الحديث عن استرقاق الإنسان لأخيه الإنسان في الماضي هو حديث ذو شجون، ومع هذا ينبغي ألا يُلهينا عن مواجهة استرقاق من نوع جديد بدأ شبحه يلوح في عصر الآلة التكنولوجية، إنه العبودية الرقمية، فلنحذر!
الإسلام دين درج على احترام التنوع الطبيعي في الثقافات والأديان، حتى نبغ من رعايا المجتمع الإسلامي علماء أفذاذ من غير المسلمين أيضا، فهو الدين الذي كفل حق المواطنة لجميع رعايا مجتمعه ما دام الجميع مطالبون بأداء نفس الواجبات، فبأي خديعة نصدق أن الإسلام دين قمعي يمارس التهميش على من يقع تحت ظله ولا يدين به؟! إنها ولا شك عملية تلاعب بالعقول!
نبيذ معتقة في جرار جديدة، هكذا وصفت نخبة من المفكرين قضية العولمة، في إشارة إلى قدم المفهوم، وإن كان المصطلح يبدو جديدا، وعلى الرغم من الحساسيات التي يثيرها طرح مصطلح العولمة في الأوساط الإسلامية، فقد يتفاجأ البعض بأن الإسلام أفاد منها أي إفادة، ثم صدرها لحضارة العصر الحديث.
لا شك أن سياسة العالم المعاصر واقتصاده يعكسان نقلة حضارية عظيمة خطتها الإنسانية، وعلى الرغم من هذا التقدم العظيم إلا أن الأخطاء المرتكبة الآن هي ذاتها المرتكبة منذ آلاف الأعوام، فلا نستغرب من ذكر خطايا الأمم الغابرة في القرآن، فهذا الذكر كان على سبيل النبوءة بأن نفس الخطايا سيمنى بها عالمنا اليوم، وعلى ذكر الخطايا والبلايا يأتي ذكر الحلول والعلاج، وهذا ما قدمه القرآن الكريم لخير الإنسان ومصلحة الإنسانية.
أمور كثيرة تدعونا إلى الزعم بفكرة أن الإسلام كان بوابة العالم إلى عصر العلم الحديث، هذا العصر الذي تميز في رأي مؤرخي العلم قاطبة بإجراء التوثيق العلمي وتحقيق نسبة النصوص إلى أصحابها، والقراءة النقدية للمصادر والمتون، ستغمرنا الدهشة إذا ما عرفنا أن أول من سلك مسلك التوثيق العلمي كان واحدا من صحابة نبي الإسلام (ص).
الله تعالى أهل الرحمة، بمعنى أن كل أفعاله عز وجل في أساسها رحمة مطلقة، وإن بدت لنا على النقيض من ذلك، ومن رحمات الله عز وجل البادية لنا بمظهر قاس ما نمنى به من مصائب وفواجع على الصعيد الفردي والاجتماعي، فإنما هذه المصائب بهدف تربيتنا وتعليمنا.. ومن ذلك لا نجد حرجا في القول بأن من رحمات الله.. كوفيد 19! ولئن كانت ظروف انتشار المرض قد حالت بيننا وبين اداء فريضة عزيزة على قلوبنا نحن المسلمين، فإنها من جانب آخر لفتت انتباهنا نحو جوهر فريضة الحج وشعائره ومناسكه..
كما أن من طبع الحرباء التلون بحسب ما يستجد من ظروف، كذلك يتلون معاندو مبعوث السماء في كل العصور، فهم يفتقرون دوما إلى المبدأ الثابت.
النيل من مقام الخلافة أمل كاذب طالما يداعب ذرية الشيطان في كل العصور، منذ أن تسبب ذلك المقام الأسمى في طرد سلفهم الشيطان الأول من الجنة مذؤوما مدحورا، ولأن قضية الخلافة فرع من أصل، هو قضية النبوة، فإن المفسدون يدركون أن نفي الأصل يعني نفي الفرع بالتبعية، وقصة تسور المحراب التي قصها علينا القرآن المجيد تميط اللثام عن أسلوب تخطيط أعداء الخلافة في كل العصور، فسبحان عالم الغيب الذي لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول!
تزامنا مع صدور عدد إبريل يهل علينا هلال شهر آخرَ فضيل، إنه شهر رمضان المعظم، ومنا من يُقسم بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِ لَئِنْ حل عليه هذا الشهر لَيَكُونُنَّ من المهتدين، فلماذا نسعى إلى التغيير المحمود في رمضان؟ ولماذا يفشل أكثرنا في تحقيقه؟!
لعصرِ التقدم التقني حماقاته كذلك، فلقد سجلت مؤشراته أدنى درجات الغباء الروحي منذ قرون، ذلك الغباء المتمثل في غض الطرف ملية عن المسبب، وقصر النظر على الأسباب العارضة، وذلك الغباء بلغ من الخطورة أنه ينتقل بالعدوى، لهذا لا يُستغرب وقوع متدينين كثر ضحية له..