سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 9
  • بركات زمن المسيح الموعود
  • تنزه المسيح الموعود وتعامله مع صحابته
  • وصف المسيح الموعود ومهابته
  • الحماية الإلهية للمسيح الموعود
  • بركة وجه المسيح الموعود الشفائية
  • من أشكال حرية المرأة عند المسيح الموعود
  • وجوب طاعة الإمام

__

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثنا القاضي أمير حسين أن زمن المسيح الموعود كان عجيبًا. لم يكن يمر يومان في أيام الحر إلا وفي اليوم الثالث كان المطر ينـزل. كلما اشتد الحر ذهبنا إلى حضرته وقلنا له إن الحر شديد ففي اليوم التالي كان المطر ينـزل.

وذكر المولوي سيد سَرْوَر شاه وقال: لم يكن أحد يشكو من شحّ المزروعات والمحاصيل في ذلك الزمن.

سمعت ذلك ورجعت إلى البيت، فلما ذكرت ذلك  لوالدتي قالت: كلما قال : الحرُّ شديدٌ اليوم كان المطر ينزل في اليوم نفسه عمومًا أو في اليوم التالي. أما بعد وفاته فلا ينـزل المطر ولو اشتد الحرّ واستمر لشهور.

أقول: لم تؤدَّ صلاة الاستسقاء في قاديان في عهد المسيح الموعود ، أما بعد وفاته فقد صُلّيت مرات عديدة.

(يجب أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار أنه ليس صحيحًا حسب ظني القول بأنه لم  تُصلَّ صلاة الاستسقاء في عهد المسيح الموعود . انظروا الجزء الثاني من هذا الكتاب والرواية رقم 418. أما أن الحرّ القائظ لم يستمر أيامًا طويلة في قاديان في عهد المسيح الموعود عليه السلام بشـكل عام فـهو صحيـح.)

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المسيح الموعود يعتاد الخروج صباحًا من أجل التنـزّه، وكان بعض الخدام يرافقونه إلى مسافة ميل أو ميلين. كان يعتاد المشي السريع جدًّا بوقار. وكان يدعو المولوي المحترم (الخليفة الأول) للمصاحبة. ولكن لما كان المولوي المحترم يمشي ببطء لذلك كان يجاري حضرته لبعض الوقت ثم يتأخر عنه، وكان يقف في الشارع وينتظره عندما كان يشعر بذلك. ولكن المولوي المحترم كان يتأخر مرة أخرى وكان بعض الأصحاب الآخرين أيضا يصاحبون المولوي المحترم أيضا.

ولقد رأيت أنه يصطحب نواب محمد علي خان أيضا أثناء تنزهه، وكثيرًا ما كان يخرج من بيته ويقف في الميدان مع خدامه وينتظر النواب المحترم. وفي بعض الأحيان كان النواب المحترم يتأخر لدقائق فكان ينتظره واقفا في الميدان أمام بابه، ثم يصطحبه في النزهة. كان يتكلم مع خدامه أثناء نزهته أو يطرح موضوعًا معينًا وكان محـررو الجرائد يسجـلونه بأساليـبهم.

كان المسيح الموعود يتنـزه في الطريق المؤدي إلى قرية “بسراوان”  أو “بوتر”، وأحيانًا كان يمشي نحو بستانه حيث كان يطلب قطف ثمار التوت ويقدمها لخدامه كما كان هو أيضا يأكلها. وإنْ حدث أثناء التنـزه أن صدمتْ قدمُ أحدهم بعصاه فسقطت من يده فلم يكن يلتفت إلى الوراء لمعرفة الذي أسقطها. وأثناء الجلسات وغيرها عندما كان كثير من الناس يرافقون المسيح الموعود في نزهته كان بعض الخدام يشبكون الأيادي ويشكلون حلقة حوله من الجوانب الثلاثة حتى لا يتأذى أثناء المشي، ولكن في أيام الجلسة الأخيرة التي انعقدت في حياة المسيح الموعود خرج حضرته للنـزهة إلى “بوتر” (في الشمال) فرافقه جمع غفير من الناس فصعُب عليه أن يمشي، فذهب غير بعيد ثم رجع. أتذكر أنه كان عائدًا في إحدى المرات من النـزهة من طريق قرية “بسراوان” (في المشرق) وإذ لاقاه في الطريق مرزا نظام الدين – الذي كان ابن عمه إلا أنه كان معارضًا شديدًا له – وكان آتيًا من قاديان على حصانه فنـزل عنه لما رأى حضرتَه ووقف إلى جانب الطريق، وسلَّم  على حضرته منحنيًا بكل أدب.

أقول: كلما سلّم أحد المارة على حضرته برفع اليد كان أيضا يردّ عليه برفع يده.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المسيح الموعود متوسط القامة، حنطي اللون، ممتلئ الوجه. كان شعره سبطًا وناعمًا، كان ممتلئ الكفّين والقدمين، وزاد وزنه بعض الشيء في آخر عمره. كانت هناك مهابة من الله تعالى بادية في لونه وتحركاته وتقاسيم وجهه. كانت قلوب الذين يلتقون به تمتلئ حبًّا به، وكانوا يشعرون أن قوة خفية تجذبهم نحوه . مئات الناس جاءوا إليه مضمرين معارضته إلا أنهم اقتنعوا بصدقه لمجرد رؤية وجهه ولم يسألوه عن أي دليل آخر. أما المهابة التي تجلت فيه فقد واجهه كثير من الأشقياء بنيات سيئة إلا  أن قواهم خارت عن فعل شيء.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي سيد محمد سَرْوَر شاه أنه في زمن المسيح الموعود جاء قاديان أحدُ سكان مدينة “مردان” برفقة “ميان محمد يوسف المرداني” لتلقي العلاج من المولوي نور الدين الخليفة الأول. كان هذا الشخص معارضًا شديدًا للجماعة ورضي بالمجيء إلى قاديان بصعوبة بالغة، وكان قد اشترط على ميان محمد يوسف أن يستأجر له بيتًا خارج حي الأحمديين في قاديان لأنه لن يدخل في حيّهم. على أية حال، قدم هذا الشخص إلى قاديان وأقام خارج حي الأحمديين وأخذ يتلقى علاج المولوي المحترم لعدة أيام حتى تحسن فأراد العودة إلى بيته. قال له ميان محمد يوسف: لقد أتيت إلى قاديان وقبل رجوعك منها الآن أدعوك أن تزور مسجدنا هنا، فرفض. فأصرّ عليه ميان محمد يوسف حتى رضي ولكن اشترط عليه أن يختار لزيارته وقتًا لا يكون فيه أحد الأحمديين ولا مرزا المحترم موجودًا هناك. فاختار ميان محمد يوسف له مثل هذا الوقت وأتى به إلى المسجد المبارك، ولكن شاء قدر الله أنه عند دخوله المسجد فُتِح الباب الصغير لبيت المسيح الموعود ودخل حضرته المسجدَ لعملٍ ما فوقعت نظرة هذا الشخص على محيّاه فاضطرب وخرّ أمامه وبايع فورًا.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان فخر الدين الملتاني وقال: جاء والدي إلى قاديان على عهد المسيح الموعود ، وكان معارضًا شديدًا وبذيء اللسان فظل يتكلم كلامًا غير لائق بعد وصوله إلى قاديان. وكان يقول – وهو في ملتان- إذا قابلتُ مرزا فسألعنه في وجهه، أي سأقول له في وجهه ما أقوله هنا في ملتان- والعياذ بالله. على أية حال، أخذته إلى حضرته . فلما جاء حضرته وقف والدي بكل احترام ثم جلس في الخلف خائفًا نوعًا ما، وكان في المجلس آخرون أيضا، فألقى حضرته خطابًا بينهم جالسًا وكرّر قوله بأننا نريد أن يأتينا الناس ويسمعوا كلامنا ويسألونا بل نحن مستعدون للإنفاق عليهم أيضا، ولكن الناس لا يأتون أولا، ثم إذا أتوا جلسوا صامتين، ثم إذا رجعوا إلى منطقتهم تكلموا ضدنا. باختصار قد فصّل في الموضوع في خطابه هذا وبلّغ الحضورَ دعوتَه وحثّهم على الكلام مراتٍ عديدة. كان والدي سليط اللسان إلا أنه لم ينبس ببنت شفة وكأنه خُتم على لسانه. فلما قمنا من هذا المجلس سألتُه: لماذا لم تتكلم هناك؟ لكنه لم يجبني جوابًا مفيدًا.

يقول ميان فخر الدين: كان خطابه عامًّا ولم يتوجّه إلى والدي في خطابه.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثنا أمير المؤمنين الخليفة الثاني للمسيح الموعود وقال: جاء إلى قاديان هندوسي من سكان غجرات مع موكب أحد الأعراس، وكان هذا الشخص ماهرًا في التنويم المغناطيسي، فقال لبعض رفقائه: ما دمنا في قاديان فتعالوا نذهب للقاء المرزا. وكان يهدف إلى أن يركّز على حضرته في المجلس ويجبره على بعض الحركات المشينة. فلما لقيه في المسجد أخذ يلقي عليه تأثير عِلمِه، ولكن بعد قليل أخذته الرجفة فجأة، فاستجمع قواه وجلس وبدأ عمَله مرة أخرى بينما ظل يتحدث كالمعتاد، إلا أن هذا الشخص أصيب بالرجفة الشديدة مرة أخرى وخرج من فمه صوت مخيف ثم عاد مرة أخرى إلى صوابه، ولكنه بعد قليل صرخ وهرب مسرعًا من المسجد ونزل من الدرج دون أن يلبس حذاءه، أسرع خلفه رفقاؤه وأناس آخرون وأمسكوا به وواسوه، فلما أفاق وعاد إلى صوابه قال: إنني خبير في علم التنويم المغناطيسي، وقد أردت أن ألقي على مرزا تأثير علمي هذا وأجعله يقوم في المجلس ببعض اللغو. ولكن لما ركزت عليه رأيت أمامي على مقربةٍ مني أسدًا يتقدم نحوي، فلما قرب أصابت جسدي رجفة شديدة إلا أنني استجمعت قوتي مرة أخرى ولُمتُ نفسي أن هذا الخوف نشأ نتيجة وهمي. فقوّيت قلبي وجمعت قوتي وركّزت على المرزا وحاولت إلقاء التأثير بكل قوة. فرأيت فجأة أن ذلك الأسد هاجمني ثائرًا فصرخت عفويًا وهربت. يقول الخليفة الثاني: أصبح هذا الشخص يحترم المسيح الموعود بعد هذه الواقعة وظل يراسله طول حياته.
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المرحوم المنشي محمد أرورا الكفورثلوي يقول عند ذكر المسيح الموعود : كنا توّاقين لرؤية وجهه ، وإذا كنا مرضى فكنا نُشفى بمجرد رؤية وجهه.

أقول: كان المرحوم المنشي من المخلصين القدامى وينبغي أن يُعَدّ في الصف الأول من محبي المسيح الموعود .

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي نور الدين الخليفة الأول وقال: خرج المسيح الموعود لسفرٍ فلما وصل إلى محطة القطار علم أن هناك تأخيرًا في موعد وصول القطار فأخذ يتمشى مع زوجته، فلما رأى ذلك المولوي عبد الكريم – الذي كان يتسم بطبع غيور وحمس – جاء إليّ وقال: كثير من الغرباء أيضا موجودون ههنا، فقل لحضرته أن يُجلس حرمَه في مكان ما. قال المولوي نور الدين: قلت له: لا أستطيع أن أقول له ذلك، يمكنك أن تقول له بنفسك. لم يبق عند المولوي عبد الكريم خيار آخر إلا أن ذهب بنفسه إلى حضرته وقال: سيدي، يكثر الناس ههنا، فأجلسوا حرمكم في مكان منفصل. فقال : دعك من هذا، لستُ مقتنعًا بهذا النوع من الحجاب. (أي أن يجلس أحد زوجته في مكان ويجلس هو في مكان آخر خوفا من الناس- المترجم) يقول المولوي المحترم: عاد المولوي عبد الكريم إليّ مطرقا رأسه، فقلت له: هل تلقيت ردَّك؟! (القصد هنا العتاب المزاحي، والمعنى أنني كنت مصيبًا عندما امتنعت من قول ذلك للمسيح الموعود ، لأنه لا يليق، لكنك أصررتَ فتلقيت الجواب نفسه. – المترجم)
  1. بسم الله الرحمن الرحيم. لقد دعا المسيح الموعود المولوي نور الدين الخليفة الأول إلى البيت يوم كان أخونا الصغير مبارك أحمد مريضًا. كان آنذاك جالسًا على السرير الموضوع في الباحة ولم يكن في الباحة شيء مفروش آخر، فأتى المولوي المحترم وجلس على الأرض عند سريره ، فقال : اجلس على السرير. قال المولوي المحترم: سيدي، أنا جالس، وارتفع قليلا من الأرض ووضع يده على السرير، ولكن لما قال له مرة أخرى قام المولوي المحترم وجلس على حافة السرير من ناحية الأقدام.

أقول: كانت ميزة الطاعة والأدب في المولوي المحترم قد بلغت ذروة الكمال.

Share via
تابعونا على الفايس بوك