رسالة من السودان

رسالة من السودان

كتب أحد الإخوة من السودان إلى إمام الجماعة يقول:

حضرة أمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز

جمعني حفل مع رجل أيرلندي يعمل مديرًا لمؤسسة خيرية، مركزها في دبلن، ولها فرع في الخرطوم. وما أن وصل الرجل إلى الحفل حتى بدأ يبشر الناس بالمسيحية، ويتحدث عن نبي الإسلام قائلاً بأنه، والعياذ بالله، نبي ضعيف.. لا يتمتع بسلطان من الله.. وأنه، معاذ الله، كان جشعًا، وعلم أتباعه الجشع، حيث علمهم أن يأكلوا الطعام طول الليل بشراهة، والناس نيام، ثم يخدعوهم أثناء النهار ويتظاهروا بالصوم.

وكان في الحاضرين شخصيات سنية مثقفة، ولكن بدوا وكأنهم لا يستطيعون إسكاته. فتصديت له بالمناقشة المنطقية، وتعجب الحاضرون من نجاحي في إفحامه وإبطال مزاعمه. أما الرجل فقال لي إني لا أعرف الحقيقة، لأن روح المسيح لم تصل إلى قلبي.

وكان معي عدد من مجلة (التقوى) على غلافها صورة لحضرتكم في زيارتكم الأخيرة إلى غرب أفريقيا في نيجيريا، فأظهرتها للحفل قائلاً للرجل: إن المسيح قد جاءنا ورحبنا به شخصيًا، بل وقد زار بفضل الله إفريقيا.

وبمجرد أن وقع بصره على المجلة وصورتكم قال: هذا من أتباع المرزا. فأجبته: ليس المرزا فحسب، بل والمسيح الموعود والإمام المهدي كذلك. فاندهش القوم، وسرَّهم مجابهتي له.

سيدي: إن مسلمي السودان الآن في مواجهة خطيرة مع المسيحية، ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم..

(التقوى) منذ فجر الإسلام، ونبيه يتعرض لألسنة الجهل والحقد.. وتتهجم على مقامه المحمود باتهامات كلها زور وإفك وبهتان. وما قامت الجماعة الإسلامية الأحمدية إلا للدفاع عن شرف الرسول بالحق والحجة. ولم تألو جهدًا في سبيل هذا الواجب المقدس. هذا واجبك يا أخي، فشكر الله لك، ووفقك في خدمة الإسلام، ورد كيد أعدائه عنه في الداخل والخارج.

إننا لنعجب كيف أن رابطة العالم الإسلامي، مع ما لها من طاقات علمية وموارد مالية هائلة، تكرس جهودها لمحاربة المسلمين الأحمديين الذين يدافعون عن الإسلام ونبي الإسلام في شتى بقاع الأرض، وتسعى الرابطة بكل حماس لتشويه صورتهم، وتفتري عليهم، وتعطل كفاحهم.. وتترك عامة المسلمين المساكين فريسة سهلة لأعداء الإسلام. وعندما يقوم هؤلاء الأعداء بالتطاول على شرف النبي على ملأ من الناس في السودان أو في غيره من البلاد.. فلا يتصدى لهم إلا المسلمون الأحمديون..

يا قوم إن مصالح المسلمين هناك.. في القرى والأكواخ الفقيرة.. في الصحاري والفيافي والأدغال.. فاخرجوا إليهم ودعوا أبراجكم العاجية في العواصم حيث المكاتب الفخمة، والهواء المكيف، وأطايب الطعام!!

Share via
تابعونا على الفايس بوك