طرق الإصلاح الثلاث
  • ما الأحوال الثلاث للنفس الإنسانية؟
  • ما هي تلك المستويات الثلاثة لإصلاحها؟

___

لقد بيَّنت آنفا أن للحالات البشرية ثلاثةَ منابع: هي النفس الأمارة؛ والنفس اللوامة؛ والنفس المطمئنة. وكذلك للإصلاح طرق ثلاث.

الطريق الأول هو النهوض بالمتوحشين الهمج إلى مبادئ أخلاقية، وذلك بأن يسلكوا طريق الإنسانية فيما يتعلق بآداب الأكل والشرب والزواج وما شابه ذلك من أمور التمدن البسيط.. فلا يمشون عراة، ولا يأكلون الميتة كالكلاب، ولا يأتون غير ذلك من أفعال الهمجيّة.

وهذه أدنى مرحلة من مراحل إصلاح الحالات الطبْعية. فإذا أُريد مثلا تعليم الآداب الإنسانية لأحد المتوحشين من بورت بلير (Port Blair) فسوف يُعَلَّمُ أولا ما هي أدنى خلق من مبادئ الأخلاق البشرية، والأسهل من الآداب الإنسانية.

والطريق الثاني هو أنه إذا تمكنَ أحدٌ من تعلم الآداب الإنسانية الظاهرية فسيُعَلَّم ما فوقها من الأخلاق الإنسانية الفاضلة، ويدَّرب على استعمال قواه الكامنة في مواضعها الملائمة.

والطريق الثالث هو أن هؤلاء المتحَلّين بالأخلاق الفاضلة – وإن كانوا لا يزالون  زُهاد ذوي جفاف روحاني – يجب أن يُسقَوا رحيق المحبة ويُذاقوا لذة الوصال.

هذه هي المدارج الثلاثة من الإصلاح التي بيَّنها القرآن المجيد.

(فلسفة تعاليم الإسلام ص 24 و25)

Share via
تابعونا على الفايس بوك