الدرس المستفاد من نماء جماعة المؤمنين برغم مكائد المعارضين

الدرس المستفاد من نماء جماعة المؤمنين برغم مكائد المعارضين

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • وقائع الأحداث الجارية تثبت فشل المعارضين في كل مسعى
  • شواهد معاصرة على نماء جماعة المؤمنين برغم مكائد المعارضين

___

خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي بتاريخ 19/5/2023م

في مسجد مبارك إسلام آباد تلفورد

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرّجيم.

[بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم* الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ]، آمين.

قال المسيح الموعود في موضع عن فضل الله تعالى على الجماعة وعن ازدهارها المستمر:

«من معجزة الله العظيمة أن هذه الجماعة رغم كل هذا التكذيب والتكفير وجهود معارضينا المضنية تتقدم ويتزايد عددُ أعضائها… إن معارضينا يستنزفون الجهود ليلَ نهار، ولا يدِّخرون جهدًا في أنواع المكايد للقضاء على هذه الجماعة، لكن الله يزيد جماعتنا بانتظام. هل تعرفون ما الحكمة في ذلك؟ ألا إن الحكمة في ذلك هي أن الذي يبعثه الله في الحقيقة والذي يأتي من الله فعلا، يتقدم وينمو يوما بعد يوم، وتزدهر جماعته يومًا بعد يوم، والذي يسعى لمنعها يواجه يوما بعد يوم الذلةَ والهوان، ومعارضوه ومكذبوه يموتون في نهاية المطاف بحسرة كبيرة… لا مانع لما أراد الله في الحقيقة من عنده، ومهما يبذل أحدٌ من الجهود الجبارة، ويفكر في آلاف المكايد فإنه لا يستطيع أن يوقف الجماعة التي أقامها الله وأراد ازدهارها. لأنه إذا توقفت الجماعة بهذه المساعي فلا بد من التسليم بأن المانع غلب اللهَ، مع أن الله لا يُغلَب.» (الملفوظات)

نرى مشاهد تحقق ذلك يوميا. لقد بذل الخصوم جهودهم على المستوى الفردي، كما أنهم أجمعوا كيدهم ضد الجماعة متعاضدين مع بعضهم البعض ومتحدين. ولكن الله تعالى كان قد وعد المسيح الموعود قائلا: سأبلغ دعوتك إلى أقصى أطراف الأرضين. وقال: وأُكثِر من حزب محبيك المخلصين. فبحسب وعده هذا نرى ازدهار الجماعة في العالم. يتوهَّم هؤلاء المشايخ المزعومون والمعارضون أنهم سيقضون على جماعة المسيح الموعود بأفواههم ولكنهم لا يعلمون أنهم يبارزون الله تعالى، وإن مبارزة الله تعالى لن يتمخَّض عنها إلا دمارهم هم أنفسهم، والله تعالى يعين عبده ويؤيده وينصره. ونرى مشاهد تأييد الله ونصرته في البلاد النائية أيضا حيث يصعب وصول الإنسان إليها عموما لصعوبة الطرق ولكن الله تعالى يري مشاهد تأييده هناك أيضا. ويبذل المعارضون كل ما بوسعهم ولكن تبوء جهودهم بالفشل. وفي بعض الأماكن يريدون أن يبثوا الخوف في قلوب الأحمديين بإلحقاقهم الضرر المادي والروحي ولكن هذه الأمور تزيد أفراد الجماعة إيمانا.

غيض من فيض آيات تأييد الله تعالى لجماعة المؤمنين

إن وقائع تأييد الله التي تظهر للعيان، والتي هي في حقيقة الأمر مصداق وعود الله تعالى للمسيح الموعود لا يمكن إحصاؤها ولكنني الآن سوف أذكر بعضها  مما له علاقة برقي الجماعة، ويتبين منها كيف أن الله تعالى يلقي في قلوب الناس الإيمان بالمسيح الموعود والرغبة في بيعته. صحيح أن بعض الناس يعارضون أولا، ولكن منشأ معارضتهم قلة علمهم، ثم لا يلبثون حين يعلمون الحقيقة أن يتركوا حزب المعارضة، ثم لا يكتفون بهذا، بل ويؤمنون أيضا. لقد كتب أمير الجماعة في الكونغو كنشاسا أن الداعية المحلي السيد عيسى يعمل في قرية بمحافظة «كونغو سنتـرال» وقد ذهب مع وفد الجماعة للتبليغ، حيث كان إمام مسجد، الشيخ جبريل معروفا بمعارضة الجماعة في المنطقة، فتحدث مع  الداعية عن الشيخ عن وفاة المسيح وعن ظهور الإمام المهدي. وحين اتضح له الأمر أن الاعتقاد بحياة المسيح في الحقيقة يسيء إلى الرسول الكريم أقر بذلك إذ لم يكن فيه التعصب كما في المشايخ الباكستانيين، وأدرك حقيقة ظهور الإمام المهدي فبايع معه ستة من أفراد عائلته وواحدٌ وعشرون شخصا من مريديه. وهكذا نشأ هنا فرع للجماعة.

وفي بعض الأحيان يهيئ الله تعالى بنفسه أسبابا للهداية. كتب الداعية في غينيا كوناكري أنه وصل إلى قرية «كتايا» من أجل التبليغ وبلغ أهل القرية جميعهم دعوة المسيح الموعود فقال أكبر شخص في القرية: طالما كان جدي يُكثر من الحديث عن المهدي، بَيْدَ أني لم  أكن أفهم كلامه، كذلك هو لم يفصّل لي الحديث أيضا ولكنه أخبر بأن له صلة بالإسلام، فالآن قد علمتُ منكم من هو الإمام المهدي فأنضم إلى الجماعة بصدق القلب، ثم قال مخاطبا أهل القرية: عليكم قبول هذه الجماعة لأنني سافرتُ كثيرا بين الدول الأفريقية ورأيتُ الجماعة الإسلامية الأحمدية وحدها تخدم الإسلام في كل مكان، و أما الفرق الأخرى فهم إما منهمكون في كسب الدنيا أو يظهرون علو كعبهم في العلم بتكفير بعضهم البعض، وهذه الجماعة وحدها تخدم القرآن الكريم والإسلام. وبفضل الله تعالى بايع في القرية عدد كبير من الناس مع إمامهم.

فمن جهة تُهدَم في باكستان منارات مساجدنا ومحاريبها، ومن ناحية أخرى يعطينا الله في مناطق أخرى مساجد جميلة وبكثرة.

شروط البيعة العشرة ليست سوى الإسلام الحقيقي

كتب الداعية المسؤول في غامبيا أن هناك قرية في محافظة «نيامينا» حيث ذهب وفد الجماعة للتبليغ وبلّغوا رسالة الأحمدية وبلَّغوا رسالة الإمام المهدي الحقة والجميلة وقرؤوا على الناس الشروط العشرة للمبايعة. صحيح أنهم قرويون، ولكنهم يملكون العقل والشعور. فاستغربوا بسماع الشروط العشرة للمبايعة وأدركوا أنها ليست سوى الإسلام الحقيقي الذي بشر به النبي ، وقالوا إن هذه أول مرة نسمع مثل هذا التعليم الجميل والرائع للإسلام، أما مشايخنا فلا يُسمع منهم مثل هذه التعاليم الجميلة، وفي النهاية قالوا: إننا نقر بأن الأحمدية هي الإسلام الحقيقي وننضم إلى الجماعة. كانوا قد وصلوا إلى نتيجة مفادها أن الأحمدية هي التي ستنجي البشرية من غضب الله تعالى. وبعد جلسة طويلة للأسئلة والأجوبة بايع جميع الحضور الذين يبلغ عددهم مئتا نسمة وانضموا إلى الأحمدية.

ثم هناك داعيتنا في إحدى الدول الأفريقية، وقد كتب بأنه تحدث في ميدان التبليغ عن بعض الأحداث التي تبدو عادية في الظاهر ولكن يمثُلُ من ورائها تأييد الله ونصرته، قال: كان وفد الجماعة يخطط لتبليغ الدعوة في مدينة «بارما» بالمحافظة، وهي مركزها الرئيسي، كنا لا نزال في مسجدنا إذ جاء أربعة أشخاص من هذه المدينة نفسها للقائنا، وكان من بينهم امرأة وهي كانت رئيسة منظمة النساء في تلك المدينة. قال أحدهم إننا أتينا لندعوكم أن تأتوا إلى منطقتنا وتبلغوننا دعوة الأحمدية لأننا علمنا أن جماعتكم تبلغ الدعوة وتهتم بشكل خاص بتعليم الأولاد القرآن الكريم. فقررنا أن نذهب هناك في اليوم التالي. حين وصلنا هناك عرّفنا الناس بالجماعة وبينَّا غاية بعثة المسيح الموعود ثم استمرت سلسة طويلة من الأسئلة والأجوبة وفي نهايتها قرر جميع أفراد القرية أن ينضموا إلى الجماعة اليوم. وهكذا نشأ هنا فرع جديد للجماعة. وبعد ذلك جمعوا جميع الأطفال من المنطقة وعرضوهم علينا وقالوا هؤلاء الأطفال من اليوم أطفال الجماعة وأخبرونا كيف يمكن تعليمهم القرآن الكريم. فانتخب الداعية منهم طفلين لتعليم القرآن. فهما سيتعلمان القرآن الكريم عند الجماعة ثم يرجعان إلى مسجدهم ويعلّمانه الأطفال الآخرين في منطقتهم بعقد الدورات. قال الداعية: كنا لا زلنا نخطط للتبليغ ولكن الله تعالى أظهر يد تأييده ونصرته حالا. في باكستان لا نستطيع أن نسمع القرآن الكريم ناهيك عن قراءته، فقد رُفعت هناك مؤخرا قضية ضد أحمدي في لأنه كان يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم. هذا هو إسلام هؤلاء المسلمين المُدَّعين، بينما هنا يسلّم الناس أولادهم إلى الجماعة لتعليمهم القرآن الكريم لأن الجماعة وحدها تعرف العلم الصحيح للقرآن الكريم.

كيف يتجرع معارضونا مرارة الفشل من كل جانب!

بعض الناس ينضمون إلى الجماعة الأحمدية ثم يتركونها طمعًا أو خوفًا، ويظنون أنه سوف يقضى على هذه الجماعة الآن، ولكن الله تعالى يخيب ظنونهم ولا تزال الجماعة تزدهر كما هو وعد الله تعالى. كتب داعية لنا من ساحل العاج: هناك قرية باسم كريزو في منطقة أومي، انضم معظم سكانها إلى جماعتنا. كانوا يبنون هناك مسجدا بجهودهم  الذاتية، فوهبوا هذا المسجد للجماعة، فأكملت الجماعة بناءه. وكان إمام هذا المسجد من سكان هذه القرية، وبايع وانضم إلى الأحمدية، ولكن فسد عقله بعد فترة وانفصل عن جماعتنا، واستولى على المسجد، كما سعى لإغواء الناس لكي يتركوا الجماعة الأحمدية، ولكنهم ظلوا ثابتين متمسكين بالجماعة بفضل الله تعالى. وبعد استيلاء الإمام على المسجد، قام أبناء جماعتنا ببناء مسجد بسيط مؤقت بقطع البلاستيك والخشب، وبدأوا يصلون فيه يوم الخميس والجمعة، غير مبالين بأنهم قد تخلوا عن مسجدهم الذي بنوه باللبن والإسمنت. على كل حال، شمل الله الجماعة بفضله ووفقها خلال سنة واحدة لتشييد مسجد جميل في تلك المنطقة، من طابقين وقبة ومنارات، وهو أجمل وأكبر مساحة بكثير من المسجد الذي استولى عليه الإمام غير الأحمدي.

فمن جهة تُهدَم في باكستان منارات مساجدنا ومحاريبها، ومن ناحية أخرى يعطينا الله في مناطق أخرى مساجد جميلة وبكثرة.

أما وكيف ينصرنا الله تعالى إزاء مكايد المعارضين، فقد كتب داعيتنا في تشاد وهو بلد أفريقي: افتتحنا مسجدا لنا في عاصمة تشاد في شهر مارس في السنة المنصرمة (علمًا أنني أسرد عليكم أحداث السنة الماضية، أما أحداث هذه السنة فسوف أذكرها في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى)، وكان حُسَّادُنا يتآمرون بشتى الطرق ويشيعون أن الجماعة الأحمدية جاءت بدين جديد إلى بلادنا. وبعد افتتاح المسجد ذاع صيت الجماعة، فازداد الحساد بالمقابل عددا وكيدا.

وكتب الداعية: لقد بدأ بعض المشايخ المزعومين في المنطقة يقومون بالدعاية ضد الجماعة الأحمدية في خطبهم في المساجد وطالبوا بإغلاق مسجدها. وجمعوا حولهم الناس وذهبوا إلى المجلس الإسلامي بتشاد، وقالوا لهم لماذا سمحتم للجماعة الأحمدية ببناء المسجد، ولماذا أذنتم لها بأداء صلاة الجمعة فيه. عليكم بإغلاق مسجدهم فورا، لأنه يحدث الفتنة في منطقتنا. فرد عليهم المجلس الإسلامي: إن العبادة من حق الأحمديين، فكيف يحق لنا أن نغلق مسجدهم وهو بيت من بيوت الله؟! إذا كنتم تخافون فتنة من قِبلهم فاذهبوا وأخبِروا الشرطة. (إن أصحاب المجلس الإسلامي بتشاد يملكون العقل والحكمة والعدل حيث لم يخافوا أحدًا، أما في باكستان فإن القضاة يصدرون القرارات ضدنا خوفًا من الناس، ولا يُسمَح لنا في باكستان بأن نسمي مساجدنا مساجد، ولا أن نصلي فيها ونعبد الله).

باختصار، ذهب المعارضون إلى مركز الشرطة وقدموا شكوى، وادعوا أن الأحمديين يُحدِثون فتنة في منطقتهم، وطالبوا بمنعهم من ذلك بدعوى أنهم قد جاءوا بدين جديد -معاذ الله- ولا يؤمنون بمحمد رسول الله . فدعا مسؤول الشرطة داعيتَنا، وطلب منه تقديم أوراق تسجيل الجماعة والإذنِ ببناء المسجد وما إلى ذلك. فقدمت الجماعة إلى الشرطة كل الأوراق الضرورية، فقال مسؤول الشرطة يمكنكم أن تذهبوا الآن وسوف نخبركم بعد تحري الأمر. ثم إن مسؤول الشرطة دعا عمدة ذلك الحيّ وقال له إن الأحمديين قد بنوا مسجدا في منطقتك وهم قد جاءوا بدين جديد ولا يؤمنون برسول الله . فأجاب العمدة: ليس الأمر هكذا، فقد صليت الجمعة في مسجدهم، وإنهم يصلون صلاة المسلمين، وإني أعرف الجماعة الأحمدية منذ ثلاث سنوات، وإنها تقوم بأعمال خدمة الخلق كثيرا. ثم جاء مسؤول الشرطة بنفسه إلى مسجدنا ذات يوم، ولما قرأ لا إله إلا الله محمد رسول الله على واجهة المسجد أخذته الدهشة وقال إنكم تؤمنون بمحمد رسول الله ! ثم دخل المسجد ورأى هناك آيات قرآنية مكتوبة فأخذته الحيرة أكثر. ثم قال وتستقبلون قبلة المسلمين نفسها أيضا، وتقفون في المسجد صفوفا كما هي الحال في مساجد باقي المسلمين، وكنت أُخبرتُ بأنكم قد جئتم بدين جديد! باختصار، لم تتخذ الشرطة أيضا أية خطوة ضد الجماعة. ثم سألت الشرطة غير الأحمديين من مجاوري المسجد، فقالوا لم نر من الأحمديين شرًّا قط. فلما فشل المعارضون من قِبل الشرطة بدأوا يزورون جيران المسجد في بيوتهم وقالوا لهم عليكم أن تثيروا الضجة لطرد الأحمديين من هنا، فما كان جوابهم إلا أن قالوا إن المسجد بيت من بيوت الله، ولا نرى في هؤلاء أي شيء خلاف الإسلام. باختصار، رأى المعارضون الفشل من كل جانب.

من عجائب هداية الله القلوب

أما وكيف يلقي الله في قلوب الناس أن ينضموا إلى جماعتنا فهناك واقعة ذكرها داعيتنا في بيليز، وهو بلد من بلدان أمريكا الوسطى. قال الداعية: هناك سيدة كانت تنتمي إلى الكنيسة الميثودية انتماءً قويا، فلما رأت مسجدنا «النور» وهو في طور التشييد، ألقى الله تعالى في قلبها بأنه يجب عليها أن تعتنق هذا الدين. وعند اكتمال بناء المسجد وافتتاحه قالت لأصدقائها إن الله تعالى قد ألقى في قلبي بأن أحضر هناك وأنضم إلى هذه الجماعة. فقالوا لها هناك مسجد آخر للمسلمين قريب من بيتك، فما دمت ستعتنقين الإسلام فيمكنك أن تعتنقيه في ذلك المسجد. قالت كلا، لأن الله تعالى قد ألقى في قلبي بأن الجماعة الأحمدية هي على الحق، ويجب أن أكون معها.

فلما زارت مسجد النور وتعرفت على الجماعة الأحمدية لم تتمالك نفسها وقالت انظروا كيف أن الله تعالى جاء بي إلى هذه الجماعة. فأخبرَها الداعية بأن الله تعالى قد أوحى إلى المسيح الموعود سوف أجعل دعوتك تصل إلى أقصى أطراف الأرضين، وهكذا يفعل الله تعالى لجماعة المسيح الموعود عليه السلام. ثم ظلت هذه السيدة تزور المسجد بضعة أيام أخرى، وبعد أن اطلعت على تعاليم الإسلام الأحمدية بايعت وانضمت إلى الجماعة.

في بعض الأحيان يعارض الناس الأحمدية نتيجة سوء فهم أو بإغواء من الآخرين، ولكنهم يكونون ذوي فطرة سعيدة، فيهديهم الله في نهاية المطاف. وهناك واقعة من هذا القبيل من غامبيا حيث كتب الدعاة المسؤول هناك فقال: كنا نبني مسجدا جديدا في منطقة في محافظة جمارا، فذهبنا لشراء زجاج الأبواب والشبابيك للمسجد، وكان شخص اسمه أبو بكر سابالي ماهرا في قطع الزجاح، فقلنا له إننا قد اشترينا هذا الزجاج من أجل مسجد، فقال لأن هذا عمل المسجد فسآخذ منكم أجرة أقل من المعتاد. ثم جئنا بهذا الرجل إلى المسجد ليركب الزجاج، ففرح برؤية المسجد في هذا المكان النائي فرحة كبيرة، ولكنه لما علم أنه مسجد المسلمين الأحمديين، استشاط غضبا وكسر الزجاج، وفي عملية الكسر جرح المسكين نفسه أيضا، ولكن انظروا كيف هداه الله تعالى. رأى هذا الرجل بالليل في المنام أنه يصرخ ويغرق في البحر، ولما فقد الأمل كلية رأى سفينة قادمة لإنقاذه وفيها أمير الجماعة الأحمدية وذلك الداعية. فجاء من غده، وكان يوم الجمعة إلى مركز الجماعة وبايع وانضم إلى الجماعة الأحمدية.

ثم هناك قصة انضمام إلى الأحمدية من تنـزانيا. ففي إقليم سيميور في تنـزانيا هناك فرع الجماعة في قرية موابيما. يقول الراوي أن الدعاة المحليين بدأوا بتبليغ دعوة الجماعة هناك، وأرادوا شراء قطعة أرض من أهلها لبناء المسجد ومركز الجماعة. فكل واحد منهم عرض ثمنًا كبيرا جدا مقابل بيع أرضه، فتبين بعد السؤال والتحقيق أن القساوسة المحليين كانوا قد بدأوا ضد الجماعة حملة لئلا يبيع أحد أرضه للأحمديين لبناء مسجد لهم وقالوا بأن الأحمديين يقومون بالسحر ويملكون الجِنَّ، ويقتلون بواسطة القرآن من يشاؤون دون أن يعرف أحد. فبسبب هذا الخوف لم يكن أحد من الناس مستعدًّا لبيع أرضه لنا لبناء المسجد لأن السكان المحليين كانوا مسيحيين. فذهب دعاتنا إلى كل بيت وأزالوا وساوس الناس وحاولوا تغيير رأيهم. ففي غضون بضعة أشهر رضي شاب ببيع أرضه لنا، ومساحتها دونم واحد. فاشترت الجماعة هذه الأرض منه. ثم أخبرنا هذا الشاب أنه نال بركات كثيرة بعد بيعه الأرض لبناء المسجد، وقال: لقد سبق أن أخذ شخص مني دَينا ولكنه ما كان يعيده إلي لعدة أعوام، وبسبب ذلك تأخرت كثير في مشاريعي. ولكن بعد بضعة أيام من بيع الأرض للمسجد جاء هذا الشخص وسدد الدين من تلقاء نفسه وبسبب هذه الأموال سدّدتُ أنا أيضا ما كان علي من الديون. ثم دخل هذا الشاب في الجماعة مع عائلته متأثرا بما حدث له. وقال أيضا: بعد ذلك جرت في هذه المنطقة موجة للانضمام إلى الأحمدية حتى بايع مئات الناس في هذه المنطقة ودخلوا الجماعة، ووفق الله تعالى الجماعة لبناء مسجد كبـير ومركز أيضا.

إذا أراد الله أن يهدي أحدًا فإنه يهديه بطرق عجيبة. هناك منطقة في أفريقيا اسمها «ساؤتومي» يقول داعيتنا هناك: جاء سائح من المغرب إلى هنا وسأل الناس: هل هناك مسجد للمسلمين في هذه المنطقة؟ أخبره الناس عن مركزنا، ولما صلّى صلاة الجمعة معنا علم أن هذا مركز الجماعة الأحمدية، فطرح بعض الأسئلة ثم قرأ كتاب (سر الخلافة) وكتاب (القتل باسم الدين) بالعربية وشاهد بعض البرامج على قناتنا الفضائية ايم تي ايه العربية وجلس هناك لبعض الوقت، وفي هذه الأثناء كانت وقائع البيعة العالمية جارية، أو لعلها كانت مسجلة من قبل وكانت تُبثّ حينذاك فشاهدها. يقول الراوي أن الزائر نفسه جاء في شهر آذار مرة أخرى وقال: أريد أن أرى استمارة البيعة. فأعطيناه الاستمارة بالعربية، فملأها. قلتُ له: لا تستعجل بل عليك أن تدعو لبعض الوقت ثم يمكن أن تأخذ القرار بهذا الشأن. فقال: لقد دعوتُ طول الليل والآن قلبي مطمئن ولا أستطيع أن أتأخر أكثر، ولو متُّ بغير بيعة الإمام ماذا سيكون جوابي؟ وأضاف وقال: لقد لاحظتُ أن الجماعة الأحمدية على الحق. قلت له: سيعارضك المسلمون الآخرون وكذلك أبواك فكيف تقاوم المعارضة؟ قال: لقد أخبرت أبويّ ولا مانع عندهما بل هما مسروران. أما المعارضة فلا أبالي بها لأنه ليس عندي شيء أهم من أن أموت على الإسلام الحقيقي. يتابع داعية الجماعة فيقول: إن والد ذلك السائح المغربي أجرى معه مكالمة مرئية وأبدى سعادته ونصح ابنه أيضا قائلا: سمعت كل شيء عن بيعتك، وعليك أن تكون مع الجماعة دائما وثابتا على البيعة.

انظروا الآن، الجماعة الأحمدية موجودة في المغرب وأفرادها موجودون ولكن لم يعرف عن الجماعة شيئا في بلده المغرب، حتى أوصله الله تعالى إلى بلد أفريقي في منطقة نائية وكتب له الهداية هناك.

ففي غضون بضعة أشهر رضي شاب ببيع أرضه لنا، ومساحتها دونم واحد. فاشترت الجماعة هذه الأرض منه. ثم أخبرنا هذا الشاب أنه نال بركات كثيرة بعد بيعه الأرض لبناء المسجد، وقال: لقد سبق أن أخذ شخص مني دَينا ولكنه ما كان يعيده إلي لعدة أعوام، وبسبب ذلك تأخرت كثير في مشاريعي. ولكن بعد بضعة أيام من بيع الأرض للمسجد جاء هذا الشخص وسدد الدين من تلقاء نفسه وبسبب هذه الأموال سدّدتُ أنا أيضا ما كان علي من الديون. ثم دخل هذا الشاب في الجماعة مع عائلته متأثرا بما حدث له.

الله تعالى بنفسه يلقي في قلوب الناس أن يبحثوا عن الحق

وصلني تقرير من داعيتنا في إحدى البلاد الإفريقية أنه كان عائدا مع داعية محلي من اجتماع الجماعة، وكان الوقت مساء وكانت مسافة لا بأس بها باقية. فلما مررنا بقرب قرية في الطريق رأينا كثيرا من الناس واقفين في الطريق وأوقفونا وقالوا: لقد رأيناكم صباح اليوم حين مررتم من هنا، وكنا متأكدين أنكم ستعودون لذا كنا ننتظركم منذ وقت طويل، ونريد أن نسألكم: هل أنتم ساخطون من أهلِ هذه القرية؟! إذ يوجد أعضاء جماعتكم في القرى المجاورة وفروع الجماعة أيضا قائمة ومساجدكم موجودة ولكن لم تبلغوا دعوتكم في قريتنا. فذهبنا إلى قريتهم من هناك مباشرة وعقدنا جلسة تبشيرية، وبايع الناس بفضل الله تعالى. إذن، إن الله تعالى بنفسه يلقي في قلوب الناس أن يبحثوا عن الحق.

يقول الداعية المسؤول في أفريقيا الوسطى: إن إماما غير أحمدي من قرية ناجالا جاء إلى قريتنا الأحمدية، وحين رأى المسجد سأل عمن  بناه، فقيل له قد بناه الأحمديون. فقال ماشاء الله، مسجد جميل جدا! في اليوم التالي جاء إلى مركز الجماعة في مدينة بانغي فظل يسأل الداعيةَ عن الجماعة ويتلقى الأجوبة، وأخيرا سأله: ما هو الطريق للانضمام إلى جماعتكم؟ فقال له الداعية إن للإيمان علاقة بالقلب، إذا كنت قد اقتنعت بمعتقدات الجماعة فقد تقبَّل قلبُك الأحمدية، لكن ينبغي أن تطَّلع على وثيقة البيعة وفيها الشروط العشرة للبيعة، يجب أن تقرأها. ثم قدَّمنا إليه وثيقة البيعة فأخذ يقرأها، وعيناه تذرفان. فلما سألناه عن سبب البكاء قال، إنني أعدّ نفسي من العلماء وسمعت من المشايخ الآخرين أيضا كثيرا عن الجماعة، وكل ما سمعته باطل تماما، إنني أتقزز من حياتي السابقة بعد قراءة هذه الوثيقة، إذ ظننت في جماعتكم ظن السوء، لذا لم أستطع السيطرة على عواطفي. فبعد قراءة هذه الوثيقة عرفتُ أن الجماعة الأحمدية صادقة ونزيهة وأن مساجدهم تستقبل قبلة المسلمين، وأنكم تصلون كما نصلي، وتقرأون القرآن الكريم نفسه، فاليوم أتقبل معتقدات الجماعة من صميم فؤادي. ثم قدمنا له كتبًا فقال سوف أُسكت المشايخ بعد قراءتها.

هكذا يُكثر الله أعضاء جماعة المسيح الموعود وهكذا يُنمي المؤمنين به، يقول الداعية الأحمدي في غي آنا عن ذلك: هنا نَعرض كتب الجماعة ونوزع النشرات على الناس بانتظام، ذات يوم تلقينا مكالمة قال صاحبها إني قد قرأت نشرتكم، ولم أكن أعرف أنه قريبا من بيتي مركز الصلاة أيضا، ثم جاء لصلاة الجمعة. ثم قال إنني مسلم منذ عامين لكنني لا أعرف قراءة القرآن ولم يتسن لي أن أعرف كيف أصلي، فأرجو أن تعلِّمني، فقلت له أن يحضر وبقيت حذرا جدا منه، لأن هناك أناسا سيئين يأتون من أجل الطلب فقط. وقلت في نفسي: سوف يتبين إذا ما كان في الحقيقة يريد أن يتعلم الدين أم يبتغي شيئا آخر، فظل يَحضر ويتعلم القرآن بانتظام، فلما لم يطلب شيئا رغم مضي مدة طويلة على تعلُّمه تبين لي أنه جادٌّ في طلب الدين، ثم عرَّفته بالجماعة، وأَريتُه صورة المسيح الموعود فبايع. فسميتُه باسم إسلامي، وبعد مدة قصيرة أبدى الرغبة في أن يكون داعية أحمديا. (فاسترشدتْني الجماعة عن ذلك فقلت لهم لا بأس إذا كان جادا فاجعلوه داعية) فربَّوه وعلَّموه، والآن بفضل الله قد تلقَّى التربية حيث يصلي الصلوات ويؤم صلاة الجمعة ويلقي خطب الجمعة أيضا، وبعد قراءة التفسير يلقي الدروس أيضا. ويقول الداعية: إن بعد بيعته بمدة قصيرة أقيم معرض في مركز الصلاة فجاء والداه لزيارته، كان والده يعارض الإسلام بشدة، أما والدته فقالت إنها كانت ترغب في الإسلام في زمن مضى، ولا سيما أنها كانت تُعجب بحجاب النساء فانجذبتْ إليه. باختصار قلت لهذا الداعية الجديد أن يبلِّغ والديه رسالة الجماعة، لكي نضمَّهما أيضا إلى الأحمدية ونعلِّمهما الإسلام. فقال إنهما متشددان في أمر الدين، وأن والدته قد تعمدت وترتاد الكنيسة، فقال يجب أن ندعو. كما قلت لهذا الشاب أيضا أن يدعو لوالديه، أن يستميل قلبهما للإسلام. فقد أخبر لاحقا أن والدته ذات يوم أخذت تسأله من تلقاء نفسها، وبدأت تحضر صلاة الجمعة أيضا، ثم ذات يوم قالت من تلقاء نفسها إنها تريد أن تبايع، فانضمَّت إلى الجماعة. فالناس بفضل الله ينضمون إلى الجماعة بانتظام ويحضرون صلاة الجمعة، ويقيمون الصلاة، وأقرتْ أيضا أنها بعد البيعة وجدتْ بركةً كبيرة في صحتها ومالها ولم تكن تشعر بهذه البركة يوم كانت مسيحية، فهي الآن تشاهد برامج القناة الأحمدية بانتظام.

لقد سردتُ عليكم بعض الأحداث عن تحقق ما وعد الله المسيحَ الموعود ، وهناك أحداث كثيرة من هذا القبيل. إن المعارضين كما قال سيدنا المسيح الموعود يبذلون قصارى جهودهم، وفي الطرف الآخر يفتح الله الطرق لتقدم الجماعة في كل بلاد العالم، وإذا كان هذا الأمر مدعاة لشكر الله، ففي الوقت نفسه يجب أن نفحص نفوسنا، ونسعى لتقوية الإيمان ويجب أن نسعى دوما لتحسين أوضاعنا العملية، ويجب أن نرسخ في قلوب أجيالنا أيضا أن الابتلاءات تحدث، لكن الانتصار بفضل الله لجماعة أقامها الله ، لذا يجب ألا ندع إيماننا يتزلزل أبدًا. رزق الله القدامى والجدد أيضا الثبات وزادهم إيمانا وإيقانا على الدوام.

Share via
تابعونا على الفايس بوك