رب اجعلها لسان الحق ومنارة الدين

رب اجعلها لسان الحق ومنارة الدين

التحرير

بصدور هذا العدد من “التقوى” نكون قد باشرنا بالسنة الثانية عشرة من مسيرتنا في خدمة الدين الحنيف، الدين الذي ارتضاه الله للعالمين وتعهد بحفظه إلى يوم الدين، فالحمد لله الذي وفقنا وأيد مسيرتنا طوال هذه السنوات، الحمد والشكر لله الذي في كل مرحلة كان معنا فأدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق وجعل لنا من لدنه سلطانًا نصيرًا، فكل عام كانت التقوى ترتقي وتتطور بمعونة الله وبجهد المخلصين من أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية، الذين لا يألون جهدًا في الذود عن حياض الإسلام بكل ما أتوا من وقت وجهد وأنفس، ونحن إذ نستذكر جهود إخواننا إنما نضرع إلى العلي القدير أن يجزيهم خير الجزاء وأن يتغمدهم برحمته ومغفرته الواسعة، وأن يشد على أيدي الذي مازال يقوم بواجبه منهم وأن يلهمهم الصواب وفصل الخطاب، اللهم ربنا تقبل منا واغفر لنا وأيدنا بروح منك واجعلنا ظاهرين تائبين مستغفرين منيبين.

إن المتصفح لأعداد مجلتنا سيجد أبرز ما يميز صفحاتها الصدق والفدائية في سبيل الله ودينه الحنيف، وسيلمس صدق الطوية ونقاء الإخلاص الذي لا تشوبه شوائب دنيوية ولا توجهه اتجاهات سياسية، فكلمتنا في كل الأوقات والأحوال هي كلمة التقوى والتي نعمل كل ما في جهدنا كي نلزمها فنحن أحق بها ونحن أهلها، إن هذه الجماعة المباركة إنما أنشأها الله تعالى بعد أن ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لتكون ردًا على ضياع التقوى من النفوس، ولكي تغرس غراس التقوى في القلوب، فتغدو التقوى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ألا إن التقوى إنما هي حياة القلوب وروضتها الغنّاء التي إن لم يرعها الإنسان ويسقها بماء العمل المخلص وبدموع الابتهال إلى الله فإنها ستموت لا محالة، فطوبى لمن رعاها وزكاها والخيبة والخسران لمن دساها، فإن الشجرة التي ليس للتقوى فيها من نصيب ليس لها من قرار، إذ تصبح خبيثة يابسة جافة فتلقى في النار، وكل عمل يخلو من التقوى إنما هو عمل مبتور لا يمكث في الأرض ولا ينفع الناس، إن التقوى التي هي أشد ما نحرص عليه نحن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا يمكن أن نستبدله بزينة من الأرض ولا بمتاع زائل، فلا عجب أن أطلقنا اسم “التقوى” على لساننا الناطقة بالعربية.

اللهم اجعل مجلتنا “التقوى” نبراسًا لنورك المبين، ومنارة للضالين، وارعها بأعينك ووحيك ولا تجعلنا من الآيسين من رحمتك، ربنا ادفع عنها كيد المعتدين، واجعلها لسان الحق ومنارة الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

إننا وقد انقضت هذه السنوات إنما نعاهد الله عز وجل على أن نستمر في هذه المسيرة وأن نبذل كل ما في وسعنا حتى يتحقق وعد الله في غلبة الإسلام وظهوره، وندعو الله تعالى أن يؤيدنا بنصره وأن يثبت أقدامنا وأن يرعى مسيرتنا كما عهدنا منه ذلك سابقًا، إننا بإذن الله لن نتوانى عن التفاني في الجهاد في سبيل الله حتى تعلو كلمته ويظهر دينه الذي هو راحة الأرواح وجنتها، وسكينة الأنفس وبستانها، وندعو الله العلي القدير أن ينعم علينا بالتقوى وأن يجعلها زادنا لدنيانا ومعادنا، وأن يلبسنا لباس التقوى فتكون شعارنا ودثارنا، وأن يعلمنا بما أنعم علينا من التقوى فإنها تستمطر العلم الإلهي وتجعله يفيض في القلوب، وأن يلزمنا كلمة التقوى فهي الثمرة التي تعرف بها الشجرة الطيبة، فلنمض على هذه الطريق ولنتأس بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، ولنقل كما قال عندما عرضت عليه الدنيا “والله لو وضعوا الشمس بيميننا والقمر في يسارنا على أن نترك هذا الأمر ما تركناه حتى يظهره الله أو نهلك دونه” ، ونقول إذا وقفت في وجهنا الدنيا وعادانا القاصي والداني ونحن لا نريد إلا خيرهم أجمعين، نقول إذا حُمَّ القضاء وعم البلاء، نقول لرسول الله إذا دعانا لنلبي النداء، “والله لو استعرضت بنا البحر لتخوضه لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد”، اللهم اجعل مجلتنا “التقوى” نبراسًا لنورك المبين، ومنارة للضالين، وارعها بأعينك ووحيك ولا تجعلنا من الآيسين من رحمتك، ربنا ادفع عنها كيد المعتدين، واجعلها لسان الحق ومنارة الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك