سيرة المهدي - الجزء 2 الحلقة 50
  • من مظاهر إقرار حضرته بعظمة سيدنا محمد
  • فضل الأنبياء في كمالهم الروحاني على عامة الناس
  • الاستغناء عن غير الله، والتوكل عليه تميمة ناجعة لنيل النجاح والفلاح
  • المسيح الموعود عليه السلام يتأسى بسيده خاتم النبين صلى الله عليه وسلم في حسن الظن

__

466- إقرار حضرته بعظمة سيدنا محمد حتى إن خادمه صار مسيح الزمان، وتفسير قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل فقال: إن حضرته أعطاني مرة مَحَافِظَه القديمة للبحث عن ورقة معينة فلم أَعثُر عليها إلا أنني وجدت بعض الرسائل القديمة للسيد لاله ملاوا مل التي كتبها إلى حضرته أثناء فترة دراسته وسأل فيها عن بعض المسائل الدينية، ووجدت في بعض الأوراق وحيًا تلقاه حضرته وكتبه بخط يده وهو:

بر تر گمان ووہم سے احمد کی شان ہے

جس کا غلام دیکھو مسیح و زمان ہے

أي: لقد فاقت التصور والخيال عظمة سيدنا أحمد الذي  صار خادمُه مسيح الزمان، فانظروا.

ولكن العجب أن المنشور في كتاب “در ثمين” في هذه الأيام هو:

اس كا بدل من جس كا

(والمعنى واحد لكليهما- من المترجم).

كذلك وجدت في إحدى هذه المَحَافِظ ورقة كُتب فيها التالي بتوقيع من حضرته: المراد من وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (البقرة: 5) هم أولئك الذين يؤمنون بالوحي النازل عليك وبالوحي الذي نزل قبلك كما أنهم يوقنون بالوحي الذي سينـزل على المسيح الموعود في آخر الأزمان.

467- الأنبياء بسبب كمالهم الروحاني

ليسوا كعامة  الناس

بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرني خطيًّا الحافظ نور محمد القاطن في قرية “فيض الله” وقال: لقد سمعت أن المولوي عبد الكريم سأل حضرته مرة: هل أصاب حضرته رياء مرة؟ قال حضرته: إذا وقفت بين الأنعام فهل سيخطر ببالك الرياء؟ ثم قال: لا يصيب الرياء إلا إذا كان مع أحد من جنسه. والمراد أن الأنبياء بسبب كمالهم الروحاني ليسوا كعامة الناس؛ إذ ينقطعون عن الدنيا ويصلون إلى السماء، فلا يشعرون بالرياء طيلة مكوثهم في أهل الدنيا.

468-  الاستغناء عن غير الله، والتوكل عليه تميمة ناجعة لنيل النجاح والفلاح

بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرني خطيًّا الحافظ نور محمد  وقال: سمعت الحافظ حامد علي يقول: قال حضرته: إذا كان على أحد المثول في المحكمة لمتابعة قضية ما أو عليه المثول أمام الحاكم فينبغي أن يقرأ سورة الفاتحة سبع مرات، ثم ينبغي أن يكتب على جبهته “يا عزيز” بإصبعه سبع مرات، يهب له الله تعالى النجاح والفلاح.

أقول: لعل هذا الطريق يبعث على نشوء حالة الاستغناء عن غير الله أو حالة التوكل على الله.

469- المسيح الموعود يتأسى بسيده خاتم النبيين في حسن الظن

بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرني خطيًّا الحافظ نور محمد القاطن في قرية “فيض الله” وقال: قال المسيح الموعود مرة: قال الملائكة عند خلق آدم: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ (البقرة 31) ولكن لم يصدر من آدم تصرف كهذا، وعلى ما يبدو أن نظرة الملائكة وقعت على مستقبل آدم أي أنها علمت بحدوث مثل هذه الأمور في ذرية آدم في المستقبل، وعليه فيخطر ببالنا أحيانًا أن ما يقوله بعض معارضينا أنهم يتلقون وحيًا ضدنا فقد لا يكون ذلك كذبًا منهم ولعل جماعتنا أيضًا تتعرض لبعض المفاسد التي تظهر عمومًا في القوم بعد زمن طويل.

أقول: إن قضية صدق وحي المعارضين أو كذبه شيء آخر ولكن انظروا إلى حيطة حضرته وحسن ظنه البالغ ذروته ولا يمكن أن يكون حسن ظن أبلغ منه. ثم انظروا إلى المعارضين من جهة أنهم بعد رؤيتهم ألوفًا من الآيات وبعد اطلاعهم على مئات الأدلة والبراهين لا يفتؤون يقولون بأنه كذاب ومفتر، ومن ناحية ثانية انظروا إلى المسيح الموعود أنه رغم يقينه الكامل بأنه على الحق وأن معارضيه على الباطل ، كان يحسن الظن بالمعارضين ويتجنب اتهامهم بالكب متأسيًا بالرسول  نشاهد مثل هذا المشهد في حياة النبي أيضًا. إن ابن صياد الذي أيقن بعض الصحابة أنه الدجال، لما مثل هذا الرجل أمام النبي وجّه سؤاله إلى النبي قائلاً: ألا تؤمن بي رسولاً؟ لم يقل  النبي في الرد عليه: إنك كذاب، بل قال: آمنت بالله وبرسله. الله الله! الله الله! ما أروعه من أسوة آسرة!

Share via
تابعونا على الفايس بوك