حكمة اختيار مكة المكرة مكانا للحج
أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (203)

التفسير:

الكسب هو بذل المجهود لنيل شيء، وقد استُخدم الفعل (كسبوا) إشارة إلى دعائهم السابق.. مما يعني أن فعل اللسان والقلب أيضا يُطلق عليه فعل الكسب. والمراد أن الذين يسألون الله في دعائهم نعماء الدنيا والآخرة سينالون أجرهم من الله بحسب إخلاصهم وإيمانهم.

قوله (والله سريع الحساب) يعني أنه لا يؤخر الجزاء على الحسنة والسيئة. بل بمجرد أن يقع الفعل يترتب الجزاء.. أي كل عمل للإنسان يؤثر في جوارحه تأثيرا فوريا. وهذا الموضوع مذكور في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وأشار إليها الرسول في أحاديثه أيضا. فقد قال إن الإنسان عندما يعمل سيئة تترك على قلبه بقعة سوداء. فإذا لم يتب وازداد في السيئات ازدادت هذه البقع حتى يسوَدَّ قلبه كله. وإذا عمل الإنسان خيرا ترك ذلك نكتة بيضاء في قلبه، وإذا استمر في أعمال الخير ازدادت هذه النكات حتى يصير قلبه أبيض منوَّرا (مسند أحمد، ج2،ص297). وفي قوله (سريع الحساب) إشارة إلى سنته هذه بأن الإنسان إذا عمل عملا أثَّر هذا في قلبه على الفور، وهذا أيضا نوع من تسوية الحساب من الله تعالى. والثابت من البحوث العلمية الجديدة أن كل عمل أو حركة للإنسان تُحْفَظ في الفضاء. فالعمل وجزاؤه توءمان يستلزم ظهور أحدهما ظهور الآخر.

  وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (204)

التفسير:

الأيام التي أمر الله بالإكثار من ذكره فيها على وجه الخصوص هي أيام التشريق، أي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، أو هي أيام مِنى.. أي من العاشر إلى الثالث عشر من ذي الحجة.

وقوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) أي من كان في عجلة ورجع بعد يومين فلا إثم عليه. هناك بعد العاشر من ذي الحجة ثلاثة أيام لرمي الجمار، ولكن الله رخَّص لمن رجع بعد يومين. وهناك اختلاف بين الفقهاء في هذا الصدد. فيرى أبو حنيفة أن للحاج أن يرجع في اليوم الثالث من أيام التشريق بعد الصباح، ويقول البعض الآخر أن للحاج أن يرجع في اليوم الثاني بعد رمي الجمار. وهناك من يقول إن له أن يرجع قبل العصر لا بعده في اليوم الثاني.. وكأن رمي الجمار في اليوم الثالث قد عُفي عنه. ويقول البعض إنه لو كان في نيته التعجيل فليقم برمي الجمار يوم النحر (البحر المحيط).

(ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى): فمن رمى الجمار في اليوم الثالث ولم يتعجل فلا إثم عليه، وهذا وعد لمن اتقى. يظن البعض أن (لمن اتقى) يتعلق بالتعجيل، ولكني أرى أنه لا علاقة له بالتعجيل أو التأخير، وإنما علاقته بقوله (فلا إثم عليه). فإذا كان الإنسان آثما فهو آثم، ولا يصح فيه (فلا إثم عليه). فهذا النفي للإثم في حق المتقي. إذا لم يكن آثما بطريق آخر فلا إثم عليه إذا تأخر أو تعجل.

(واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) نبّه هنا إلى أن الغرض الحقيقي من مناسك الحج أن تنشأ التقوى في قلوبكم. فطوافكم ببيت الله الحرام، وتقبيلكم للحجر الأسود، وسعيكم بين الصفا والمروة، وذكركم لله في مزدلفة ومنى وعرفات والمشعر الحرام، ورميكم الجمرات.. كل هذا هدفه أن يتولد في قلبكم حب صادق لله تعالى، وتدركوا أنكم هكذا سوف تحشرون إلى الله في يوم من الأيام. فإذا وثقتم صلتكم بالله وتحملتم أنواع المشقة، ولم تترددوا في تقديم أي تضحية في سبيله، فسوف يبارك الله فيكم كما بارك في إسماعيل وإبراهيم وهاجر، وسوف يحمي ذريتكم في حماه على الدوام. فلتتخذوا التقوى شعارا لكم، وتذكّروا يوما تحشرون فيه إلى الله ليحاسبكم على أعمالكم.

إلى هنا انتهت الأحكام الخاصة بالحج. ولكن هناك سؤال: ما الحكمة في زيارة هذه الأماكن والطواف هناك؟

أرى أن من أكبر الحِكم الظاهرة من ذلك وأهمها أن الله قال في موضع آخر في القرآن الكريم (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) (آل عمران: 97). فأول بيت تم بناؤه لنفع العالم هو ذلك البيت الذي في مكة المشرفة. لم يبْنِه سيدنا إبراهيم، وإنما هو موجود منذ سيدنا آدم أيّا كان آدم هذا. وكان في قوله (وضع للناس) نبأ بأنه ما دام هذا البيت قد بُني لجمع العالم كله، فلا بد أن يُجمعوا هناك، ولهذا عيّن الله التواريخ المحددة للحج. وبعبارة أخرى: وجَّه الله دعوة عظيمة على مائدته الروحانية لتوحيد الإنسانية، ولجمع الأتقياء والصلحاء من كل مكان. ولخلق قوة ووحدة عالمية بين العالم الإسلامي أجمع.. كي يزول ما بينهم من فروق وكراهيات بسبب اختلاف أقوامهم أو بلادهم، وتتسع وتتقوّى علاقتهم ويزدادوا حبا فيما بينهم.

أرى أن الله جعل ثلاثة أيام فارغة للناس في مِنى، لكي يقضوا أوقاتهم في ذكر الله تعالى وعبادته، فضلا عن أن تتم اللقاءات فيما بينهم ويتعرفوا على أحوال بعضهم البعض. إن إخواننا يزورون قاديان وربوة من وقت لآخر، ولكن العلاقات لا تزداد ولا تتوثق مثلما يحدث في أيام الاجتماع السنوي. فأرى أن المسلمين لو استغلوا أيام الحج لذلك الهدف لانمحت من بينهم أنواع الفرقة والشقاق التي أضعفتهم، ولتمكنوا من تحقيق وحدة عظيمة رغم اختلافهم في بعض العقائد. صحيح أن الحج عبادة دينية، ولكنها إلى جانب فوائدها الروحانية تتضمن منفعة ملِّية وسياسية للمسلمين: وهي أن يجتمع هناك في كل سنة جماعة كبيرة من أصحاب النفوذ والتأثير ليطلعوا على أحوال المسلمين في أنحاء العالم، فيزدادوا أخوة ومحبة، واطلاعا على مشاكل بعضهم البعض، وتعاونا فيما بينهم، ويأخذوا عن إخوانهم من محاسن وميزات، ولكن الأسف أنهم لا يجنون هذه الفوائد كما ينبغي.

والسؤال هنا الآن: إذا كان هذا هو الغرض من الحج، فكان يكفي للمسلمين أن يجتمعوا في مكة، فلماذا يذهبون إلى مِنى وعرفات ومزدلفة؟

أرى من حِكم اجتماعهم في عرفات ومنى ومزدلفة أنه لا يمكن اجتماعهم بهذه الأعداد في مدينة مثل مكة، وكذلك لا يمكن أن تتم بينهم المقابلات على وجه صحيح، فأمرهم الله بالاجتماع في ميادين فسيحة واسعة، لكي تتم اللقاءات بينهم بسهولة لسعة المكان وتوافر الوقت الكافي.. فيتحقق هذا الهدف على أحسن وجه.

وهناك حِكمة أخرى لتشريف هذه الأماكن لتكون ملتقى هذه الاجتماعات، وهي أن عرفات على ناحية ساحل البحر الأحمر، وأرى أن إبراهيم جاء من هذا الطريق بهاجر وإسماعيل من الشام ليتركهما في مكة. ثم إن عرفات هو ذلك المكان الذي تجلّى فيه الله لإبراهيم. أما المزدلفة فهو المقام الذي وعد الله فيه إبراهيم برفع درجاته نتيجة لهذه التضحية. أما مِنى فهو المقام الذي جرت فيه هاجر وراء إبراهيم في فزع، ولما أخبرها أنه تركها هناك بأمر من الله قالت (إذا لا يضيعنا) ورجعت (البخاري، الأنبياء). وكأنه قد قُضي هناك على الشيطان للأبد، ولذلك يقومون برجمه هناك بالجمرات.

ومن هذه الحكم أن الغرض من حج الله الحرام هو توطيد الاحترام والتعظيم لشعائر الله في قلوب الناس. والظاهر من كلمة (شعائر الله) أنها من آيات الله. ولما كان هناك من ينتقل ذهنهم من الظاهر إلى الباطن، لذلك جعل الله لهم في حج بيته علامات وآيات تذكرهم بالله وتجدد في قلوبهم حبه تعالى.

والواقع أن الحج ذكرى لتلك التضحية العظيمة التي قدمها إبراهيم بترك هاجر وإسماعيل (عليهم السلام).. عند بيت الله الحرام في واد غير ذي زرع، وهما في حالة غاية من العسر وقلة الحيلة. يظن بعض الناس خطأ أن الله تعالى أقام ذكراهم في صورة الحج لأن إبراهيم استعد لذبح ابنه إسماعيل بالسكين. لو كان هذا صحيحا لكان مقام الحج في الشام حيث تم حادث الذبح بدلا من أن يكون في الحجاز، وأن يجتمع الناس هناك في الشام لذكر الله تعالى، ويقولوا: انظروا ما أعظم ما قدمه إبراهيم من تضحية! ولكن الله تعالى اختار مكة مقاما للحج، وفرض على الحجاج زيارة مِنى وعرفات ومزدلفة لأداء بعض مناسك الحج هناك. فأرى أن الحج لا علاقة له بحادث ذبح إبراهيم ابنه إسماعيل، وإنما يتعلق بما فعل إبراهيم مع هاجر وإسماعيل، إذ تركهما بأمر من الله في واد ذي غير زرع، ليس فيه قطرة ماء ولا حبة طعام. عندما يقوم الإنسان بالحج تتراءى كل هذه المشاهد أمام عينه: كيف أن الله تعالى ينجي من الهلاك من يضحي لأجله، ويكتب له العزة والشرف فوق العادة، فيزداد الحاج حبا لله تعالى ويقينا وثقة بذاته.

وعندما يرى الحاج نفسه أمام بيت بُني منذ البداية لذكر الله يشعر بعلاقة روحانية عجيبة بينه وبين الذين ما زالوا منذ آلاف السنين ينخرطون في هذا السلك الروحاني الذي انخرط هو فيه الآن.. هذا السلك الروحاني لحب الله وذِكره الذي جمع بين كل هؤلاء من السابقين أو الجدد.

كذلك برؤية بيت الله تعالى تتجلّى للحاج عظمة الله وجلاله، ويفكر بجمعه الناسَ من كل الأطراف حول بيته بطريقة غير عادية. عندما يقع نظر الحاج لأول مرة على بيت الله يكون لذلك وقع خاص على قلبه، وهذا الوقت له شأن عجيب لقبول الدعاء. كان الخليفة الأول للمهدي والمسيح الموعود (عليه السلام) يقول: عندما ذهبت إلى للحج، وكنت أعرف حديثا يقول إن الحاج عندما يقع بصره لأول مرة على بيت الله الحرام فإن دعاءه الذي يدعو به عندئذ يستجاب. ففكرت أن أقوم ببعض الأدعية، ثم خطر ببالي أنه لو دعوت بهذه الأدعية واستجيبت.. فماذا أفعل بعد ذلك لو احتجت الدعاء لأمر آخر خارج الحج بعيدا عن الكعبة؟ ففكرت أن أدعو الله قائلا “يا رب استجب لكل دعاء ابتهل به لك في حياتي”.. وذلك لكي تستمر سلسة الاستجابة للدعاء بعد الحج.

وكنت سمعت هذا من الخليفة الأول، فلما ذهبت أنا للحج تذكرت قوله هذا، وما أن وقع نظرنا على الكعبة المشرفة قال لي جدي لأمي: تعالوا ندْعوا. وأخذ يردد بعض الدعوات، ولكنني دعوت قائلا: رب، أنّى لي أن أحظى كل يوم برؤية بيتك. إن هذه فرصة العمر التي تيسرت لي كي أحج، وكل ما أدعوك هو أنك وعدت رسولك أنه عندما تقع أول نظرة لزائر بيتك عليه في أيام الحج، فكل دعاء يدعو به عندئذ مستجاب، فأتضرع إليك يا ربي أن تقبل كل دعواتي في حياتي”. ومنذ ذلك الوقت لا زلت أرى بفضل الله تعالى ورحمته أن كل دعائي مستجاب بكثرة لا يقدر قنَّاص ماهر إصابة هدفه بمثلها.

كذلك عند الطواف ببيت الله الحرام.. يرى الحاج آلافا من الناس يطوفون به، وآلافا آخرين يصلون حوله.. فيتولد في قلبه إحساس عميق بأنني قد انقطعت عن الدنيا إلى الله.. فمن واجبي الآن أن أبقى ساجدا على عتبته سبحانه وتعالى.

ثم عند السعي بين الصفا والمروة يتذكر الإنسان حادث السيدة هاجر، فيمتلئ قلبه باليقين بأن الإنسان لو أقام لوجه الله في أرض قفر وبرية، فإن الله لن يضيعه، بل يهيئ له الأسباب من عنده، ويعطيه نصيبا من المعجزات والآيات.

كما أن كل الأماكن الموجودة هناك التي هي من شعائر الله قد سُميت بأسماء تنبه الإنسان إلى الله تعالى. فمثلا، يذهب الناس إلى منى، وهذا الاسم مشتق من الأمنية، أي الهدف الذي يتمناه الإنسان . وفي هذا إشارة إلى أن الحاج يزور هذا المكان للقاء الله فقط، ولإظهار كراهيته التامة وبراءته من الشيطان.

أما عرفات فهو إشارة إلى أننا قد عرفنا الله تعالى والتقينا به.

وفي مزدلفة معنى القرب والزلفى، وفيه إشارة إلى أن غايتنا قد اقتربت منا.

أما المشعر الحرام -وهو تل صغير –فيولد في قلوبنا احتراما خالصا للنبي وعواطف كعواطف إبراهيم، لأنه مقام كان النبي يُكثر من الدعاء عنده خاصة.

وهناك، مكة المكرمة، وهي مكان لا يوجد حوله إلا بعض الأشجار والإذخر.. ترى الرمال والأحجار في كل مكان، أو بعض الثنايا. إنه جاف للغاية، ولا خضرة فيه ولا بستان، وليس هناك من مغريات الدنيا شيء. فلا شك أن قصد هذا المكان لا يكون إلا لوجه الله والتقرب إليه وابتغاء مرضاته. وهذا هو الغرض من حج بيت الله الحرام.

وهناك أمر آخر يشير إليه الإحرام. ذلك أن يتراءى للإنسان مشهد يوم الحشر. فكفن الإنسان قطعتان من القماش، واحدة لأعلى الجسم وأخرى لأسفله، ويكون الرأس حاسرا؛ ونفس المشهد يكون في عرفات حيث يجتمع الناس بالآلاف على هذا الشكل، فيتراءى للإنسان مشهد كالحشر، ويُخيل له أنه أمام الله، وأن الناس قد خرجوا من قبورهم في أكفانهم ليمثلوا أمام الله تعالى.

ثم في حج بيت الله تتراءى للإنسان الأحداث التي جرت في أيام إبراهيم وإسماعيل وهاجر ومحمد عليهم السلام. فينال إيمانا وعرفانا جديدا. إن الأمم الأخرى أيضا تحكي أحداث كبرائها بلغة الصور.. كما يحكي الهندوس أحداثا تاريخية لهم في مكان يسمى (دسهرا) ولكن الله تعالى سرد أحداثا تاريخية لآباء المسلمين سردا يحقق هدفين: يتجدد بذلك ذكرى الأحداث القديمة، كما يتراءى لأعينهم مشهد لحدث قادم.. وهو حادث يوم الحشر.

ثم هناك رمي الجمرات، والغرض الحقيقي منها هو البراءة من الشيطان: وهناك حكمة في أسماء هذه الجمرات الدنيا والوسطى والعقبة.. وهي أن يعد الإنسان أنه لن يسمح للشيطان أن يقترب منه في الدنيا، وسوف يدخل عالم البرزخ ثم العقبى خاليا من أي تأثير للشيطان على روحه.

ثم بتقديم الذبائح وجه الأنظار إلى أن على الإنسان أن يكون دائما مستعدا للتضحية بنفسه في سبيل الله تعالى. فكلما يناديه ربه يخضع على الفور ويحني رأسه في سبيل الله، ولا يتردد في أن يقدم رأسه في هذا السبيل.

ثم الطواف والسعي والرمي كلها سبع مرات. وفي ذلك إشارة إلى تكميل المدارج الروحانية السبعة التي يجب أن يسعى الإنسان لنيلها. وقد جاء تفصيل هذه الدرجات الروحانية السبعة في سورة (المؤمنون).

كما أن تقبيل الحجر الأسود أيضا لغة تمثيلية. فبالتقبيل يعني الإنسان أن هذا الذي أقبِّله لا أستطيع الانفصال عنه؛ بل أريد أن يكون جزءا من جسمي.

إذًا، فالحج عبادة عظيمة يمكن أن ينال بها المؤمن الصادق آلاف البركات والأنوار. ولكن الأسف أن المسلمين في هذه الأيام يقومون بأداء هذه الفريضة أداء ظاهريا، فلا يتمتعون من بركاتها كما يجب.

Share via
تابعونا على الفايس بوك