أنت الذي جمع المحاسن كلها

يا طيِّبَ الأخـلاق والأسمـاءِ

جئناك مظـلومين مِن جُهلاءِ

.

إن المحبـة لا  تُضاع  وتُشترى

إنّا نحـبّك يا  ذُكاءَ سخـاءِ

.

أنت الذي جمَـع المحاسنَ كلها

أنت الذي قد جاء  للإحْـياءِ

.

أنت الذي ترَك الهـدونَ  لربهِ

وتخيَّرَ  المـولى على الحَـوباءِ

.

يا كَنْـزَ  نعـمِ  الله  والآلاءِ

يسعى  إليك الخَـلْقُ للإركاءِ

.

يا بَـدْرَ نـورِ الله والعـرفانِ

تَهوِي إليك قلوبُ  أهلِ صفاءِ

.

يا شمسَـنا يا مبـدأَ الأنـوارِ

نوّرتَ وجهَ الـمُدْن والبَيداءِ

.

إني أرى  في وجهك  المتهـلّلِ

شأنًا يفوق شؤونَ وجهِ ذُكاءِ

.

ما جئتَنا في غير  وقتِ ضرورةٍ

قد جئتَ مثلَ المُزْنِ في الرَّمْضاءِ

.

إني رأيتُ الوجهَ وجـهَ  محمّدٍ

وجـهٌ كبـدرِ الليلةِ البَلْماءِ

.

شمسُ الهدى طلعتْ لنا مِن مكةٍ

عينُ النـدى نبعتْ  لنا  بحِراءِ

.

ضاهَتْ أَياةُ الشمس بعضَ ضيائِهِ

فإذا رأيتُ فهـاجَ  منه بكائي

.

أعلَى المهيمنُ هِمَـمَنا  في دينهِ

نبـني منـازلَنا  على الجوزاءِ

.

نسعى كفِـتيانٍ بدينِ محمـدٍ

لسنا كرَجلٍ  فاقِـدِ الأعضاءِ

.

نِلْنا ثُريّاءَ  السمـاءِ وسَمْـكَهُ

لِنَـرُدَّ  إيمـانًا إلى  الصَّـيداءِ

.

إنا جُعِـلنا كالسيوف فنـدمَغُ

رأسَ اللئـام وهامـةَ الأعداءِ

.

واهًا لأصحـابِ النبي  وجندِهِ

حفَـدوا إليه بشـدّةٍ  ورَخاءِ

.

غُمِسوا ببركات النـبي وفيضِهِ

في النـور بعد تمـزُّقِ الأهواءِ

.

قاموا بإقـدام الرسول بغـزوِهِ

حضروا جنابَ إمامِنا  لِفِـداءِ

.

فدمُ الرجال لصدقهم في حُبِّهم

تحت السيوف أُريقَ كالأطلاءِ

.

بلَغ القلوبُ  إلى  الحناجر كُربةً

فتـخـيّروا  للهِ  كلَّ  عـناءِ

.

دخـلوا حديقةَ ملّـةٍ  غـرّاءِ

عَذْب الموارد مثمر الشـجراءِ

.

وفنوا بحبّ المصطـفى فبحُـبّهِ

قُطِـعوا من  الآبـاء  والأبناءِ

.

قبِـلوا لدين الله كلَّ  مصيـبةٍ

حتى رضُوا بمصـائب الإجلاءِ

.

قد آثروا وجهَ النـبي ونـورَهُ

وتَباعـدوا مِن صحبة الرفقاءِ

.

هذا رسولٌ قـد أتيـنا بابَـهُ

بمحـبّةٍ  وإطـاعةٍ  ورضـاءِ

.

يا ليتَ شُـقَّ جَنانيَ المتمـوّجُ

لأُرِي الخـلائقَ  بحرَها  كالماءِ

.

إنـا قصـدْنا ظِلَّـهُ بهـواجِرٍ

كالطير إذ يأوي إلى الدَّفْـواءِ

Share via
تابعونا على الفايس بوك