كل المحامد للحبيب محمد

كل المحامد للحبيب محمد

تميم أبو دقة

كاتب وشاعر

قد نشرنا هذه القصيدة الرائعة سابقًا في العدد السابع من المجلد الخامس عشر (تشرين الثاني 2002م) بمناسبة شفاء حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله تعالى) الخليفة الرابع لسيدنا الإمام المهدي من عارض خطير ألمَّ به. وقد متعه الله تعالى بعده بالصحة والعافية وواصل مهامه على أكمل وجه حتى وافاه أجله المحتوم.

ولم تُنشر القصيدة في ذلك الوقت على صورتها الأصلية وكان من الواجب أن يتم إعادة نشرها لاحقًا.

وها نحن ننشرها بصورتها الأصلية مستذكرين تلك المناسبة ومستذكرين الخليفة المرحوم الذي قاد الجماعة الإسلامية قيادة تاريخية أثمرت بفضل الله تعالى ورحمته كثيرا من الانتصارات والفتوح.

رحم الله تعالى الخليفة الفقيد وأيد الخليفة الحالي حضرة مرزا مسرور أحمد بنصره العزيز ومتعنا بالعيش تحت ظل الخلافة الراشدة. “التقوى”

.

الحمدُ للرحمنِ ذي للآلاءِ

نثني عليه ببكرةٍ وعشاءِ

ز

كمْ جادَ حتى جاوزتْ آلاؤهُ

ما كانَ فوقَ العدِّ والإحصاءِ

.

لَهجَتْ بحمدِ اللهِ ملءَ صدورنا

مُهَجٌ بكلِّ صبيحةٍ ومساءِ

.

قدْ هاجَها وجدٌ إلى محبوبها

ذي الفضلِ والإكرامِ والنعماءِ

.

ما فارقَ الحمدُ الصدورَ وما خَفَى

فوقَ الشفاهِ بكُربةٍ وبلاءِ

.

هذا شعارُ الأحمديةِ إنَّها

وُهِبَتْ عطاءً فوقَ كلِّ عطاءِ

.

هذا جمالُ المصطفى عنوانُها

وجلالُهُ قدْ بُثَّ في الأرجاءِ

.

كلُّ المحامدِ للحبيبِ محمدٍ

صلى عليه اللهُ في العلياءِ

.

كالشمسِ في كبدِ السماءِ ضياؤهُ

بَصَرَتهُ كلُّ مُقِيلةٍ عمياءِ

.

والبدرُ[1] قدْ عكسَ الضياءَ منوِّرًا

للناسِ عندَ الليلةِ الليلاءِ

.

فأطلَّ ينشرُ من ضياءِ المصطفى

نورًا ينيرُ الليلَ مثلَ ذُكاءِ

.

نورًا أعاد إلى الرياض بهاءَها

منْ بعدِ أنْ مُنعتْ منَ الإرواءِ

.

قدْ عادَ بالوحي الذي هو ماؤها

وقوامُ ما في الأرضِ من أحياءِ

.

وبهِ الخلافةُ قد تأصَّلَ جَذْرُهَا

في الأرضِ بعدَ قطيعةٍ وجفاءِ

.

فلها فروعٌ في السماءِ بُعيدَمَا

غُرِستْ بأيديْ خاتمِ الخلفاءِ[2]

.

إنَّا لنأكلُ منْ جَنَى أثمارِها

في كلِّ حينٍ بعدَ طولِ عناءِ

.

هذا أميرُ المؤمنينَ يقودنا

للرُشدِ والإيمانِ والعلياءِ

.

قد عادَ للإسلامِ مثلَ مُعفِّرٍ[3]

يُدمي ليوثَ الشركِ في البيداءِ
.

قد عادَ حمدًا للإلهِ كعهدهِ

يُصْلي[4] قلوبَ الحاسدينَ بداءِ

.

الحمدُ للهِ الذي من فضلهِ

غمرَ الخليفَة باكتمالِ شفاءِ

؟

سمعَ الإلهُ إلى وجيبِ قلوبنَا

تدعو لسيدِنا بنبضِ بكاءِ

؟

فاللهَ نسألُ أن يظلَّ رداؤهُ

ما شاءَ يؤوينا من الرمضاءِ

.

ويديمَ أركانَ الخلافةِ إنَّها

فضلٌ من الرحمنِ ذي الآلاءِ

.

وبها نرى أنوارَ أحمدَ دائمًا

في وجهِ طاهرَ غيرَ ذاتِ خفاءِ

[1] إشارة إلى الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.

[2] خاتم الخلفاء والأولياء هو أحد ألقاب الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.

[3] إشارة إلى قصة الأمير بدر بن عمار أمير طبرية والتي خلدتها قصيدة المتنبي التي مطلعها:

أمعفر الليث الهزبر بسوطه    لمن ادخرت الصارم المصقولا

وتقول القصة أن الأمير لشدة بأسه وثقته من نفسه قد صرع الأسد بضربه بالسوط دون استخدام السلام كالسيف مثلا.

[4] يحرق ويكوي

Share via
تابعونا على الفايس بوك