الاتصال بالله.. حافز قوي على العمل الصالح
وَمِنْهُمْ مَّنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانـُوا لا يَعْقـِلُونَ (يونس:43)

شرح الكلمات:

الصمِّ: صَمَّ الرجل صمًّا وصمَمًا: انسدّت أذنه وثقل سمعه فهو أصمّ، والجمع صُمٌّ. والأصم أيضا: الرجل الذي لا يُطمع فيه ولا يُردّ عن هواه (الأقرب).

التفسـير:

هذه الآية والتي تليها بيانٌ لحقيقةِ كُفْرِ أعداء الإسلام، حيث تبيّن أن إنكارهم لا يستند إلى دليل مقنع أو أمر معقول، وإنما مرجعه العناد فقط. إنهم يستمعون لحديثك في الظاهر وجُلُّ اهتمامهم إثارةُ الطعن والاعتراض.

كما تبيّن الآية أن الشخص الأصم الذكي من الممكن أن يشرح له الإنسان أمرًا ولو بالإشـارة باليد، ولكن ماذا يفعل الإنسـان بهؤلاء الذين يتشـبّهون بالشخص الأصم الغبي الذي لا يفهم حتى بالإشارات؟

وَمِنْهُمْ مَّنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُون (يونس:44)

شرح الكلمـات:

العُمي: جمع أعمى. عَمِي فلان: ذَهب بصره كلُّه من عينيه كلتيهما؛ ذهب بصرُ قلبِه وجهل؛ غَوَى (الأقرب)

التفسـير:

لقد فسّروا كلمة (لا يبصرون) بأنهم لا يرون، ولكن هذا الرأي ليس صائبًا. ذلك أنه ما دام الله قد وصفهم من قبل بالعمى فكيف يعيد كلمة (لا يبصرون) بالمعنى السالف نفسه دونما ضرورة. الواقع أنه تعالى كما نفى عنهم من قبل العقلَ والفهم بوصفه إياهم صمًّا، كذلك نفى عنهم هنا البصيرة  لا البصارة والرؤية الظاهرة بتسميتهم عُميًا، لأنهم كانوا يستطيعون أن يهتدوا – وإن كانوا عُمياً في الظاهر – لو كانوا يملكون شيئاً من البصيرة والفطنة.

كما علّمنا الله تعالى هنا ألا نحكم على أحد برؤية ظاهره فقط، لأن الرائي إلى مظهر الناس فقط، لا يلبث أن يرميهم بالكفر أحيانًا ويقول: لماذا لا يعذب الله هؤلاء الكفرة الفجرة، مع أنه يوجد بين أعداء الحق الظاهرين أيضًا من يتمتعون بالتعقل والفطنة بحيث يرجى إيمانهم وترجى هدايتهم. وعلى النقيض من ذلك قد يكون هناك أناس مؤمنون في الظاهر، ولكنهم في الحقيقة لا يعون شيئًا وهم مستمعون، ولا يبصرون أبدًا وهم ناظرون، وإنما تبحث أنظارهم دائما عما يمكن أن يثيروا عليه اعتراضًا. لا فهم فيهم ولا بصيرة عندهم أبدا. ومن أجل ذلك احتفظ الله بأمر العذاب في يده هو سبحانه وتعالى، لأن غيره يمكن أن ينخدع بمظهر أحدٍ فيصبّ عليه العذاب خطأً وظلمًا.

وبالنظر إلى هذا المعنى، تكون هاتان الآيتان تفسيرًا لقوله تعالى من قبل وربك أعلم بالمفسدين .. أي أن الإنسان معرَّضٌ للخطأ دائمًا في رأيه عن شخصٍ ما إذ  ينخدع بظاهره، ولكن الله وحده عالمٌ بجميع الناس على حقيقتهم.

إنَّ الله لا يَظْلِمُ النَّاسَ شـَيْئاً وَلَكِـنَّ النَّاسَ أَنْفُـسـَهُمْ يَظْلِـمُون   (يونس: 45)

التفسـير:

ما أروع المعنى الذي جاءت به الآية. والحق أن للآية تأثـيـرًا في القلب كتأثير البيت المتكرر في القصيد.. يقول الله تعالى: نحن الذين بعثنا النبي ومع ذلك نمهل الكفار ولا نريد إهلاكهم فورًا، ولكنهم يتعجلون العذاب. نحن لا نريد ظلمهم ولذلك لا نصيبهم بالعذاب دون إتاحة الفرصة لهدايتهم، ولكنهم يطالبوننا  قولاً وفعلاً  أن نهلكهم بالعذاب فورًا.

هذه الآية تفسير لكافة الآيات القرآنية التي يستنتج منها الناس استنتاجات مغلوطة فيقولون بأن الله بنفسه يطبع على قلوب الكفار ويمنعهم من الإيمان، أو أن قدر الله وقضاءه هو الذي جعل الناس لصوصًا وصعاليك. ولكن الحق أن كل هذه الأعمال المنكرة ظلمٌ وتُبعد الناس عن الهدى، والله سبحانه وتعالى يعلن هنا صراحة أنه لا يظلم أبدًا، بل يتيح كل الفرص الممكنة لهداية الناس.

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَّمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (يونس: 46)

شرح الكلمـات:

ساعة: الساعةُ: ستون دقيقة؛ الوقتُ الحاضر؛ جزءٌ قليل من النهار أو الليل (الأقرب)

يتعارفون: تعارف القوم: عرف بعضهم بعضًا (الأقرب)

التفسـير:

لقد وقع المفسرون في خطأ كبيـرًا في بيان معنى قوله تعالى (ساعة من النهار)، ففسروا الساعة بمعنى الساعة المتعارف عليها من النهار، ثم ذهبوا مذاهب شتى في تحديدها وضخامتها، ثم عانوا كثيرًا في تطبيقها.

الحق أن القرآن الكريم قد وصف – في أماكن عديدة منه – حياة الكفار في الدنيا بأنها ساعة من النهار، ولكنه لا يقصد بهذا تحديد فترة مكوثهم هنا، وإنما يقصد بهذا بيان كيفية حياتهم بأنهم عاشوا طوال هذه المدة في غفلةٍ وسباتٍ. ذلك لأن النهار مخصوص بالعمل ورمزٌ للسعي والاجتهاد، وحيث إن الكفار يقضون معظم أوقاتهم في كسب الدنيا ومتاعها، متغافلين كليةً عما يُكسبهم رضوان الله ، فيصحّ تمامًا القولُ عنهم بأنهم ما لبثوا في الدنيا إلا سُوَيعات من النهار، وإن عاشوا في الظاهر آلاف السنين. ذلك أنهم لم ينتفعوا من مكوثهم في الدنيا انتفاعًا حقيقيًا، ولم يستغلوا أوقاتهم في تحقيق الغاية من خلقهم، وهكذا أصبح نهارُهم ليلاً، وكأنهم لم يلبثوا هنا إلا ساعة من النهار.

فالآية لا تقصد نفي مكوثهم في الدنيا لفترة طويلة، وإنما تعني أن فترة عملهم النافع كانت قصيرة جدًا. ولو كان المراد منها بيان مقدار إقامتهم الظاهرة لما اختار الله كلمة (النهار)، إذ لا خصوصية للنهار دون الليل في بيان مقدار الوقت.

وباختصار، لقد بيّن الله هنا أن أعينهم ما أبصرت حالتهم المتردية وهم في الدنيا، وسوف يتضح لهم في الآخرة بكل جلاء ووضوح أنهم عاشوا فيها نائمين في غفلة، عاطلين عن أي عمل نافع في الحقيقة.

وقوله تعالى يتعارفون بينهم يعني أنهم سيتعرف بعضهم إلى بعض. إن الناس – رغم خلافاتهم الشديدة – يتّحدون في عداوة الأنبياء، ويشاركون في معارضتهم بكل حماس، ولكن سوف تنكشف الحقيقة على الجميع يوم القيامة، فسيعلمون علم اليقين أنهم ما كانوا متحدين في الواقع، وإنما كان اتحادهم خداعًا، وسيشعرون عندئذٍ بعار الشِقاق وفضيحة الخلاف.

لقد فسر المفسرون هذه الجملة بأن بعضهم سوف يعرف البعض معرفة ظاهرة. فمثلاً سيعرف الأب ابنه والابنُ أباه (الرازي، تحت الآية). ولكني أرى أن القرآن لا يذكر هذا ولا داعي لذلك. الواقع أن المفسرين لم يتدبروا الآية كما ينبغي. فإن المعرفة لا تعني فقط المعرفة الظاهرية برؤية الملامح، بل معناها أيضا: وقوف الشخص على حقيقة صاحبه، وهذا هو المراد هنا. وفي بلادنا أيضا يقولون: الآن عرفتك.. أي عرفت حقيقتك. فكذلك عند صدور الحكم الإلهي يوم القيامة سيدرك الظالمون كم كان أنبياء الله مصدَر خيرٍ وبركةٍ وذوي مكانة سامية، وكم كان هؤلاء وزملاؤهم أراذل لا قيمة لهم ولا منـزلة.

وقوله تعالى كذّبوا بلقاء الله يعني أن كل الخُسران الذي هم فيه إنما هو نتيجة لتكذيبهم بلقاء الله تعالى. ذلك أنهم لو كانوا ممن يطيع خوفًا لآمنوا رهبةً من المثول أمام الله ، ولو كانوا ممن يطيع حبًا لازدادوا أيضا حبًا له وشوقًا إليه وطاعةً له بسبب الإيمان بلقاء الله.

لقد نسي المسلمون اليوم هذه الموعظة القرآنية حيث بدأوا يظنون أنه لا يمكن الآن أن يكلِّم الله عباده، فيتردَّون يومًا فيومًا. ولو أن الإنسان أيقن بأن الاتصال بالله حق وممكن لجَدَّ في العمل الصالح خوفًا من لقائه إذا كان من الناس الذين يخافون العقابَ، وأما إذا كان من ذوي القلوب العاملة حبًّا لخالقها لَرقص طربًا، وجدّ في العمل شوقًا للقاء بارئه سبحانه وتعالى. فهذا اليقين قوة دافعة وحافز قوي على العمل. أما إذا حُرم الإنسان هذا اليقينَ فلا نتيجة له سوى الغفلة والدمار.

وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ الله شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (الآية: 47)

شرح الكلمـات:

إمّا: أصله: إنْ وما. ما زائدة للتوكيد.

نتوفَّيَنَّك: من الوفاة وهي الموت، توفَّى الله زيدًا: قبض روحه. تُوفيّ فلان مجهولاً: قُبضتْ روحُه ومات، فالله المتوفِّي والعبد المتوفَّى (الأقرب)

التفسـير:

الذين ليس لديهم إلمام كافٍ بقواعد اللغة العربية يخطئون عمومًا  في بيان  معنى هذه الآية. الواقع أنها تحتوي على جملتين منفصلتين. وتقدير الجملة الأولى هو: وإما نُريَنّك بعض الذي نعدهم فتراها، والمراد: لو حققنا في حياتك بعض ما نعِدهم من أنباء غيبية فسوف تراها. والأنباء الغيبية هنا هي الوعيد بأنواع العذاب كما هو ظاهر من كلمات الآية، لأن الله تعالى لا يعِد مَن يكفر برسله بالإنعام والفضل. مع العلم أنّ لكلمة “الوعد” مدلولين: الوعد بالخير والإنعام، أو بالعذاب والعقاب. وأما كلمة “الوعيد” فهي خاصة بالعذاب فقط.

والجملة الثانية تقديرها: أو نتوفّينك فنُريك إياها في الآخرة، والمراد: أما إذا توفّيناك ولم نُرِك أنباء الوعيد تتحقق في حياتك فسوف نكشف عليك حقيقتها في الآخرة.

ومثل هذا الحذف جائز تمامًا بحسب قواعد العربية. أما وكيف عُرف أن هذا هو المحذوف في الجملتين، فالجواب أن الجملة التالية تؤكده حيث قال الله تعالى: إن هذا لن يغير من الأمر شيئًا، لأنهم عائدون إلينا في الآخرة لا محالة، وهناك سوف نكشف عليهم حقيقة ما يفعلون.

لقد نبّه الله في هذه الآية الكفارَ بأنهم  يستعجلون وقوع العذاب، ولكن سنة الله لا تستوجب تأجيله فحسب، بل إنها أحيانًا تُلغي الوعيد بالعذاب نهائيًا.

هذه الآية برهان أساسي وقاطع على أن الله تعالى يلغي أنباء الوعيد أحيانًا، وكان سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود يقدّم ذكر هذا البرهان على أي برهان آخر في إثبات هذه السنة الإلهية (إزالة أوهام، الخزائن ج3 ص274)

الآية تؤكد أمرين: الأول: أن بعض الأنباء تكون مشروطةً بشروط، لأن الله قد استخدم هنا أدوات الشرط (إما) و (أو). والثاني: أن من الأنباء ما يُلغى أصلاً لأنه تعالى يقول: إما نُريَنـّك بعضها فتراها. وكلمة “بعض” تفيد أن الحديث هنا إنما يدور فقط عن الأنباء التي وعد سبحانه بتحقيقها في حياة النبي ، لأن الأنباء الموعود بها أن تتحقق بعدَه ما كانت لتتحقق في حياته، وهكذا أشار إلى احتمال شيء آخر – مجرد احتمال – وهو ألا يُحقِّق أي وعيد بالعذاب في حياة النبي، إذ قد يؤمن الناس جميعًا ولا يبقى هناك حاجة للعذاب. غير أن هذا أسلوب لبيان القدرة الإلهية العظيمة، وإلا فالناس لا يؤمنون جميعًا.

كما أنه يتأكد من الآية أن تعيين موعدٍ خاصٍ لتحقق نبأ مـن الأنباء ليس شرطاً أساسيًا لصحةِ النبأ، لأن الله تعالى قد ضرب هنا موعدًا واسعًا جدًا يمتد إلى ما بعد وفاة الرسول .

ولنتذكر أن الآية تصرّح أيضًا أن الله إنما يلغي الأنباء الجزئية فقط. أما الأنباء الأساسية فلا تلغى أبدا. فمثلا لا يمكن إلغاء النبأ القرآني كتب الله لأغلبنَّ أنا ورسلي (المجادلة:22) ذلك أن القرآن قد صرّح أن ما يلغى من الأنباء يكون مما (نعدهم).. أي نبأ الوعيد الذي يخص قوم نبي، وليس ما وعد الله به رسله جميعًا. والنبأ لأغلبن أنا ورسلي لا يختص بنبيٍّ معين، وإنما يخص الأنبياء كافة. وباختصار يمكن أن يلغي الله نبأً جزئيًا بالوعيد، ولكنه لا يلغي وعْدَه أو وعيده الرئيسي الحيوي.

كما وتبين الآية زيف دعاوي المدعين الجدد في زمننا الذين يتنبأون بغلبتهم، ثم عند حرمانهم منها يقولون: إن هذا مما قد أُلغيَ.

ولو أن الإنسان أيقن بأن الاتصال بالله حق وممكن لجَدَّ في العمل الصالح خوفاً من لقائه إذا كان من الناس الذين يخافون العقابَ، وأما إذا كان من ذوي القلوب العاملة حبًّا لخالقها لَرقص طربًا، وجدّ في العمل شوقًا للقاء بارئه سبحانه وتعالى. فهذا اليقين قوة دافعة وحافز قوي على العمل.

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (الآية: 48)

شرح الكلمات:

أمّة: الأمة: الجماعةُ؛ الجيلُ من كل حي؛ الطريقةُ؛ الدينُ؛ القامةُ؛ الحينُ، كقوله: لئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة .. أي إلى حين (الأقرب).

التفسـير:

لقد فسر بعض أهل البدعة في هذا العصر قول الله هذا بمعنًى عجيب، إذ قالوا بأن معناه: أن لكل أمة رسولاً واحدًا فقط، فلذا لا يمكن أن يأتي رسول ثانٍ إلى الأمة المحمدية. ولكنّ هذا المعنى باطل بالبداهة، لأن الآية إنما تؤكد على وجود رسولٍ لكل أمةٍ، وليس على عدد الرسل المبعوثين إليها، والمراد: لا يمكن أن تتكون أمة ما بدون رسول، وليس أنه لا يُبعث إلى أمةٍ واحدةٍ إلا رسول واحد. إن هذا الزعم يتنافى والواقع، إذ بُعث هارون مع موسى عليهما السلام إلى أمة واحدة وفي وقت واحد. إن المعنى الصريح للآية هـو أن بداية كل جماعة روحانية تكـون برسول.

وأرى أنه لمـا كانت الآية تتحدث عن بداية أمةٍ، فالمراد بالرسول هنا رسولٌ صاحب شرعٍ جديد، لأن الأمة الجديدة إنما تتأسس على يد رسول ذي شرع جديد.

والمراد من قوله تعالى قُضي بينهم بالقسط وهم لا يُظلمون أن من يكون صالحاً  للدخول في جماعة الأنبياء ندخله فيها، ومن لا يصلح لذلك تكون عاقبته الهلاك.

إن الآية تعلن للكفار أنه لا يمكن لأي شعب أن يكون وارثًا للأفضال الإلهية والبركات الربانية ما لم يرتبط أبناؤه برسولهم. فلا تأملوا في الرقيّ والازدهار هكذا. إذا أردتم الازدهار فأقيموا مع نبيكم علاقةَ طاعةٍ صادقةٍ، وإلا فمصيركم الهلاك.

Share via
تابعونا على الفايس بوك