كلا ثم كلا، بل المعقول الذي حصل أن المسلمين الضعيفين عقيدة وإيمانًا أصبحوا يتنصرون بالآلاف بعدما كانوا يتنصرون بالمئات؛ لأنهم بعدما اطلعوا على طلب الدكتور عبد الله ناصيف من الكنيسة أيقنوا للأسف أن الإسلام، والعياذ بالله، ضعيف الحجة والبرهان، ولا يستطيع مجابهة الكنيسة؛ بينما الكنيسة لا تمنع أي مسلم أن يقوم بالتبليغ بالإسلام في البلاد المسيحية. الحقيقة أن هذا التصريح الذي يخرج بهذا الشكل من رجل مسؤول يحمل شهادة دكتوراه يجلب العار للإسلام والمسلمين، ويدل على أن هؤلاء الناس لم يستفيدوا من قول الله : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ . قدم وفد نصارى نجران من اليمن ضيوفًا على سيدنا محمد ، وكانوا ينامون في المسجد النبوي، ويصلون صلاتهم، ويناقشون سيدنا محمدًا لعدة أيام. ورجعوا إلى اليمن ولم يعتنقوا الإسلام. ولقد أرسل معهم سيدنا محمد أحد الصحابة لمرافقتهم لحدود اليمن، ولكنهم في الطريق تشاوروا وقرروا الرجوع متعجبين من أخلاق سيدنا محمد . فرجعوا إلى المدينة ودخلوا في الإسلام جميعهم.

فلو كان عند علمائنا شيء من هذه الأخلاق لم يبق على الأرض مسيحي ولا يهودي ولا زردشتي إلا دخل بالإسلام، إلا ما شاء الله. ولكنهم يتنفرون من الإسلام عندما يرون المسلمين يقتلون بعضهم بعضًا، ويكفرون بعضهم بعضًا، ورجال الدين يخزنون الأسلحة بالمساجد، ويريدون اغتصاب الحكم اغتصابًا “لإقامة دولة إسلامية”؛ ويرون “نموذج الدولة الإسلامية” في هذا الوقت في السعودية حيث تقوم بقطع يد السارق الفقير الجائع بينما تعطي حرية كاملة لسارقي المليارات من أموال البترول وواضعيها في بنوك أوروبا وأمريكا. والزاني الفقير يقيمون عليه الحد بسرعة، ولكن الزناة الذين يصرفون الملايين على المومسات في أوروبا وأمريكا فالعلماء يسبحون بحمدهم ليل نهار. طبعًا هذا التسبيح والتحميد بالأجرة وليس مجانًا.

ويرى غير المسلمين النموذج الثاني للدولة الإسلامية في باكستان. وكان أول عمل إسلامي قامت به هو إعلان “طرد” الجماعة الإسلامية الأحمدية من الإسلام. إن سيدنا محمدًا لم يُخرج أعرابيًا من الإسلام مع أن الأعرابي طلب منه أن يخرجه من الإسلام ثلاث مرات، حسب ما ورد في (صحيح البخاري، كتاب الحج، أبواب المحصر وجزاء الصيد، باب المدينة تنقي الخبيث). أما حكومة الباكستان المسلمة، فأخرجت أربعة ملايين مسلم أحمدي باكستاني من الإسلام بهزة قلم! ووجهت الغوغاء بمصاحبة رجال الأمن إلى مساجد الأحمديين، وأزالوا منها كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) بالطلاء الأسود، وبعدها سمحت للأشقياء بمهاجمة بيوت الأحمديين ومساجدهم ونهبها وحرقها. كما أن هذه الدولة الإسلامية سنت قانونًا يمنع الأحمدي أن يقرأ القرآن الكريم ويمنع الأحمدي أن يرفع الأذان. ويمنع الأحمدي أن يضع على صدره كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله). يمنع الأحمدي أن يقول لأحد (السلام عليكم)، لأن هذه الأشياء للمسلمين فقط والأحمديون هم غير مسلمين حسب تشريعهم! وكل الأحمديين الذين خالفوا هذه القوانين فإنهم وضعوا بالسجن، ودفعوا الغرامات الباهظة، وضربوا وعذبوا وبعضهم قتلوا ظلمًا وعدوانًا.

أهذه دولكم الإسلامية، أيها المشائخ؟ أهذه دعوتكم الإسلامية التي تمنحون عليها الجوائز وشهادات الدكتوراه بئس ما تعلمون. يا من تمنحون شهادات الدكتوراه ومراتب الشرف من الدرجات المتعددة في جامعات السعودية ومصر وغيرها من البلاد العربية، أتظنون بأن الله سوف لا يحاسبكم على هروبكم من نطق كلمة الحق. ربما تظنون أنكم يوم الحساب، لو سُئلتم عن ظلم الأحمديين في باكستان، تقولون: هذه المظالم كانت في باكستان، وهذه مشاكل داخلية لا دخل لنا بها. كلا، إن هذه الحيل لن تجديكم أمام الله ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك