التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

رد سريع

* الأخ الكريم الدكتور م.و.ب (السعودية) استفسر حول توقف موقع الجماعة عبر شبكة الإنترنت، وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من قراءة آخر عددين لمجلة “التقوى” عبر الموقع.

– تعتذر أسرة “التقوى” باسمها ونيابة عن اللجنة المشرفة عن الموقع على توقف الخدمة وذلك لأسباب إدارية وتقنية عديدة وتعدكم بإعادة تشغيل الموقع عن قريب إنشاء الله، وتشكر لكم عنايكتم واهتمامكم.

طفلك والتلفاز

لا يختلف اثنان أن جهاز التلفاز قد دخل كل بيت ولدى بعض الأسر دخل كل غرفة لدرجة أنه أصبح عند الصغار من ضروريات الحياة كالأكل والشرب، كما أنه آخر ما تلتقطه عيونهم قبل النوم، حيث يتشربون منه سلوكياتهم وأفعالهم اليومية وذلك بتقليد كل ما يشاهدونه بدون وعي. ومن الملاحظ أن الأسرة حين تترك ابنها أمام هذا الجهاز لا تظن أنه سيكون فريسة له. ولكنها في الحقيقة تضعه أمام تأثيره القوي صوتًا وصورة بـما يحتويه من  مشاهد عنيفة ومخلة بالأخلاق. ويرى بعض الملاحظون أن برامج الأطفال تُظهر مشاهد عنف أكثر مما تُظهره برامج الكبار ولا يخلو هذا الأمر من أفلام الصور المتحركة.

ومما لا شك فيه أن مخاطر مشاهد العنف وما تسببه من تجريد للمشاعر تُوجد مناخا مليئا بالمخاطر.  فإن الأطفال والمراهقين ينقلون عادة  إثارتهم وعنفهم إلى مدارسهم في اليوم التالي، أو يشاهدون منامات مزعجة أثناء نومهم. كما يمكن أن تنتهي الأمور بـمأساة فعلية عندما يرغب هؤلاء في تنفيذ أو تقليد ما شاهدوه من جرائم على شاشة التلفاز.

وكلما تفاقم عدد الأفلام المشاهدة يضعف تقييم الطفل لدرجة العنف والصور الإجرامية. حيث إنها تلعب دور الحقنة المخدرة، حيث يشعر إن مناظر العنف أصبحت لا تثير شفقته وإنسانيته. ولا يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل إن الطفل يصبح مستقبلاً غير مكترث بالضحايا الحقيقيين الذين يتعرضون لعدوان ما.

كما يعاني قسط وافر من الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لساعات مطولة من هذيان ذهني، فهم يخافون ولا يشعرون بالأمان خارج البيت، وتتفاقم لديهم نسبة الأنانية والشح ويميلون إلى العدوانية المفرطة.

كما يمكننا التأكيد بأن العنف المرئي عبر التلفزيون يزيد الاستجابات العدوانية لدى الصغار أيًا كان الوسط الاجتماعي الذى ينحدرون منه أو المستوى التعليمي الذي وصلوا إليه.

وفيما يلي نذكر أهم الانعكاسات الإيجابية والسلبية التي تنتج عن مشاهدة الأطفال للتلفاز.

الانعكاسات الإيجابية

– يُكسب الأطـفال ثـقة أكثر نحو العالم والحياة.- يتعلم الأطفال من خلال مسلسلات الكبار نسيج الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس.- تزخر حصيلة المفردات والمعاني اللغوية لدى الطفل.

الانعكاسات السلبية

– إرهاق العينين والتعب الجسدي نتيجة الجلوس الطويل بشكل غير مريح.- التأثير على التحصيل الدراسي- المكوث الطويل يؤدي للعزلة عن الآخرين باعتبار التلفاز بديلاً عن العلاقات الاجتماعية.- استخـدام العنـف والقوة كوسائل رئيسية لحل المشاكل.- الإجرام أو الانحلال الأخلاقي الذي قد ينجم عن مشاهدة أفلام ومسلسلات الكبار وتقليد مجريتها.- الكسـل والخمول وقلة الحركة وبالتالي السمنة.  التعتيم على إبداع وتفكير الطفل حيث يصبح مجرد متلقى للمعلومات السلبية دون التفكير في جوانبها.

دور الآباء

ويجب أن ننوه في هذا المقام بالدور الفعال الذي يجب أن يقوم به الآباء لحماية أطفالهم:

– التقليل من مشاهدة التلفزيون وتحديد المدة لساعة أو ساعتين مع الاهتمام بنوعية البرامج.- وضع أجهزة التلفزيون خارج حجرات الأطفال ويُستحب وضعها في أكثر الأماكن ظهورًا في المنـزل، حتى لا ينعزل الطفل عند مشاهدتها.

- الاطلاع على محتوى البرامج التي يشاهدها الأطفال، حتى تلك المخصصة لهم.

- الإجابة عن أسئلة الأطفال التي تدور في أذهانهم حول ما يستجد عليهم من مفاهيم شاهدوها، وتصحيح معتقداتهم الخاطئة.

– فتح التلفاز فقط لمشاهدة برنامج ذات قيمة.

-  تعويد الطفل على التفريق فيما يشاهده بين الواقع والخيال، والتأكيد على عدم تقليد كل شيء يراه.

– يجب أن يتعود الطفل على انتقاد ما يشاهده، وأخذ رأيه فيما يتم عرضه وإرشاده حول البرامج النافعة.

– أن يكون الوالدان مثلاً جيدًا وقدوة حسنة في التقليل من مشاهدة التلفاز.

– أعط نشاطاً بـديلاً للطفـل عن مشاهدة التلفاز كممارسة الألعاب في الحدائق أو الانضمام إلى نادي رياضي.

مساهمة الصديق

م.ع.ع (تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك