بالبريد الجوي

بالبريد الجوي

– الصديق ج. ع (المغرب) اقترح تنزيل كل عدد جديد يُنشر من “التقوى” على موقعها عبر الشبكة العالمية.

* اقتراحٌ قيّمٌ ونأمل أن نُحقّقه في المستقبل القريب إن شاء الله. والسبب الرئيسي في عدم قيامنا بذلك في الماضي هو تكريس كل طاقتنا إلى نشر المجلة في موعدها.

ونأمل من هنا فصاعداً أن نوفّق بين نشرها على الورق وإلكترونياً.

– الأخت رشيدة (المغرب) كتبت مايلي:

نشكركم على الخدمة الإعلامية النبيلة التي تُقدِّمونها في التقوى وأرجو لكم النجاح تلو النجاح، وأملي أن تتضاعف صفحات المجلة بمزيدٍ من المواضيع التي ترون أهميتها، كما أرجو إعادة زاوية شارع الصحافة التي طالت غيبتها عنا والتي تربطنا بما يجري في الساحة العربية من قضايا فكرية وثقافية تتناولونها بالتعقيب والتحليل. وشكرا لكم.

– تعتمد التقوى على إمدادات قرِّائها الأفاضل من دول عربية مختلفة بقصاصات من جرائدهم المحلية وتعليقاتهم عليها. ولكن منذ فترة طويلة لم يصلنا شيء من هذا القبيل.

وتُعتبر هذه الزاوية نافذة نُطلُّ من خلالها على ما يجري في الشارع العربي، بارك الله في من أبقاها مفتوحةً.

دور المادة السوداء في الكون

منذ القِدم تغنّى الإنسان بما يراه في الفضاء من نجوم وحركة الكواكب ولمعان المجرّات. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو كان كل ذلك خداعاً بصرياً؟

لنفترض أننا لا نستطيع رؤية الكون الحقيقي وأنَّ كل المجرَّات الساطعة ليس بها أي مادة أو أنّها غير حقيقية.. فليس هناك أي واقع ملموس.!!

هذا هو الواقع الذي واجهه علماء الفلك في الثمانيات حيث اكتشفوا أنَّ غالبية الكون ليس مرئياً لهم حتى من خلال عدسة الفضاء “التلسكوب”، فاستنبطوا ما يُسمّى بالمادة السوداء التي من خلال تأثيرها بجاذبيتها على الأجسام يتمكّن العلماء من مشاهدة آثار هذا التأثير لا الكواكب والنجوم.

فإذا قسنا ما يُشاهد في الفضاء بقوانين نيوتن للجاذبية، فلا بد أن نفسح المجال لمئات القوانين الفيزيائية لتوفير رابطة بالجاذبية تمنع مجموعا المجرَّات من التطاير والانفصال لحفاظ على دوران النجوم داخل المجرَّات سرعة كبيرة.

ويرى العلماء أنَّ هذا التأثير هو من نتاج المادة السوداء التي تتحرك لثقل وزنها على شكل سحبٍ هائلة حيث تصبح بمثابة الطرق التي تسير عليها النجوم والمجرَّات. كما تحدّد المادة السوداء مصير الكون فإذا كانت كميتها هائلة تستطيع الجاذبية عكس اتجاه تمدّد الكون، ويحدث تصادمٌ كبير.

ولم يتوصل علماء الفلك حتى الآن إلى معرفة إمكانية توزّع المادة السوداء في الأماكن التي توجد بها النجوم والمجرَّات. كما أنه لا يوجد لديهم دليل على وجود المضيئة في الكون. ويظنّون أنّه ربما هنالك ثلوج على قمم جبال مرتفعة جداً وتختفي في الظلام ولا نستطيع أن نرى من على سطح كوكب الأرض المنطقة المغطّاة بالجليد.

وهناك قلقٌ من أنَّ الضوء ليس السبيل الصحيح لتتبع المادة في الفضاء وكيفية توزيعها، لذلك يذهب العلماء للبحث عن أجسام أو مادة ليست مرتبطة بالضوء، وذلك داخل المادة السوداء.

تُرى ماذا سيجدون في هذه المساحات المجهولة؟ لقد سمُّوها بالمادة السوداء لأنها مجهولةٌ بالنسبة لهم.. فهم يبحثون عن شيء مجهول داخل منطقة مجهولة، فنتمنّى حظاً مجهولاً!!

خلايا الأجِنّة لعلاج الشلل الرعاشي

نجح فريق باحثين أمريكيين في زرع خلايا أجنّة في مخ 25 فأراً بغرض التوصّل إلى علاج مرض “بارِكسون” أو الشلل الرعاشي حيث إنَّ هذه الخلايا تتحوّل إلى عصب منتج لمادة “دوبامين” التي تعتبر المسؤولة عن هذا المرض الذي لم يتوصّل العلماء حتى الآن لعلاج له.

ونجح الباحثون في استخراج خلايا من أجنة بعض الفئران التي وُلِدت قبل الميعاد المحدد لها وحقنها في مخ 25 فأراً تعاني من هذا المرض واكتشفوا أنَّ الخلايا العصبية بدأت تنبض وتنتج مادة الدوبامين التي يؤدي نقصها إلى وجود خلل في الخلايا العصبية المسببة لمرض الشلل الرعاشي.

الصداقة تحميك من الاكتئاب والقلق

تُعتبر الصداقة نوعاً من أنواع العلاقات الإنسانية وفنّاً يتواصل به الإنسان مع الآخرين.

كما تقلّل الصداقة من خطر الإصابة بأمراض نفسية وتعزّز نظام المناعة السيكولوجي. فالإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمفرده حيث إنه يحتاج دوماً لأصدقاء يُشعرونه بقيمته في الحياة، يوجّهونه ويُحبّونه ويُسدّدون له النصائح. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ينفع أن يكون كل إنسان صديقاً؟ وما هي مواصفات الصديق المثالي؟

ومما لا شكّ فيه أنَّ التعامل مع الناس يحدّد هذا الصديق المنشود.. وكثيراً ما سمعنا قصصاً عن مشاهير القوم الذين تمكّنوا من كسب صداقات قوية ومن ثم الوصول إلى درب النجاح عن طريقهم.

فالصداقة شيءٌ هام في حياة الإنسان ولا نستطيع أن نتصوّر أن يكون هناك حياةٌ خالية من الأصدقاء، فالإنسان المتوازن هو الذي يملك شبكة من الأصدقاء المحبوبين المحيطين به في كل الأوقات في الفرح والترح والمرض والصحة والعافية.

وأما إذا عاش الإنسان بمفرده فيشعر باليأس والاكتئاب والضيق والملل، ثم لا يشعر بأهمية الحياة   وتصبح كل حياته عبارة عن أكل وشرب ونوم. فالإنسان له حاجات مادية ونفسية وروحية يجب أن لا يغفل عنها ويراعيها حقّ رعايتها.

ولا تزال تلك النصيحة التي أسداها لي جدي رحمه الله ترنُّ في أُذني: «معرفة الرجال كنوز».. أي أحسن يمكن أن تتحصّل عليه هو أن يكون لك أصدقاء من الطراز العالي.

كما تُعتبر الصداقة كنزاً لا يفنى خصوصاً إذا كانت لوجه الله دون أي مصلحة أو غاية معينة. ولكن لسوء الحظ نجد أنَّ طابع الأنانية طاغٍ اليوم على صداقات شبابنا. فمثلاً نرى أنَّ بعضهم ينوون تكوين صداقات حتى ينالوا مكانةً معينة أو كي تتحقّق لهم طموحات مثل السفر إلى الخارج والهناء بالحياة على حساب الصديق الغني. وما إلى ذلك من الصداقات التي نشاهدها.

فالصداقة التي تبدأ أساساً بأسلوبٍ خاطئ حتماً ستنهار بسرعة. أما اختيار الصديق الوفي في الزمن الحالي فأصبح أمراً صعباً للغاية. فالأهواء والمصالح تتدخل في هذه العلاقة وتهدّد رباط الصداقة..

فالصداقة القائمة على المحبة والوفاء والإخلاص والبعيدة كل البعد عن المصلحة الشخصية هي التي تدوم.

ومن خلال تجربتي الشخصية حيث إنني إنسان متزوّج ولي صداقات منذ الطفولة إلا أنَّ الحياة الزوجية لم تشغلني عن أصدقائي. فكما أُخصّص وقتاً لأُسرتي أُخصّص وقتاً لأصدقائي ولكن بشكل لا يتعارض مع الوقت الذي أُخصّصه لأُسرتي والتزاماتي تجاهها. ومعظم صداقاتي من أيام الدراسة تواصلت حتى اليوم. وبدون أي شك أرى أنَّ أنجح الصداقات في الحياة هي التي تكوّنت في الطفولة ومرحلة الدراسة لأنها بدأت بريئة وكبرت مع هذه البراءة. ومن الصعب أن تُهدم بسهولة. مشاعر وأحاسيس الأصدقاء ترعرعت ونمت في جوٍّ ملائم فبدأت بريئةً وكبرت في ظل هذه البراءة، مما أدى إلى انسجامٍ في التفكير وتوافق في الراي وعلى رأي المثل:

«اعرف نفسك من خلال صديقك».

فالمرء يستطيع كسب المزيد من الأصدقاء من خلال غريزةٍ أودعها الله فيه حيث أنه يهتم بالآخرين. وكي تصل إلى هدفك عليك أن تتبع منهجاً عقلياً صحيحاً أساسه الشجاعة والصراحة والمرح. والصينيون القدامى هم أكثر حكمة ولديهم حكمة يجب أن لا ننساها أبداً: «الإنسان الذي لا يملك وجهاً باسماً يجب ألا يفتح محلاً تجارياً».

وكي تكسب مودة الناس يجب عليك أن تكون مستمعاً جيداً لَبِقاً وشجِّع الآخرين على التحدُّث عن أنفسهم.. فلا تنسى أنَّ الإنسان الذي تتحدَّث إليه يهتم بنفسه وبرغباتها ومنشغلٌ بمشاكله أكثر من اهتمامه بك وبمشاكلك.. فالمرء الذي لا يفكّر إلا بنفسه هو إنسانٌ جاهلٌ مهما كانت درجة علمه. فمصاحبته تزيدك اكتئاباً وقلقاً. فلا أمل منه ولا من مصادقته!!

بتصرّف عن شبكة الإنترنت

مساهمة الصديق م.ع.م

(تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك