قل ولا تقل.. لا تكرر (كلما) في جملة واحدة

 قل ولا تقل.. لا تكرر (كلما) في جملة واحدة

وسام علي البراقي

كاتب
  • لا تكرر (كلما) في جملة واحدة.
  • قل: من ثم؛ لذا… ولا تقل: بالتالي
  • قل: ولما كان… ولا تقل: بما أن

__

لا تكرر (كلما) في جملة واحدة:

يخطئ المترجمون باستخدامهم “كلّما” مرتين في جملة واحدة، على غرار تركيب الجملة بالفرنسية أو الإنجليزية، نحو قولهم: «كلما تعمقتَ في القراءة والاطلاع، كلما زادت حصيلتُك من المعرفة.» والصواب حذْف (كلما) الثانية.

فقد ورد في القرآن الكريم: كلما دخل عليها زكريّا المحراب وَجَدَ عندها رِزقاً

يقال: كلما زاد اطلاعُك، اتسعت آفاقك.

ويقال: كلما زاد عِلمُ المرء، قلَّ انتقادُه للآخرين.

ويقول المسيح الموعود :

“وسعَوا كل السعي لأُبْتَلى ببليّة ويغيَّر عليّ نعمةٌ نلتُها من الرحمن، فخُذِلوا في كل موطنٍ ونكصوا على أعقابهم من الخذلان. وكلما ألقوا علي شبكةَ خديعةٍ مخـترعةٍ، فرَّجها ربي عني بفضل من لدنه ورحمةٍ، وكان آخر أمرهم أنهم جُعلوا أسفل السافلين، وانتصفنا مِن كل خصم مهين، مِن غير أن نرافع إلى قضاة أو نتقدم إلى الحاكمين.” (مواهب الرحمن)

قل: مِن ثَمَّ؛ لذا…؛ ولا تقل: بالتالي

(بالتالي) شبه جملة ركيكة جداً شائعة يجب أن يستبدل بها ما يناسب المقام:

مِن ثَمّ؛ لذا؛ وعلى هذا؛ وبذلك؛ إذن؛ أيْ؛ ومِن ثَمَّ يتّضح؛ نجد؛ نرى أنَّ؛ الخ…

وللفائدة نقول: (ثَمَّ) اسم يشار به إلى المكان البعيد بمعنى هناك، وهو ظرف لا يتصرف، وقد تلحقه التاء فيقال (ثَمَّةَ) ويوقف عليها بالهاء.

أما (ثمَّ) فهو حرف عطف يدل على الترتيب مع التراخي في الزمن. وتلحقه التاء المفتوحة فيقال: ثُمَّتَ، ويوقف عليها بالتاء.

قل: ولمّا كان … ولا تقل: وبما أن

مِن أَوجُه استعمال (لـمّا) مجيئها ظرفاً تَضَمَّن معنى الشرط، وشرطه وجوابه فِعْلان ماضيان، نحو: لمّا جاء خالدٌ أكرمته.

فإذا كان الجواب جملة اسمية، وجب اقترانها بالفاء. وعلى هذا يمكن القول:

ولما كنا أنجزنا العمل، وجب إعداد تقرير عنه.

ولما كنا أنجزنا العمل، فَعَلينا إعداد تقرير عنه. ولا يقال: (بما أننا أنجزنا…)

يقول الله تعالى: وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (الأَعراف: 135)

يقول المسيح الموعود :

“ولما كان الظالمون نسبوني إلى الهزيمة، أعوزَني فِرْيتُهم هذه إلى تفسير سورة الفاتحة، لأُخلِّصَ نفسي من النواجذ والأنياب، فإن صول الكلاب أهون من صول المفتري الكذّاب.” (إعجاز المسيح)

ويقول :

“ولما كان شأن المسيح المحمدي كذلك فما أكبرَ شأنَ نبيٍّ هو من أمّته! اللهم صلّ عليه سلاما لا يُغادر برَكةً من بركاتك، وسَوِّدْ وجوهَ أعدائه بتأييداتك وآياتك. آمين.” (الخطبة الإلهامية)

Share via
تابعونا على الفايس بوك