من مكتبة الإمام المهدي ح 5

من مكتبة الإمام المهدي ح 5

12- نيشان أسماني – شهادة الملهمين

ومعناه: آية سماوية شهادة للُملهمين.. أي الذين يتلقون الوحي من الله تعالى. نشر عام 1892، ويحتوي على شهادات من رجال صالحين ربّانين.. في حق دعوى سيدنا أحمد بأنه الإمام المهدي والمسيح الموعود. من هؤلاء الأولياء (غلاب شاه) الذي تُوفي قبل ذلك بثلاثين عاما.. وأخبر بظهور المهدي. وممن سمع ذلك منه (ميان كريم بخش). وقد أشار الإمام المهدي لهذا في كتابه (إزالة أوهام) ولكنه فصّله هنا.

والنبوءة الثانية للولي (نعمة الله)، الذي كان رجلا صالحا مبجّلا، يكتب الشعر بالفارسية. وقد ورد في نبوءته أن المسيح الموعود اسمه (أحمد)، وأنه يرزق بغلام لا مع عظيم الشأن. ونبه القارئ إلى الحديث النبوي عن أن المسيح الموعود يتزوج ويولد له.

وأورد سيدنا أحمد أبيات الشعر التي نظمها (نعمة الله) وشرحها شرحا مفصلا.

بعد هذه النبوءة أشار سيدنا أحمد إلى الحديث النبوي الخاص بأن الله تعالى يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها على رأس كل قرن. وأشار أيضا إلى ما ورد في كتب الحديث من أن المسيح إذا جاء عارضه العلماء بكل شدة ورموه بالكفر ثم قدم سيدنا أحمد شهادة (كريم بخش جمالبوري) القائل إنه يفعل ذلك من منطلق تعاطفه مع إخوانه المسلمين. وقال في شهادته أن (غلاب شاه) قال ثلاث مرات أن اسم المسيح الموعود هو غلام أحمد، وأن المسيح ابن مريم مات ومن ثَمّ لن يعود. وأضاف أن غلاب شاه أخبر أن غلام أحمد يخرج في قاديان.. أي يولد هناك.

وبعد هذه الشهادة تناول نقد مولوي محمد حسين البطالوي وسيده سيد نذير حسين ضد كتابه (أسماني فيصله)، فشرح دعواه، وأخبر القارئ أنهما يحاولان تضليل الناس باتهامهما إياه بأقوال لم تصدر منه قط. وأخبر أن سبب ذلك قساوة قلبيهما. وطالبهما أن يُظهرا آية سماوية كما يدعي هو نفسه مستعد لإظهارها ثم ناشد الباحثين عن الحق، الذين يدركون أنه الله تعالى سائلهم.. ألا يتِّبعوا مشايخ هذا الزمن دون أن يتأكدوا ويبحثوا.. فقد حذّر النبي من علماء آخر الزمان هؤلاء. وناشد الناسَ أن يحرِّروا عقولهم من الأفكار القديمة، ويلجأوا إلى الدعاء لله تعالى. وقد شرح لهم طريقة الدعاء بأن يصلي المرء ركعتين لله تعالى.. يقرأ في الأولى سورة يس، وفي الركعة الثانية يقرأ سورة الإخلاص 21 مرة، ثم يصلي على النبي 300 مرة، ويستغفر الله 300 مرة، ثم يدعو الله تعالى أن يريَه حقيقة دعواه.

وختم كتابه بإعلان وجه سيدنا أحمد دعوة لمن يستطيعون نصر الدين، وقال إنه يشعر بالامتنان لأصحابه الذين يبذلون كل ما في وسعهم في سبيل الدين، ولكن الأمور أخذت وِجهة جديدة، وهناك حاجة إلى مزيد من المعونة. وَبيّن سيدنا أحمد أن هذه الوجهة الجديدة هي أن أولئك الذين يسمون أنفسهم مسلمين قد تحولوا أيضا إلى المعارضة حتى أنهم لم يتركوا الناس يقرأون كتبه. وأعرب عن ثقته في أن كل هذه العقبات الجماعة سوف تزول إذا لم تتهاون الجماعة في بذل الجهود.

ويقول سيدنا أحمد أن واجبه هو ألا يدّخر وسعا في إصلاح الناس من الداخل والخارج. أما والحال هكذا فلن يضع قلمه حتى تزول هذه العقبات. ثم قال إن أفضال الله تعالى التي تهطل عليه تزيده إيمانا بأنه سوف ينجح ويفلح، وأنه –سبحانه- لن يضيع جهوده، ثم أشار إلى بعض الكتب التي يزمع تصنيفها بعد هذا الكتاب.

31- آئينه كمالات إسلام

ومعناه: مرآة كمال الإسلام. وهذا الكتاب من جزئين: أولهما بالأوردو، نُشر عام 1892، والثاني كتبه سيدنا الإمام المهدي باللغة العربية ونشر في مستهل عام 1893 وللكتاب عنوان آخر هو (دافع الوساوس)، والجزء العربي عنوانه (التبليغ) وفي البداية قال سيدنا أحمد أنه بعد نشر مصنفاته (فتح إسلام، وتوضيح مرام، وإزالة أوهام).. كان ينبغي على المسلمين أن يكونوا شاكرين لله تعالى أن أتاح لرجل منهم أن يدافع عن الإسلام  في هذا الوقت الحرج العصيب، ويجيبَ إجابة شافية على المسائل التي يثيرها غير المسلمين. ولكنهم عندما سمعوا دعواه بأنه مثيل المسيح غضبوا وثاروا، وفقدوا توازنهم، وانهالوا عليه بالسباب، ووصموه بالكفر ومختلف الشتائم. وتصدّر المولوي محمد حسين القافلة وأعدّ فتوى بتكفيره، وجعل معلِّمه (ميان نذير حسين) أول من وقَّع عليها. ويرى سيدنا أحمد أن هذا الموقف ليس غريبا، فطالما لقي رجال الله ذلك من أقوامهم، ولم يتبيّن لهم صدقُ موقفهم إلا بعد زمن طال أو قصر.

ثم يقول سيدنا أحمد أنه لا يبالي بفتاوى الكفر التي يصدرونها ضده، وأن كل ما يهمه هو أن يتيح له الله تعالى خدمة دينه، وأن يمكِّنه من بيان كمال النبي والقرآن المجيد. ويقول: لقد صنفت هذا الكتاب لأن المسيحين من ناحية يكيدون للإسلام، وأن المسلمين من ناحية أخرى واقعين تحت سيطرة الفلسفة الأوروبية، ويتحدثون عن الدين بما يجعل الإسلام يتضرر من سوء فهم غير المسلمين له. وضرب مثلا لذلك من بعض كتابات (سير سيد أحمد) وآرائه عن الوحي والملائكة والنبوة.. التي تؤيد أولئك الذين يريدون مهاجمة الإسلام بأسلوبهم الخاص.

ولذلك قرر سيدنا أحمد المسيح الموعود أن يكتب هذا الكتاب ليَعرض نظرية الإسلام الحقيقية، ويوضح للقراء ما يعنيه الإسلام فعلا، وما دلالة ومغزى التعاليم الإسلامية، ويكشف للعالم عن وجه الإسلام الجميل.

وتناول في هذا الكتاب موضوعات كمالات الإسلام، والإلهامات النبوية، والملائكة ووظائفهم. وردّ أيضا على أولئك الذين استولت عليهم الفلسفة العصرية، ويرفعون حاجب الاستهانة بتعاليم الإسلام. وأثبت بأدلة قوية مفصلة أن النبي أسمى كثيرا من يسوع المسيح ومن سائر الأنبياء كافة. وكان على سيدنا أحمد أن يفعل ذلك لأن دعاة المسيحية كانوا يذيعون بين الناس أن يسوع أعلى من النبي الكريم. وبعد أن فصَّل حقيقة الإسلام مضى يعلِّم القراء كيف يكونون مسلمين صالحين، وماذا يوصل الإنسان إلى هذا المقام، وأثبت أن الإسلام دين حي، وأكد للمسلمين أن أيام نصر الإسلام صارت وشيكة.

وقدَّر سيدنا أحمد للحكومة البريطانية حفاظتها على الحرية الدينية والأمان والالتزام بالقانون والنظام، ودعا للملكة كي تدخل الإسلام وتصبح ممن يتلقون البركات الإلهية. ووجّه خطابه للملكة وشرح لها فضائل الإسلام وكتابه القرآن.

وفي 13/10/1892 نشرت صحيفة (نور أفشان) المسيحية مقالا.. قال فيه الكاتب أنه منذ عاش الإنسان على هذا الكوكب.. لم يوجد قط ذلك الشخص الذي يدّعي أنه القيامة والحياة، أو أن من يؤمن بكلامه يحيا وإن كان قد مات – أو بكلمات أخرى: يخلصه من الخطيئة ومعصية الله وموت الإيمان والإهمال، وأن يبلغ الحياة الروحانية والطاعة الكاملة لله. وقال الكاتب أن الشخص الوحيد الذي ادعى بكل ذلك كان يسوع المسيح.. الذي أثبت أنه دعواه صادقة. وأنه لو ادعى أحد آخر بمثل هذه الدعوى لفشل وما حقق شيئا منها. ويرُد سيدنا أحمد المسيح الموعود على هذا المقال في مناقشة تامة ضافية. يقول حضرته أن سيدنا عيسى ادعى فعلا أنه القيامة والحياة، ولأنه نبي صادق فقد صدقَت دعواه وانتشرت في العالم خلال حياته وبعد وفاته. ولكن الواضح أن حقيقة وفكرة وحدانية الله تعالى لم تنتشر كثيرا في العالم عن طريقه. ويمكن القول أن النجاح في نشر هذه الأمور كان طفيفا لدرجة تقل عن إنجاز أي نبي آخر.

ويفنّد سيدنا أحمد الفكرة القائلة بأن سيدنا عيسى قام بالمعجزات المنسوبة إليه.. مثل إحياء الموتى بمعناه الحَرفي. ويقول حضرته أنه لو قام سيدنا عيسى بهذه المعجزات فعلا ما آلت خاتمة بعض تلاميذه إلى السوء الذي وصلت إليه.. فقد خانه أحدهم وباعة بثمن بخس، وأنكر الثاني معرفته به.

ويقارن سيدنا أحمد بين صحابة المصطفى وبين تلاميذ المسيح، ويبرز البون الشاسع بينهم، وأثبت بذلك حقيقة أن المصطفى هو فعلا مانح الحياة لأصحابه وليس عيسى المسيح . ويعلن سيدنا أحمد أن الله تعالى أمره بأن يدعو المولويين والمفتين القائلين بكفره.. سواء منهم من كان متعصبا لرأيه الشخصي، أو من لم يستطيعوا فهم دعاواه.. يدعوهم لمباهلة يتبين منها أي الفريقين على حق.

ودعا دعاة النصرانية والهندوسية والأريا والبراهما والسيخ والزنادقة والدهريين.. دعاهم أن يتقدموا لحسم المسائل الخلافية. وبعد هذه التحديات والدعوات.. أكد لمن آمنوا به، ولمن سيؤمنون به، أن خاتمتهم ستكون خاتمة مباركة، ولن يكونوا أبدا من الخاسرين.

وفي الجزء الثاني من كتابه، وقد صنفه باللغة العربية تحت اسم (التبليغ).. ليكون مثالا للمولوي عبد الكريم.. أحد أصحابه المقربين، الذي اقترح على سيدنا المهدي أن يكتب رسالة للقادة الدينيين المسلمين من الفقراء والزهاد، ورغب سيدنا أحمد في تنفيذ هذا الاقتراح، وأراد أن يكتب رسالة بلغة الأردو لتكون جزءا من هذا الكتاب. ولكنه رأى مؤشرات من ربه أن يكتب الرسالة بالعربية، ولذلك كتبه بها، فكان أول كتاب صنّفه بالعربية.

وبادئ ذي بدء خاطب سيدنا المهدي الفقراء والزهاد وجوه العرب والهند وغيرها من البلدان.. يخبرهم أنه مبعوث إلهي لاقتلاع الشرور التي زحفت إلى هذا العالم، ويذكَّرهم بما تقوله الشريعة الإسلامية، وناشدهم ألا يستعملوا عليه. وأثبت للقراء أن عيسى قد مات. وبيّن المسألة ببساطة في عبارة واحدة: “لا يمكن أن يكون سيدنا محمد دفينا تحت الثرى في قبره ويبقى عيسى حيا.. وفي السماء! “وأثبت من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وفاة سيدنا عيسى.

وفيما يتصل بالبعثة الثانية للمسيح في الأيام الآخرة.. قال إن المبعوث سوف يولد في هذه الأيام، ولن ينزل من السماء. وأيضا في هذا الجزء العربي دعا ملكة بريطانيا إلى الإسلام لأنه الدين الوحيد المقبول من الله تعالى، وطلب منها أن تتوب وتستجيب لدعوته.

ثم أعطى بعض التفاصيل عن شجرة نسبه، ومذكرات عن سيرة بعض إخوانه في الدين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك