كيف تُؤدى الصلاة

كيف تُؤدى الصلاة

من الفقه الميسّر

كيف تُؤدى الصلاة

ينبغي أن تؤدى الصلاة جماعة في المسجد عادة، ولكن يمكن أداؤها في أي مكان آخر شريطة أن يكون المكان المختار طاهرا.

وينبغي أن يكون المصلّي طاهرا في بدنه وملبسه. يتوضأ ويقف في صف مع المصلين وراء إمام الصلاة متوجها نحو القبلة (الكعبة).

وينبغي أن تكون صفوف المصلّين مستقيمة تماما، يقف فيها المصلّون كتفا إلى كتف، لا يتركون ثغرات فيما بينهم، ولا يعوق أحد منهم حركة الآخر. وكان النبي يهتم بانتظام الصفوف ويؤكد أن تسويه الصفوف من إقامة الصلاة.

التوجّه

ثم يتلو المصلي هذا التوجه قبل إقامة الصلاة: (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين).

ويجب على المصلي أن يركز انتباهه كله للصلاة، وأن يفرغ ذهنه من كافة الأفكار الأخرى فلا تشغله عن الصلاة.

وضع القيام

وتبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام.. أي التكبيرة التي يعلن بها المصلي أنه دخل في الصلاة ووقف بين يدي الله تعالى.. وحرُم عليه الاشتغال بغير الصلاة فيرفع الإمام ذراعيه لتكون يداه بحذاء أذنيه قائلا: (الله أكبر)، ويفعل المصلون ذلك بعده، ولا يرفعون أصواتهم مثله.

ثم يخفض المصلي ذراعيه ويضمهما إلى صدره بحيث تكون اليد اليمنى فوق اليد اليسرى، وهذا الوضع يدل على الاحترام والخشوع ويسمى وضع (القيام).

وهناك من يضمّون اليدين إلى الأعلى قليلا أو إلى أسفل قليلا، وكلها أوضاع تدل على الخشوع، فلا داعي للشجار مع الآخرين بسبب هذه المسائل البسيطة.

كما أن مذهب المالكية السني، والشيعة أيضا لا يضمون الذراعين أثناء الصلاة بل يرسلونهما إلى الجانبين. مع العلم بأنه لا يوجد حديث نبوي يثبت أن النبي فعل ذلك.. إلا أنه لا يحق لأحد أن يحكم على صلاة هؤلاء بالبطلان لهذا السبب.

الثناء والتعوذ

وبعد تكبيرة الإحرام يتلو المصلي هذا الثناء:

سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك. وهناك أذكار أخرى مروية عن النبي هذا أشهرها وأكثرها استخدما. ثم يتعوّذ المصلي، أي يلتمس اللجوء إلى الله والاستعصام به تعالى من تأثيرات الشيطان اللعين. فيقول : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)

قراءة القرآن

ثم يتلو المصلي سورة الفاتحة وأولهم البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم). وقد ورد عن النبي أنه كان يجهر بالبسملة أحيانا، ويُسِرها أحيانا أخرى. ويشتهر بين العرب الجهرُ بها، أما مذهب الأحناف وغيرهم فيقرأونها سرا. فالإمام يجهر في قراءة سورة الفاتحة وشيء من القرآن الكريم في الصلوات الجهرية وهي: الفجر والمغرب والعشاء، ويقرأ سرًا في صلاتي الظهر والعصر. أما المأموم فتلاوته دائما سِرية، فيقرأ سورة الفاتحة عند وقفات الإمام بين الآيات، ويقرأها وحده في الركعات التي لا يجهر فيها الإمام.

وعندما تنتهي سورة الفاتحة يؤمّن المصلون أي يقولون (آمين).. ومعناها استجب دعاءنا يا رب. ثم يقرأ الإمام، أو المصلي المنفرد شيئا من القرآن الكريم. وينبغي على المأموم أن ينصت لقراءة الإمام .. لقول الله تعالى وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون .

وقد روي عن عبادة بن الصامت أن النبي كان يقرأ القرآن في صلاة الفجر فسمع همهمة خلفه، فسأل من كان ينازعني في القراءة؟ فقيل: أنا يا رسول الله. فقال: لا تفعل إلا بأم الكتاب .. أي لا يجوز للمأموم قراءة شيء من القرآن الكريم خلف الإمام سوى الفاتحة، ويكون ذلك بصوت خافت لا يتداخل في قراءة الإمام.

وينبغي على المأموم في صلاة الجماعة ألا يزعج سائر المصلين، ويضع في اعتباره التعليم الوارد في هذا الحديث النبوي الشريف.

وضع الركوع

بعد الانتهاء من القراء يقول الإمام (الله أكبر) وينحني راكعا، ويتبعه المصلون. وفي وضع الركوع هذا ينحني المصلي بظهره معتمدا بذراعيه على ركبتيه، وظهره مستقيم مع رأسه في مستوى أفقي. ويسبّح الراكع ربّه قائلا: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات أو أكثر عددا فرديا من المرات.

الرفع

يقول الإمام (الله أكبر) ثم ينزل ، وينزل بعده المصلون إلى الأرض ساجدين.. أي واضعا جبهته وأنفه وركبتيه وأصابع قدميه وكفيه على الأرض. وتكون رأسه بين الكفّين، ويكون الذراعان مرفوعتين عن الأرض متباعدتان عن الجسم، وبطنه خارجا عن الفخذين.

ونهى النبي الساجد أن يبسط ذراعيه على الأرض كما يبسطها الكلب. ومن سنته أن تكون الأصابع مضمومة ومتجهة نحو القبلة، وكذلك أصابع القدمين مثنية إلى الأمام جهة القبلة. وفي هذا الوضع يسبح ربه قائلا (سبحان ربي الأعلى).

وبالسجود يعبر المصلي عن خضوعه وخشوعه وقلة حيلته أمام الله تعالى، ويطرح قلبه بين يدي الله يسأله المغفرة والرضا. وقد نهى النبي عن قراءة القرآن في وضعي الركوع والسجود.

وضع القعود

ثم يقول الإمام (الله أكبر).. رافعا رأسه ويعتدل جالسا على ركبته وساقيه، بحيث تنبسط الساق اليسرى مع قدمها على الأرض، في حين تكون القدم اليمنى رأسية وأصابعها مثنية إلى الأمام مواجهة للكعبة. ويضع المصلي يديه على فخذيه قريبتين من الركبتين بحيث تكون الأصابع متجهة نحو القبلة. وفي هذه الجلسة يدعو المصلي: (اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارفعني، واجبرني، وارزقني).

السجود الثاني

ثم يقول الإمام (الله أكبر) ويعود إلى وضع السجود، وكذلك المصلون، ويسبح ويدعو كما فعل في السجدة الأولى.

القيام الثاني

ثم يقول الإمام (الله أكبر) وهو ينهض قائما، وينهض معه المصلون مرددين نفس العبارة في سرهم، واضعين أيديهم على صدورهم في وضع القيام بمثلما فعلوا في الركعة الأولى. ويكرر الإمام والمصلون ذلك في الركعات جميعا: مرتين في صلاة الصبح، وثلاث مرات في صلاة المغرب، وأربع مرات في الصلوات الرباعية: الظهر والعصر والعشاء.

فالركعة تتكون من قيام، ثم ركوع، ثم رفع، ثم سجود، ثم قعود، ثم سجود .وتبدأ الركعة التالية بالقيام. وتتميز الركعة الثانية بالقعود بعد السجدة الثانية لقراءة التشهّد. وتتميز الركعة الأخيرة بالقعود بعد السجدة الثانية لقراءة التشهد والصلاة الإبراهيمية .. وتنتهي الصلاة بالتسليم يمينا وشمالا.

التشهد

يتلو المصلي هذا الذّكر سرّاً أثناء قعوده بعد السجدة الثانية: (التحيات لله والصلوات والطبيات. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله). وقد ورد عن النبي تحريك الإصبع السبابة اليمنى إلى الأعلى قليلا.. وذلك عند قول (لا إله إلا الله) من التشهد، ثم يخفضه إلى وضعه السابق بعدها. ولا تتحرك الأصابع الأخرى ولا أصابع اليد اليسرى أيضا.

الصلاة الإبراهيمية

ويُتلى التشهد مع الصلاة الإبراهيمية في وضع الجلوس الثاني من الركعة الأخيرة من الصلاة.. فيضيف بعد التشهد هذا الدعاء: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

الدعاء قبل التسليم

يدعو المصلي دعاء أو أدعية قرآنية ونبوية أُثِرَت كلها عن النبي منها:

(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).

– رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء.

– اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزَن. وأعوذ بك من العجز والكسل. وأعوذ بك من الجبن والبخل. وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.

– اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.

– اللّهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللّهم إني أعوذ بك من المأثم والمغْرَم.

التسليم             

وبعد أن يتلو الإمام والمصلون ما شاءوا من هذه الأدعية يسلِّم الإمام موجِّها وجهه نحو اليمين ثم نحو الشمال، قال (السلام عليكم ورحمة الله) في كل مرة ويفعل المصلون نفس الشيء وبذلك تكون الصلاة قد تمت.

الصلاة الثلاثية والرباعية

إذا كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية.. يُتلى التشهد في الركعة الثانية، ثم ينهض الإمام واقفا ليؤدي الركعتين الثالثة ثم الرابعة. وفي كل من هاتين الركعتين لا يجهر الإمام بالقراءة كما فعل في الركعتين الأولى والثانية من الصلاة الجهرية، ولا يقرأ سوى الفاتحة. وفي الركعة الأخيرة يتلو التشهد والصلاة الإبراهيمية كما سبق بيانه.

ويلاحظ أو وضع القعود يكون بين السجدتين في كل ركعة، ويكون أيضا بعد السجدة الثانية عند قراءة التشهد في الركعة الثانية، أو عند قراءة التشهد والصلاة الإبراهيمية في الركعة الأخيرة من الصلاة ثنائية كانت أو ثلاثية أو رباعية.      (يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك