رسالة هامة من فلسطين

رسالة هامة من فلسطين

من الإشاعات الخطيرة الّتي يشيعها الأعداء ضدّ الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة من حين لآخر، وبكلّ وقاحة وكذب..أنّ هناك مئات الأحمديّين في الجيش الإسرائيلي يحاربون العرب.. ولقد استنكرت الجماعة هذه الأقاويل كلَّ الاستنكار، وردّت عليها بكلِّ شدّة مرارًا وتكرارًا بأنّها تهمٌ باطلة تماما.وقبل أيّام قلائل وصلت إلى إمام الجماعة أيّده الله بنصره العزيز..رسالة من أحد الإخوة الفلسطينيّين من الكبابير حيفا يتحدّى فيها صاحبها كلّ من يشيع مثل هذه الإشاعات الخطيرة ضدّنا. ويسرّ التّقوى أن تنشرها تبيانًا للحقّ ولتستبين سبيل المجرمين. (المحرّر)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

نحمده ونصلِّي على رسوله الكريم

مولاي أمير المؤمنين حضرة مرزا طاهرأحمد

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو الله تعالى أن تكونوا بخير وعافية أنتم وأهل بيتكم وجميع أفراد عائلتكم مع من حولكم من الأخوة، مولاي المكرّم أعزّه الله، أرجو نشر هذه الكلمة باسمي ردًّا على الاتّهامات والمزاعم الباطلة الّتي يروّجها الحاقدون من أعداء الحقّ والإسلام والمخالفون للأحمديّة كما قرأتها بعض النّشرات والأخبار التي طبعت وتردّدت أكثر من مرّة.

إنّني بفضل الله تعالى فرد من أفراد الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة في الكبابير بحيفا. ولدت في الكبابير سنة 1927م، ولي خبرة كاملة بظروف وأحوال أفراد الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة عندنا. وأعلم أيضًا عن أحوال إخواننا الأحمديّين في إسرائيل عامّة والأراضي المحتلّة من قبل الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة لنهر الأردن وقطاع غزّة.

وقانون الخدمة العسكريّة الإجباريّة تطبّقه السّلطات الإسرائيليّة على المواطنين من اليهود والدّروز والشّركس فقط دون سواهم. ولاتطبّقه على أبناء الطّوائف الأخرى من المسلمين والمسيحيّين للخدمة العسكريّة. ويوجد اليوم من بين المسلمين أهل السّنّة والشّيعة وخاصّة من البدو المسلمين المئات وربّما الألوف من الجنود الّذين يخدمون اختياريًّا وتطوّعًا من أنفسهم جنبًا إلى جنب مع اليهود والدّروز والشّركس .

وأصرّح لكم وأعلن للعالم كلّه، مقسمًا بالله العظيم على صحّة ماأقول، وأنا على وعي تام وإدراك كامل لمسؤوليّة هذا الحلف واليمين بالله، بأنّه لم ينضمّ إلى الخدمة العسكريّة في الجيش الإسرائيلي حتّى ولافرد واحد من المسلمين الأحمديّين من الكبابير منذ قيام دولة إسرائيل حتّى اليوم. ولا أعلم ولم أسمع من معارفي العديدين من مختلف الطّوائف. كما ولايعلم إخواني الأحمديّون في الكبابير وغيرها ولم يسمعوا. ولو سمعوا لقالوا بأنّ أحمديًّا كذا من بقيّة المدن والقرى الواقعة تحت السّيطرة الإسرائيليّة انضمّ إلى الخدمة العسكريّة في الجيش الإسرائيلي اختياريًّا، ولابأيّ شكل آخر. وإنّ كلّ الادّعاءات والمزاعم بانضمام ستمائة أحمدي إلى الجيش الإسرائيلي ماهي إلّا افتراءات باطلة وبهتان وظلم، وأكاذيب دنيئة، ولعنة الله على الكاذبين الّذين يروٍّجون مثل هذه الأباطيل، ولعنة الله على الّذين يفترون الكذب، ويدّعون بالإسلام، والإسلام منهم براء. إنّنا نشهد من أعماق قلوبنا ونشهد الله علّام الغيوب على ما نقول أن : لا إله إلا الله وأنّ سيّدنا ونبيّنا وحبيبنا محمّدًا المصطفى خاتم النّبيّين وسيّد الخلق أجمعين هو رسول الله ، بعدد ما في الكون من ذرّات، وبعدد مافي المحيطات والبحار والأنهار من قطرات. ولعنة الله على الكاذبين.

وإنّني مع الجماعة اتحدّى أي مخلوق على وجه الأرض أن يثبت بطلان ماصرّحت به وماكتبته مع حلف اليمين بالله العظيم، ويذكر أسماء ولو عشرة أوحتّى خمسة من الأحمديّين السّتمائة الذين يزعمون ظلمًا وبهتانًا بأنّهم تدرّبوا في مكان ما وانخرطوا في الجيش الإسرائيلي. وإنّنا عندما ننطق بالشّهادة ونقول: أشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا رسول الله في صلواتنا ونحن بين يدي الله وفي غير أوقات صلواتنا، نقولها وعقولنا وأفئدتنا وحواسنا كلّها تتجاوب معها قناعة واطمئنانا وارتياحا ولذّة. ولاننطق بهذه الشّهادة مراءاة للنّاس أو إرضاء لهم، معاذ الله، لأنّنا نعلم علم اليقين بأنّ النّاس كلّهم لا قيمة لهم تذكر ولا وزن لهم أمام جلال الله تعالى الّذي نقف بين يديه جلّ وعلا، وننطق بالشّهادة تحت سمعه وبصره، فلا رسول لنا إلّا محمّد ، ولا دين لنا إلّا الإسلا، ولاكتاب لنا إلّا القرآن. وأقول علنًا وبكلٍّ صراحة حامدًا الله تعالى على هذه النّعمة، إنّنا نؤمن بصدق هذه الشّهادة الطيّبة المباركة بحيث أصبحت أثبت وأرسخ من كلّ ما في الوجود بعد الله جلّت قدرته وتقدّس ذكره.

إنّ حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود هو كاسر الصّليب وقاتل خنازير الإلحاد والإضلال والإفساد، ومفيض مال العلم والعرفان الرّوحاني. هو أسد الله، وترس الإسلام، خليفة الله الحكيم المهدي.. خسفت له الشّمس والقمر في رمضان. هو خادم الإسلام الأعظم بعد سيّده وسيّد الثّقلين خاتم النّبيّين محمّد . وإنّ كلّ من ينكر ذلك علينا ولا يبصر نور هذه الحقيقة، وحجبت عيناه وبصيرته من الاعتراف بآيات الله تعالى الّتي أظهرها وحقّقها سبحانه تأييدًا ونصرة وبرهانًا منه جلّ وعلا على سناء صدق مبعوثه السّماوي مسيح آخر الزّمان، فإنّما يتنكّر للحقّ، ويبعده تعصّبه عن نور القرآن وهداية الرّحمن. وهو سبحانه الّذي وعد المؤمنين في كتابه الحكيم وعدًا صريحًا واضحًا مؤكّدًا في قوله تعالى في سورة النّور:

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (النور: 56).

وكلمة (كما) الواردة في الآية تلزم المماثلة، ولقد ظهر الخلفاء في بني إسرائيل من بعد موسى وكلّهم من بني إسرائيل ذريّة إسحاق ويعقوب عليهما السّلام، وكان آخرهم عيسى ابن مريم مسيحًا لبني إسرائيل تابعًا وخادمًا للشّريعة الموسويّة. والمؤمنون الذين وعدهم الله تعالى في الآية هم من أمّة محمّد ومنهم العرب والعجم. ولا فضل لعربيّ على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلّا بالتّقوى، وكلّهم من أمّته . والمماثلة المذكورة في آية الاستخلاف تقضي وتحكم بلا أدنى ريب بظهور المسيح المحمّدي من أمّة خير الورى وطبق نصّ الحديث النّبوي القائل “وإمامكم منكم”. كما ويقضي إتمام المماثلة ظهور الخليفة الموعود به للأمّة المحمّديّة على قدر من الزّمن مثلما كان قد ظهر فيه عيسى بعد موسى عليهما السّلام. ولمـّا كان ظهور المسيح النّاصري على رأس القرن الرّابع عشر بعد موسى فهكذا أيضًا حقّق الله تعالى وعده بهذه المماثلة، وظهر المسيح المحمّدي وخليفة الله المهدي حكمًا عدلاً تابعًا وخادمًا للشّريعة الإسلاميّة كمثيله الإسرائيلي على رأس القرن الرّابع عشر بعد مخدومه وسيّده محمّد المصطفى .

ونحن المسلمين الأحمديّين قبلنا بفضل الله وآمنّا بصدق هذا الإمام خليفة الله المهدي مسيحا موعودا ومهديّا معهودا، ونشكر الله تعالى ونحمده ونثني عليه بأن حقّق وعده، ومنَّ علينا، وجعل إمامنا من أمّة سيّد خير الورى محمّد . ولاننتظر إمامًا إسرائيليًّا كما ينتظره غيرنا، ولاننكره كما ينكره أعداؤنا. وبناءً على قوله تعالى

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ .

نقول ماقال الله تعالى فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِن .وأبواب الإيمان والهداية مفتوحة لكلّ طالب حقّ متّق يخشى الله تعالى وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ وما حسابه إلّا على الله تعالى. ونذكّر المعارضين بقوله تعالى

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ..

ونتأسّى بقوله

يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ .

وختاما ندعو الله العليّ القدير أن يفتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وهو خير الفاتحين. آمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .

موسى نايف سرور

الكبابير، حيفا 1/ 12/ 1989م

Share via
تابعونا على الفايس بوك