التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

  • دراسة حول الأثر السلبي لشبكات التواصل الافتراضية
  • خطر انصهار الشخصية الواقعية لتناسب الواقع الافتراضي
  • خطورة إدمان شبكات التواصل على الأمن العاطفي

__

لقد استقطب تأثير الشبكات الاجتماعية في الانترنت على مستخدميها اهتمام الباحثين في مجالات شتى. ومؤخرا دقت نواقيس الخطر الدراسة التي نشرتها الباحثة البريطانية “سوزان غرينفيلد”، المختصة في المخ والأعصاب حيث أثبتت من خلالها أن نسبة كبيرة من مستخدمي “الفيسبوك” و”تويتر” لديهم سلوك صبياني.

لقد أنشأت هذه الشبكات الاجتماعية جيلا لا يقدر على التركيز سوى لفترات وجيزة ويتصرف كالأطفال الصغار. وغالبا ما يُلحون على تلقي رد فعل أو جواب، وذلك لعدم احتكاك المستخدم بإنسان قابع أمامه. فمن الطبيعي أن يفهم المرء الرد من خلال نبرات الصوت أو ملامح وجه المُتكلَم إليه. أما ردود فعل المدمنين على استعمال الشبكات الاجتماعية فإنها خالية من التفاعلات البشرية الطبيعية. ولا تنكر الباحثة وجود إيجابيات للشبكات الاجتماعية ولكنها ترى أنها مملوءة بالكثير من “التفاهات” وخصوصا في موقع “تويتر”. ففي الواقع لا أحد يهمّه حقا ماذا أكل فلان أو علان في وجبة الفطور. مثل هذا النوع من النصوص القصيرة على “تويتر” ترسم في الذهن صورة طفل صغير يرغب دائما في مباركة أمه على ما يقوم به. ف

الهمّ الشاغل لعدد متزايد من مستخدمي “فيسبوك” يكمن في جذب انتباه الآخرين إلى ما يقومون به من نشاطات، إلى درجة أن قسما كبيرا منهم بات يعرّف نفسه فقط من خلال ما يعرفه الآخرون عنه ومن خلال نظرتهم إليه. وهكذا يفقد القدرة على تقييم ذاته بنفسه ويصبح شغله الشاغل منحصرا في “ماذا يجب أن ينشر لكي يليق بمقام “الفيسبوك” وينال إعجاب الآخرين. وما يثير القلق هو أن حياة بعض الأشخاص أصبحت تتمحور فقط حول “نقرات الفأرة” فإن بنية الجهاز العصبي للمخ تتغير لدى هؤلاء الأشخاص ولدى الذين يبالغون في ألعاب الكمبيوتر، وهكذا يواجه الشباب خاصة مشكلة في الحفاظ على التواصل بالعينين أثناء المحادثة ويعجزون عن تفسير لغة الجسد ونبرة صوت من يُحادثهم. وهذا يؤدي بشكل عام إلى التقمص العاطفي أي الشعور بالآخر والتعاطف معه.

وفي واقع الأمر إن صلب المشكلة ليس في الانترنت ولا في الشبكات الاجتماعية في حد ذاتها، وإنما في الجرعة التي نأخذها منها من خلال إدمان الكثيرين على استعمالها. وتعترف الباحثة بفوائد هذه المواقع والخدمات التي تقدمها وكمية المعلومات التي يحصل المرء عليها منها، إلا أنها ترى أن هناك فرقا شاسعا بين المعلومات وبين المعرفة.

بتصرف عن موقع www.dw-world.deمساهمة الصديق محمد عبد المطلب(تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك