الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

الله في عون مسلمي البوسنة الذين يتعرضون هذه الأيام لأبشع المظالم لانتمائهم إلى الإسلام. والغرب يتعمد التأخير في مساعدتهم بحسب مؤامرة مخططة لإبادة هؤلاء المقهورين. فالبوسنة هي الولاية الوحيدة في أوروبا التي أهلها مسلمون. والعجيب أن الدول الإسلامية ساكتة على هذا الوضع! وأنى لها أن ترفع في وجه الغرب صوتًا وقد صارت تدور في فلكه حيثما دار خدمة وعبيدًا. وهناك بعض من المسلمين الذين يتشدقون بتهديد الغرب، ولكن العاقل يضحك من تشدقهم وتباهيهم هذا لأنه يعرف أنهم حمقاء ضعفاء لا يستطيعون حيلة ولا يقدرون شيئًا أمام الغرب العملاق.

إن الغرب يماطل في تقديم المساعدة لأهل البوسنة بحجة أنه لا يريد أن يجعل منها فيتنام آخر. والعجيب أن العالم يصدقه فيما يبدو، مع أنه ليس في منطق الغرب أدنى صدق ولا وزن. فكانوا لا يخافون أن يجعلوا من أزمة الخليج فيتنام آخر في حين كان هناك دواع لتصبح هكذا لو تدخل الاتحاد السوفييتي كما تدخل أثناء حرب فيتنام وجاء لمساعدة الفيتناميين. والآن كيف تصبح البوسنة فيتنام آخر بعد أن انهارت الشيوعية وتشتت الاتحاد السوفييتي أشلاء، ولم يبق هناك منافس للغرب، وبالأصح لأمريكا!؟

فالواضح الجلي أن الغرب يريد إبادة المسلمين هناك. والدول الإسلامية لا ترفع صوت احتجاج على مظالم إخوانهم المسلمين بل تتفرج وكأن القضية لا تهمهم بل تهم البوسنيين أو الغرب فقط. ليتهم أبدوا احتجاجا بطريقة معقولة على ذلك في دائرة نفوذهم وبحسب مقدرتهم. ولكن هيهات أن تحتج فإنها بنفسها تعتمد كليًا على الغرب المعتدي. فالله ثم الله في عون الإسلام وعون المسلمين في البوسنة وفي كل مكان. فلا ملجأ ولا منجى إلا إليه. (التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك