رأي كبار المسلمين في كتابات سيدنا مرزا غلام أحمد عليه السلام
التاريخ: 1985-04-12

رأي كبار المسلمين في كتابات سيدنا مرزا غلام أحمد عليه السلام

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

الخليفة الرابع للمسيح الموعود (عليه السلام)

 

خطبة الجمعة الثالثة عشرة من مجموع ثماني عشرة رد فيها حضرة ميرزا طاهر أحمد أيده الله على تهم باطلة ألصقتها حكومة باكستان بجماعتنا ونشرتها في كتيب تحت عنوان (القاديانية خطر رهيب على الإسلام) أثناء حملتها الشرسة ودعايتها الكاذبة ضد جماعتنا ومؤسسها 12 أبريل 1985 مسجد الفضل، لندن (القسط الثاني والأخير)

(تنشر أسرة التقوى ترجمة هذه الخطبة على مسؤوليتها)

وهناك اعتراض آخر يوجهونه إلى معرفة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود باللغة ويقولون: لم يكن قادرا على كتابة حتى اللغة الأردية جيدا. وبما أن حضرته ما كان قادرا على كتابة الأردية لذا كان يشكل خطرا رهيبا على الإسلام. وفيما يلي نص اعترضهم:

“قراءة كتابات الميرزا هواية جافة وغير ممتعة لأن كتاباته تفتقر إلى الصبغة العلمية والمتعة الأدبية. وأسلوبه لحل المسائل كان سطحيا جدا. وكتاباته كانت مثل الكتابات من الدرجة الثالثة من الأزمنة الوسطى. كان يلوم معارضيه بشدة وكان يسبهم أيضا في بعض الأحيان. وكثير من كتاباته مفعمة بالأنباء المزعومة عن هلاك معارضيه”. (البيان الأبيض المزعوم ص13)

لاحظوا مدى الخطر المحدق بالإسلام أن المدعي لا يقدر على كتابة الأردية جيدا ولغته غير قوية وتفتقر إلى روح البديهة وروح النكتة! لذا فقد تعرض عالم الإسلام من قبل هذا الشخص لخطر ما بعده خطر!!

هذا الاعتراض أيضا باطل كأمثاله من البداية إلى النهاية. لو أثنينا نحن الأحمديين على كتابات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود لن يقبل المعاندون قولنا. لا شك أننا نتلذذ من كل كلمة كتبها حضرته لأنها تنفث في أرواحنا حماسا جديدا وروحا جديدة. لذا نعود إلى علمائهم الذين كانوا على قسط كبير من التقوى في زمن ما. فنسأل منصفيهم الذين هم علماء اللغة الأردية الكبار والذين اشتهرت كتاباتهم في القارة الهندية على نطاق واسع جدا. فنسألهم عن مدى تأثير كتابات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود في نفوسهم عند قراءتهم إياها. من المعلوم أن السيد أبا الكلام آزاد، مدير جريدة (الوكيل) كان من الكتّاب الكبار وكان قلمه يملك تأثيرا مدهشا، وسوف تعرفون بقراءة كتاباته مدى قوتها وتأثيرها في النفوس وعلُو مستواها. ولذلك رأيه عن كتابات سيدنا أحمد أيضا جدير بالقراءة. ولقد قال السيد آزاد حين وفاة سيدنا أحمد ما تعريبه:

“ذلك الشخص، نعم ذلك الشخص العظيم الذي كان قلمه سحرا ولسانه فتانا، إن هذا الشخص كان تجسيدا حقيقيا للمعجزات الذهنية، نظرته كانت فاتنة وصوته حاشرا، والذي أسلاك الثورة كانت مطوية بأصابعه، والذي كانت قبْضتا يديه مثل بطاريتين كهربائيتين. ذلك الشخص الذي ظل بمثابة الزلزال والطوفان في عالم الأديان إلى مدى ثلاثين سنة، والذي ظل يوقظ الأموات الروحانيين بإقامة القيامة عليهم..”. (ولكنه لم يتمكن من إيقاظ هؤلاء الأشقياء! من الناقل) على أية حال يمضي صاحب المقال ويقول: “إن الموت المر، كأس من السم هذه التي وارت المتوفى تحت الثرى سوف تبقى على ألسن الألوف بل مئات الألوف بصورة الذكرى المرة. إن المجزرة التي نفذها الموت في الأماني والأشواق إلى جانب نفس حية سوف يُبقي صدى المأتم ذكرياتها حية إلى مدة طويلة” ثم يقول صاحب المقال: “إن الذين يُحدثون الثورة في عالم الدين والمنطق لا يجود بهم الدهر كثيرا. بل أبطال التاريخ الأفذاذ هؤلاء نادرا ما يظهرون على صفحة العالم. وعندما يبدون للعيان يحدثون فيه ثورة. فوفاة السيد الميرزا-رغم وجود بعض الخلافات الشديدة حول بعض معتقداته ودعاويه-جعلت المسلمين، نَعَمْ المسلمين المثقفين والمتنورين يشعرون أن رجلا كبيرا منهم قد فارقهم”.

هل لاحظتم كم كانت كتابات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود (سطحية) وعديمة المتعة واللذة الأدبية-والعياذ بالله-لا توجد فيها حجة ولا برهان!! يضيف الكاتب ويقول: “إن ميزته الفريدة كانت أنه ظل يؤدي واجبه كقائد ناجح ضد أعداء الإسلام”.

لاحظوا مدى الخطر على الإسلام من أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود قد ضحى بنفسه وعرضه وبذل قصارى جهوده ليل نهار للدفاع عن حياض الإسلام وجعل المسلمين الضعفاء-العزّل، المغلوبين والمتأوهين-غالبين!! يقول المعاندون اليوم بأنه لا يمكننا أن نعفو عن هذا أبدا. هذا ولم يهزم حضرته عدوا واحدا بل هزم أعداء الإسلام كلهم بالحجج والبراهين. وهذا ما يؤلم العلماء اليوم أنه كيف تشجع ثم تمكن سيدنا أحمد من فعل ذلك؟

يقول معارضونا اليوم إنه لا توجد في كتابات سيدنا أحمد شيء إلا الأنباء عن هلاك معانديه ولكن الأديب الشهير السيد آزاد يقول:

“إن ميزته أنه ظل يؤدي واجبه كقائد ناجح ضد أعداء الإسلام تفرض علينا أن نعبر عن شعورنا هذا بصورة واضحة لكي تبقى تلك الحركة الجليلة التي داست أعداءنا وهزمتهم إلى فترة من الزمن سارية المفعول في المستقبل أيضا”.

بارك الله فيك وفي أمنيتك يا صاحب المقال! اطمئِنْ أن الحركة الجليلة لا زالت سارية على قدم وساق إلى اليوم، ولن تفتأ سارية في المستقبل أيضا بإذن الله. ويمضي الكاتب يقول:

“إن كتب السيد الميرزا التي ألفها ضد المسيحيين والآريا (فرقة من الهندوس) قد نالت قبولا واسعاً. ومن ناحية ميزته هذه فإن حضرته غني عن التعريف، ولكن لا بد لنا نقدر هذه الكتب -وقد أنجزت مهمتها- ونعترف بعظمتها من الأعماق. لا يمكن أن تمحى من صفحة القلب ذكرياتُ ذلك الوقت العصيب حين كان الإسلام عرضة لهجمات أعداء الإسلام من كل حدب وصوب. والمسلمون الذين كانت تقع على عاتقهم مسئولية الحفاظ على الإسلام وحمايته كانوا يتأوهون لقصورهم ولم يحركوا ساكنا لصالح الإسلام وما كانوا على ذلك قادرين”. لم يحركوا ساكنا وما كانوا يملكون قدرة على فعل شيء في هذا الصدد بل كانوا متأوهين لجروحهم أنفسهم. في هذه الظروف قام حضرته (بظلم) على عالم الإسلام سبق ذكره آنفا. على أية حال يقول الكاتب: “كانت أسباب الدفاع (عن الإسلام والمسلمين) ضعيفة لدرجة لم تتوفر فيها حتى السهام مقابل المدافع. فلم يكن لأحد أن يتصور الهجوم أو الدفاع أبداً. ولكن هذا الدفاع (الذي قام به حضرته) لم يمزق تأثير المسيحيين إربا إربا فحسب، ذلك الأثر الذي كان في الحقيقة روح تلك الهجمة بسبب وجود المسيحية في كنف الحكومة، بل قد نجى أيضا آلاف من المسلمين منهم من هجمة المسيحية الأكثر خطورة والتي كانت على وشك النجاح حتى تبدد وتمزق سحر المسيحية نفسها كالدخان. لقد غير حضرته مجرى الدفاع وجعل المغلوب غالبا”.

لاحظوا مدى الخطر على الإسلام من أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود قد ضحى بنفسه وعرضه وبذل قصارى جهوده ليل نهار للدفاع عن حياض الإسلام وجعل المسلمين الضعفاء-العزّل، المغلوبين والمتأوهين-غالبين!! يقول المعاندون اليوم بأنه لا يمكننا أن نعفو عن هذا أبدا. هذا ولم يهزم حضرته عدوا واحدا بل هزم أعداء الإسلام كلهم بالحجج والبراهين. وهذا ما يؤلم العلماء اليوم أنه كيف تشجع ثم تمكن سيدنا أحمد من فعل ذلك؟ يضيف صاحب المقال ويقول: (وعلاوة على ذلك فقد أدى حضرته للإسلام خدمة كبيرة بكسر أنياب الآريا المسمومة. وكتاباته ضد الآريا تلقي ضوءا ساطعا على حقيقة القول إنه مهما اتسع نطاق دفاعنا لا يمكن غض الطرف عن هذه الكتابات).

الآن استنفدوا يا من تعارضوننا من الجهود ما استطعتم إلى يوم القيامة، واكتبوا جميعا ما شئتم وإلى ما شئتم، لا يمكنكم غض الطرف عن كتابات سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود . ثم يقول الكاتب:

«لا يُتوقع (لله در القائل، ما أصدقه ما قال-الناقل) أن يظهر في الأوساط الدينية بالهند في المستقبل شخص كمثله يقضي أمنياته السامية في دراسة الدين وخدمته».

ثم نشر في جريدة «الوكيل» 30/5/1908م مقال عن سيدنا أحمد جاء فيه:

«هو يناهز من العمر 35 أو 36 عاما ونجده مندفعا اندفاعا قويا من حماس ديني شديد. إنه يعيش كمسلم صادق تقي وورع. لا يتأثر قلبه من الجذب الدنيوي.. نراه مضطربا ويبدو كأنه في بحث عن ضالة».

نعم كان في بحث عن ضالة وهي غلبة الإسلام. كان يبحث عن «يوسف» (كناية عن غلبة الإسلام) الذي كان حضرته يجد رائحته كما قال في منظومه ما تعريبه:

” إنني لأشم رائحة يوسف لي (كناية عن غلبة الإسلام). وإنني لأنتظره بفارغ الصبر لولا أن تفندون”.

هكذا كانت كيفية قلبه التي شاهدها الآخرون وبيّنوها في الكلمات التالية:

“يبدو وكأنه في البحث عن ضالة لا يتم العثور عليها في هذه الدنيا الفانية. إن الإسلام قد أخذ منه كل مأخذ. يناقش مع الآريا مرة ويؤلف لتأييد الإسلام وإثبات صدقه كتباً بالإسهاب مرة أخرى. ما غابت إلى الآن من القلوب لذةُ مباحثات قام بها حضرته في مدينة هوشيار بور عام 1886م. كذلك لم يُمحَ من القلوب إلى الآن ذلك الوجْد الذي حصل لنا بمطالعة الكتب الفريدة التي ألّفها رداً على الأديان الأخرى وتأييداً للإسلام”.

التأثير المدهش للكتابات المشرفة

هذه انطباعات أعيان المسلمين الذين كانوا أتقياء وعادلين وكان ذوقهم بالنسبة إلى اللغة رفيعاً جداً والذين كتاباتهم تعتبر حجة إلى يومنا هذا. فقد كتب السيد الميرزا حسرت الدهلوي مدير جريدة “كرزن كزت” في عددها 1/6/1908م عن كتابات سيدنا أحمد وتأثيراتها: “الخدمات الجليلة التي أدّاها المرحوم للإسلام في مواجهة الآريا والمسيحيين لجديرة بالتقدير الكبير في الحقيقة. إنه غيّر مجرى المناظرة تماماً وأقام للكتب الدينية ـ في الهند ـ أسساً جديدة. ليس لكوني مسلماً فحسب بل بصفتي باحثاً، أعترف أنه لم يكن بوسع الآريا أو القساوسة ـ مهما كانوا كباراً ـ أن يتفوهوا كلمة واحدة أمام المرحوم. الكتب الفريدة التي ألّفها حضرته رداً على دين المسيحية والآريا والأجوبة المفحمة التي وجهها إلى معارضي الإسلام لم نر أحداً إلى حد الآن تمكّن من الرد عليها بطريقة معقولة.”

إذن هذا ما يؤلم حكومة باكستان أن حضرته ترك خلفه كتابات لم يتمكّن الآريا ولا المسيحيون إلى يومنا هذا من الرد عليها، حتى اضطر المعارضون أيضاً إلى الاعتراف بأن حضرته قام بأجوبة مسكتة في الدفاع عن الإسلام. هذا هو “الخطر الرهيب” الذي لحق بالإسلام من قبل سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود . هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يقول البيان الأبيض المزعوم إنه لا يوجد في كتاباته شيء إلا اللغة القاسية ضد معارضيه. يتساءل المرء بعد قراءة هذا البيان الأبيض المزعوم: أليس للوقاحة أية حدود؟

فقولهم هذا لا يعكس جهلهم فحسب بل هو كذب سافر أيضاً. إنهم إما يفترون بهتاناً عظيماً على حضرته متعمدين، أو لم يقرؤوا كتاباً واحداً من كتب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بل كتبوا جالسين في بيوتهم عبارات ليست إلا رزمة من الدجل الشنيع.

والآن نرى من هو الشاتم؟ (ولسوف أقتبس بعض الأمثلة على ذلك لاحقاً) فقد سبق أن اقتبسنا من كلام السيد ميرزا حيرت الدهلوي حيث ذكر أساليب المناظرة التي قام بها حضرته والمكائد التي استخدمها الأعداء، فيقول صاحب المقال مستأنفاً حديثه: “.. لم نر أحداً تمكّن من الرد عليها إلا أن الآريا شتموا بالوقاحة المتناهية حضرتَه أو كبار الإسلام أو أُسسه. غير أن قلم حضرته كان يملك قوة لدرجة لا يوجد في الفنجاب كله بل في الهند كلها أحد يكتب بهذه القوة”. إنهم كانوا يسبّون ويشتمون، أما هذا البطل الجليل المدافع المخلص عن الإسلام فيقول عنه السيد حيرت الدهلوي أنه ما كان بحاجة إلى السباب لأن: “قلم حضرته كان يملك قوة لدرجة لا يوجد في الفنجاب كله بل في الهند كلها أحد يكتب بهذه القوة. وكانت المفردات اللغوية الكثيرة والقوية والمفعمة بالحماس الشديد تغزو ذهنه دائماً. وكلما جلس للكتابة نزلت عليه كلمات متناسقة لدرجة يعجز الإنسان عن بيانها. والذين ليسوا على معرفة جيدة بالخليفة الأول، المولوي نور الدين المرحوم، يظنون خطأً منهم أن المولوي نور الدين ساعده كثيراً في تأليف هذه الكتب. ولكنني أقول بناءً على معرفتي الشخصية له بأن المولوي نور الدين لا يستطيع أن يكتب بضعة سطور مقابل السيد الميرزا. رغم أن مذاق اللغة الفنجابية وجد طريقه إلى الأدب الأردي للمرحوم في بعض المواضع ولكن مع ذلك فإن كتاباته القوية فريدة من نوعها. والحقيقة أن قراءة بعض كتاباته تؤدي بالإنسان إلى حالة من الوجد.”

ويقول السيد ممتاز علي في مجلة “تهذيب النساء” (لاهور):

“كان السيد الميرزا ناسكاً طاهراً وتقياً جداً، وكان يملك قوة الحسنة التي كانت تسخّر القلوب القاسية الشديدة القسوة. كان حضرته عالماً خبيراً ورفيع العزم ومصلحاً ونموذجاً للحياة الطاهرة. نحن لا نقبله مسيحاً موعوداً من الناحية الدينية، ولكن هديه وقيادته كانت بالفعل بمثابة المسيحية للأرواح الميتة” (ج2 رقم 10 ص 383 عام 1908م)

وقالت جريدة “صادق الأخبار” الصادرة في مدينة ريواري بالهند:

“لقد أسكت السيد الميرزا مخالفي الإسلام إلى الأبد بالردود المفحمة على اعتراضاتهم البذيئة عن طريق خطاباته القوية التأثير ومؤلفاته الرائعة، وأثبت أن الحق حق. الحقيقة أن الميرزا المحترم لم يدّخر جهداً في خدمة دين الإسلام بتأدية حق حماية الإسلام كما يجب.  فمن مقتضى العدل أن نعبّر عن أسفنا الشديد على وفاة مفاجئة للمدافع عن الإسلام أولي العزم ومعين المسلمين والعالِم العديم النظير”. (نقلاً عن مجلة “تشحيذ الأذهان” ج3 رقم 8 ص 382 عام 1908م)

السيد خواجة حسن النظامي كاتب معروف وينتمي إلى أسرة أدبية تحظى باحترام كبير في الهند كلها وليس من مؤيدي الأحمدية بل كان من أعدائها، يقول:

“ميرزا غلام أحمد كان رجلاً صالحاً وفاضلاً عظيماً في عصره. تُستمد من مطالعة كتبه وملفوظاته فائدة كبيرة.. ولا يسعنا إلا أن نعترف بتبحّره العلمي وفضله وكماله”. ( جريدة “النادي” 23 شباط إلى 4 آذار 1930م)

لقد اضطر معاند الأحمدية مثل المولوي ظفر علي خان أيضاً إلى القول : إن كتابات سيدنا أحمد كانت تملك قوة خارقة، فقال:

“لقد تصدى السيد الميرزا لهجمات الهندوسية والمسيحية بكفاءة متناهية وقام بتأليفات قيّمة مثل “سرمة جشم آريا” و “ينبوع المسيحية” ضد الآريا والمسيحيين”. (جريدة زميندار 12 أيلول 1823)

هذه عبارة “سطحية” ولكن التعليق صحيح تماماً.

القوة البيانية الخارقة وسرُّها

من أين تلقّى سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود هذه القوة مقابل العلماء الكبار وعلماء اللغة المرموقين الذين تلقوا العلوم في جامعات راقية؟ في حين أن حضرته لم يتلقَّ إلا تعليماً بسيطاً جداً في البيت على يد أساتذة عاديين جداً من القرى. فمن أين حُصل له هذا العلم وهذه القوة العلمية الخارقة؟ عندما نطرح هذا السؤال على حضرته نرى أنه لا ينسب شيئاً من هذا العلم والقوة إلى نفسه بل يقول في بيت شعره ما معناه: “كنت فقيراً عديم الحيلة مفتقراً إلى أية قوة، وكنت خامل الذكر لدرجة ما كان أحد يعرف موقع قريتي قاديان”

أي لا دخل لي في هذا إلا أن ربي الذي أرسلني يهب لي هذه القوة ويجعل لساني ينطق بالمعارف. هو الذي يهب القوة لقلمي أيضاً فتخرج منه المعارف الدقيقة وكأنها البحر الزاخر. إنني لست شيئاً أبداً، ولا أهمية لي كما لست على قدر كبير من الثقافة ولكن الله تعالى يُخرج من قلمي لآلي الحكمة باستمرار.

هذا ما يقوله حضرته عن نفسه بأنني لست شيئاً. فإن كنتم تضحكون على مرتبتي العلمية فافعلوا كما يحلو لكم ولكنني على صلة مع القادر الغالب خالق الكون فكيف تجرؤون على الضحك عليه؟ فكتاباتي هذه وكلامي هذا خير دليل على أنني على صلة مع ينبوع العرفان. ثم يقول سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود :

“إنني أقول بكل يقين وثقة بأنني على الحق وسأنال الفتح في هذا المجال بفضل الله تعالى. وبقدر ما أستطيع أن أنظر ببصيرتي أرى العالم خاضعاً لصدقي”.

هذه العبارة سطحية في رأيهم. وإليكم الآن مزيد من الكلام الذي قوته وعظمته تبرهنان تلقائياً على أنه لكلام فريد من نوعه وليس كلام إنسان عادي. الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى كان ينطق بذلك اللسان فمن ثمّ حصلت له هذه القوة العظيمة، فيقول حضرته: “بقدر ما أستطيع أن أنظر ببصيرتي أرى العالم خاضعاً لصدقي”. (ما أروعه من كلام، وكم هو باعث على الوجد!!) ويوشك أن أنال فتحاً عظيماً لأن لسان آخر ينطق تأييداً للساني، ويداً أخرى تجري تقوية ليدي، والتي لا تراها الدنيا ولكنني أراها. هناك روح سماوية تنطق في نفسي والتي تنفث الحياة في كل حرف وكلمة أنطق بها. وهناك هياج وثورة في السماء.. أنهضتني أنا الحفنة من التراب. فكل من لم يُغلق عليه باب التوبة سيرى عن قريب أنني لست من تلقاء نفسي. فهل تبصر العيون التي لا تميّز الصادق؟ وهل حيّ ذلك الذي لا يشعر بهذا الصوت السماوي؟” (إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية ج3 ص403)

لم يبق المجال لقول شيء بعد كلام سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود هذا إلا أن أقول للمعارضين العميان: إذا لم تستح فاصنع ما شئت!!

*ينسب بعض الناس هذه العبارة إلى السيد عبد الله العمادي الذي كان مدير مجلة ” البيان” الصادرة في لكهنؤ بالهند، ولكن هذا ليس صحيحاً لأن أسلوب الكتابة القوي يبرهن بنفسه على أن السيد أبا الكلام هو صاحبه دون غيره. وهذا ما تصدقه السيرة الذاتية للسيد آزاد المنشورة بعنوان ” حكاية آزاد بلسان آزاد” المطبوع عام 1958 بدلهي بالهند. فقد ورد في ص 317-318 من هذا الكتاب أن السيد آزاد كان يحرر جريدته كلها بنفسه بدءاً من المقال الرئيسي إلى نهاية الجريدة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك