كيف ننقذ الأوزون

كيف ننقذ الأوزون

محمود دهمس

الأوزون هو نوع من الأكسجين، تتكون جزيئاته من ثلاث ذرات بدلاً من اثنين. وهو يساعد على حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية التي يمكن أن تكون ضارة، ولكن إذا حدث أي تدمير لطبقة الأوزون فإن الموجات الضوئية المتوسطة للأشعة فوق البنفسجية تصبح قادرة على الوصول إلى الأرض، وبالتالي قد تحدث أضرارًا للإنسان والحيوان والنبات. ومن أهم أضرارها على البشر أنها تساعد على الإصابة بسرطان الجلد.

ولكن كيف نتسبب في تدمير طبقة الأوزون في أعالي الجو؟

حتى تاريخ تطور الصناعات الكيميائية وانتشارها انتشارًا واسعًا كان هناك حزام واق على طول 20 كيلومترا، أما الآن وبعد أن تضاعف الاهتمام، وتكاثرت الأدلة على أن التوازن بين كل هذه العناصر بدأ يختل، فقد تبين أن من العوامل المسببة لذلك: الغازات التي تتبخر في الجو عند استعمال رشاشات الإيروسول أو ما يشابهها، أو تلك التي تنجم عند التخلص من الثلاجات القديمة، وكذلك العلب البلاستيكية. فهذه الغازات تندفع مع الغازات الأخرى لها خاصيات كيميائية، وحينها تؤثر على طبقة الأوزون وتحولها إلى طبقة أكسجين عادي. لذلك وافقت الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والمجتمعة في مونتريال في عام 1987 على التخفيض 50% من صنع غاز (تي اس تي T.S.T)، وذلك بحلول نهاية عقد التسعينات. ولكن دولاً اعترضت على التكاليف الباهظة التي ستكلفها الغازات البديلة لهذا الغاز.

هذا وقد دلت الأبحاث التي أجريت منذ عام 1987 أنه في حالة تطبيق معاهدة مونتريال بالكامل فإن مواصلة صنع غاز (تي اس تي) إلى جانب الكميات الموجودة حاليًا في الأجواء.. من شأنه أن يرفع معدل هذه الغازات أربعة أضعاف في نهاية العام الحالي، الأمر الذي سيضعف طبقة الأوزون بمعدل 10 بالمائة.

ومن النتائج السيئة لذلك إصابة الملايين كل عام بسرطان الجلد بما في ذلك إصابة الآلاف بالورم الغنانيمي، وهو أحد أنواع السرطان الجلدي لقاتل، إلى جانب العديد من الأمراض والإصابات التي يتسبب فيها نقص المناعة لدى الإنسان بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية. كذلك فإن المحاصيل الزراعية ستتضرر من ذلك وتتقلص كمياتها.. ولكن الخطر الأكبر الذي لا يمكن التكهن تمامًا بأضراره فهو الخطر الذي يهدد الكائنات النباتية الصغيرة المعلقة أو الطافية في مياه البحار والمحيطات والتي تتغذى منها كل المخلوقات المائية.

ومن الجدير بالذكر أنه عقد مؤتمر دولي لإنقاذ طبقة الأوزون والذي حضره ممثلو 110 دولة من علماء وسياسيين للتدارس حول الوسائل الكفيلة بعدم إحداث المزيد من الأضرار في طبقة الأوزون التي تحيط بكرتنا الأرضية وتحمينا من الاحتراق بأشعة الشمس، خاصة بعد أن اكتشف العلماء وجود ثقب كبير في طبقة الأوزون حول منطقة القطب الجنوبي.

ومن المعروف الآن أن كل المواد الكيميائية التي منها غاز الكلور تلحق الضرر بطبقة الأوزون كأنواع الغاز المستعمل في الثلاجات الكهربائية وكذا للرش البري بأنواعها.

(مقتبس من جريدة 14 أكتوبر، 25/4/1989، اليمن الديموقراطية الشعبية).

Share via
تابعونا على الفايس بوك