من رسائل القراء

من رسائل القراء

 

ننشر فيما يلي الرد على رسالة القارىء السيد: عبد السلام س. لفائدة الجميع

بسم الله الرحمن الرحيم، نحمده ونصلي على رسوله الكريم

السيد/ عبد السلام س. المكرم

فإنني أحمد الله تعالى معك أن جعلك مسلمًا تغار على دينك ونبيك. وأعتب عليك أنك غفلت عن أخلاق محمد ورميت أعظم خدامه بالحماقة.

وأن قوله تلبيس إبليس، وأنه يفضّل نفسه على خير خلق الله. ولكننا نلتمس لك العذر لأن الدافع هو الرغبة في معرفة الحق. والواقع أن رسالتك أكثر أدبًا من كثيرين لا يسلكون سبيلك في النقد والسؤال.

ثم أطمئنك أن تساؤلاتك كلها طبيعية، ومازلنا نتعرض لها منذ قيام الجماعة في عشرات الكتب، بيّن فيها حقيقة دعواه، وردَّ على كل الشبهات التي يمكن أن تخطر على بال أحد، وقد سألها وأثارها الملايين من الناس قبل أن ينضموا إليه. فعليك أن تتابعها فيما يُنشر من كتب ونشرات ومجلات باللغة العربية وغيرها من اللغات، وكذلك ما يذاع في القناة الفضائية الإسلاميةMTA  من لقاءات بين إمام الجماعة والإخوة العرب.

وسوف أرد إن شاء الله على ما أثرته من مسائل بإيجاز شديد، على أمل أن تعيد التفكير والنظر، ثم تكتب إليّ بما تراه بعد ذلك، ونحن لا نضيق بنقد أو هجوم، ولكني أعظك أن تتبع الأسلوب الإسلامي المحمدي، ودعك من أسلوب المتسرعين والمتعصبين العنيف.

1ـ  نعم، الجماعة الإسلامية الأحمدية تختلف أساسًا عن كل الفرق الإسلامية، ولابد أن يكون الحال هكذا إذا كانت هي فعلاً  جماعة الإمام المهدي. وهي في الواقع الجماعة الوحيدة التي يُجمع على تكفيرها الـ 72 فرقة. ولعل هذا يوجّه الأنظار إلى الحديث النبوي الذي ذكرته في رسالتك، فالأمة تنقسم إلى 72 فرقة، كلها في النار إلا واحدة، أي أن واحدة من فرق الأمة ستكون مختلفة مع الفرق كلها، بحيث يتفق الجميع على معارضتها، بالرغم من عدم اتفاقهم فيما بينهم في كثير من الجوانب الأخرى.

2ـ نعم، لا يحق لأحد أن يُنصبّ نفسه وصيًّا على دين الله تعالى، ولكن إذا اصطفى الله أحدًا وكلّفه بأن يخدم دينه، فله الحق في أن يتحدث من هذا المنطلق، بل هو واجب عليه لا يستطيع أن يتنصل منه مهما كانت الصعاب والأخطار. وقد أخبرنا المصطفى أنه في الأيام الأخيرة، عندما يضعف الإسلام في قلوب أتباعه، وعندما تتفتت الأمة الإسلامية حتى تكون لُقمة سائغة في فم أهل الصليب، وعندما تسوء الحال ويصبح المسلمون في فسادهم كبني إسرائيل في زمن عيسى ، عندئذٍ يبعث الله المسيح بن مريم في أمة محمد ، ليكون حكمًا عدلاً وإمامًا مهديًّا، وقد سمَّى النبي هذا المبعوث في أحاديث أخرى باسم الإمام المهدي، ويجمع المسلمين سنة وشيعه على أن نصر الإسلام وغلبته وتحقق وعد الله تعالى لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ كل ذلك سيتم عندما يظهر الإمام المهدي.

وقد بيّن النبي أن ظهور المسيح بن مريم، والإمام المهدي في وقت واحد وفي مكان واحد، وأنهما أساسًا مبعوثان للأمة الإسلامية، وأنهما شخص واحد له مهمتان: إحداهما في مواجهة الصليبية والخنزيرية (يكسر الصليب ويقتل الخنزير)، ولهذه المهمة سُميّ “المسيح” دلالةً على أن المسيح المحمدي سوف يحطم النظرية الصليبية المنسوبة إلى المسيح الناصري.

والثانية بإزاء المسلمين لهدايتهم وجمع كلمتهم بعد تفرقهم على أساس من الخلافات العقائدية.

ولما كانت كل فرقة تدعي أنها هي التي على حق، وهذا محال طبعًا، لأن الهداية الوحيدة التي ينبغي اتباعها هي هداية الله تعالى، ولذلك سُمي هذا المبعوث باسم “الإمام المهدي” أي الذي يهديه الله بنفسه ويصلحه بيده، ليكون حُكمه عدلاً وقوله فصلاً في خلافات فرق المسلمين. وقد أكد المصطفى على هذا المعنى بقوله: ما المهدي إلا عيسى ابن مريم.

فالمهدي هو عيسى بن مريم، وعيسى بن مريم هو المهدي، علمًا أنه لا يجوز أن يكون للأمة إمامان في وقت واحد ومكان واحد، لأنها ليست إمامة صلاة وإنما هي قيادة الأمة، ولما كان ابن مريم من الامة المحمدية، ولما كان المهدي من عترة النبي ، تبيّن أن هذا المبعوث (المسيح/المهدي) هو رجل مسلم من أمة المصطفى وليس من أمّة أخرى، فقد وصفه النبي بقوله: (وإمامكم منكم) وفي رواية (وأمّكم منكم) فهو منّا وليس من بني إسرائيل.

3ـ عندما يأتي هذا المهدي أو هذا المسيح، لن يكون تابعًا لأحد المشايخ ولا لإحدى الطوائف، بل هو حكم عدل، ولابد أن يختلف عن غيره .. وإلا لماذا يأتي؟ إذا كان العلم موجودًا، والمشايخ بخير، فما مهمته؟

لقد أخبر النبي المصطفى أن العِلم يُرفع، ومعنى يُرفع أي يغيب عن القلوب والعقول، وإن امتلأت الكتب بآيات القرآن وكلمات الحديث، فيجب إذًا أن نتوقع من المسيح/المهدي أن يصحِّح لنا كثيرًا من المفاهيم التي كنا نظنها صوابًا وهي باطلة.

وهذه نقطة هامة جدًا، لأننا إذا كنا سنحكم على مبعوث إلهي بأفكار من جاء لإصلاحهم فقد عكسنا الوضع وقلبنا المعايير، ولكن يجب على كل عاقل أن يُحكم بعقله وفطرته وقلبه على ما يدعوه إليه، ويقارن ليكتشف بنفسه أين الحق الذي يليق بالإسلام وربُّ الإسلام ورسول الإسلام.

هل يصح أن نحكم على تعاليم المسيح بن مريم بما كان يقوله الأحبار في زمنه؟ هل يُعقل أن نحكم على تعاليم محمد بن عبد الله بأفكار سدنة الأصنام من قريش أو رهبان النصارى أو علماء اليهود من أهل الكتاب.؟

عندما يأتي الطبيب لا يصح من المريض أن يُناقشه في أفكاره الطبية، لأن ما نزل به المرض إلا لجهله بالداء وسوء سلوكه الصحي. وهكذا عندما يأتي المسيح/المهدي فسوف يلقى معارضة من المرضى وذوي الآفات والعاهات الروحانية. ولكن العاقل يستمع إليه، ويُمسك في يده بالمعايير التي وضعها الله تعالى وبيّنها النبي في القرآن والسنة والحديث.

إن المسيح/المهدي لن يأتي بدينٍ جديد، ولا شرعٍ جديد، ولا كتابٍ جديد، بل سيجدد ما بَلِي من تعاليم الإسلام في نفوس الناس، فهو مُجدد، كما وعد النبي ببعث المجددين في أمة الإسلام.

وكذلك لن يكون المسيح/المهدي نبيًّا جديدًا، مثل فرع الشجرة الذي لا يختلف عن جذعها. إنه فرع من نبوة محمد ، ومعلم في مدرسته ومن تلاميذه، وكل ما يقوله الفرع أو التلميذ هو ما قاله الأستاذ، ولا فضل له فيه إلا الفهم الحق والاتباع الصادق والهداية من الله تعالى.

هذه هو معنى النبوة الظلية يجب على كل مسلم أن يكون ظلاً لسيدنا المصطفى، والظلية هنا لا تعني إلا الاتباع التام كما يتبع الظل الأصل. وهذا تعبير مشهور في العربية، فيقال: هو كظله…أي تبعه فلا يفارقه أبدًا. أما الذي كان ظلاً كاملاً، أي متَّبِعًا ومُطيعًا كاملاً، فقد صار نبيًّا ظليًّا أي نبيًا تابعًا خادمًا للنبي الكامل، للنبي الخاتم، للنبي الأصل .

هذا ما أخبر به القرآن الكريم عندما بشرنا بأن طاعة الله ورسوله المصطفى ترفع المسلم المطيع إلى مراتب النبوة والصديقية والشهادة والصلاح، بحسب ما يحققه المرء من طاعة واتباع. (سورة النساء70)

4- لم يدَّعِ المسيح/المهدي وما كان له أن يدعي أنه على قدم المساواة مع سيدنا محمد . ولو فعل ذلك لا سمح الله لكان أفاكًا كبيرًا، ولكنه أعلن مرارًا وتكرارًا في كتبه وخطبه وأشعاره العربية وغير العربية، إنه عاشق، خادم، مُطيع لسيد الكونين، وإنه ليس بشيءٍ مُطلقًا إلا بحبه وطاعته للمصطفى، وأن بعثته ما هي إلا تصديق لكلام المصطفى، وتجلِّ لعظمته، وتأكيد لصدقه وكماله.

وليس مما يزعج أي مسلم عاقل، أن يرفع الله أحدًا من بني الإسلام إلى مرتبة النبوة، مادام لا يخالف حرفًا واحدًا ورد في القرآن المجيد، أو يعارض كلمة قال بها النبي ، وقد أخبر سيدنا المصطفى أن علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل. والعلماء هنا ليسوا أصحاب الشهادات والعمائم، إنما هم الربانيون الذين يبعثهم الله مجددين للدين على رأس كل قرن.

ولا تنس ماذكرته في رسالتك أنه حصل على الكمالات المنبثقة من عين النبوة المحمدية، وفكر أن عين النبوة المحمدية لا تنضب ولا تتوقف، وأن الإمام المهدي قد حصل على نصيبه من هذه الكمالات، ولكن العين لاتزال تفيض ولا تنضب حتى آخر الزمن.

ويناسب المقام أن تقرأ أبياتًا من آلاف كتبها حضرته يُبيّن فيها صلته بالنسبة للرسول الأكرم:

لا شكَّ أن محمدًا خيرُ الورى

ريقُ الكرام ونُخبة الأعيان

.

إني لقد أُحييتُ من إحيائه

واها لإعجاز… فما أحياني؟

.

يا سيدي قد جئت بابك لاهفاً

والقوم بالاكفار قد آذاني

.

انظر إلي برحمة وتحّنن

يا سيدي، أنا أحقر الغلمان

5- لا نقول ولا نؤول الآية، بل نشرحها بحسب الواقع، فالآية التي تشير إليها واضحة للغاية، أن النبي يبعث في الأميين ويبعث في آخرين منهم، ولما كان المصطفى قد لحق بالرفيق الأعلى، فإن بعثته في الأخرين تعني أن يظهر في أمته من يتشرف بتمثيله وخلافته، وليس في ذلك عيب أو غرابة، فقد بعث الرسول الكريم رسلاً إلى القبائل، وكان كل منهم يمثّله ويخلُفه ويقوم مقامه، وإن كان بالطبع لا يصل إلى مكانته، فبعثه محمد ليست بالجسد، ولكنها بمعنى أن يقوم أحد من أتباعه مقامه، كما ينوب الابن عن أبيه، والتابع عن مولاه، والتلميذ عن أستاذه.

6-وحي السماء لا ينقطع أبدًا وليس معنى الوحي أن ينزل قرآن أو كتاب أو شرع، كلا، فالوحي بعد محمد المصطفى هو وحي الهداية والتوفيق والتثبيت والتبشير والإنذار والإخبار بالغيب، وكل متعلقات الوحي ماعدا التشريع، فقوله : لا نبي بعدي أي لا نبي مثلي بعدي، أي لا نبي يأتي بشرع مثلي، أو لا نبي بعدي بمعنى البَعدية القريبة، أي لا يأتي بعدي في الزمن القريب نبي، أو البَعدية بمعنى المخالفة، أي لا يأتي بعدي نبي يخالفني وما جئت به، وإلا فإنه هو الذي قال بنزول ابن مريم، وسماه نبيًّا يُوحى إليه في أحاديثه التي تُخبر بنزوله في آخر الزمان، وهو الذي أخبر ببعثة الإمام المهدي، والإمامة هي النبوة، ويمكن تتبع استعمال الكلمة في القرآن الكريم حيث لا تعني إلا النبوة.

7- تأمّل قولك بالحرف الواحد “وأما المهدي الذي أخبر عنه الحبيب فسيكون في آخر الزمان، سيولد في المدينة المنورة وينشأ بها ويتلقى علومه الإسلامية فيها في الوقت الذي لم يبق فيه من يوحد الله.. ومن يقول لا إله إلا الله إلا القليل.”

هل يعني ذلك أن أهل المدينة سيكونون أهل علم عظيم بحيث يعلمون الإمام المهدي العلوم التي تؤهله لقيادة العالم الإسلامي وتوحيده تحت راية المصطفى؟ كيف ذلك وليس هناك من يوحد الله إلا القليل؟ وأين هم أهل العلم الذين يعلمون الإمام المهدي؟ وهل معنى ذلك أنه سيكون وهابيًا، لأن علماء المدينة من الوهابيين! فهل هو من طائفة الوهابية!؟

الحق أن الإمام المهدي لا يختاره الناس ولا يبايعونه من عند أنفسهم، إنه ليس شيخ طريقة أو إمام مسجد أو عميد كلية، كلا، إنه مبعوث من عند الله، والله تعالى هو الذي يحدد مبعوثيه، ويعلمهم ويصلحهم، ويأمرهم ويكلفهم بالعمل، ويطلب من الناس مبايعتهم، لخدمة الدين، وليس لشغل منصب شرفي أو وظيفة دنيوية، والحديث يقول (… يبعث الله رجلاً من عترتي).. فالله تعالى هو الذي يبعث، وليس الناس هم الذين يختارون. وأمر النبي بمبايعته فقال: “فبايعوه ولو حبوًا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي.” وبيعته إنما هي بيعة لله تعالى الذي بعثه وليست له شخصيًّا.

يعلم الله تعالى أن هذا الموضوع كغيره من المسائل الغيبية قد داخله كثير من الخلط والباطل، وأدخل الناس فيه ما ليس منه. ودُست الأحاديث والآثار الباطلة، ولكن الأصل الثابت هو خروج المهدي، وأنه من عند الله، وأنه من أمة محمد ، يشبهه في خُلقه، وأن لخروجه آية سماوية.

لقد أخبرنا النبي عن آية لا يملك أحد أن يتنبأ بها؛ لا وقت الإخبار بها، ولا وقت خروج المهدي، وهي آية لا يستطيع أحد أن يتلاعب بها، فالله تعالى رتّب بعثه في زمن فساد المسلمين  وانحطاطهم، حيث الجهل والكذب والهوى، وفي زمن سيطرة الدجال، حيث التزييف والتزوير والخداع، ولذلك كانت الآية لا علاقة لها بالأرض ولا بأهلها، وإنما هي في السماء، بعيدة عن متناول المبطلين. يقول الحديث:

“إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض، ينخسف القمر لأول ليلة من رمضان. وتنكشف الشمس في النصف منه. ولم يكونا من خلق السماوات والأرض.”

ويتضمن هذا الحديث أكثر من 12 شرطًا، لا يمكن أن تكون من فعل المنجمين يا سيد عبد السلام، لأن احتمالاتها مستحيلة تقريبًا 1في بلايين البلايين.

ولقد تحققت كلها بكافة شروطها لهذا الذي قال “أنا المهدي.” ولم يشاركه في هذا أحد من قبل، ولن تتكرر هذه الآية من بعد، لأن التنبؤ بها أصبح ممكنا للجميع.

أما مسألة ولادته في المدينة وتعلمه فيها، فيمكن لأي نصَّاب أن يتسمى بالاسم المطلوب ويتعلم في المدينة ويزعم أنه المهدي، فكيف ستعرف أنه الشخص الصحيح؟ ألم يظهر مهديون كذبة في القديم والحديث، فكانوا سفاكي دماء ولم تكن لهم آية صدق؟ فهل تحسبن الله تعالى يترك أمة محمد ليتلاعب به هؤلاء أم تكون للمهدي آية ثابتة لا شبهة فيها؟!

8- أما قصة نداء إبليس للسيد/عبد القادر الجيلاني فهي قصة ساذجة، بناها مؤلفوها على حديث النبي عن أهل بدر، ولا يمكن لإبليس أن يتمثل برب العزة ويتكلم باسمه. لقد أخبرنا المصطفى أن الشيطان لا يتمثل به، فكيف يتمثل بالحق تبارك وتعالى؟!

إن كلام الله تعالى للإنسان له صورة محددة أخبرنا بها القرآن الكريم، ولا يمكن أن يختلط بوحي الله تعالى أي شيء آخر، وإلا فتح ذلك بابًا لتكذيب كل الأنبياء.

إن كلمات الله تعالى تتميز بميزات هامة، أهمها أنها صادقة، بنّاءة، هادفة، موضوعية، رفيعة المستوى تؤدي إلى الخير، وتحمل البشارات والانذارات.

إن اتهامك بالوحي الشيطاني ذكره كفرة قريش ضد أصدق الناس، وقد كذّب القرآن الكريم هذا وبيّن أن وحي الله له مميزاته التي يعرفها العقلاء، ولو اطلعت على كل ما جاء به الإمام المهدي من معانٍ روحانية سامية، وتعاليم رفيعة، وبيان لكمالات الإسلام وجماله، لاطمأنَّ قلبك، وعرفت من أين استقى هذه البركات العظيمة. اقرأ هداك الله ما ننشره تحت عنوان (كلام الإمام) وعناوين أخرى وتذوّق وتدبّر والله معك.

9- أما تعليق سيدنا المسيح ابن مريم على الصليب فلا يعارض القرآن أبدًا، يقول القرآن:

وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .

وهذا حقٌ وضّحه سيدنا الإمام المهدي وقال: لقد مكروا مكرهم وعلقوه على الصليب ليقتلوه، ولكن الله أفسد مكرهم السيء بمكره الحسن، وأُنزل من فوق الصليب مغشيًّا عليه، فظنوه ميتًا ولكنه كان حيًّا. وهكذا نجاه الله من الميتة اللعينة، ومدّ حياته، وسافر إلى قبائل بني إسرائيل، وعاش مائة وعشرين سنة كما أخبر النبي في أحاديثه وهناك مات كما يموت الناس بيد الله تعالى.

وبعد يا سيد/عبد السلام، أرجو أن أكون قد أجبت على أسئلتك بما يسمح به المقام، لا نراوغك، ولا نحلق في الخيال، بل نتبع ما أخبر به أصدق القائلين جل علاه، وما أنبأ به الصادق الأمين . وما ثبت لدينا بالدليل القاطع ماديًا وعقلانيًا وروحانيًا من صدق الإمام المهدي والمسيح الموعود، وما لانزال نحظى به من تربية روحية على يد خلفائه، وما نشهده من آيات تثبت صدقه، في جماعتنا وفي العالم حولنا. ونحن مطمئنون بنور الله تعالى إلى أن نهضة الإسلام قد بدأت على يد الإمام المهدي، وأن الامة المحمدية على وشك أن تقف على قدميها بعد أن دبت فيها نفخة من روح المصطفى من نَفَس الإمام المهدي.

هداك الله تعالى لتكون ممن يمسكون بحبل الله في هذا الزمن، وترى الحق فتبادر إلى التعرف عليه والتأكد منه، ثم لا تتركه يفلت من يدك أبدًا. آمين!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Share via
تابعونا على الفايس بوك