سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 19

سيرة المهدي – الجزء 1 الحلقة 19

مرزا بشير أحمد

  • سوانح عائلة المسيح الموعود
  • رسائل تكريمية
  • كتاب أمراء البنجاب وسيرة المسيح الموعود عليه السلام وعائلته
  • تصحيحات ضرورية

__

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد كتب المسيح الموعود للمسؤولين في الحكومة في كتيب: “كشف الغطاء” أحوال عائلته كما يلي:

“إن عائلتي هي عائلة ولاة، وكان أجدادي ولاة البلاد وأمراءها الذين كانوا الآمرين الناهين في ولايتهم، وقد تعرضوا للدمار المفاجئ في عهد السيخ. مع أن للحكومة الإنجليزية أياديَ بيضاء على الجميع إلا أن لها على أجدادي أكثر من غيرهم لأنهم تخلصوا بلجوئهم إلى ظل هذه الحكومة من أتون النار، وخرجوا من حياة الخطر إلى الأمن. كان أبي ميرزا غلام مرتضى زعيما معروفا يحظى بصيت طيب في هذه المنطقة. وقد كتب كبار المسؤولين الحكوميين بكلمات قوية أنه مخلص صادق ووفيٌّ للحكومة. وكان يُعطَى كرسيا في بلاط الحاكم، كما أن كبار الحكام كانوا ينظرون إليه بإكرام واحترام دائما. وبسبب أخلاقه الكريمة كان المسؤولون في المحافظة والمديرية أيضا يزورونه في بيته بين الفينة والفينة لأنه كان زعيما وفيًّا في نظر المسؤولين الإنجليز. وإنني متأكد بأن الحكومة لن تنسى خدمته أنه قدّم عونًا للحكومة من جيبه الخاص، وفوق مقدرته، أي قدّم خمسين فرسا في فترة حرجة في عام 1857م مع خمسين فارسا من أقاربه وأصدقائه. وقد ضحّى عديدٌ من أقاربه من هؤلاء الفرسان بأرواحهم في قتال بطولي مع المفسدين في الهند. وقد اشترك أخي المرحوم ميرزا غلام قادر في حرب “تِمّون” وقاتل بعاطفة التضحية.

باختصار، أثبت أجدادي وفاءهم عند الحكومة بدمائهم وأموالهم وخدماتهم المتواصلة. إنني متأكد بناء على تلك الخدمات بأن الحكومة السنِيَّة لن تعتبر عائلتنا كالرعايا العاديين، ولن تضيِّع أبدا حقوقَها التي ثبتت عليها أثناء تلك الفتنة الكبيرة. لقد ذكر السير “ليبل غريفن” في كتابه: “تاريخ زعماء البنجاب” والدي وأخي ميرزا غلام قادر أيضا. وفيما يلي أسجل بعض رسائل كبار المسؤولين التي تتناول ذكر بعض خدمات والدي وأخي.

Translation of Certificate of  J.M. Wilson

To, Mirza Ghulam Murtaza Khan chief of Qadian.

I have pursued your application reminding me your and your family’s past services and rights. I am well aware that since the introduction of the British Government you and your family have certainly remained devoted faithful and steady subjects and that your rights are really worthy of regard. In every respect you may rest assured and satisfied that the British Government will never forget your family’s  rights and services which will receive due consideration when a favourable opportunity offer itself.

You must continue to be faithful and devoted subjects as in it lies the satisfaction of the Government and your welfare.

11-06-1849  –  Lahore

ترجمة رسالة السيد ج.م. ولسن (رقم 353)

إلى السيد ميرزا غلام مرتضى خانْ رئيس قاديان.

لقد اطلعت على طلبكم الذي ذكّرتموني فيه بخدماتكم وخدمات عائلتكم سابقا وحقوقكم. وإني على دراية أنكم ظللتم بالتأكيد مخلصين أنتم وعائلتكم منذ مجيء الحكومة البريطانية، وإن حقوقكم جديرة بأن ينظر إليها باحترام. وعلى كل حال يمكنكم الاقتناع والاطمئنان أن الحكومة البريطانية لن تنسى أبدا حقوق عائلتكم وخدماتها التي ستنال التقدير المستحق في الفرصة المناسبة السانحة. عليكم أن تظلوا رعايا مخلصين لأن في ذلك رضا الحكومة ومصلحتكم.

في 11/6/1849 أنار كلي بلاهور

Translation of Mr. Robert Cast’s Certificate

Mirza Ghulam Murtaza Khan Chief of Qadian.

As you rendered great help in enlisting sowars and supplying horses to government in the mutiny of 1857 and maintained loyalty since it’s beginning up-to-date and thereby gained the favour of the government a Khilat worth Rs.200/- is presented to you in recognition of good services and as a reward for your loyalty. Moreover, in accordance with the wishes of the chief commissioner as conveyed in his No.576 dated 10th August 1858. This parwana is addressed to you as a token of satisfaction of government for your fidelity and repute

20-09-1858, Lahore.

ترجمة رسالة السيد روبيرت كاست حاكم لاهور

إلى السيد  ميرزا غلام مرتضى خان رئيس قاديان

لما كنتم قد قدمتم مساعدة عظيمة بتجنيد الفرسان وتوفير الخيول للحكومة في أثناء مفسدة عام 1857م وبقيتم مخلصين منذ بدايتها حتى هذا الحين، مما أكسبكم مكرمة من الحكومة؛ فتُعطى لكم مِنْحة 200 روبية اعترافا بخدماتكم الحسنة ومكافأةً على إخلاصكم. وبرغبة من المفوض الأعلى المذكورة في رسالته رقم 576 بتاريخ 10 آب/أغسطس 1858م، كُتبت هذه الشهادة وهي تقدَّم لكم دليلاً على رضا الحكومة بإخلاصكم وسُمعتكم.

في 20 أيلول/سبتمبر 1858م

Translation Sir Robert Egerton

Financial Commissioner’s letter

Dated 29 June 1876

My dear friend Ghulam Qadir. I have perused your letter of the 2nd instant and deeply regret the death of your father Mirza Ghulam Murtaza who was a great well wisher and faithful chief of Government.

In consideration of your family services, I will esteem you with the same respect as that bestowed on your loyal father. I will keep in mind the restoration and welfare of your family when a favourable opportunity occurs.

ترجمة رسالة السير روبيرت إيجرتون. المفوض المالي ،

المحررة بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 1876م

صديقي العزيز غلام قادر. لقد اطلعت على رسالتك المحررة في الثاني من الشهر الجاري، وإني تأسفت كثيرًا على وفاة والدكم ميرزا غلام مرتضى الذي كان عظيم التمني للخير وزعيما مخلصا للحكومة.

وتقديرا لخدمات عائلتكم فإننا سوف نقدّر لكم بالتقدير نفسه الذي كان يحظى به والدكم المخلص. سوف أضع في بالي إعادة أملاككم ورفاهية عائلتكم عندما تسنح الفرصة.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد وردت في كتاب Punjab Chiefs أي «أمراء بنجاب» أحوال عائلتنا بعد وفاة ميرزا غلام مرتضى بالكلمات التالية:

«توفي مرزا غلام مرتضى – الذي كان طبيبًا حاذقًا – في 1876، وخلَفه ابنه ميرزا غلام قادر الذي كان مستعدا دومًا لمساعدة أعضاء الحكومة المحلية. وكانت لديه شهادات كثيرة أعطيت له من قبل أولئك المسؤولين الحكوميين الذين كان بيدهم زمام إدارة الأمور. ظلّ مرزا غلام قادر يعمل لفترة قصيرة مشرفًا في مكتب محافظة غورداسبور. توفي ابنه الوحيد في الصغر فتبنىّ ابنَ أخيه مرزا سلطان أحمد الذي يُعدّ رئيس الأسرة بعد وفاة غلام قادر أي منذ 1883.

بدأ مرزا سلطان أحمد الوظيفة الحكومية من منصب نائب رئيس المديرية، وهو يعمل الآن نائب المفوض الإضافي، كما أنه مختار لبلدة قاديان أيضا، ولكن ينوب عنه في هذا العمل نظام دين وهو الابن البكر لعمه غلام محيي الدين. ولنظام دين أخٌ آخر اسمه إمام الدين الذي توفي في 1904 عند محاصرة دلهي وكان قائدًا لإحدى الكتائب في جيش «هدسون هارس»، وكان والده غلام محيي الدين يشغل منصب رئيس المديرية.

ومن الجدير بالذكر هنا أن مرزا غلام أحمد الذي كان الأخ الأصغر لغلام مرتضى أصبح مؤسسا لفرقة مسلمة شهيرة تُسمى الأحمدية. لقد ولد مرزا غلام أحمد في عام 1839م وتلقى تعليمًا جيدًا. وأعلن في عام 1891 أنه المهدي والمسيح المنتظر في الديانة الإسلامية. وبما أنه كان عالمًا جليلا ومناظرًا جيدًا لذلك فقد استطاع بين ليلة وضحاها جمع كثير من الناس حوله. ويذكر أنه قد بلغ عدد هذه الفرقة الأحمدية في البنجاب وفي الأماكن الأخرى من الهند قرابة ثلاثمئة ألف نسمة. كان مرزا غلام أحمد مؤلفًا لكثير من الكتب باللغة العربية والفارسية والأردية وردّ فيها على قضية الجهاد المعروفة، ويُظنّ أن كتبه تركت تأثيرًا جيدًا على المسلمين. ظلّ مرزا غلام أحمد يتعرض لمشاكل كثيرة سنوات طويلة، لأنه ظل يباحث ويناظر معارضي طريقته ويتابع بعض القضايا المرفوعة ضده من قبلهم. ولكنه كان قد اكتسب مكانة محترمة قبل وفاته في عام 1908 حتى إن معارضيه أيضا بدأوا يحترمونه. إن مركز هذه الفرقة هو قاديان حيث فتَحَتْ مؤسسةُ الأنجمن الأحمدية مدرسةً كبيرة، كما أن لها مطبعةً أيضا تُنشر بواسطتها أخبار هذه الفرقة وإعلاناتها. لقد خلف مرزا غلام أحمد الحكيمُ المولوي نور الدين وهو طبيب ذائع الصيت وكان قد توظف بضع سنوات عند المهاراجا في كشمير. عددُ أقارب مرزا غلام أحمد الذين اتبعوه في نهجه قليل جدًّا.

ولهذه الأسرة حقوق ملكية على بلدة قاديان كلها وهي منطقة كبيرة، إضافة إلى ذلك لهم حق الملكية على ثلاث قرى مجاورة لقاديان بنسبة خمس بالمئة من ضرائبها.»

لقد وردت في هذا المقتبس المذكور بعض الأخطاء المتعلقة بالأحداث الواقعية فلا بد من تصحيحها.

أولا: ورد فيه أن عمّنا قد تبنّى مرزا سلطان أحمد، وهو ليس صحيحًا، بل الواقع هو أنه بعد وفاة عمِّنا سجل المسؤولون في أوراق الممتلكات والعقارات أنه متبناه وذلك تنفيذًا لرغبة عمّتنا.

ثانيًا: ذُكر أن مرزا سلطان أحمد كان رئيسًا للأسرة في حياة المسيح الموعود ، وهو ليس صحيحًا بداهة.

ثالثًا: ورد في المقتبس أن مرزا سلطان أحمد ابن عم مرزا نظام الدين، وهو خطأ أيضا والصحيح أن مرزا نظام الدين كان عمّه1.

رابعًا: ورد فيه أن مرزا نظام الدين كان الابن البكر لمرزا غلام محيي الدين، وهو خطأ والصحيح أن مرزا إمام الدين كان الابن البكر له.

خامسًا: ذُكر فيه أن مرزا غلام أحمد المسيح الموعود ولد في عام 1839. وكما ذكرنا أنه ليس صحيحًا وفق التحقيق، بل الصحيح هو 1836 أو 1837.

سادسًا: كُتبَ أن عددًا قليلا من أقارب المسيح الموعود قد آمنوا به. وهو خطأ أيضا، لأن الأمر الواقع هو أن معظم أقاربه قد عارضوه في البداية ولكن بعد ذلك مات البعض واهتدى بعضهم الآخر، ولم يبق الآن إلا عدد قليل من أقاربه المعارضين، ومعظم أفراد عائلته الآن يؤمنون به ويدخلون في خدامه.

إضافة إلى ذلك ذُكر السبب لرقي المسيح الموعود ونجاحه أنه تلقى تعليمًا جيّدًا، وأنه كان عالمًا جيدًا في العلوم الدينية ومناظرًا قويًّا، وهو ليس صحيحًا أيضا؛ إذ لم يكن المسيح الموعود من العلماء الكبار من حيث اكتساب العلوم الظاهرية. كما أنه لم يكن يملك خبرة ومهارة في علم المناظرة، بل كان طبعه يتسم بنوع من الحجاب بحيث كان يفرّ بدايةً من إلقاء الكلمة في الجلسات العامة، وعندما أقامه الله تعالى على هذا المنصب فقد نال بذلك تلك القوة بحيث كانت صفوف من المعارضين تسقط صريعةً بهجمة واحدة منه، وكانت كلمة واحدة منه تقضي على خطابات الأعداء الممتدة للساعات الطوال. وفوق كل ذلك لقد أعطي جذبًا مغناطيسيًا على شاكلة الأنبياء، فكانت الأرواح السعيدة تنجذب إليه تلقائيًا. كما نُصِر من الله تعالى بالرعب بحيث كان أشجعُ الأعداء يتعرضون للقشعريرة أمامه، وكان حضرته قد تحلى بالحسن والإحسان المعجِز، وكانت نصرة  الله تعالى وتأييده يحالفانه عند كل خطوة. هذه هي الأمور التي أسهمت في نجاح حضرته وإلا فقد جاء في هذه الدنيا مَن كانوا أعلم منه وأكثر دراسة للمنطق إلا أنهم برزوا كالفقاقيع وسرعان ما انتهوا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك