كلام الإمام

إن ذلك النور الأجلى الذي وُهب للإنسان، أعني للإنسان الكامل، لم يكن في الملائكة، ولا في النجوم، ولا في القمر، ولا في الشمس، ولم يكن في بحار الأرض ولا أنهارها، ولا في اللَّعْل، ولا في الياقوت، ولا في الزمرّد، ولا في الماس، ولا في اللؤلؤ؛ باختصار، لم يكن ذلك النور في أي شيء من الأرض أو السماء، وإنما كان في إنسان، أي ذلك الإنسان الكامل الذي كان سيدنا ومولانا، سيد الأنبياء، سيد الأحياء محمد المصطفى . (مرآة كمالات الإسلام)

إنني دائما أنظر بعين الإعجاب إلى هذا النبي العربي الذي اسمه محمد (عليه ألف ألف صلاة وسلام). ما أرفعَ شأنَه! لا يمكن إدراك سمو مقامه العالي، وليس بوسع إنسان تقدير تأثيره القدسي.­ الأسف، أن الدنيا لم تقدر مكانته حق قدرها. إنه هو البطل الوحيد الذي أعاد التوحيد إلى الدنيا بعد أن غاب عنها. لقد أحبَّ اللهَ حبًّا جمًّا، وذابت نفسه إلى أقصى الحدود شفقةً على خلق الله، لذلك فإن الله العالِم بسريرته فضَّله على الأنبياء كلهم، وعلى الأولين والآخرين جميعا، وحقق له في حياته كل ما أراد. (حقيقة الوحي)

. الحادث العجيب الذي جرى في برية العرب؛ حيث بُعث مئات الألوف من الموتى في أيام معدودات، وتحلّى بالصبغة الإلهية أولئك الذين فسدت أخلاقهم على مرّ الأجيال، وأصبح العُمي يبصرون، والبكمُ بالمعارف الإلهية ينطقون، وحدث في العالم دفعة واحدة انقلاب لم تره عين، ولم تسمع به أذن قط، أتعرفون كيف حدث ذلك؟ إن هو إلا نتيجة تلك الدعوات التي دعا بها في جوف ليال حالكة عبدٌ متفانٍ في الله، هي التي أحدثت ضجة في الدنيا، وأظهرت العجائب التي يبدو صدورها مستحيلا على يد ذلك الأمي ضعيف الحيلة. اللهم صل وسلم وبارك عليه وآله بعدد همه وغمه وحُزنه لهذه الأمة، وأنزل عليه أنوار رحمتك إلى الأبد. (بركات الدعاء)

­من الغريب حقا أن الدنيا موشكة على الانتهاء ولكن أشعة فيوض هذا النبي الكامل لم تنته بعد. لو لم يمنع كلام الله القرآنُ من ذلك لقلتُ إنه هو النبي الوحيد الموجود في السماء إلى الآن بجسده المادي لأننا نجد علامات واضحة لحياته. إن دينه حيٌّ، وإن متَّبعه يصبح حيا، وبواسطته يمكن الوصول إلى الله الحيّ. لقد وجدنا أن الله تعالى يحبه ويحب دينه ويحب من يحبه. وليكن معلوما أنه هو الحي الوحيد في الحقيقة، وأن مكانته في السماء أعلى من الجميع. وهو في السماء عند إله مقتدر، لكن ليس بهذا الجسد المادي الفاني بل بجسم نوراني آخر لا يفنى. منه.

Share via
تابعونا على الفايس بوك