أخبار الجماعة في باكستان
- ما برح العدوان على أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية ومتعلقاتهم مستمرا في قرية تشك سكندر على يد محمد أمير وعصابته الإجرامية، بالرغم من تواجد الشرطة في القرية. (لعلنا نذكر أن هؤلاء هم المسؤولون عن جرائم القتل والنهب والاعتداء في القرية يوم 1989،7،16، حيث أحرق ما يزيد على 150 بيتا من بيوت المسلمين الأحمديين، وقتل رميا بالرصاص ثلاثة من الأحمديين؛ منهم طفلة عمرها عشر سنوات). وكان معظم الباقين في القرية من النساء والأطفال. وأصبح على هؤلاء الأحمديين أن يتحملوا وابل الإهانات من محمد أمير، الذي يقذف من خلال مكبر الصوت شتائم بذيئة قذرة ضد حضرة مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية (عليه السلام) في خطبة يومية له. وأخذ يقول: “إذا كان مرزا غلام أحمد صادقًا في دعواه، فلما لا ينزل الله لعنته عليَّ، وقد فعلت كل ما بوسعي لسحق متبعيه؟ أقسم بالله أن المرزا القادياني نبي كاذب، وأن الحركة الأحمدية باطلة. ولو أنهم على الصراط السوي لأنزل الله بي عقابه. أنظروا! إني لا زلت بالقرية والأحمديون مطرودون منها، وصاروا محط سخرية الله. هذا ما يذيعه محمد أمير يوميا.
قد فُصل أغلب الأحمديين من وظائفهم بسبب عقيدتهم. ومن لا يزال يعمل يلقى التخويف من الملات. كثير من الأحمديين يتعرضون لهجمات عدوانية في الطرقات، ويتلقون رسائل ونشرات ومواد أخرى من الملات حافلة بالسباب والمزاعم الكاذبة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية. ويشارك مسئول شرطة كهاريان، راجا محمد رياض بدور فعال في الحملة العدوانية ضد الجماعة، فهو يساند ويشجع محمد أمير في جرائمه.
في الشهر الماضي، عندما ماتت جدتي (أمينة بيبي) في القرية بالقرب من (لا لا موسى)، ولم تكن من الأحمديات، أصدر محمد أمير تهديدا بأن كل أحمدي يتجاسر على زيارة أسرة المتوفاة سيعاقب بالقتل ونهب البيت الذي يزوره. كما أن زعيما زائفا للقرية يدعى غلام سرور، وهو صديق لصيق لمحمد أمير، أعلن بدوره أن كل أحمدي يحاول دخول القرية سيقتل بالرصاص. وهكذا مكث محمد أمير وعصابته بالاشتراك مع الشرطة ثلاثة ايام بالقرية كي يتأكدوا ألا يدخلها أحد من الأحمديين زائرا. ونتيجة لموقف المعارضين المقيت هذا لم نتمكن من حضور جنازة جدتنا. (رياض أحمد، تشك سكندر)
- يواجه المسلمون الأحمديون في تشك سكندر مصاعب كبيرة في أمور حياتهم اليومية. العائلات مشتتة، والرجال لا يزالون محرومين من العودة إلى بيوتهم وعائلاتهم. وأقامت الشرطة مركزا دائما لها في القرية. وهم يفتشون كل زائر تفتيشا دقيقا. والإذن بدخول القرية في يد المدعو محمد أمير، وهو المجرم الآثم المسئول عن سفك الدماء والتدمير الذي حدث. ومن زمن قريب عاكس اللئام امرأتين من المسلمات الأحمديات وأمرهما بالرحيل عن القرية. (الكاتب السابق في رسالة أخرى)
- مضى شهران ونحن بلا بيت. الموقف في قريتنا صار من سيء إلى أسوأ. كل ما تركناه وراءنا في بيتنا بعد اعتداء الملات يوم 16-7، 1989 نهبوه على مرات متتابعة بعد ذلك. المغرضون يخططون الآن لاحتلال أراضينا وممتلكاتنا المتروكة في القرية. (بهاول بخش، تشك سكندر، واللاجيء حاليا في ربوة).
- لي ثلاثة أولاد: مظفر أحمد، مبشر أحمد وعبد الرحمٰن؛ جميعهم في الحبس، وأنا رجل مسن بلغت 73 عاما. وهناك أيضا قضية مرفوعة ضدي. إبناي مظفر وعبد الرحمان موظفان حكوميان، وكانا في الخدمة عندما وقع الهجوم العدواني على القرية، ومع أن الإدارة التي يتبعانها شهدت بذلك إلا أن الشرطة لم تفرج عنهما بعد.
حاول المعارضون القضاء علينا كلية. لقد أقاموا دعوى قضائية ضد 24 من جماعتنا. قبضت الشرطة على 18 منهم، وهم يفتشون عن الآخرين بما فيهم شخصي. والعدالة في باكستان عجيبة. لقد قتل أعضاء الجماعة، ونهبت بيوتنا وأحرقت، والشرطة تلقي القبض علينا نحن الضحايا، أما القاتلون الناهبون المعتدون فلا يزالون على راحتهم، على الرغم من شكوانا المسجلة ضدهم. قدمنا لهم 45 اسما من المعتدين، فلم يعتقل واحد منهم!
إن بي رغبة شديدة أن أسجن في سبيل الله، ولا أستطيع ذلك فليس للنساء والأطفال من يرعاهم بعدي؛ كل الرجال في السجن. لقد قاست الجماعة الأحمدية خسائر شديدة. أما عن الممتلكات الشخصية فقد بلغت أكثر من مائتي ألف روبية.
لقد تأثر بالعدوان 256 مسلمًا أحمديًا ينتمون إلى 32 أسرة. أما الذين طردوا من بيوتهم واضطروا للبحث عن ملجأ يبلغ عددهم 150 أحمديا.
ولقد قتل ثلاثة من أعضاء الجماعة رميا بالرصاص. وعند نقل جثثهم إلى مدينة (كجرات) أرسلنا معهم عددا من الصبيان الأحمديين لا يتجاوز عمر أحدهم 16 عاما، للأسف أنهم أيضا اعتقلوا هناك. لم تدع الشرطة حتى الصبية ليفلتوا من مظالمهم.
أفلت منزلان يخصان ميان عبد الرزاق وعبد الخالق فلم يمسا بسوء خلال عدوان شهر يوليو، وكان ذلك بطريق المصادفة، ولكن المجرمين قاموا بنهبهما بعد ذلك. ولا يزال محمد أمير وعصابته الأشرار التي تضم 16 مسلحا يطوفون بالقرية ويرتكبون الإساءات ضد الأحمديين وممتلكاتهم . ولا تلقي الشرطة بالا نحو هذه الأنشطة المشينة الشنيعة. ( شودري حكيم علي، تشك سكندر).
- مع أن عائلتي كانت من أكبر وأكثر العائلات احتراما في تشك سكندر إلا أنها كانت أول هدف للأعداء، فنهبوا كل ممتلكاتنا الدنيوية وأحرقوا منازلنا. وفقدت عائلتنا اثنين ممن يعولونها، والباقون في الاعتقال. ونتيجة لذلك لم يعد للأسرة رجل يرعى الأطفال والنساء الذين لا يزالون مقيمين عند أقاربهم . ومع أن الشرطة ما برحت في القرية إلا أنه لا يستطيع أي أحمدي أن يدخل القرية. ( عظمة علي شودري، مقيم الآن في ألمانيا الغربية).
- الملا في القرية يخطب كل يوم، ويتكلم عن الجماعة الإسلامية الأحمدية ومؤسسها بلغة في غاية القذارة والدنس. ويستخدم جهازا قويا لتكبير الصوت بحيث نسمعه حتى لو كنا داخل بيتنا. (قمر النساء بنت مولوي عبد الخالق، تشك سكندر)
- ذات يوم كنت أوزع الطعام على عائلات المسلمين الأحمديين في تشك سكندر الذين لجأوا إلى ربوة بعد عدوان 89،7،16 فشاهدت طفلا ابن سنتين يبكي بشدة. فأخذته أمه في حضنها وحاولت تهدئته، ولكنه استمر في بكائه. سألت الأم عما إذا كان الطفل يحتاج إلى طعام يأكله، فسكتت ولم تجب على سؤالي. كان علي أن أوزع الطعام على 40 امرأة وطفلا، فلما انتهيت من مهمتي وجدت الطفل لا يزال يبكي ولم يقرب الطعام أبدا. أتيت الأم وسألتها مرة ثانية إذا كانت ترغب في أن أحضر للطفل شيئا كنت أريد التعرف على ما يكربه. أخبرتني أمه أنها أرملة رفيق أحمد ثاقب، شهيد تشك سكندر العظيم، وأن الطفل يصر على ألا يتناول طعاما إلا في حضور أبيه إلى البيت. فتعجبت لروح التضحية والثبات عند هؤلاء النسوة المسلمات الأحمديات.
سيدة أحمدية أخرى أخبرتني أن طفلتها نبيلة أصيبت بطلق ناري أثناء اندفاعنا خارج المنزل المحترق، وأخذت الطفلة تبكي من العطش لساعة ونصف الساعة، ولكن الوحوش القاسية لم تسمح للطفلة المحتضرة بقليل من الماء حتى أسلمت الروح ونحن لا نستطيع أن نفعل لها شيئا.
وأخبرتني أخت الشهيد نذير ساقي أنه دافع عن بيته من فوق البيت وكان يرد على طلقاتهم حتى ردهم، وفشلوا في تحقيق غرضهم. وجاء الشرطة وأمروه أن ينزل، فتباطأ أول الأمر، ثم عاد يقول: إن سيده حضرة خليفة المسيح أمر بطاعة أولي الأمر. وما أن نزل الشهيد حتى أردوه قتيلا برصاص الشرطة في الأغلب.
وبينما كان يموت نطق بالشهادتين قائلا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، (وكان دائما يود أن يموت شهيدا)، ثم أوصى أن يدفن في ربوة، ثم لقي ربه. (صفية عزيز، مسئولة الرعاية بعائلات تشك سكندر، واللاجئة حاليا في ربوة).
- كنت أقطن في تشك سكندر، وعندما أحرق معارضونا بيوتنا وطردونا من القرية جئت إلى كهريان لأعيش مع جدي. الملاة يدبرون لنفس المأساة هنا في كهاريان أيضا. (إكرام الله، تلميذ في مدرسة ابتدائية ، كهاريان).
- اتهموني أنا وأخي ووالدي المسن بالتورط في قتل أحد المعتدين خلال العدوان على منازل الأحمديين يوم 1989،7،16. فاعتقلتني الشرطة على الفور، وأخذوني إلى مخفر شرطة كهاريان. بعد ذلك توجه بعض الأوغاد إلى مزرعتنا، وأمسكوا بوالدي، وجاءوا به إلى القرية، وهم يضربونه ويركلونه طوال الطريق. ثم طالبوا بأن يسلم أخي الآخر للشرطة، وأخبروه انه سوف يقاسي أيضا إذا لم يتبرأ من عقيدته. تسلل والدي من القرية واصطحب معه النساء والأطفال، ولا يزال مشردا. وانتهى المطاف بنا إلى السجن مع 17 أحمديا آخرين. وادعت الشرطة أن المعتدي الهالك قد قتل بقذيفة أطلقتها، وأن المعتدي الجريح أصيب بقذيفة من أخي مبشر أحمد.
ويبدو أنهم لا يبالون بالبحث عن المسئول عن قتل الأحمديين: رفيق أحمد ثاقب ونذير ساقي والبنت ذات العشر سنوات “نبيلة”. ولم تعتقل الشرطة شخصا واحدا من مناهضي الجماعة مع أننا تعرفنا على كثير منهم. والسبب وراء ذلك أن ضباط شرطة (كجرات) منحاز إلى الملات، وينفذ تعليمات رؤسائه. ولقد أرسل المعارضون رسالة إليّ عن طريق بعض أقاربي أن بوسعي النجاة بحياتي إذا ما تبرأت من عقيدتي. ولكنني لا أحفل بقولهم، وأفضل أن أضحي بحياتي في سبيل الحق على الكذب. (مظفر أحمد، سجن كجرات).
- كنت أسير إلى تشك سكندر قادمة من قرية (دوريا) المجاورة، فشاهدت خارجها رجالا مسلحين كثيرين. سألت أحدهم عما حدث فقال: إن الناس يتجمعون لمشاهدة “تناطح الكباش”. دخلت القرية، وبينما كنا نتناول الطعام جاءت مظاهرة إلى باب بيتنا وبدأ إطلاق النار. أضرموا الحريق في البيوت، وكان بيت جارنا الأحمدي مشتعلا، فأسرعنا نتسلق السطح إلى بيت أحمدي آخر، فوجدناه قد أخلي من سكانه، فاختبأنا في المطبخ. ولما أحرقت الغوغاء هذا البيت أيضا سارعنا إلى بيت جار غير أحمدي ولكنه رفض أن نجد عنده الملجأ من العدوان والنيران. فعدنا نتسلق السطح ونزلنا في بيت آخر غير أحمدي، فآوانا حتى حلول الظلام، ورافقتنا سيدة البيت إلى خارج القرية، وقالت للمسلحين الذين كانوا يبحثون عن الأحمديين بأننا بعض أقاربها.
وهكذا كتبت لنا النجاة من هذه المذبحة. (حليمة نصيرة، من كراتشي، تصادف وجودها في تشك سكندر يوم العدوان).
- كل مسلم أحمدي يسكن القرية يقاسي، حتى الشرطة كانت تطالبنا بالبراءة من عقيدتنا الأحمدية، وأن نصلي خلف محمد أمير، وأن نقسم بأننا لم نعد أحمديين، وأن نتلفظ بقول بذيء دنس ضد حضرة مؤسس الأحمدية. ولم يسمحوا للعائلات التي غادرت القرية بالعودة إليها. ومن يجازف منهم بذلك يضربه الأنذال ويطردونه. وكل ما تركه الأحمديون في بيوتهم نهبوه مرة بعد مرة. ولم يسمحوا لأي أحمدي أن يرعى مزرعته. (السيدة فاتح بيجوم، من تشك سكندر).
من أخبار فيصل آباد
في العاشر من أبريل 1989، قاد المتعصبون المتعطشون للدماء عصابة من الغوغاء وتوجهوا للهجوم على قرية تشك 563 GB، محافظة فيصل آباد. كانت إحدى السيدات الأحمديات، وتدعى كوثر ناهد، على وشك أن تضع وليدها وكانت ترقد في فراشها وحتى أتاها المخاض. كان الوقت عقب الغروب عندما لاحظت أن غرفتها بدأت بدخان كثيف. كان البيت كله يحترق. تحاملت السيدة على نفسها، وغادرت البيت في الوقت المناسب، ولم تدرِ أين تذهب. دعاها جارها غير الأحمدي إلى بيته في عطف.
وبينما كانت السيدة راقدة تستشعر القلق على سلامة أسرتها لاحظت أن أوجاعها قد خفت واستراحت. وبعد يومين وضعت طفلا صحيحا، وبعد أن حمدت الله وشكرته على ما وهبها من صبي، قامت بدروها فوهبته للجماعة الإسلامية الأحمدية ليخدم الإسلام في نطام”وقف نو” (أي الوقف الجديد) كما نذرت من قبل.
قلق الأحمديين بشأن انتهاك الحرمات
كتبت جريدة (الأمة) اللاهورية في عددها الصادر يوم 1989،6،19: لاهور، لمراسلنا: أعرب سكرتير الجماعة الإسلامية الأحمدية في لاهور السيد راجا غالب عن قلقه بشأن انتهاك مراكز الصلاة للجماعة، وطالب الحكومة لتكوين لجنة يرأسها قاض من المحكمة العليا للتحقيق في هذه الوقائع، وادعى أنها مؤامرة لدفع الجماعة القاديانية نحو العنف.
وفي مؤتمر صحفي بفندق محلي يوم الأحد، قال راجا غالب بأن بعض من وصفهم بالأصوليين الدينيين المتعصبين هاجموا مراكز لصلاة القاديانيين في منطقة مغل بورا، وأزالوا الكلمة من على الجدران (أي شهادة الإسلام: لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي يزعم المعارضون أن وجودها في مساجد الأحمديين تحرق قلوبهم وتجرح مشاعرهم!
وقال: قبل وقوع هذه الحادثة بيوم واحد، عقد المولوي منظور أحمد شنيوتي اجتماعا مشبوها في المنطقة حرض فيه غير الأحمديين ضد الأحمديين. وأضاف: ومع أننا أخبرنا الشرطة قبل الحادثة بيوم، إلا أنهم لم يظهروا في موقع الحادث المؤسف ولمدة طويلة بعده. وقال: لقد وقعت أحداث مماثلة من قبل هذا في سارجودا وسيالكوت وننكانة صاحب وفي أماكن أخرى بالمدينة، ولكن الحكومة لم تبد أي اكتراث لها.
ملاحظة: الجريدة تسمي مساجد الأحمديين “مراكز الصلاة” لأن القانون الغاشم الذي أصدره الدكتاتور الهالك ضياء الحق يحظر إطلاق اسم مسجد على مساجد المسلمين الأحمديين، ولكنها مساجد على منوال المسجد النبوي في المدينة المنورة الذي أسسه النبي محمد المصطفى لعبادة رب الإسلام ومنزل القرآن ، وستبقى مساجد لله تعالى، يذكر فيها اسمه المسلمون الأحمديون بالغدو والآصال، رغم أنف الأعداء.