من جوامع الكلم

من جوامع الكلم

 صحيح البخاري، كتاب المرضى.

 – عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :َ “مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا”.

= كل مصيبة تصيب المسلم.. وإن كانت شوكة بسيطة تشوكه.. يكفِّر الله بها عنه من ذنوبه.

– وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: “مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ”.

= إذا أصاب المسلم تعب أو وجع أو قلق أو حزن أو كرب ولو بقدر وخزة شوكة غفر الله له من خطاياه.

– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالْأَرْزَةِ لَا تَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً”.

= مثل المؤمن مع البلاء كالنبات الغض تميله الريح وتعدله.. أي يصيبه البلاء بين حين وآخر فلا ينكسر، لكن المنافق كشجرة الأرْز الصلبة إذا غلبتها الريح اقتلعتها وأسقطتها نهائيا فلا تعتدل مرة ثانية.

– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال: دخلت على رسول الله وَهُوَ يُوعَكُ فقلت: يا رسول الله إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قال: “أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ”، فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ. فَقَالَ: “أَجَل ذلك كذلك. مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا”.

= إني أراك تتألم بشدة من وجع المرض. نعم. أتألم كرجلين. لعل ذلك لأن لك أجرين. نعم هو كذلك. وكل مسلم يتأذى ولو من وخزة شوكة إلا غفر الله سيئاته فتساقطت عنه كما تنفض الشجرة عنها أوراقها.

عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَال:َ جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ يَعُودُنِي مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي زَمَنَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقُلْت:ُ بَلَغَ بِي مَا تَرَى وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: بِالشَّطْرِ، قَالَ: لَا. قُلْتُ: الثُّلُثُ، قَالَ: “الثُّلُثُ كَثِيرٌ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَلَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ”.

= لقد بلغ بي المرض ما ترى، وليس لي من وريث سوى ابنة واحدة. فهل أتصدق بثلثي مالي؟ لا. بنصفه؟ لا. بثلثه؟ وهذا أيضا كثير. الأفض أن تترك ورثتك أغنياء.. لا أن تتركهم يسألون الناس. وكل ما تنفقه في سبيل الله تنال أجرا عليه حتى ما تضعه من طعام أو شراب في فم زوجتك.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قال النَّبِيُّ : “لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي”.

= لا يليق بالمؤمن أن يضيق بالحياة فيتمنى الموت بسبب سوء الحال أو شدة ألمت به. وإذا كان لا بد له من طلب الموت فليفوض الأمر لله ويسأله الحياة أم الموت أيهما كان خيرا له.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: سمعت رسول الله يقول: “لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ”.

= إن عمل الانسان -وإن كان نبيا- ليس مكافئا وحده لدخول الجنة فثواب الجنة عظيم جدا، ولكن  يدخل الجنة من فازوا بفضل من الله ورحمة وسبيل ذلك أن تحسنوا العمل وتستقيموا بقدر المستطاع. ولا تبالغوا في العمل إذ ليس المدار عليه.

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ قَالَ: “أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا”.

= اللهم يا رب الناس أذهب الشدة والألم والشر، وأبرئ العلة والمرض فأنت الشافي. شقاؤك هو الشفاء الحق. فليكن شفاء لا يطول بعده المرض.

Share via
تابعونا على الفايس بوك