نظامنا الغذائي وصحتنا النفسية

نظامنا الغذائي وصحتنا النفسية

ثمر حفيظ

دكتوراه في علم النفس
  • لماذا يُعد تناول الأغذية المصنعة من بين أسباب سوء التغذية؟
  • كيف أن المعززات الحيوية تمثل مخرجا واسعا من مأزق سوء التغذية؟
  • كيف لنوعية الطعام أن تؤثر سلبا أو أيجابا في نفسيتنا ونمط حياتنا؟

___

شيء من خطورة الأغذية المصنعة

شهدت البشرية في الآونة الأخيرة قفزة كبيرة في أنماط الحياة. فالزيادة الفائقة في استهلاك الوجبات المصنَّعة سريعة التجهيز والمحتوية على نسب عالية من “الصوديوم” بالإضافة إلى عدم ممارسة التمارين البدنية الكافية، كل هذا جعل طائفة عظيمة من الناس أكثر عرضة لمختلف المشاكل الصحية العقلية والبدنية حتى إن الأبحاث الناشئة في علم الأعصاب الغذائي والطب النفسي باتت تفترض وجود علاقة وطيدة بين النظام الغذائي من جهة والعواطف البشرية والإدراك والسلوك من جهة أخرى.

الحل في السايكوبيوتك!

ومؤخَّرا تم التوصل إلى اكتشاف ما أصبح يعرف باسم “السايكوبيوتك” أو”المعززات الحيوية” وفوائدها على الصحة العقلية. يمكن لهذا البحث متعدد المجالات أن يغير نظرتنا إلى العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية والجسدية. وقبل أن نغوص في أعماق هذه الظاهرية دعونا نفهم أولاً ما هي بالضبط المعززات الحيوية.

بكتريا الأمعاء، وكيف تؤثر في سلامة الدماغ!

إن “السايكوبيوتك” هي “البروبيوتيك” أي بكتيريا الأمعاء النافعة تدعم وظيفة المناعة والتي وُجد أنها تؤثر إيجابياً في الصحة العقلية للفرد. من المعروف أن هذه الكائنات الحية تعمل على تحسين بيئة الجهاز الهضمي. تم توسيع نطاق ما يعرف بالمعززات الحيوية ليشمل “البريبيوتك” أي الأطعمة المغذية لبكتيريا الأمعاء النافعة وهي ألياف قابلة للذوبان في الماء فتكون هلامية تستهلكها البكتيريا في الأمعاء فتثري التنوع البكتيري في الأمعاء فيؤدي ذلك إلى تعزيز شامل لصحة الفرد البدنية والعقلية.

هل تساءلت يوماً لماذا عندما تشعر بالقلق أو الحزن أو التوتر أو الإرهاق فلماذا تصدر أول ردة فعل عادة من الأمعاء؟ إن كلا من الأمعاء والدماغ تجمعهما علاقة وثيقة وبينهما خط اتصال ساخن إن جاز التعبير.

ويمكننا القول بأن أمعاءنا بمثابة دماغنا الثاني، لا سيما بعدما توصلت الأبحاث الحديثة إلى ما بينهما من صلة قوية، وهي الصلة التي اتفق المختصون على الإشارة إليها باسم “محور الميكروبيوم بين الأمعاء والدماغ”. ولهذا المحور علاقة ثنائية الاتجاه، مما يعني أنه يمكن لأحد طرفيه التأثير على الآخر من خلال تنظيم استجاباته للتوتر والقلق والقضايا المتعلقة بالمزاج والذاكرة وعمليات التعلم.

يوجد في الأمعاء عدد كبير من الأعصاب. العصب الأساسي الذي يربط الدماغ والأمعاء هو العصب المبهم والذي يسمى أيضا بالعصب الحائر، وهو متصل بالجهاز العصبي اللاوِدّي الذي يعدّل المزاج والمناعة والتنفس ومعدل ضربات القلب والهضم. هذه الوظائف لا إرادية، أي أننا لا يمكننا التحكم فيها بصورة مباشرة.

تحتوي بطانة الأمعاء على العديد من مستقبلات “السيروتونين” و”الدوبامين”، وكلاهما من المواد الكيميائية ومحفزان أو ناقلان عصبيان، يساعدان على تحسين الحالة المزاجية وتخفيف القلق. وبالتالي، فإن البكتيريا سالفة الذكر بمثابة مُحسِّن حيوي للمزاج، لا سيما بعدما ثبت من أن الاضطرابات في نسبة البكتيريا المَعِدية المعوية من جانب والالتهاب المعوي من جانب آخر كلاهما من العوامل المؤثرة في نشوء الأعراض الناجمة عن القلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.

وجد أيضاً أن التوتر والقلق يمكن أن يسببا أو يفاقما حالات مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، وهو اضطراب معوي يسبب تقلصات القولون ومن أعراضه حدوث الغازات والانتفاخ والإسهال والإمساك.

ومؤخَّرا تم التوصل إلى اكتشاف ما أصبح يعرف باسم “السايكوبيوتك” أو”المعززات الحيوية” وفوائدها على الصحة العقلية. يمكن لهذا البحث متعدد المجالات أن يغير نظرتنا إلى العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية والجسدية. وقبل أن نغوص في أعماق هذه الظاهرية دعونا نفهم أولاً ما هي بالضبط المعززات الحيوية.

فوائد مثبتة للمعززات الحيوية على الصحة العقلية والجسدية  

يمكن أن يرتبط تحسن صحة الأمعاء

بتحسن الصحة العقلية والبدنية. فيمكن استخدام المعززات الحيوية، والاستفادة من تأثيراتها الإيجابية في مجال العلاج النفسي، للتعامل مع أعراض الإجهاد المزمن أو الحاد والقلق واضطرابات المزاج مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب ومعالجتها. ويمكن كذلك علاج أو تحسين أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS) ومرض التهاب الأمعاء (IBD).

هناك فوائد صحية أخرى لاستخدام المعززات الحيوية كطعام أو كمكمل غذائي، ومنها:

  • تحسين الهضم
  • تقوية المناعة.
  • زيادة مستويات الطاقة.
  • تخفيض مستويات “الكورتيزول” (هرمون التوتر الأول)
  • تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
  • تقليل خطر الإصابة بالتهاب مزمن في الجسم والدماغ
  • تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر والاختلالات المعرفية الأخرى
  • الوقاية من السمنة
  • تحسين نوعية النوم
  • المساعدة في تصنيع بعض الفيتامينات الأساسية مثل حمض الفوليك  وفيتامين ب3 (نياسيناميد) وفيتامين ب12 وفيتامين ك.
Share via
تابعونا على الفايس بوك