من الفقه الميسر

من الفقه الميسر

راعينا التبسيط والسهولة، واجتنبنا المصطلحات الفقهية الصعبة، فعلى المسلم أن يأخذ بها قدر المستطاع، ولا يترك منها شيئا متعمدا.. والله تعالى أعلم بالسرائر، وهو العفو الغفور.. فلا تشدد ولا تهاون، وفقكم الله تعالى لما يرضيه.

مواقيت الصلاة

لكل صلاة مفروضة وقت محدد بالنسبة لموضع الشمس في قبة السماء.

فيبدأ وقت صلاة الفجر بظهور ضوء الفجر من الشرق، وينتهي قُبيل شروق الشمس، أي ظهور جزء من قرصها.

ويبدأ وقت صلاة الظهر عندما تصل الشمس إلى أعلى نقطة وتبدأ في الهبوط.. أي عندما تكون فوق الرأس وتبدأ في الميل نحو الغرب.

وتبدأ صلاة العصر عندما تكون الشمس قد مالت نحو الغرب ووصلت إلى منتصف المسافة بين الرأسي والغروب.. ويكون ظل الشيء عندئذ مساويا لطوله. وينتهي الوقت عندما تميل الشمس أكثر نحو الغروب ويصفرُّ لونها. ومن الأفضل أن تؤدى صلاة العصر في وقت مبكر والشمس مرتفعة في الأفق زاهية الضوء قبل اصفرارها.. وإن كانت الصلاة بعد ذلك ليست محرَّمة تماما.

كذلك لا تُصلى أي صلاة تطوعية (نفل) بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس.

ويبدأ وقت صلاة المغرب مباشرة بعد الغروب، ويستمر حتى يختفي شفق الشمس من السماء وتبدأ ظلمة الليل.

ويختلف تقدير نهاية وقت المغرب عند الفقهاء، فالوهابيون والمتشددون يرون انتهاء الوقت عندما يزول اللون الأحمر من الشفق، وهذا يحدث بعد الغروب بفترة قصيرة. أما أكثرية الفقهاء فيرون أن انتهاء وقت المغرب يستمر ما دام هناك بصيص ضوء في الأفق عند الغرب. وبذلك يكون طول وقت المغرب مساوٍ لطول وقت الفجر الذي يبدأ مع أو خيط ضوء إلى قبيل شروق الشمس.

ويتفق الفقهاء على أن وقت صلاة العشاء يبدأ عندما يختفي الشفق نهائيا وتظلم السماء. ويرى أغلب الفقهاء أن وقت العشاء يمتد حتى منتصف الليل، ولكن بعضهم يراه ممتدا إلى ما بعد ذلك حتى ينام المرء.

ومن الأفضل دائما والمحبذ كثيرا أن تُؤدى الصلوات في أوقاتها ولا تؤخر حتى يوشك وقتها على الانتهاء.

وتمتنع الصلاة في ثلاثة أوقات: وقت بزوغ الشمس من الأفق (الشروق)، ووقت اختفائها عند الأفق (الغروب)، ووقت توسطها السماء تماما (منتصف النهار).

شروط الصلاة:

هناك متطلبات ينبغي مراعاتها فيما يتعلق بالصلاة وهي:

  1. النية، أي العزم على الصلاة، يجب أن يدخل المرء إلى الصلاة هو عاقد العزم على ذلك.
  2. مراعاة الوقت، ينبغي أداء الصلاة في وقتها المحدد لها. وإذا اضطر المرء -بسبب قهري- لتأخير الصلاة عن موعدها فليصلِّها بمجرد أن يتذكرها، مع مراعاة ألا يؤديها في الأوقات الممنوعة التي ذكرت آنفا. وقد أخبر النبي أن في زمن الدجال سيكون اليوم كسنة.. أي أنه في زمن الدجال سوف تُكتشف تلك البقاع القطبية في الشمال والجنوب من الأرض.. حيث يطول النهار إلى ستة أشهر، ويطول الليل إلى ستة أشهر.. فيكون اليوم سنة كاملة. ولما سأله الصحابة كيف يؤدون الصلوات في وقتها قال لهم: اقدُروا لها.. أي قدِّروا وقت كل صلاة قياسا على اليوم المعتاد. وعلى ذلك ينبغي على المصلين والصائمين في المناطق القطبية التي يطول فيها النهار والليل أكثر كثيرا من المعتاد.. أن يقدِّروا مواقيت الصلاة ومواقيت الصيام بالقياس إلى المواقيت في المنطقة المعتدلة الأقرب إليهم.. بحيث يؤدون خمس صلوات في اليوم، ويصومون قدرا مناسبا من النهار.
  3. الطهارة: ينبغي أن يكون المصلي طاهر البدن قدر المستطاع، طاهر الفكر والنفس. والطهارة هنا تعني:
    • أ‌- نظافة البدن من الأوساخ.
    • ب‌- الاستنجاء.. أي غسل الأعضاء والفتحات جيدا بعد قضاء الحاجة الطبيعية.. من قُبُل ودُبر (البول والغائط).. وتنظيفها من أي آثار وفضلات.
    • ت‌- الاغتسال الكامل للبدن جميعه بعد اللقاء الجنسي (الجماع)، سواء تم فيه قَذف أم لا. وكذلك بعد أي قذف.. حدث ليلا أو نهارا، نتيجة احتلام أو تهيج أو لأي سبب آخر.
    • ث‌- اغتسال المرأة غسلا كاملا بعد انتهاء (الطمث) نزول الدم في الدورة الشهرية أو عقب الولادة.
  4. طهارة مكان الصلاة ونظافته.. أرضا أو حصيرة أو غيرها.
  5. تغطية البدن وستر العورة بشكل مناسب لائق.
  6. الاتجاه نحو القبلة: يجب أن يتجه المصلي بوجهه وجسمه نحو الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام بمكة المكرمة – أول بيت وضع للناس لعبادة الله الواحد الأحد.

وعلى المسلم أن يراعي الاتجاه العام نحو الكعبة -قبلة المسلمين جميعا- في كل صلاة مفروضة أو تطوعية. ولكن يجوز للمسلم -في حالة السفر- إذا لم يتمكن من تحديد اتجاه القبلة بدقة، أو إذا كان مريضا غير قادر على الحركة بيُسر – أن يصلي في غير اتجاه القبلة، وكذلك إذا كان المصلي مسافرا على ظهر دابة، أو قطار، أو طائرة، أو سفينة يتغير اتجاها أثناء المسير.. فللمصلي أن يصلي في اتجاه ركوبته كيفما كان.

الوضوء

يراد بالوضوء غسل بعض أجزاء من البدن بالماء الطاهر استعدادا لأداء الصلاة. والوضوء شرط أساسي لا تصح الصلاة بدونه. ويبين القرآن المجيد وسنة النبي كيفية الوضوء هكذا:

غسل اليدين ثلاث مرات، ثم غسل الفم والمضمضة ثلاث مرات، ثم غسل الأنف، وإدخال الماء في فتحتيه ثم نثره.. لتنظيف داخل الأنف ثلاثا، ثم غسل الوجه بأكمله ثلاثا، ثم غسل الساعدين بدءا بالأيمن من فوق الكوع. .ثلاث مرات، ثم بلُّ اليدين بالماء والمسح بباطن الكفَّيْن على الرأس من قمتها إلى مؤخرتها، ثم تُمسح الأذنان معا بدفع سبابة اليد اليمنى داخل الأذن اليمنى، وسبابة اليد اليسرى داخل الأذن اليسرى، للمسح من الداخل، ثم تدار الإبهام حول الأذن لتمسحها من الخارج، ومن هنا يمر ظاهر اليدين على جانبي العنق من الخلق إلى الأمام.

ثم تُغسل القدمان حتى الكعبين ثلاث مرات.. ابتداء بالقدم اليمنى مع تنظيف الأصابع.

هكذا يتم الوضوء ثم يدعو المتوضئ قائلا:

اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.

هذا هو الوضوء في الظروف العادية، لشخص لسيم الجسم، صحيح البدن، غير ممنوع طبيا من استخدام الماء.

ويحسن أن يكون الماء نقيا بقدر المستطاع، ومتوفرا يمكن الحصول عليه بيسر وأمان. ولكن إذا لم تتوفر هذه الظروف.. يمكن اللجوء إلى بديل الوضوء ويسمى التيمم.

التَّيَمُّم

ويكون التيمم بأن يضرب المرء كفّيْه على سطح صلب عليه غبار ناعم طاهر، ثم يمسح بكل كفٍّ على ظهر الأخرى كأنما يغسلها، ثم يمسح على وجهه.

هذا التيمم يقوم مقام الوضوء في حالة عدم القدرة عليه، ويذكِّر الإنسان بضرورة الوضوء كلما كان ذلك متيسرا.

ويجب على المرء أن يؤدي الصلاة وهو على وضوء. وما دام وضوؤه سليما يمكن له أن يصلي أكثر من صلاة وهذا يدل على أن المحافظة على الوضوء ضرورية للصلاة. وليس من اللازم أن يتوضأ المرء لكل صلاة ما لم يفسد وضوءه.

مبطلات الوضوء:

يفسد الوضوء ويحتاج إلى تجديده في الحالات التالية:

  • خروج ريح.
  • التبول ولو قطرة واحدة.
  • التبرز.
  • النعاس بحيث لا يحفظ المرء توازنه.
  • الطمث والقذف.
  • تختلف الآراء حول نزف الدم والقيء، ولكن لا ضرورة لتجديد الوضوء في الحالات البسيطة منهما، ويجدد إذا كثرا.

وإذا وضع المرء جوربا في قدميه وهو محافظ على وضوئه لم يكن بحاجة إلى غسل قدميه عند تجديد الوضوء وذلك لمدة 24 ساعة، وبدلا من ذلك يبلل يده ويمسح بها على القدمين من أعلى. وهذا التيسير مسموح به لمدة 3 أيام في حال السفر. ويبالغ فقهاء الشيعة فيرون أنه يكفي المسح على القدمين سواء بجورب أو بدونه.. ولا حاجة إلى غسلهما في الوضوء أصلا؛ ويبالغ المتشددون كالوهابيين ويشترطون أن يكون الجورب من جلد مانع للغبار والماء وليس من القطن أو الصوف. وتتفق الأحمدية مع الرأي الرافض لهذا التشدد الذي يغرق في السطحية ويتعارض مع روح الإسلام وقول النبي : إن الدين يسر.

(يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك