علماؤهم وفتاواهم

علماؤهم وفتاواهم

التحرير

كلمة التقوى ..

في لقائنا الأسبوعي يوم الجمعة بالقناة الفضائية.. كان الشيخ الشهير يتحدث في تفسير القرآن الكريم، ‏بأسلوبه المحبب إلى العامة وأهل الريف.. وهم يجلسون أمامه فاغري الأفواه، ويتطلعون إليه بإعجاب ويهزون رؤوسهم دلالة الاقتناع. وتطرق الحديث إلى موضوع “النسخ” فقال: النسخ معناه أن هناك أحكاما موقوتة بزمن معين، فإذا انتهى وقتها وألغيت واستُبدلت بحكم جديد. فما المشكلة في هذا؟ ثم أضاف في لهجة ساخرة: هذا هو النسخ الذي يثيرون ضجة حوله..

‏وهكذا بسَّط الشيخ الموضوع. ومنطَقَه وسَلَقه على طريقته التي لا ينتبه لها مستمعوه.

الواقع أن النسخ بهذا المفهوم ‏غير موجود ‏‏مطلقا في أحكام الإسلام القرآنية، وليس هناك أي حكم أنزله الله تعالى في القرآن كان موقوتا لزمن معين ثم رُفع من القرآن واستبدل بحكم غيره، لو كان هناك مثل هذا الحكم لأخبر الله تعالى به. ولذكر أن هذا هو الحكم الجديد الذي حلّ محل السابق. وليس هناك في القرآن أي شيء من هذا القبيل .. فكل حكم موجود في القرآن المجيد كان موجودا منذ نزل، وباق إلى النهاية .. ولم يستبدل أي حكم قرآني بآخر، وليس هناك ما يمكن أن يلغي حكما قرآنيا .. لا القرآن ولا السنة.. ولا الشيوخ والعلماء ‏يستطيعون أن يلغوا حكما قرآنيا .. لأن هذه الإمكانية ذاتها تقضي على قداسة القرآن ومرجعيته ككتاب سماوي محفوظ.

‏كما أن الشيخ العلامة لم يبدد الغبار الكثيف حول موضوع النسخ … لأنه لم يفسر ‏ما يتعلق بالمنسوخ حكما.. الباقي تلاوة: لماذا بقي نَصُّه في المصحف يُتلى ويُتعبد به … مع انه باطل لا محل له من العمل -والعياذ بالله؟- ولم يفسر الشيخ ما يتعلق بالمنسوخ لفظا.. الباقي حكما: كيف يُحذف لفظه من المصحف.. ‏ويبقى الحكم معمولا؟ لم يفسر الشيخ هذه المهازل التي لا تليق بكتاب أنزله الحكيم الخبير والتي تنضح بها كتبهم؟ هل يُقصد بهذه الألغاز إثارة الحيرة في نفوس الناس، أم ليتخصص المشائخ وحدهم في حلها؟ وكيف يمكن التيقن من الناسخ والمنسوخ، وهم مختلفون فيهما أشد الاختلاف، وقد وصلوا وبعدد الآيات المنسوخه إلى المئات؟

‏وحقيقة النسخ- كما بيّنها لنا الإمام المهدي هي أن القرآن الكريم هو الآية التي نَسَخت ما قبلها من شرائع موقوتة بزمن ومحدودة بمكان، وجاء فيه من الأحكام ما هو خير أو مماثل لما سبق.

‏وهذا شيخ ثان… يحمل لقب المفتي.. يستفتيه الشباب: من هم أصحاب الأعراف في قوله تعالى وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ … فيقول: “الأعراف هي الأماكن العالية.. وفي أصحابها عشرة أقوال كما جاء في تفسير القرطبي.. خلاصتها أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، وقيل قوم صالحون علماء، وقيل هم الشهداء، وقيل غير ذلك، والقول الأول أقرب الى الصواب”.

‏لا حول ولا قوة الا بالله.. أهذه إجابة مفتي الديار؟ ماذا يفهم الشاب السائل من هذه الإجابة؟ أهذا شرح للقرآن الكريم أم تعتيم مقصود؟ أم لعله جهل فادح، وهذا القول هو الأقرب الى الصواب؟

‏وجوابا على سؤال آخر عن الحديث النبوي بشأن تصفيد الشياطين في شهر رمضان … ذكر الشيخ حديث الإمام الترمذي ثم قال: “وفي هذا الشهر تُسلسَل الشياطين… أي لا تجد مسلكا إلى قلوب الصائمين…لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق وقد ضيقها الجوع “.

‏        هل هذا توضيح أم تضليل؟ هل نسي الشيخ أن ملايين الصائمين ترتكب المعاصي في رمضان؟ أم هل يريد الشيخ أن يسخَر الشباب من أحاديث الرسول بسبب هذه الإجابة الباهته؟ هل الجوع يضيّق مجاري الدم فلا يستطيع الشيطان أن يمر فيها؟ أم هل الشيطان كائن مادي يحتاج الى ممرات وأنابيب واسعة ليسري فيها؟

‏        ألم يكن من الأفضل أن يعتذر المفتي بعدم قدرته على الإجابة التي توضح الحديث النبوي وتخاطب عقل الشاب فيفهم ويقتنع؟

‏هذه نماذج ثلاثة من فتاوى كبار كبار علمائم. أرأيتم كيف صدق الرسول عندما وصفهم بأنهم مصدر الفتنة؟ أرأيتم حاجة المسلمين الماسة إلى الأمام المهدي .. ليكشف لهم جمال الإسلام وكمالاته، ويخاطب عقولهم فينير أفكارهم بحكمة القرآن المجيد ودرر الرسول الكريم؟

‏اللهم نجِّ شباب المسلمين من جهالات القرون الوسطى، وخلِّصهم من كهانة القراطيس الصفراء التي ينشرها هؤلاء المعممون المحترفون المحتكرون لهداية السماء! آمين!

أخبار الدجال

لقد أتم الدجال فرض سيطرته التامة على “هاييتي” الضئيله الفقيرة، ونزلت قواته تجوس خلال الديار.. تملي إرادتها وتحكم بما تشاء وترهب من تشاء.. وراء ستار الأمم المتحدة الساذج.. أو الذي يقبل به السذج. الدجال يسيطر ويتحكم ويضلل، وعرائسة تجلس على مقاعد الحكم‏ في بلاد العالم الثالث.. يحركها بأصابعه فتقوم بأدوارها المرسومة.

‏ولا تزال ألاعيب الدجال وممارساته مستمرة في البوسنة: قرارات ولجان واتفاقات… ثم نَقْض لكل ذلك وعودة الى الحلقة المفرغه .. والأيام ثم الشهور تمر. ومصالح الشعب المسلم يلهون بها في اجتماعاتهم وهيئاتهم، ونشرات الأخبار في العالم المتخلف تردد هذه المهازل تردادا ساذجا.. بل سفيها.

‏        الدجال يفتح ملف العراق والكويت مرة أخرى.. ويهدد ويحرك قواته لعل الدجال يريد مدادا كبيرا من أموال البترول.. فهو يحرك العرائس، ويؤزِّم الموقف، ويُقدِّم قوائم الحساب للدفع.. عاجلاً أو آجلا .

فلا نامت أعين البسطاء!

Share via
تابعونا على الفايس بوك