بيت الرحمن

بيت الرحمن

نشرت جريدتا الاتحاد والخليج (دولة الإمارات، عدد يوم الثلاثاء 13 جمادى الأولى 1415 = 18 أكتوبر 1994) نبأ افتتاح “مسجد الرحمن” في ولاية ماريلاند الأمريكية. وصيغة النبأ في كلا الجريدتين واحدة، جاء فيه ذكر تكاليف البناء وطرازه، ووجود محطة قمرية لإعداد برامج تلفازية إسلامية باللغتين الإنجليزية والإسبانية لنشر الإسلام في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وفي بقاع أخرى من العالم، وأن عضو الكونجرس الأمريكي للولاية حضر الافتتاح مُرحبًا بوجود المسجد في دائرته، وأدى صلاة الجمعة فيه أكثر من 5000 شخص.

ولا يدري قارئ الخبر من الذي أنشأ هذا المسجد؟ هل هي الحكومة الأمريكية أم إحدى بلاد الخليج؟ لو كان الأمر كذلك لأشادت الجريدتان بالحكومة أو بالبلد الذي قام بهذا العمل الجليل، ولسبحتا بحمد أحد الملوك أو الرؤساء.

ويتساءل المرء متعجبًا: هل معرفة تفاصيل المبنى، وحضور عضو الكونجرس أهم من التعريف بمن أقاموا هذا البيت للرحمن ولو من باب الدعاء لهم؟

يزول العجب إذا عرفنا حقيقة من شيدوا المسجد ويخدمونه، والذين يعملون على تحقيق الهدف الذي ورد في الخبر، ألا وهو نشر الإسلام. إن بناة هذا المسجد -بفضل الرحمن وتوفيقه- هم أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية في أمريكا. وقد سبق لهاتين الجريدتين أن قامتا “بواجبهما” في التهجم على الجماعة الأحمدية، ومشاركة المشايخ في قذف الجماعة بكل تهمة باطلة، إما جهلاً أو جهالة دون أي جهد صادق من ناحيتهم للتحقق من صحة ما يقولون. أما وقد عرف المحررون في الجريدتين دور الجماعة الأحمدية في تشييد بيوت الله لنشر الإسلام فقد آثروا ألا يذكروا اسمها حتى لا يشيروا إلى دورها في خدمة الإسلام ولا يحدث تعارض بين مواقفهم السابقة في ترويج الباطل وبين هذا الحق الناصع الجميل.

نقول ذلك والله أعلم بالحقائق والسرائر فربما نشروا الخبر جزافًا دون تدبر وتفكر، وهي عادة وسمة معروفة في الإعلاميين من بلاد العالم الثالث إذ يكتبون أي شيء بلا حرج وهم واثقون أن ليس هناك من يتابع ويدقق فيما يقرأ. وإذا كان النشر قد تم بهذا الأسلوب فقد أنطقهم الله تعالى الذي أنطق كل شيء، وجعلهم يعترفون ويعلنون بأنفسهم أن مسجد الرحمن قد شيد لخدمة الإسلام، وأن القائمين على الخدمة فيه لا شك مسلمون مخلصون عاملون والحمد لله تعالى على ذلك.

وبهذه المناسبة نقدم للقراء الأعزاء نبذة عن هذا المسجد. لقد شيد في منطقة سلفر سبرنج بولاية ماريلاند عند تقاطع طريقين رئيسيين. ويتكون المبنى من طابقين فوق الأرض للمسجد، وطابق تحت الأرض للإدارة، وملحق بالمبنى سكنًا للإمام، ومحطة أرضية للبث القمري، وموقف كبير للسيارات. وتبلغ مساحة الأرض 11 فدانًا، والمبنى مقام على 2050 مترا مربعا، ويسع 1300 مصليًا في طابقين، العلوي منهما للسيدات والسفلي للرجال. والمبنى مجهز بمرافق للوضوء ورعاية الأطفال، ومصاعد للعاجزين، وكافة المرافق الصحية للمطبخ والطعام والتخلص من النفايات.

وهناك تجهيزات لاستقبال وعرض البرامج الفضائية للجماعة الإسلامية الأحمدية من محطة mta من لندن. كما أن البرامج المعدة في المسجد تبث بالأقمار إلى شمال وجنوب أمريكا. وقد وضع أمير المؤمنين خليفة الإمام المهدي والمسيح الموعود أساس هذا المسجد عند المحراب يوم 7/5/94، واكتمل بناؤه بحمد الله تعالى وافتتحه حضرته يوم الجمعة 14/10/94. ورئس فيه المؤتمر السنوي رقم 47 للجماعة الأحمدية بأمريكا يوم السبت 15/10/94.

وجدير بالذكر أن تكلفة المسجد ماليًا بلغ 4,25 من ملايين من الدولارات الأمريكية، دفعتها جماعات أمريكا وحدها، وسددت جمعية الأطباء والجراحين الأحمديين أكثر من نصف التكاليف، فجزاهم الله أحسن الجزاء!

هذا ولقد شيدت الجماعة بتوفيق الله تعالى المساجد في 22 مدينة بالولايات المتحدة منها “مسجد بيت الرحمن” هذا، وسوف تشيد عددًا آخر طبقًا للخطة الطموحة التي اعتمدها إمام الجماعة أيده الله بنصره العزيز. هذا في الولايات المتحدة الأمريكية، أما في سائر العالم فإليكم ملخصًا لإنجازات الجماعة الإسلامية الأحمدية الهامة:

-شاركت في عديد من الخدمات الإنسانية بتقديم الطعام والدواء والملابس والمأوى للفقراء وضحايا الحروب والجفاف.

-شيدت 3122 مسجدًا جديدًا.

-أنشأت 496 مركزا للدعوة إلى الله تبارك اسمه.

-نشرت ترجمات للقرآن المجيد في 54 لغة أساسية.

-نشرت مختارات من القرآن الكريم في 117 لغة.

-نشرت منتخبات من أحاديث النبي في 117 لغة.

-أنشأت 30 مركزا طبيًّا في الدول الفقيرة.

-أنشأت 347 مدرسة معظمها في إفريقيا.

-أنشأت نظامًا للدعوة إلى الإسلام عن طريق محطة خاصة للأقمار تذاع عليها خطب الجمعة بسبع لغات.

-نشرت تفسيرًا كاملاً للقرآن الكريم (خمس مجلدات) باللغة الإنجليزية مع ملخص لسيرة الرسول الكريم ، وفهرس شامل للموضوعات، ومقدمة عامة.

ولله الحمد من قبل ومن بعد، ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، به نصول وبه نجول، وبتوفيقه نجاهد، وبعونه نعمل ونثمر، ولا حول لنا ولا قوة إلا به.

Share via
تابعونا على الفايس بوك