تَجَلٍّ واضح لإِمامة البشرية

تَجَلٍّ واضح لإِمامة البشرية

التحرير

  • ما ذلك الخير الذي يحمله اجتماع الجلسة السنوية للعالم؟!
  • ما دور إمام الوقت في تحقيق ذلك الخير؟
  • ما تجليات معنى الإمامة في معرض الحديث عن الاجتماعات عموما والجلسة السنوية لجماعتنا خصوصا؟

__

إن فكرة الاجتماعات بوجه عام يُهدف منها إلى تحقيق المصلحة، وما لم تكن ثمة مصلحة لا يكون للاجتماع معنى، هذا ما تفطنت إليه على المستوى المادي كبرى المؤسسات والشركات، وقد تتمثل تلك المصلحة في تقييم الأعمال أو جدولة القادم منها، أو تبادل السلع والخدمات بين الباعة والمشترين، أو حتى الترويح عن قلوب العاملين، كلها مصالح على أية حال.

غاية القول أن المؤتمرات والاجتماعات في عصرنا لا تخلو من غايات وأمانٍ، وتختلف مقاصدها من مؤتمر إلى آخر، غير أن القاسم المشترك بين سائر تلك المؤتمرات هو تحقيق المصلحة الدنيوية ولا شك. ولا يختلف اثنان على أن عصرنا هذا سيطرت فيه النوازع والحوافز المادية على علاقاتنا البشرية، حتى أصبح الحافز الأساسي للارتباط والاجتماع تحقيق رؤى مادية بحتة.

ويسعنا في هذا المقام ذكر الاجتماع العالمي السنوي الذي دأبت جماعتنا على عقده بصورة دورية في شتى أرجاء المعمورة، ويقصده الناس من كل مكان وشتى الأديان على أمل العودة إلى ديارهم وأهليهم محملين بمنافع وبركات، لا سيما بعد وفودهم ضيوفا على إمام الزمان، فإنما جعله الله إماما بجعله نموذجا وأسوة للعالمين، من مبايعيه وحتى غير المبايعين. وكما أن الله تعالى يتدارك البشرية كل حين بأناس كُمَّل، فيجعلهم ذريعة لحفظ الخلائق، ويدق بهم نواقيس التنبيه والتحذير، فكذلك هو فحوى مفهومنا عن «الإمامة»، فأن يكون المرء إماما معناه أن يسعى لخير ومصلحة من يأتمون به، والعكس صحيح، أي إذا كان الخلق يقصدون إنسانا لقضاء مصالحهم فهو إمامهم بصورة ما، وتتسع دائرة الإمامة على قدر الفائدة المتحققة وقدر المستفيدين، من هنا كان سيدنا خاتم النبيين إمام العالم، إذ تجني البشرية ثمار جهوده إلى ما شاء الله،

فقال عنه أصدق محبيه، سيدنا المسيح الموعود :

لله درك يا إمام العالم

أنت السبوق وسيد الشجعان

وعلى خطى النبي العدنان، سار المسيح الموعود وخلفاؤه الكرام وجماعته المباركة، فترشحت من عملهم روح حب خدمة الخلق والرفق بخلق الله تعالى كافة. إنها محبة تهتم اهتماما مخلصا باليائسين والبائسين والمحرومين والمظلومين. كما أنها خالية من حب الظهور والشهرة والرياء مما تعارف عليه الناس في سعيهم إلى التسيّد أو احتلال المناصب العالية.

إن ذلك الاجتماع خير كله، بدءا من الخطابات المباركة التي يتفضل بها إمام الجماعة، وانتهاء بالكلمات الأخرى التي يلقيها المحاضرون وكذلك المعارض المقامة على هامش الحدث السنوي المشهود، وذلك الخير ليس مقصورا على المسلمين الأحمديين وحسب، بل هو عام متاح للجميع.

وفي عدد مجلة التقوى لهذا الشهر أكتوبر 2023، نبحر مع القارئ الكريم بين مرافئ عدة، منطلقين من الموضوع الرئيس لهذا العدد، وهو الخطاب الذي ألقاه حضرة أمير المؤمنين (نصره الله) مفتتحا به فعاليات الجلسة السنوية السابعة والخمسين بالمملكة المتحدة، وكان موضوعه سبيل ارتقاء المؤمن من مَقامِ التَّقوى إلى مَقامِ الإِحسان، ليكون بحق أسوة ونموذجا يُحتذى لكل من حوله، ومن أجواء الحدث كذلك نعرض خطابا ذا صبغة علمية يلقي صاحبه الضوء على حقيقة التناغم الأصيل بين القرآن ومكتشفات العلم الحديث، ليستحق ذلك الكتاب المبين بكل جدارة أن يأتمَّ به عالم الحداثة بحثا عن حلول شافية لكافة مشكلاته ومعضلاته. كذلك سيطلع القارئ الكريم على مقال يتناول حدثا روحانيا يظهر الوحدة بين أفراد الجماعة من خلال الألفة التي وضعها الله ومكنها بين أبنائها تحت القيادة الروحية لحضرة أمير المؤمنين.. ونعود الى مواد العدد حيث نتحفك بباقة من المواضيع الشائقة ذات الصلة بالإمامة، والتي هي نمذجة روحانية في المقام الأول. هذا بالإضافة إلى باقة من الأبواب الثابتة التي تقدم إلى القارئ العزيز زادا فكريا وروحيا شهريا، ندعو الله تعالى أن يبارك في هذا الزاد، ويجعله سائغا للمتفكرين.. آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك