بؤس انتظار مواعيد الله الفائتة

بؤس انتظار مواعيد الله الفائتة

التحرير

  • لماذا يفوِّت أغلب الناس مواعيدهم التي يتلهفون إليها؟!
  • كيف كان الطاعون آية أرضية على صدق المسيح الموعود؟!
  • كيف أن المسيح الموعود جاء من الله ليوحد قيادتنا الروحية.

__

من سنن الله تعالى أنه لم يخلق حاجة إلا وأوجد لها سلفًا ما يُشبعها، فالحاجة إلى شيء تحمل في طياتها معنى وجوده وتؤكد عليه، فجوعنا يعني أن الطعام موجود، وظمؤنا معناه أن الماء موجود، وخلق أعيننا على هذه الشاكلة استدعى أن يكون الضوء شيئًا متاحًا لتتم للعين وظيفتها، فهذا أمر بات بديهيًّا ومتفقًا عليه بين العقلاء. فَلِم لا ننظر بالعين نفسها إلى حاجة العصر وضرورته؟! فالعالم أجمع تعتريه حال من السخط العام، وحيثما نولي وجوهنا نطالع أخبارًا من قبيل أزمات المياه والغذاء والطاقة في ما يسمى بدول العالم الثالث، وما يترتب عليها من مشكلات اجتماعية وصحية وسياسية. ولا يظنن ظان أن العالم الأول بمنأى من الأزمات والقلق الذي يقض المضاجع، فحتى دول أوروبا ذات الاقتصاد المترعرع تعاني شرائح عريضة من مواطنيها من ارتفاع التكاليف الضريبية مقابل انخفاض الخدمات العامة، وتنتاب الموظفين نوبات قلق عارم من الاستغناء عن خدماتهم أمام طوفان العمل الممكن، وحتى في اليابان البعيد، بحسب تعبير رواد وسائل التواصل الاجتماعي، صار مواطنوه فريسة سهلة لفكرة الانتحار بحيث يندر أن يمر يوم لا تسمع فيه عن حادث انتحار ما، تُرى لماذا كل هذا؟!

إن الشعور العالمي الراهن بالحاجة إلى إصلاح الواقع يشير بداهة إلى أن المصلح موجود، ولكن الدنيا عنه في إعراض.

إن الشعور العالمي الراهن بالحاجة إلى إصلاح الواقع يشير بداهة إلى أن المصلح موجود، ولكن الدنيا عنه في إعراض. ومتدينو الدنيا وملحدوها والمذبذبون بين الفريقين متفقون جميعًا على أن الضلال مستشرٍ، وأن العالم بأمس الحاجة إلى نقلة نوعية وصحوة فكرية، يبقى الفرق بين الطائفتين أن المتدينين ينتظرون شخصًا مقدسًا معهودًا لديهم، بينما لا يعوِّل غيرهم على الأشخاص بقدر تعويلهم على التوجهات الاجتماعية بشكل عام.. ما يهمنا الآن أن الجميع تغمرهم حال من السخط على الوضع الراهن. أما المتدينون فهم على موعد في هذا الزمان مع مجيء ثان لمقدسيهم، وبشيء من البحث والمقارنة يدرك الباحث أن كافة هؤلاء المقدسين إنما هم مظاهر عديدة للمبعوث نفسه، الأمر بمثابة احتشاد عظيم لأهل الأديان في محطة ارتقابًا لمجيء قطار طال انتظاره. وكلما طالت مدة الانتظار قلت درجة الانتباه وزادت احتمالية مرور الحدث المنتظر دون رصده، هذا الانطباع يبدو مألوفاً لدى أصحاب الهوايات التي تتطلب صبرًا وسكونًا، كهواية صيد الأسماك بواسطة الشص، إذ كلما أنفد الهاوي وقتًا في انتظار اهتزاز شصه، يزداد في المقابل احتمال ضياع طُعمه وسمكته.. فالآن هب صاحب مفتاح الخلاص معلنًا عن مشروع الإنقاذ العالمي وخريطة الطريق الهادية، فهل من مستجيب؟! إنها مواعيد الله تعالى، قضى أن تمر بهدوء دون أن يلاحظها كثيرون، كنوع من الفتنة والامتحان المنعقد لئلا يحصل على الجائزة سوى من يبذل في سبيلها الجهد، وسبحان من قال:

أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (العنْكبوت: 3)..

وبرغم انقضاء ثلاثة عقود من المئة الثانية، ما زال كثيرون قابعين منتظرين. فما أتعسه من إنسان ذلك الذي ينتظر قطارًا مرَّ وفات! مع أن المنتظر قد جاءهم ومضى، ولم يمض قبل أن يغرس بذرته فتنبت وتثمر، تلك هي الجماعة الإسلامية الأحمدية التي أسسها عام 1889 حضرة مرزا غلام أحمد القادياني، بإعلانه أنه هو الإمام المهدي الذي أنبأنا حضرة خاتم النبيين ببعثته آخر الزمان، والذي هو نفسه مصداق لتحقق كل العلامات المشيرة إلى نزول المسيح بن مريم في مجيئه الثاني الذي ينتظره الناس من كافة الأطياف..

وفي العدد الصادر بالتزامن مع الذكرى الحادية والثلاثين بعد المائة على تأسيس جماعة المؤمنين الثانية تحتفي مجلة التقوى بالحدث المشهود، بعرض خطبة لحضرة أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) يتناول فيها هذه المناسبة العطرة بالتوضيح والتفهيم، ثم نقوم بالإشارة إلى بعض أدلة صدق المسيح الموعود ، كآيتي الخسوف والكسوف، وآية الطاعون التي تلتهما تعنيفًا للعالم على جحودهما، مسلطين الضوء على حقيقة أن طاعون نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين الذي كان كارثة عالمية شاملة، وقد أفنى من سكان المعمورة ملايين النسمات بما يشكل تعداد دولة كبيرة بمقاييس العصر.

نرجوه تعالى مع إصدار هذا العدد أن نفي حق بيعتنا لله تعالى على يد مسيحه الموعود ، وأن يجنبنا ويلات انفراط العقد، ويكلأنا بحفظه ورعايته، آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك