كلمة التقوى

كلمة التقوى

التحرير

 

قراءنا الكرام، نودع اليوم سنة بما كان فيها من إنجازات وأفراح .. آلام ومآسي.. لنستقبل أخرى بغموضها وأسرارها. فلا نملك إلا أن نتفاءل ونتمسك بآمالنا وأحلامنا والتي نتمنى أن يكتب لها الله التحقيق؟ فإنجازات اليوم ماهي إلا نتيجة أحلام الأمس. وما كان لها أن تتحقق لولا العناية الإلهية والعزيمة التي لا تعرف الوهن ولا الكَل خصُوصًا إذا كان أسَاسها الصدق والإخلاص، الذي وإن اختلف من شخص إلى آخر قوة أو ضعفًا، يبقى هو الأساس الصلب الذي يرتكز عليه كل عمل صالح. وبحكم عُضويتنا في المجتمع والتحامنا به لا بد أن نؤثر ونتأثر بمن حولنا. ولا يسعني في هذه المناسبة الهامة إلا أن أشارككم تلك النصيحة العظيمة التي احتوت عليها إحدى آيات سورة الفتح والتي أرست قاعدة متينة لكل مسلم يريد أن ينتمي لجماعة محمد ..

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ،

فالمعيّة هنا ليست المصاحبة المحددة بزمان ومكان، بل هي معيّة باقية وسارية المفعول إلى يوم يبعثون، إذ أن زمن أشرف المرسلين سيدنا محمد المصطفى مستمر إلى يوم البعث العظيم.. فلنكن أشداء على الكفار وذلك بالتشبه بمن أُعطي مكارم الأخلاق وبمن أدبه ربه فأحسن تأديبه، وعدم التأثر بطبائعهم الجاهلية وميولاتهم الشيطانية، وعلى عكس ذلك فلنكن من المؤثرين ببث الخير في محيطنا وفي أنحاء المعمورة لنسهم في تدعيم أسس المستقبل ونشارك في تحقيق ما أراده الله للإنسانية جمعاء وذلك بإظهار ديننا الحنيف الإسلام على كل الأديان. ولن يتحقق هذا إلا إذا تمسكنا بالشروط المنصوص عليها في هذه الآية الكريمة .. فإظهار الشدة على الكفار غير كافي لتحقيق تلك الثورة الروحية العالمية ولكن يجب علينا أن نتراحم ونحل كل مشاكلنا فيما بيننا بالرحمة والرأفة.

فخلاصة القول إذا أصبح مجتمعنا الإسلامي وحدة متكاملة متماسكة لا تتأثر بسلبيات حياة المجتمعات الأخرى، بل تؤثر في كل قريب وبعيد من خلال تحلينا بأخلاق وتعاليم سيد البشرية محمد التي أحيت الأموات الروحانيين في الجزيرة العربية وشفت عمي “القلوب التي في الصدور” فأصبح العُمي يبصرون والأموات الروحانيين بالمعارف الإلهية ينطقون .. سيكرمنا الله ويشرفنا للعب دور هام في سبيل تحقيق أعظم نبوة للإنسانية، وغزو تلك القلوب الطاهرة كي تصبح مهبط أنوار الله وهدايته …

قراءنا الكرام، ما ذكرناه ليس أماني مستحيلة التحقيق ولا أحلام أمة غارقة في أوحال التخلف والتشتت بل هي حقائق دونها التاريخ وتحققت في زمن الرسول وحتمًا سيحققها الله مرة أخرى ببعثة الإمام المهدي .. خادم سيدنا محمد المصطفى . فها نحن على عتبة شهر رمضان المعظم فلننتهز هذه الفرصة الذهبية ونصلح أمورنا مع الله ونفيق من ذلك السبات الطويل وندرس دعوة من قال في شأنه خير خلق الله محمد المصطفى “فإذا رأيتموه فبايعوه”.

  • رمضان مبارك وكل عام والعالم الإسلامي بخير. (التقوى)
Share via
تابعونا على الفايس بوك