الْتِصاقٌ قد لا نحبه؟

الْتِصاقٌ قد لا نحبه؟

محمد نعيم الجابي

أعتقد أننا جميعاً أصبحنا نُدرك أنَّ شبكة الإنترنت استطاعت ربط عوالمنا الصغيرة بعضها ببعض بشكلٍ لَصِقٍ يشعر المتصفح وكأنه يعيش ويتنفس مع الآخر دون وجود أهمية للمكان الجغرافي، مما يذكّرنا بالوعد القرآني وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، ولكن كما أنه لكل شيءٍ فوائده، هناك المضار التي أجد من الضروري أن أُشارككم بهواجسي عنها:

– الاقتراب من عوالم الآخر بشكلٍ لصيق جداً يمكن أن يجعلك تغرق في بشاعة الآخر وتستغرب كيف فاتتك تلك البشاعة في الماضي؟!

– الالتصاق بكل جديد في الإنترنت قد يقودك إلى رفض واقعك والخلود إلى عالمٍ خيالي أبطاله على الشبكة العنكبوتية فقط وبذلك ستخرج للشارع وكأنك غريب عن واقعك.

– وجودك على الخط وتجوالك الدائم بين خارطة المواقع سيحرّك فيك قوى لم تعهدها من قبل فأنت تخاطب وتشاهد وتكتب لأشخاص من خلفيات اجتماعية متنوعة.. تشاركهم أفراحهم وأتراحهم.. تشاركهم أخبارهم اليومية المتنوعة وهكذا ستكون عالمياً بمشاعرك وأحاسيسك ولربما ستفقد في لحظة من اللحظات إحساسك بمحلّيتك وتنسى للحظات من أنت؟!..

– اتصالك اليومي بمئات الشركات والأفراد سيجعل الآخرين بالنسبة لك مجرّد كلمات تظهر على شاشة الكمبيوتر، هذه الأسماء ملكات الكترونية واختصاراتٌ لغوية. ويذكّرنا هذا الشيء بكراهية السجين للرقم الذي يُوضع على قميصه ويُناديه السجّان به؟!

هذا هو الالتصاق الذي لابد منه.. التصاق الإنترنت.

Share via
تابعونا على الفايس بوك