من مكتبة الإمام المهدي ح 6

من مكتبة الإمام المهدي ح 6

(15) حجة الإسلام

نشر هذا الكتاب عام 1893م. وجاء في مقدمته أنه دعوة للدكتور هنري مارتن كلارك وبعض المسيحيين الآخرين إلى حقيقة أن الإسلام هو الدين الحي الوحيد في هذا العالم. وأن له أدلته التي تثبت كونه ديناً حياً اليوم كما كان دينا حياً في الماضي. وصرح في هذا المنشور أن المسيحية قد دفع بها إلى الظلمات. وليس باستطاعتها أن تبدي أمارات تدل على الحياة. وقد عرضت شروط للمناظرة التي حدد لها يوم 22 مايو 1893. وأعطيت بعض العناوين التي صدرت بصدد محمد حسين.

وفي مستهل الكتاب قال الإمام المهدي أن أتباع الديانات كلها يدعون حب الله. ولكن ما يحتاج فعلا إلى الإثبات هو موقف الله تعالى: هل هو يحبهم أيضاً أم لا؟ والسبيل الذي يمكن به أن نعرف هل يحب الله قوماً هو أنه أولاً يفتح قلوبهم، ويتولد فيهم اليقين بوجوده وقدرته. ثم يتحدث الله إليهم. فالكلام الإلهي هو الذي يمنحهم الرضا الحقيقي في حياتهم . ويقول الإمام المهدي أن هذا النوع من الكلام مع الناس هو الذي يبين لهم أن دينهم دين حي. واليوم.. هذا ممكن للمسلمين. ومن ثم فليس هناك دين آخر حي سوى الإسلام.

ويقو الإمام المهدي أن الدكتور هنري كلارك قد عبر في رسائله عن رغبة مؤداها أنه يعد لحملة ضد الإسلام . وأنه يود حسم الموضوع بحيث لايفكر المسلمون بعد ذلك في مواجهة المسيحيين مرة أخرى. وهو المبعوث لنصرة الإسلام .. أنه بعد أن علم برغبة الدكتور كلارك أرسل وفدا من خمسة عشر رجلا لمقابلته والتفاق معه على ترتيبات المناظرة. وقد اتفقوا على إقامتها يوم 22 مايو 1893 في أمر تسار.

وفي الكتاب دعوة من الإمام المهدي إلى المولوي محمد حسين ليكتب تفسيرا للقرآن الكريم باللغة العربية.. وهي دعوة للتذكير لأنه دعاه إلى ذلك من قبل، ولم يحز جوابا بعد.

ويحتوي الكتاب أيضا على مراسلات بين المسيح الموعود وبعض الشخصيات المسيحية البارزة.

(16) ساتش تشاى كا إظهار

ومعناه بيان الحق. نشر هذا الكتاب أيضا عام 1893. ويتضمن وعدا أخذه على نفسه عبد الله أثام المسيحي بأنه إذا هُزم في المناظرة فلسوف يدخل الإسلام. وهناك أيضا بعض الرسائل من علماء عرب من الحجاز والشام.. يؤكدون صدق المسيح الموعود في دعواه.

ويذكر الإمام المهدي ما قدمه المولوي محمد حسين للمسيحيين من مؤازرةبفضل جريدته “إشاعة السنة”.. إذ أنه بتكذيبه للإمام المهدي وتكفيره أعطاهم عذرا يتهربون به من الدخول معه في مناظرات دينية باعتباره غير مسلم.

وفي نهاية الكتاب يعلن الإمام المهدي ردا على علان لعبد الحق الغزنوي. ويدعوه ومن على شاكلته إلى دعاء المباهلة. وكتمهيد لهذا الإعلان قال الإمام المهدي أنه إذا لم يفر المولوي محمد حسين فستكون دليلا على أن النبوءة القائلة بأنه سوف يتوب ويمتنع عن تكفيره قد تحققت.

(17) جانج مقدس

ومعناه “المعركة المقدسة” هذا الكتاب مناظرة جرت بين الإمام المهدي ممثلا للمسلمين من ناحية وبين عبد الله أثام ممثلا للمسيحيين وبدأت يوم 22 مايو 1893 واستمرت حتى 5 يونيو 1893. وأدارر المناظرة “غلام قادر فصيح” المسلم. بالاشتراك مع  القس الدكتور هنري مارتن كلارك المسيحي.

كان الموضوع الرئيسي هو ألوهية يسوع المسيح. وكانت كل الأوراق من الجانب المسلم من كتابة الإمام المهدي. ومن الجانب المسيحي من كتابة عبد الله أثام.. باستثناء يوم واحد. عندما توعك وحل محله الدكتور هنري كلارك. وجاء أحد المسيحيين ويدعى إحسان الله ليشارك في إدارة الجلسة مكان الدكتور كلارك. وكان الدكتور كلارك مبعوثا في أمر تسار. ووسع نشاطه إلى مكان قريب يدعى جانديالا. وحدث أن أحد المسلمين واسمه ميان محمد بخش قد آل على نفسه التصدي للدفاع عن الإسلام. وعلم بعض المسلمين كيف يزودون عن الإسلام ضد المسيحية. وهكذا بدأ الصدام بين الإسلام والمسيحية في جانديالا. ولما أخبر الدكتور كلارك بالموقف كتب رسالة إلى ميان محمد بخش بوصفه مثلا للمسلمين.. وسأله عما إذا كان بوسعه أن يأتي بأي مسلم للمناظرة حول هذه الموضوعات. ولما كان ميان محمد غير متمكن من العلوم الدينية .. كتب الإمام المهدي يدعوه إلى معونة المسلمين في جانديالا. وعلى الفور رحب حضرته بالدعوة. وكتب إلى د. كلارك. فرد هذا بأنه أراد مناظرة مع المسلمين في جانديالا وليس معه. واحتج بأن سيدنا أحمد لا يعتبر مسلما. ومن ثم لا يمكن أن يكون ممثلا لهم.

وجوابا على هذا التهرب كتب ميان محمد بخش إلى د.كلارك أنه مهما كانت الخلافات مع سيدنا أحمد فهو مسلم وهو ممثل المسلمين في هذا اللقاء.

وبدأت المناظرة في الموعد المذكور آنفا في مسكن د. كلارك. ووقع الجانبان المشرفان على الأوراق التي تليت في المناظرة. وفي يوم 26/5 آتى ممثل المسيحيين بثلاثة أشخاص: أعمى وكسيح وأصم. وطلب من الإمام المهدي أن يشفيهم. وحسب المسيحيون أن هذه ورقتهم الرابحة، ولكن تبين أنها كُرة ارتدت عليهم. وقال سيدنا المهدي أن ليس عليه أن يقوم بآية معجزة من هذا القبيل.. لأنه لا يعتقد أن هذا هو ما فعله يسوع المسيح فعلا. ولكن بالطبع ينبغي على ممثل المسيحية أن يقوم بمعجزة.. لأنها آية تُتوقع من أقل المسيحيين إيمانا. لقد قال يسوع المسيح أنه إذا كان عندك إيمان لاستطعت أن تخرج الأرواح الشريرة وتشفي المرضى. وما أن سمع المسيحيون ذك حتى تسللوا خارجين بهؤلاء الثلاثة.

وفي الورقة الأخيرة يوم 5 يونيو قال الإمام المهدي أن الله تعالى أخبره الليلة الماضية -استجابة لدعائه الحار- أن الجانب الذي يتكلم بغير الحق، ويهجر الإله الحق، ويتخذ من الإنسان المتواضع إلها.. فسوف يقع في الجحيم خلال 15 شهرا.. شهر مقابل كل يوم من أيام المناظرة، ولسوف يلقى الخزي الشديد. وأن الجانب الذي هو على الحق ويؤمن بالله الحق فلسوف ينال التكريم.

وأضاف سيدنا أحمد أنه عندما تتحقق هذه النبوءة.. عندئذ يبصر الأعمى ويمشي الكسيح ويسمع الأصم.

(يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك