خمس فوائد للإيمان بالمسيح الموعود و الإمام المهدي عليه السلام

خمس فوائد للإيمان بالمسيح الموعود و الإمام المهدي عليه السلام

تميم أبو دقة

كاتب وشاعر
  • من يؤمن بالمسيح عيه السلام ينال السعادة ونعم الله، فينجو من الوساوس وسوء الظن وسخط الله

__

في كتابه إزالة الأوهام، قدَّم المسيحُ الموعود والإمامُ المهدي مسألةَ الإيمان به بصورة مميزة واضحة جلية؛ حيث بيّن من خلالها أن الإيمان به له فوائدُ كثيرة، كما أنه لا يتضمَّنُ أيَّ جانبٍ يمكن أنْ يسبب الخسارة.

يقول حضرته:

“من هم أقرب الناس إليّ وإلى السعادة؟ أأولئك الذين آمنوا بي مسيحا موعودا أم المنكرين؟

من الواضح الجلي أن الذين آمنوا بي مسيحا موعودا هم معصومون مصونون من الخطر، ويستحقون أنواع الأجور والثواب والقوة الإيمانية، لأنهم:

أولا: أحسَنوا الظن بأخيهم ولم يعُدّوه مفتريا أو كذابا، ولم يدَعوا الشكوك الفاسدة بشأنه تتسرّب إلى قلوبهم، لذا فقد استحقوا ثوابا يناله المرء نتيجة حسن الظن بأخيه.

ثانيا: ما خافوا لومة لائم في سبيل قبول الحق، ولم تتغلب عليهم الأهواء النفسـانية، فاستحقوا الأجر لأنهـم اطلعوا على الدعـوة إلى الحـق، وقبلوها بعـد أن سمعـوا نداء منادٍ، وما حال في سبيلهم حائـل.

الحقيقة هي أنَّ روحَ الإقبال بإحسان الظن وبعقل منفتح لا يُمكن أن تؤدي إلى ذلك. إنَّ إحسانَ الظنِّ حتى بالكاذبين يجعلنا نفهمُ حججهم بصورة أوضح، ويجعل رفضنا لهم مبنيا على اليقين لا على الظنِّ،

ثالثا: بسبب إيمانهم بمصداق النبوءة نجوا من جميع الوساوس التي من شأنها أن تنتاب القلوب يوما من الأيام نتيجة الانتظار الطويل، أو تحرم صاحبها من الإيمان نتيجة اليأس. فلم يتخلص هؤلاء السعداء من هذه الأخطار فحسب، بل رأوا آية الله وشهدوا تحقُّق نبوءة نبيه في حياتهم، فتقدموا في الإيمان كثيرا، وغلبت صبغةُ المعرفة إيمانَهم السماعي، وتخلصوا من جميع أنواع الحيرة التي تنشأ في القلوب عادة عن نبوءات لا تـكاد تتحـقق.

رابعا: لقد آمنوا بمرسَل من الله واجتنبوا السخط والغضب الذي ينـزل على المنكرين الذين ليس في نصيبهم إلا التكذيب والإنكار.

خامسا: استحقوا فيوضا وبركات تُنـزّل على الذين يؤمنون بالذي يأتي من الله ، محسنين به الظن.

تلك هي الفوائد التي سينالها بإذن الله الكريم السعداء الذين آمنوا بي. أما الذين لا يقبلونني فهم محرومون من تلك السعادة بكل أنواعها. وباطلٌ ظنهم أن في القبول خطرُ الخسارةِ. لا أستطيع أن أفهم لأي سبب يمكن أن يواجهوا خسارة دينية. كانت الخسارة ممكنة لو أكرهتُهم على العمل بتعليم جديد ومناف للإسلام. فمثلا لو حرّمتُ حلالا أو حلَّلت حراما، أو غيَّرتُ شيئا في المعتقدات الإيمانية التي هي ضرورية للنجاة، أو أضفتُ أو أنقصت شيئا من الصيام والصلاة والحج والزكاة وغيرها من التكاليف الشرعية. أو إذا زدتُ شيئا في الصلوات وجعلتها عشرة بدل الخمسة، أو نقصتُها إلى صلاتين فقط، أو فرضتُ الصيام لشهرين بدلا من شهر واحد أو وجَّهت إلى صيام أقل من شهر؛ فلو فعلت شيئا من هذا القبيل لكانت هناك خسارة، بل الكفر والخسران فعلا. ولكن ما دمت أقول مرارا وتكرارا: يا أيها الإخوة، ما جئت بدين جديد أو تعليم جديد، بل أنا منكم ومسلم مثلكم، وليس لنا كتاب يمكن أن نعمل به أو نوجِّه إليه الآخرين غير القرآن الكريم. وليس لنا – أو نطلب ذلك من غيرنا- هادٍ أو مقتدًى نقتدي به سوى سيدنا خاتَم المرسلين أحمد العربي ، فأي خطر إذن يشكّل ادّعائي – المبنيِّ على إلهام من الله- على مسلم ملتزم؟” (إزالة الأوهام)

وهكذا قد اختصر حضرتُه الأمرَ، وبدَّد الأوهامَ والوساوسَ التي قد تجعل الإنسانَ في حيرةٍ من أمره، أو تجعله يخاف أن يقعَ في الكفر أو المعصية. إنَّ محورَ الأمر هو أنَّ حضرتَه هو ذلك الإمامُ المهدي والمسيحُ الموعود الذي أنبأ به النبيُّ . وبما أنه قد جاء خادما مخلصا ومتبعا كاملا لسيده ، لا يزيد حرفا ولا يُنقِصُ في دينه، ولا يحيدُ عن سنةِ سيده قيد شعره، فبذلك يكون قد جاء بصورة لا ينبغي أنْ تجلبَ أيَّ نوعٍ من القلقِ أو الريب أو الحيرة. فبعثته بهذه الصورة جاءت مصداقا لنبوءات ذلك النبي الكريم ، كما أنها حافظت على ختم نبوته الذي يمنع أن يُبعث نبي بعده من غير هذه الأمة، سواءً كان قديما أو حديثا.

كذلك لا يتطلَّب الإيمانُ بحضرتِه كفرا أو إنكارا لشيءٍ مما جاء به سيدُه ومطاعه . فما الداعي للخوف من الوقوع في الكفر والحال هذه؟!

لذلك فإنَّ الروحَ التي ينبغي أنْ يتحلى بها كلُّ مطّلعٍ على دعوة حضرته هي روحُ الإقبال والبُشرى والرغبة بل والتمني بأن يكون حضرتُه صادقا لا كاذبا. لأن الذي يرى حال الإسلام والمسلمين ينبغي أن يتحرّق ويلتاع لهذا الحال، ويفكِّر في الفرج الإلهي والخلاص، ويدعو الله تعالى له، ويدعو أن يوفقه الله تعالى لأنْ يشهدَ ذلك في حياته، وأن يوفقه للإيمان والجهاد بالنفسِ والمالِ في هذه المسيرةِ المباركة؛ ليُكتب عند الله من الفائزين.

وقد يظنُّ البعض أنَّ هذه الروح وتلك الحال هي نوع من السذاجة التي تجعل الإنسانَ يقعُ فريسة للكاذبين المفترين. ولكن الحقيقة هي أنَّ روحَ الإقبال بإحسان الظن وبعقل منفتح لا يُمكن أن تؤدي إلى ذلك. إنَّ إحسانَ الظنِّ حتى بالكاذبين يجعلنا نفهمُ حججهم بصورة أوضح، ويجعل رفضنا لهم مبنيا على اليقين لا على الظنِّ، ويجعل ردَّنا عليهم وتفنيدنا لحججهم على درجة كبيرة من الدقة، بينما الانغلاقُ والإعراض والردود المبنية على عدمِ إحاطةٍ بدعواهم تطيلُ من عمر افترائهم.

ثمَّ إنَّ اللهَ تعالى قد تكفَّل بنفسه بأن يُهلك المدعي الكاذب ودعوته، وأنه لن يُفلح، وذلك في العديد من المواضع من القرآن الكريم. فالريب والحيرة والانغلاق أمام أي مدعٍ هو في حقيقته إساءةُ ظنٍّ بالله تعالى، منبعها نقصٌ في الإيمان.

لأن الله تعالى هو الهادي إلى الصراط المستقيم، ولا يمكن أن يترك المؤمنَ الصادقَ ينزلقُ في تصديقِ كاذبٍ واتِّباعه. فلا ينزلقُ مع الكاذبين إلا أمثالهم، ولا ينجذبُ نحو الصادقين إلا المؤمنون حقا.

وعلى كل حال، وعلى فرض أنَّ حضرته ليس صادقا – والعياذ بالله، وعلى فرض أن المؤمنَ قد صدَّقه بحسنِ الظنِّ، فكيف يمكن أن يُعتبر كافرا عند الله وهو لم يؤمن إلا تلبيةً لنداءٍ ظنَّ أنه نداءُ الصدقِ والحق؟! إن شخصا كهذا لا يستحقُّ إلا المثوبة عند الله جزاءَ أنه سعى بصدق القلبِ واهتدى أن يصدق مبعوثا ظنّ أنه من عند الله. علما أنَّ هذه الفرضيةَ مستحيلةٌ عمليا؛ لأن الله تعالى هو الهادي إلى الصراط المستقيم، ولا يمكن أن يترك المؤمنَ الصادقَ ينـزلق في تصديقِ كاذبٍ واتِّباعه. فلا ينـزلقُ مع الكاذبين إلا أمثالهم، ولا ينجذبُ نحو الصـادقين إلا المؤمـنون حقا.

إنَّ بعثةَ الإمامِ المهدي والمسيح الموعود هي رحمةٌ للبشرية عامةً وللمسلمين خاصةً. فالعجب أن يقف المسلمُ مرتابا قلقا أمامها! وهي ليس فيها إلا كلُّ الخير والبركة والفائدة، ولا خسران فيها أبدا – كما أوضح حضرته.

نسأل الله تعالى أنَّ يوفقَ القلوبَ الطاهرةَ للإيمانِ بهذا المبعوث كي ينالوا هذه الفوائد العظيمة، وأن يصلحَ حـال أمة سـيدنا محمد بصلى الله عليه وسلم فضله ورحمته، آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك