طرق الإصلاح

الشجاعة الحقيقية

ومن تلك الحالات البشرية الطبْعية حالةٌ تُشبِه الشجاعة. فنلاحظ مثلا أن الطفل الرضيع يضع يده أحيانا في النار لوجود هذه الحالة الطبْعية فيه. ذلك أن الطفل -بسبب غلبة جوهر الفطرة البشرية عليه- لا يهاب شيئًا قبل أن يمر بتجارب تبث فيه الخوفَ. والإنسان في هذه الحالة الطبْعية يتصدى للأسود وغيرها من وحوش الغاب بدون أدنى خوف، ويبرز وحده لمقاتلة عديد من الناس، وهم يظنون أنه شجاع باسل، ولكن الواقع أنها ليست إلا حالة طبْعية توجد في الناس كما توجد في الوحوش الكاسرة، بل في الكلاب أيضًا. أما الشجاعة الحقيقية التي تتجلى في موضعها وعند وقتها والتي هي خُلق من مكارم الأخلاق.. إنما هي اسم جامع للصفات والحالات التي صرح الله بها في وحيه القدسي بقوله:

وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ (البقرة: 178)،

وقوله تعالى:

وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ (الرعد: 23)،

وقوله تعالى:

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (آل عمران: 174)،

وقوله تعالى:

وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ الناسِ (الأنفال: 48).

.. أي أن الشجعان حقا هم أولئك الذين إذا فاجأتهم حرب أو حلت بهم مصيبة صبروا ولم يتهربوا من مواجهتها، ولا يكون صبرهم في الحروب والشدائد إلا ابتغاء مرضاته تعالى. إنهم يصبرون لوجه الله لا لإظهار بسالتهم. وإذا خوفهم أحد بأن القوم قد اتفقوا على معاقبتكم فلا تزيدهم هذه التهديدات إلا إيمانا فيقولون: ربنا يكفينا وهو نعم الوكيل. والمعنى أن شجاعتهم لا تكون كشجاعة الكلاب والوحوش التي يكون وراءها هياج طبيعي فقط، والتي يكون اندفاعها إلى جهة واحدة، بل إن شجاعتهم تكون ذات حدين: فأحيانا يقاومون بشجاعتهم الذاتية شهواتِهم النفسانية ويغلبونها، وأحيانا أخرى إذا رأوا مقاومةَ العدو أقربَ للمصلحة حاربوه، لا بسبب حماس نفسي فقط، بل دفاعا عن الحق. ويتحلون بالشجاعة لا متكلين على نفوسهم وإنما متوكلين على الله وحده. وتكون بسالتهم غيرَ مشوبة بشوائب الرياء أو الكبر أو هوى النفس، بل يبتغون بها مرضاة الله من جميع الوجوه.

إن الله تعالى قد بين لنا في هذه الآيات أن أصل الشجاعة الحقيقية إنما هو الصبر والثبات، وأن البسالة الحقيقية تتمثل في أن يبقى الإنسان ثابتا على أقدامه ولا يهرب كالجبان عند هجوم من أهواء النفس أو من قِبل الأعداء. لذلك فالفرق عظيم جدًّا بين شجاعة الحيوان وشجاعة الإنسان. إن الحيوان ينقاد لغضبه الذي يدفعه باتجاه معين، وأما الإنسان المتصف بالشجاعة الحقيقية فهو يختار المقاومة أو عدمها حسب ما يناسب مقتضى الحال.

الصدق

ومن هذه الحالات الطبْعية الفطرية في الإنسان الصدقُ. إن الإنسان لا يتوخى الكذب مطلقا ما لم يكن له داعٍ من دواعي الأهواء النفسانية، بل يجد في نفسه نوعا من النفور والاشمئزاز تجاه الكذب. ولذلك نجده يسخط على مَن ظهَر كذبه ويزدريه.

غير أن هذه الحالة الطبْعية في الإنسان لا تكون وحدها من الخُلُق في شيء؛ إذ قد يتصف بها حتى الأطفال والمجانين أيضا. فالحق أن الإنسان لا يكون صادقا بالمعنى الحقيقي ما لم يبتعد كليةً عن الدوافع النفسانية التي تصده عن قول الحق. إذ كيف يمكن أن يتفوق الإنسان على الصغار والمجانين لو تمسك بالصدق فيما لا يضره كثيرا، ولجأ إلى الكذب أو سكت عن قول الحق إذا كان في قوله للصدق خوف على عرضه أو ماله أو نفسه؟ أفلا نجد المجانين والصغار دون سن البلوغ يقولون كمثل صدقه؟ لن يوجد في العالم من يكذب بدون داع. لذلك فالصدق الذي لا يتمسك به صاحبُه ساعةَ الضرر لن يدخل في عداد الأخلاق الحقيقية. بل إن أفضل مناسبة لقول الحق هي تلك التي يهدد فيها قولُ الحق نفسه أو ماله أو عرضه.

وتعاليم الله بهذا الصدد كما يلي:

فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (الحج:31)..

أي تجنبوا عبادة الأصنام وقولَ الكذب.. بمعنى أن الكذب أيضا صنم يعتمد عليه الكاذب ولا يتوكل على الله. فالكاذب يترك بكذبه ربه.

وقوله تعالى: وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إذَا مَا دُعُوا (البقرة: 283).. أي إذا دُعيتم للإدلاء بالشهادة بصدق فلا تمتنعوا عن ذلك.

وقوله تعالى: وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ (البقرة: 284)، وقوله تعالى: وَإذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (الأنعام: 153).. أي إذا تحدثتم فلا تتحدثوا إلا بما هو حق وعدل تماما وإن كان قول الحق هذا ضد قريب لكم.

وقوله تعالى: كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ (النساء:136).. أي عليكم أن تثبتوا على الحق والإنصاف، وأن تكون كل شهادة منكم لله فقط. لا تكذبوا وإن أضر قولُ الصدق بكم أو بآبائكم أو بأقاربكم كالابن وغيره.

وقوله تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا (المائدة: 9).. أي يجب ألا تحُول عداوةُ قوم دون إدلائكم بالشهادة بصدق.

وقوله تعالى: وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ (الأحزاب: 36).. أي أن أهل الصدق ذكورا وإناثا سوف ينالون أجورا كبيرة.

وقوله تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (العصر: 4)، وقوله تعالى: لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ (الفرقان:73).. أي أن دأبهم توجيهُ النصح للآخرين أيضا لأن يقولوا الحق، كما أنهم لا يجلسون في مجالس الكاذبين.

الصبر

ومن هذه الحالات الطبْعية في الإنسان الصبر.. الذي يلجأ إليه عند المصائب والأسقام والآلام التي تفاجئه دوما، بعد كثير من النوح والجزع والفزع.

ولكن اعلموا أن الصبر على هذه الشاكلة لا يعتبره كتاب الله الكريم من الأخلاق في شيء، وإنما هو حالة تظهر تلقائيا بعد التعب والإعياء.. أعني أنه عند حلول مصيبة فإن مِن طبيعة الإنسان البكاءَ والعويلَ وضرب الرأس، ثم بعد أن يستنفد الكثيرَ من همه وغمه يبدأ في الهدوء، وفي آخر المطاف لا يسعه إلا أن يرجع القهقرى. فهاتان الحالتان طبْعيتان ولا تمتّان للأخلاق بشيء. وإنما الخُلُق أنه إذا فقد شيئا فلا يتفوه بكلمة شكوى.. إيمانا منه أن ما فقده كان أمانةً عنده من الله تعالى، ويقول: كان أمانةً لله فاستردها مني وإني راضٍ برضاه.

ويعلّمنا القرآنُ الكريم -كلامُ الله العزيز- في هذا الخُلُق ما يلي:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلّهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَّبهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة: 156-158)..

أي أيها المؤمنون، سنختبركم من وقت لآخر، فتمرون أحيانا بحالات خوف شديد، وأحيانا يلازمكم فقر شديد وجوع، وأحيانا تصابون في أموالكم وفي أنفسكم، وحينا تضيع جهودكم فلا تأتي بنتائج مُرضية، وتارةً تموت فلذات أكبادكم. فالذين إذا ألَمّت بهم مُلِمّة قالوا نحن لله، ونحن أمانتُه ومِلكه، ويجب أن تُرجَع الأمانة إلى صاحبها.. هؤلاء طوبى لهم، لأنهم هم الذين عليهم صلوات الله وبركاته، وهم الذين اهتدوا إلى سبيل ربهم.

وخلاصة القول إن الخُلُق المذكور في الآيات السابقة هو الصبر والرضا بمرضاة الله، ويمكن أن يسمى العدلَ أيضًا، ذلك لأن الله تعالى ما دام يساير الإنسان طوالَ حياته فيما يبتغيه ويحقق له آلاف الأمور التي يريدها، وينعم عليه بما لا يُعَدّ ولا يحصى من النعم، فليس من الإنصاف – لو أراد الله تعالى أن ينفذ مشيئته هو في بعض الأمور – أن يُعرض عنه الإنسان ولا يرضى برضاه، بل يتذمر ويشتكي أو يكفر به ويضل عن سواء السبيل.

مواساة الخَلْق

ومن الحالات الطبْعية التي تلازم فطرةَ الإنسان حماسُه لمواساة الخلق. إن الحماس للمواساة تجاه أبناء الأُمة موجود عند أهل كل دين كطبيعة فيهم، ومعظم الناس يظلمون غيرَهم بدافع الحماس الطبيعي لمواساة قومهم، وكأنهم لا يعتبرون غيرهم أناسا مثلهم. ولكن هذه الحالة ليست خُلُقا وإنما هي ثورة طبْعية، نلاحظها – إذا أمعنّا النظر – حتى في الغراب وغيره من الطيور، فلو مات غراب اجتمع حوله كثير من جنسه. وإنما تُعَدّ هذه العاداتُ من الأخلاق الإنسانية إذا تصرف فيها الإنسان مراعيا العدَل والموضع الملائم، وعندئذ تتحول إلى خُلُق عظيم يسمى في العربية “المواساة”، وفي الفارسية “همدردي”.

وإلى هذا الخُلُق يشير الله بقوله:

وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ (المائدة: 3)..

أي يجب علينا إعانة قومنا ومواساتهم فيما هو خير وحسن، ويجب ألا نساعدهم أبدًا فيما هو ظلم واعتداء.

وقوله تعالى: وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ (النساء: 105).. أي عليكم ألا تبرحوا منهمكين في مواساة القوم بدون كلل أو ملل.*

وقوله تعالى: وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (النساء: 106)،

وقوله تعالى:

وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إنّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (النساء: 108)..

أي لا تخاصِمْ ولا تجادلْ دفاعا عن الخونة الذين لا يرتدعون عن الخيانة، فالله تعالى لا يوالي أهل الخيانة أبدا.

البحث عن ذاتٍ عُليا

ومن حالات الإنسان الطبْعية بحثُه عن الذات العليا التي توجَد في قلبه جاذبية خفية إليها. وتظهر آثار هذا البحث في الوليد بمجرد خروجه من بطن أمه. فإن أول ما يبديه الطفل من خواصه الروحانية بعد الولادة هو حبه لأمه وانجذابه إليها تلقائيًا. ثم كلما أخذت حواسه في الجلاء والوضوح وتفتحت براعم فطرته.. ازدادت باستمرار جاذبيةُ المحبة هذه جلاءً وإشراقًا.. حتى إنه لا يرتاح إلا في حضن أمه، ولا يجد تمام السعادة إلا في حجرها الحنون. ولو أنه فُصِل عن أمه وطُرح بعيدا عنها لصارت حياته مريرة كلية. لا يشعر بالسعادة والراحة مطلقا إلا في حجر أمه حتى لو كان بين يديه صنوف النعم. فما هو سر هذه الجاذبية والمحبة التي يشعر بها المولود نحو أمه؟

جاذبية المحبة ومقتضاها الحقيقي

إنها في الحقيقة جاذبية المحبة التي أودعت في فطرة المولود للإله الحق. بل إنها نفس الجاذبية التي تفعل فعلها في كل رابطةِ حب ينشئها الإنسان، وهي التي تنعكس في وجدانه وهيامه هنا وهناك، فكأنه يفتش ويبحث من بين هذه الموجودات عن ضالته التي قد نَسِي اسمَها. فإن حُب الإنسان للمال أو الولد أو الزوج، أو انجذاب روحه إلى غناء ذي لحن جميل، إنما هو في الحقيقة بحثُه عن ذلك المحبوب المفقود.

وبما أن الإنسان لا يمكن أن يرى بعيونه المادية تلك الذاتَ اللطيفةَ للغاية والكامنةَ في كل شيء كمونَ النار في الزند، والمستترةَ عن الجميع، والتي لا يستطيع أن يدرك كنهها بعقله الناقص، لذلك فقد ارتكب أخطاءً كبيرة في معرفتها، ونسب ما لها إلى غيرها خطأً. وما أروَعَ المثالَ الذي ذكره الله تعالى في القرآن المجيد لتوضيح هذا الأمر! حيث شبه هذا العالم بصرح مُهدت أرضيته بزجاج شفاف للغاية، تجري من تحتها المياه بقوة. فمَن نظر إلى هذا الفناء الزجاجي المصقول حَسِبَه ماءً وخشي أن يمشي عليه كما يخشى المشي على الماء، مع أنه في الواقع زجاج شفاف. فكذلك الأجرام الجسام التي نراها، فهي بمنـزلة ألواح زجاجية شفافة عَبدها الناس خطأً.. وهناك وراء سِتر هذا الزجاج قدرة عليا تعمل بكل قوة وسرعة كالماء الدافق، ولكن خداع البصر هو الذي ضلل عبَدَةَ المخلوق؛ حيث عَزَوا إلى الزجاج ما تديره تلك القدرة من أفعال. وهذا هو المعنى الذي تشير إليه الآية:

إنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ (النمل: 45).

السكوت الصامت والمعرفة الناقصة

إن ذات الله تعالى- مع كونها جليةً للغاية – هي أخفى ما يكون، لذلك لم يكن هذا النظام المادي المتجسد أمام أعيننا كافيًا وحده لمعرفة الله تعالى. ولهذا السبب فإن الذين اعتمدوا على ظواهر هذا النظام لمعرفة الله.. وما برحوا ينظرون بكل إمعان وتدبر في ترتيبه الكامل المحكَم المشتمل على عجائب لا تحصى.. حتى برعوا في علوم الفلك والطبيعة والفلسفة، وكأنهم جاسوا خلال السماوات والأرض.. إلا أنهم، مع كل هذا، ما استطاعوا النجاةَ من ظلمات الشكوك والشبهات، وأكثرُهم وقعوا في أنواع الأخطاء الفادحة وصنوف الأوهام الواهية، فانحرفوا وضلوا ضلالا بعيدا. وكان أقصى ما عرفوه عن وجود الخالق أنهم لما رأوا نظامَ الكون المحكَمَ قالوا في أنفسهم: أنه لا بد لهذا الكون العظيم ذي النظام الحكيم من خالقٍ. ومن البديهي أن هذه الفكرة غير كاملة، وهذه المعرفة ناقصة.. لأن قولهم: “لا بد لهذا الكون من خالق” لا يساوي أبدًا قولَنا: “إن هذا الخالق لموجود بالفعل”. لذلك لم تكن معرفتهم تلك إلا قياسا بحتا، ولا تبعث الطمأنينة ولا السكينة في القلب، ولا تزيل الوساوس كليةً من النفس، وليست هي بالكأس التي تُطفئ الظمأ الذي فُطر عليه الإنسان للمعرفة الكاملة لله. بل إن هذه المعرفة الناقصة تُشكل خطرا شديدا، لأنها لا تعود بطائل رغم كل هذه الثرثرة والكلام.

وقصارى القول.. إنه إن لم يؤكد الله تعالى حقيقة وجوده بالإنباء عن نفسه بكلامه كما أنبأ عن نفسه بفعله وخلقه لظت مشاهدة الفعل والخلق وحدها عاجزة عن الوصول بالإنسان إلى اليقين الكامل . (يتبع)

*  لقد ذكر سيدنا المسيح الموعود والإمام المهدي هنا نوعين من الآيات: نوع يتعلق بمواساة الخلق والتعاون على الخير؛ ونوع يأمر بإنـزال العقوبة بالظالم إذا اقتضى الأمر، ليبين أن مواساة الخلق لا تمنع من معاقبة الشرير حمايةً لهم من شروره، فعقابه أيضا يُعتبر مواساةً لهم. (هذا التوضيح من حضرة الخليفة الرابع رحمه الله. الناشر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك