هل نحن صادقون في أعمالنا؟

هل نحن صادقون في أعمالنا؟

أسامة عبد العظيم

https://soundcloud.com/altaqwa/wteuuw1o66zt
  • أيمكن أن يصدق المرء القول بينما يوصف بالكذب؟
  • كيف يكون المرء صادقا بحق؟
  • كيف للمسلم أن يكون أحمديا عمليا؟

__

يُؤمر أحدنا بالصدق فأول ما يتبادر لذهنه هو أن لا يقول خلاف الحقيقة، وأن يتحرى الصدق والحق في أقواله..

إلا أن للصدق معان أشمل وأوسع من مجرد صدق الحديث، فالأعمال أيضًا قد يكون الإنسان صادقًا فيها وقد يكون من الكاذبين تمامًا مثل الأقوال..

فما حقيقة الصدق في العمل، وكيف يكون الواحد منا صادقًا في أعماله كما هو صادق في أقواله.

الحق أن الصدق في العمل معناه أن ينغمس فيه العبد بكل طاقاته وقواه ومواهبه، وألا يدخر وسعًا من جهد أو طاقة أو موهبة لأداء العمل..

فالصدق في الأعمال لا يعرف أنصاف الجهود، ولا أنصاف المواهب، ولا أنصاف الطاقات..

الصادق في عمله هو العاشق المشغوف بالعمل، الذي يفكر فيه ليل نهار، ويسعى لأدائه بكل ما أُوتي من القوى والمواهب، ولا يعترف بالصعاب ولا يؤمن بالعقبات، بل تتحطم كل صعوبة وعقبة على صخرة إصراره وعزيمته..

الصادق في عمله لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار حتى يؤدي عمله على أكمل وجه بشري ممكن، ثم هو بعد ذلك يستغرق في التوبة والاستغفار عن تقصيراته وضعفه البشري.. ولا يرى لنفسه أي فضل فيما قام به، بل هو يُوقن أنه ما كان له أن يقوم بالعمل لولا أن أقامه الله تعالى.. فهو بين جناحي الشكر على نعمة التوفيق، والحذر من الرد وعدم القبول..

الصادق في العمل قلبه معلق بالله، وروحه ساعية نحو محبته ورضاه، يستوي عنده مدح الخلق أو ذمهم، فلا يقعد عن أداء العمل لأجل النقد والتجريح، ولا يزداد حماسًا بالمدح والتشجيع..

لو كان وحده في صحراء قاحلة فلن تفتر همته عن العمل ولن تتغير لو أحاط به الخلق جميعًا..

أينما توجه بصره لا يرى إلا وجه الله الكريم، ولسان حاله وهو يقوم بأداء الأعمال (وعجلت إليك رب لترضى)..

وقد لخص حضرة سيدنا أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز حالة الصادق في عمله بتلك الكلمات الجميلة الموجزة فقال:

“ليكون المرء أحمديًّا عمليًا لا بد له من العمل بكل قواه وقدراته ومواهبه، كما توقع المسيح الموعود من كل أحمدى .فقد وضّح أنكم  إن كنتم لا تسعون للعمل بها بكل ما أُوتيم من القوى والمواهب فإن إعلانكم ليس إلا كلامًا فارغًا فقط”.

(من خطبة الجمعة لحضرة الخليفة الخامس أيده الله بنصره العزيز ٢/١١/٢٠١٨)

Share via
تابعونا على الفايس بوك